من الصحف البريطانية
تابعت الصحف البريطانية الصادرة اليوم في تقاريرها ومقالاتها فوز بنيامين نتنياهو بالانتخابات في إسرائيل، وتوقعات ما بعد تنحي بوتفليقة عن الرئاسة في الجزائر .
نشرت صحيفة ديلي تليغراف مقالا كتبه جيمس سورين يقول فيه إن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قد يواجه عقوبة السجن على الرغم من فوزه بفترة حكم خامسة.
يقول جيمس إن فوز نتنياهو بالانتخابات لا يعني نهاية متاعبه، كما أن منافسه حقق هو أيضا نجاحا باهرا بالنظر إلى أن بيني غانتز دخل عالم السياسة منذ شهور قليلة فحسب.
ومثلما تمكن نتنياهو من حشد أنصاره فإن سياسة التفريق التي انتهجها وتهم الفساد التي تحوم حوله دفعت أكثر من مليون ناخب للتصويت لمنافسه، وسيصبح نتنياهو رئيسا للوزراء لفترة خامسة فقط لأن الأحزاب الحليفة له حصلت على مقاعد أكثر من الأحزاب الحليفة لمنافسه.
فالحملة الانتخابية التي انتهجها نتنياهو كانت، حسب الكاتب، عملا استراتيجيا متقنا، ولكنه استعمل فيها أساليب قذرة من بينها شيطنة أحزاب اليسار والتشكيك في شرعية الأحزاب العربية، ومحاولة إدخال عنصريين إلى البرلمان، كما اتهم وسائل الإعلام بنشر أخبار كاذبة.
ومن أجل الدفاع عن نفسه في قضايا الفساد شكك في حياد ودوافع مؤسسات الدولة.
ويتوقع جيمس أن تنشر الأسبوع المقبل أدلة ضلوعه في قضايا الفساد المتهم فيها. كما أن نتيجة الانتخابات بينت انقسام المجتمع بين من يريدونه لقيادة البلاد، ومن يطالبون برحيله.
وسيكون نتنياهو في الفترة المقبلة منشغلا بنفي تهم الفساد والدفاع عن نفسه بدل العمل على رأب الصدع في المجتمع الإسرائيلي وتوحيد كلمته، وهو اليوم يحتفل بفوزه بالانتخابات ولكنه قد يكون في السجن العام المقبل.
نشرت صحيفة آي مقالا كتبه، باتريك كوبرن، يشرح فيه كيف أصبح نتنياهو فنانا في الحرب الدعائية.
يقول كوبيرن إن بنيامين نتنياهو نسخة مبكرة للقائد القومي الشعبوي، من الذين وصلوا إلى الحكم في العقود الأخيرة. وهو يعرف جيدا من يملك السلطة ومن لا يملكها وكيف يتلاعب بهم جميعا.
ولا غرابة أنه يتفاهم مع دونالد ترامب ومع فلاديمير بوتين.
ويضيف كوبيرن أن نتنياهو لم يغير نظرته ولا أسلوبه كثيرا منذ أن اشتهر دبلوماسيا في واشنطن خلال الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982، وأظهر خلالها موهبته الدعائية في الدفاع عن أداء إسرائيل في الحرب خاصة في قصفها لبيروت.
فهو يتحدث الانجليزية بلكنة أمريكية ويعرف ما ينبغي أن يقوله للأمريكيين، وكيف يتعامل مع وسائل الإعلام الأمريكية أيضا.
ومن بين ما يتميز به نتياهو، حسب كوبيرن، المبالغة في وصف التهديد الذي يشكله الأعداء المفترضون، مثل الفلسطينيين وإيران، ولكنه لا يتحمس للحرب على الأرض، ربما لأن تجربته في لبنان عامي 182 و1984 جعلته يتحفظ على الأمر، ويفضل العمليات العسكرية الجوية.
ويرى كوبيرن أن هذا هو السبب الذي جعل نتنياهو رئيسا للوزراء لفترة خامسة، فالناخب الإسرائيلي يحب في القائد الخطاب القوي، ولكنه لا يريده أن يدفع به إلى حرب طويلة أو غير مضمونة النتائج.
ففي الفترات الأكثر حدة في خطاب نتنياهو بشأن خطر إيران كان الجيش الإسرائيلي حذرا بشأن تنفيذ أي عملية في سوريا ولبنان.
نشرت صحيفة الفاينانشيال تايمز مقالا كتبته رولا خلف تتساءل فيه عن مصير الاحتجاجات الجزائرية بعد تنحي الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، وتقول هل سينجح الربيع الجزائري؟.
تقول رولا إن تنحي بوتفليقة يمنح فرصة للجزائريين لاختيار مصير مختلف، بشرط أن تستلهم الجزائر دروس ماضيها المؤلم، ومن فشل تجارب جيرانها مع الربيع العربي.
وتضيف أن بوتفليقة كان خيارا سهلا في عام 1999، فقد قدمه الجيش على أنه الرجل الذي سينقذ البلاد من سنوات الدم، إذ توصل إلى اتفاق مع الإسلاميين ينهي العمل المسلح الذي بدأ بعد إلغاء الانتخابات التي فازوا بها عام 1991.
وبمرور السنوات قوض بوتفليقة سلطة الجيش والمخابرات وعزز نظاما جديدا استشرى فيه الفساد. وبحلول فترته الرابعة أصبح الرئيس رهينة عند مجموعة مصالح من العسكريين ورجال الأعمال أصبحت تمارس الحكم باسمه، يقودها أخوه سعيد.
وستواجه هذه المجموعة الآن مصيرها، ولكن لا دليل على أن ما يأتي سيكون أفضل من الذي مضى. ففي الأيام الأخيرة من حكم بوتفليقة كانت مجموعات المصالح ترتب أمورها لتحتل مواقع القيادة في المرحلة الانتقالية.
وترى الكاتبة أن المعارضة بمختلف تياراتها ضعيفة ومنقسمة، كما أن المحتجين ليس لهم قائد ولا زعيم وعليه لابد أن تكون المرحلة الانتقالية بيد هيئة لها شرعية تضم المحتجين والطلبة والجيش.
وتضيف أن الجزائريين كانوا يائسين من بلادهم ولكنهم اليوم أصبحوا يثقون في المستقبل وفي إمكانية المشاركة في بنائه، ولكن تحقيق النصر النهائي ليس سهلا.