من الصحف الاميركية
أفادت الصحف الاميركية بأن قيادة قوات SEALs الخاصة الأميركية حاولت إخفاء جرائم أحد عسكرييها التي ارتكبها خلال تحرير الموصل من قبضة تنظيم “داعش” الارهابي في 2017″، مشيرةً إلى ان التقرير المتعلق بالتحقيقات مع قائد فصيلة القوات الخاصة إدوارد غالاهر، يشير إلى أن 7 أفراد من الفصيلة أبلغوا قيادة القوات الخاصة بالجرائم التي ارتكبها قائدهم تجاه المدنيين، وذلك خلال اجتماع في قاعدة “كورونادو” بالقرب من سان دييغو في كاليفورنيا في آذار 2018″.
وفي الشأن السوداني قالت الصحف إن المتظاهرين السودانيين رددوا شعارات ترفض أي تدخُّل من السعودية والإمارات في شؤون بلادهم، كما رفعوا لافتات تؤكد رفضهم المساعدات السعودية حتى لو اضطروا إلى أكل “الفول والفلافل“، وتابعت واشنطن بوست أن الهتافات التي ردَّدها المتظاهرون السودانيون خلال الأيام القليلة الماضية، جاءت بعد أن أعلنت السعودية والإمارات تقديم 3 مليارات دولار للحكومة العسكرية الانتقالية التي أطاحت بالرئيس السوداني عمر البشير بعد 30 سنة من الحكم.
ورغم الإطاحة بالبشير، فإن الاحتجاجات استمرت في جميع أنحاء البلاد، لتكون الأكبر التي يشهدها السودان منذ عقود، فبعد الإطاحة بالبشير يضغط المحتجون على الجيش، من أجل نقل السلطة بسرعة إلى مجلس مدني، حتى يتمكن من إجراء انتخابات.
نشرت صحيفة نيويورك تايمز تقريرا لمراسلها ديكلان وولش، تحت عنوان “احتج الابن ضد الديكتاتور فأطاح الأب به”، يتحدث فيه عن التظاهرات السودانية التي أطاحت هذا الشهر بعمر حسن البشير، الذي حكم السودان لمدة 30 عاما.
ويتحدث الكاتب في تقريرهعن الجنرال صلاح عبد الخالق، الجندي الذي قاتل في حروب السودان الكثيرة، والذي وقف أمام المحتجين، وهو يؤكد لهم أن لا داعي للخوف من الجيش، “فهذا الجيش هو جيشكم.. لن نقاتلكم”، مطمئنا المعتصمين أمام مقر القيادة العامة للجيش السوداني.
ويكشف التقرير عن أن ما لم يعرفه المحتجون الذين تجمعوا حوله، هو أن ابنه كان من بينهم، وقال الطيار صلاح عبد الخالق (28 عاما): “كان علي أن أكون هنا”، ودفعته حالة الإحباط من تراجع السودان في ظل البشير للتظاهر أمام مكتب والده.
وقابل وولش الكابتن ووالده في الفيلا التي تعيش فيها العائلة في الخرطوم، حيث قال الجنرال موافقا: “لم أوافق في البداية.. لكن هذا هو التغيير الذي يريده الشباب“.
وتعلق الصحيفة قائلة إن الانقسام داخل العائلة يعكس التوتر الأوسع في السودان، حيث يدير الجيش والمدنيون مفاوضات شائكة حول مستقبل السودان، ويتنافس كل طرف للسيطرة على هذا البلد الواسع والفقير، واعدا بالتخلص من سنوات الحكم السيئ للبلاد في ظل البشير.
ويشير التقرير إلى أن عبد الخالق كشف لأول مرة أنه وزملاءه من قادة الجيش أطاحوا بالبشير في انقلاب أبيض في الساعات الأولى من فجر الحادي عشر من أبريل، وقاموا بالتشويش على هاتفه النقال، وعندما وجد أنهم هزموه صعق البشير وكان غاضبا.
