من الصحافة الاسرائيلية
تناولت الصحف الإسرائيلية الصادرة اليوم توقعات السفير الأميركي السابق في إسرائيل دان شابيرو أن تؤدي العقوبات التي تفرضها إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، على إيران إلى توتر مع دول تعارض هذه العقوبات، وأشار إلى أن الضغوط على ترامب تتزايد في هذه الأثناء، على ضوء اقتراب انتخابات الرئاسة العام المقبل .
وقال شابيرو للإذاعة العامة الإسرائيلية اليوم الثلاثاء، إن “عقوبات ترامب على إيران ستسبب توترا مع دول”. وزعم أنه “من جهة، لا شك في أن سياسة ترامب لممارسة ضغوط اقتصادية على إيران حققت عدة نتائج هامة، والاقتصاد الإيراني في وضع صعب جدا. ومن الجهة الأخرى، هذه السياسة التي شملت انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي سببت توترا مع حلفاء في أوروبا، الذين يؤيدون الاتفاق، وتتسبب الآن توتر مع الصين والهند واليابان وكوريا الجنوبية أيضا، وهي دول حصلت حتى الآن على إعفاء لشراء النفط الإيراني“.
لكن ترامب يتعرض لضغوط أيضا، وفقا لشابيرو، بسبب اقتراب انتخابات الرئاسة الأميركية، التي ستجري العام المقبل. “بعد سنتين ونصف السنة على بدء ولايته، فإن الساعة تدق، وترامب يريد نتائج أكثر وضوحا حيال البرنامج النووي الإيراني”. ومن الجهة الأخرى فإن ترامب لا يريد فتح جبهة جديدة في الشرق الأوسط. “لا يوجد مؤشر على أن ترامب، الذي انتقد بشدة الحرب في العراق ويريد إخراج القوات الأميركية من سورية، يريد شن هجوم في إيران. وهو لا يتطلع إلى خوض حرب أخرى في الشرق الأوسط“.
وكشفت صحيفة يديعوت أحرونوت عن دور عبد الفتاح السيسي، في تجنيد أنظمة العالم العربي لـ”صفقة القرن” الأميركية.
وأوضحت الصحيفة التي كتبتها الصحفية الإسرائيلية الخبيرة بالشؤون العربية، سمدار بيري وترجمتها عربي 21، أنه لا أحد في العالم العربي من الزعماء، رؤساء المخابرات، السفراء أو المبعوثين السريين، يمكنه بعد أن يشكل الصورة الكاملة لما تبدو عليه صفقة القرن للرئيس الأمريكي دونالد ترامب“.
ونوهت إلى أن “الخطة لا تزال تبنى، والتفاصيل الأخيرة لم تتحدد بعد، وهي لن تعرض على ما يبدو إلا في بداية حزيران، بعد شهر رمضان“.
وذكرت الصحيفة، أن هناك “تغيير بات بارزا للعيان منذ الآن؛ السعودية لن تكون الدولة العربية التي ستقود الصفقة في العالم العربي، مثلما خطط ترامب في البداية، بل “صديقي المصري”، السيسي، رغم أن للكثيرين في الولايات المتحدة توجد مشكلة مع الاثنين؛ ولي العهد السعودي محمد بن سلمان السعودي والسيسي“.
وأشارت إلى أن “الحليف السعودي (بن سلمان)، مرتبط بقتل الصحفي جمال خاشقجي، والاعتقالات وتعذيب معارضي النظام، بينما للسيسي في القاهرة أيضا يوجد له سجل إشكالي في حقوق الانسان، ورغم ذلك يحظى السيسي بالثناء من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، واحتل بمعونته أيضا قلب ترامب”، بحسب الصحيفة.
وأكدت يديعوت، أن “النظرة الإسرائيلية للسيسي تختلف عن صورته في العالم؛ فعندهم هو دكتاتور، أما عندنا فهو جار قريب وشريك يحمي معنا سيناء، ويتجول في بلاده آلاف الاسرائيليين، والسيسي ملتزم ألا تسقط شعرة من رؤوسهم“.
ونبهت إلى أن “ترامب تنازل منذ الآن للسيسي في موضوع معين، بعد أن شرح السيسي بأن ليس في نيته المواجهة مع إيران، لا في اليمين ولا عبر المقاطعة التي تفرضها الولايات المتحدة على الإيرانيين، كما تلقى السيسي كتاب إعفاء من ترامب وتحية سلام حارة من طهران“.
وبينت أن “الدور المركزي للسيسي، حتى لو لم يعرف كل التفاصيل الكاملة، واضح؛ تجنيد العالم العربي المعتدل لخطة القرن لترامب”، مضيفة: “لقد سبق أن اتخذ خطوة في هذا الاتجاه حين أعلن بأن مصر تتمسك بحل الدولتين واحدة لإسرائيل واخرى للفلسطينيين“.
و”الحقيقة هي أن السيسي ملّ من محمود عباس، الذي التقاه في القاهرة أمس، في ظل المشاكل الداخلية التي تضغط عليه أكثر بكثير”، بحسب الصحيفة التي رجحت أن “يمكن للسيسي أن يجند لترامب الأردن، المغرب، السعودية والإمارات، وأيضا قطر، حيث تبقي على شبكة علاقات على نار هادئة مع مصر، رغم الحظر السعودي“.
وأضافت: “يوجد هنا في واقع الأمر صفقة آخذة في التكون من خلف الكواليس فنتنياهو أوصى وترامب اشترى، والسيسي يتلقى رزمة، ومصر ستقود العالم العربي لصفقة القرن بل وستدعى لتقديم ملاحظاتها قبل أن تنكشف كل تفاصيل الخطة بكاملها“.
وفي المقابل، “ستحظى مصر بمساعدة اقتصادية مكثفة من إدارة ترامب، ومنذ الأن توجد مؤشرات على أن المساعدة المالية ستبدأ بالضخ قريبا“.
وكشفت الصحيفة الإسرائيلية، أن “أصابع نتنياهو تنغرس عميقا في الخطة، فلم يعد من الواضح من الذي صاغها، أو على الأقل أجزاء منها”، منوهة إلى أنه “منذ هذه المرحلة المبكرة، فإن المشاورات في كل ما يتعلق بما هو مقبول أو غير مقبول من العالم العربي، وكم هو مركزي دور مصر، ترسل مباشرة من إسرائيل إلى البيت الأبيض”.