عمر أبو ليلى: ناصر قنديل
في درسه الأول كيف تقاوم الانقسام والتفتيت… من سلفيت
وفي درسه الثاني كيف تجمع الدنيا والدين… على حد سكين
وفي درسه الثالث كشف الحساب… في الردّ على الإرهاب
وفي درسه الرابع جثمان الشهيد… أجمل هديّة للأم في العيد
أتمّ عمر أبي ليلى دروسه ومضى فتمتم صلاته في أذن المحتلّ
وغرس سكينه بين الضلعَيْن وتوازن الأرض يختلّ
وانتزع السلاح… والجنود يهرولون بين صراخ وصياح
ويطلق مسدّداً إلى اليسار والإصابة قاتلة
… وإلى اليمين سيارة حاخامهم ماثلة
فيسدّد مجدّدا
يسدّد على الرأس محدّدا
فيصيب وبيده المقود… والبندقية… في شغاف القلب محميّة
حتى يصل إلى العليّة
أتمّ عمر أبو ليلى المهمة
والحكام العرب من قمّة إلى قمّة
يتثاءبون ويتساءلون ويتجشّأون
… وبعضهم يشحذَ سمّه
أتمّ عمر أبو ليلى كل البنود
وأوفى كلّ العهود
وبات عليه الآن الصعود
فهذا الأسفل لا يناسب بقاء الكبار
هذا الأسفل يليق بالسافلين الصغار
يتساءلون عن القوانين الاستراتيجية وعن الحروب الذكيّة
وبومضة من نصل سكين يحسم عمر القضية
أمه غدير تصفه بالقدير… وحلمه أن يصير يوماً مدير
وها هو يُدير العالم على رأس إصبعه الصغير
يأتي بومبيو ويصرّح نتنياهو والكل يسأل عن الإرهابي الخطير
والفاعل… هو إبن غدير القدير الذي صار اليوم المدير
لقد فاجأتهم يا عمر… كما فاجأتنا… قالت غدير
لقد صفعتهم بدمك على عيونهم… فأعميتها
وعلى عيوننا فأبكيتَها
يا عمر
لقد بهرتهم بنورك شمساً لا تقاوَم نارُها
وعرّيت ذلنا تحت ضوء نورك يا قمر
… قالت غدير
في عيدها أجمل الهدايا أنت يا عمر
فالأم لا تحلم بأكثر من أن تحضن في عيدها القمر
وقد صرتَ قمر القدس والخليل والجليل وليمون يافا وحيفا وياسمين الشام
صرتَ وردة الأحلام
قمراً يضيء ليل بيت لحم عشيّة الميلاد
وصرتَ أيقونة الأطفال بتسعة عشر قمراً نثرتها من بيروت إلى بغداد