ويقول الكاتب إن الجنرال عبد الخالق الآن هو واحد من أقوى الرجال في السودان، وجزء من مجلس عسكري انتقالي مكون من 10 أفراد، أما البشير فهو في سجن أمني سيئ السمعة في الخرطوم، ويتعرض لتحقيق في غسيل أموال وجرائم مالية أخرى، وصادر المحققون نهاية الأسبوع ما قيمته 112 مليون دولار من مقر إقامته، بحسب قول الجنرال عبد الخالق.
وتجد الصحيفة أن الإطاحة بالبشير ربما كانت الجزء الأسهل من الثورة السودانية، فالأعداد المحتشدة أمام مقرات الجيش ترفض المغادرة حتى يستجيب العسكر لمطالبهم، وأهمها تسليم السلطة للمدنيين، مشيرة إلى أن الاعتصام كان حتى هذا الوقت مليئا بالبهجة وسلميا، وجذب إليه الشباب والمغنين والراقصين والخطباء، الذين شعروا بالراحة لنهاية حكم البشير القمعي.
ويستدرك التقرير بأن المفاوضات بين المجلس العسكري وتجمع المهنيين السودانيين انهارت نهاية الأسبوع، وتجمع في يوم الأحد أكبر حشد من المتظاهرين، الذين حملوا هواتفهم النقالة التي خلقت بحرا من الأضواء الراقصة، وجلس المحتجون على حافة جسر لسكة الحديد وهم يهتفون بصوت واحد، فيما شجب بعضهم رئيس المجلس عبد الفتاح البرهان ووصفوه بـ”القذر“.
ويلفت وولش إلى أن البرهان قد دعا يوم الاثنين إلى الابتعاد عن نقاط التفتيش التي تحيط بمنطقة الاعتصام، التي يتم فيها تفتيش المتظاهرين خشية أن يكون بحوزتهم أسلحة، وقال إن الأمن هو مسؤولية الجيش، ورأى المتظاهرون في تصريحات البرهان محاولة منه لإضعاف التظاهر وربما إنهائه.
وتورد الصحيفة نقلا عن الجنرال عبد الخالق، قوله إنه يدعم حكما مدنيا في النهاية، لكنه حذر من النتائج الخطيرة لو استمر القادة المدنيون في التظاهر للضغط على الجيش لتسليم السلطة مباشرة، وحذر قائلا: “هذه الفكرة تقودنا إلى الحرب الأهلية“.
ويلفت التقرير إلى أن البشير عين الجنرال عبد الخالق قائدا لسلاح الجو في فبراير، في محاولة لتقوية نظامه المتداعي، مشيرا إلى أن صورة تجمع الرجلين لا تزال معلقة في غرفة المعيشة للجنرال.
ويفيد الكاتب بأنه مع تزايد التظاهرات، ووصول المحتجين إلى القيادة العامة في 6 أبريل، بدأ الجنرال بتغيير موقفه، ويقول إنه بدأ يشعر بالخيبة من حالة الفساد، ولم يستطع السفر لعدة دول عربية وأفريقية وأوروبية بسبب العقوبات الأميركية، وبعدها فقد السيطرة على قواته.
وتذكر الصحيفة أنه عندما قامت قوات موالية للبشير بإطلاق النار على المتظاهرين، فإن عددا من جنود سلاح الجو تركوا أماكنهم للدفاع عن المتظاهرين، ما أدى إلى مناوشات خارج أبواب القيادة العسكرية، وعندما زادت أعداد المحتجين وصلت رسالة هاتفية للجنرال صلاح من ابنه عبد الخالق، الذي قال له إنه انضم للمتظاهرين.
وينوه التقرير إلى أن عبد الخالق يعرف البشير من خلال علاقته مع والده، ويتذكره رجلا يحب المزاح مع أي شخص، لكن عبد الخالق أصبح قلقا من البؤس والعزلة اللذين أصبحا علامة حكم البشير، فزادت أسعار الطعام، وقلت السيولة النقدية، وفرغت آلات الصرف الآلي، ولم تستطع شركة الطيران الخاصة التي يعمل بها الحصول على قطع الغيار، بسبب تصنيف الولايات المتحدة السودان دولة راعية للإرهاب، وفي العام الماضي تقدم بطلب للحصول على البطاقة الخضراء من خلال اللوتري، ويقول: “أعلم أن والدي في الداخل، لكنني سوداني، وعلي أن أكون مع شعبي“.