الصحافة اللبنانية

من الصحافة اللبنانية

أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية                                

الاخبار: التحقيق النائم: تعطيل المطار بلا محاسبة

كتبت صحيفة “الاخبار” تقول: يوم 26 أيلول الماضي، عُطِّل مطار بيروت الدولي لساعات بسبب خلاف بين ضابطين. انسحب عناصر قوى الأمن الداخلي من نقاط تفتيش المسافرين، و”أطفأوا” أجهزة التفتيش، فتولى عناصر استقصاء جهاز أمن المطار العمل مكانهم، ما أدى إلى عرقلة حركة المسافرين لنحو خمس ساعات. تحرّك القضاء والساسة لحلّ المسألة. فُتِح تحقيقٌ مشترك بين الجيش وقوى الأمن الداخلي لتحديد المسؤوليات، لكنّ النتائج بقيت طيّ الكتمان، بعدما “حفظ” مفوّض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي بيتر جرمانوس الملف في أدراجه حتى اليوم. “الأخبار” تنشر خلاصات التحقيق

لم تُعلَن نتائج التحقيق المشترك الذي أجراه الجيش وقوى الأمن في حادثة تعطيل مطار بيروت الدولي لساعات واحتجاز المسافرين نتيجة خلاف وقع بين قائد جهاز أمن المطار العميد جورج ضومط وقائد سرية درك المطار العقيد بلال الحجّار. الفضيحة التي وقعت يوم 26 أيلول 2018، كانت كفيلة بإطاحة رؤوس كثيرة لو أنها حصلت في أي بلد “يحترم نفسه”. غير أنّ للبنان شذوذه الدائم. في السياسة، كلُّ شيءٍ يُحلّ بعيداً عن المصلحة العامة. فبالتزامن مع التحقيق الجاري، بدأت مفاوضات سياسية لنقل ضومط والحجار، كل من موقعه، ولا سيما أنّ هذا الخلاف لم يكن يتيماً، إذ سبقته إشكالات عدة. طُرح يومها أن يُصار إلى نقل الحجار من المطار أولاً، على أن يُنقل ضومط لاحقاً، على اعتبار “قاعدة” الحساسية (البلهاء) التي تحول دون إطاحة الرئيس والمرؤوس معاً. يومها، اعترض وزير الداخلية السابق نهاد المشنوق. اشترط نقل الضابطين معاً لكونهما يتحمّلان المسؤولية معاً. وبقي المشنوق مصمِّماً على رأيه حتى مغادرته الوزارة. منذ أكثر من شهر، صدرت برقية بتعيين العقيد علي طه مساعداً لقائد سرية مطار بيروت. ومنذ نحو أسبوعين، صدرت برقية ثانية تُعيّن طه قائداً للسرية، على أن يُنقل العقيد الحجّار إلى رئاسة قسم المباحث الجنائية الخاصة. جاءت هذه البرقية التي تسببت بنقل الحجّار بعد أيام قليلة على “لقاء المصالحة” الذي جمع وزير الخارجية جبران باسيل والمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان. نُقل الحجّار، فيما بقي ضومط، ولم يُعرف إذا ما كان سيُنقل من مركزه لاحقاً. غير أنّ الثابت الوحيد أنّ قرار نقل الحجّار ليس قراراً إدارياً، ولو غُلِّف بإطار أمني، بل قرارٌ سياسي. وكان تعيين العقيد طه مساعداً للحجّار لمدة ثلاثة أسابيع بهدف التعرّف إلى تفاصيل وطبيعة الخدمة في المطار لكون الحجّار خدم لفترة طويلة فيه (نحو 14 عاماً).

أُشيع أنّ الحجّار نُقِل بناءً على التحقيق المشترك الذي رتّب المسؤولية عليه فقط، إلا أنّ أحداً لم يعلم ماذا تضمّن هذا التحقيق. وقد اطلعت “الأخبار” على مضمون التحقيقات التي أُجريت، والتي تزيد على مئة صفحة، بحيث تبيّن أنّ نتائج التحقيقات حمّلت المسؤولية لكل من رئيس جهاز أمن المطار وقائد السرية معاً.

وحتى تاريخه، لا يزال هذا التحقيق في درج القاضي بيتر جرمانوس الذي أشرف عليه ولم يتّخذ أي إجراء بنتيجته، رغم أنّ مديرية قوى الأمن تحفّظت عليه وطلبت فصل الضابطين (ضومط والحجار) لكونهما لا يتمتعان بالمسؤولية لإدارة مرفق عام، بعدما تسببا بتعطيل المطار مدة خمس ساعات.

انطلق التحقيق من اعتبار أنّ الخلافات المتراكمة سببها عدم وجود تفسير موحّد للمراسيم والأنظمة والقوانين المتعلّقة بكيفية إدارة العمل في جهاز أمن المطار بين رئيس الجهاز وقائد سرية الدرك في المطار. وتحدث التحقيق عن “عدم وجود انسجام شخصي وفقدان الثقة بين الضابطين ضومط والحجار”، مشيرين إلى أنّ المذكورَين نظّما عدة تقارير، كل منهما بحق الآخر، من دون أن تتم معالجة الأمر من قبل قيادتهما. ولفت التحقيق إلى أنّ “عدم وجود نظام عمل داخلي لجهاز أمن المطار يؤدي إلى حدوث إرباكات في تنظيم طريقة العمل”، مشيراً إلى احتمال تكرار مثل هذه الحوادث بأشكال مختلفة. وخلُصت التحقيقات إلى أنّ عناصر مفرزة الاستقصاء في جهاز الأمن لم يُنفِّذوا مهمّتهم، يوم 26 أيلول، بالشكل المطلوب، بسبب التهاء الجميع بالخلاف بين الاستقصاء والدرك، وابتعادهم عن تنفيذ المهمة الأساسية القاضية بتوقيف أحد الإرهابيين، بعد ورود معلومات إليهم باحتمال تسلله إلى المطار، علماً بأن مديرية قوى الأمن اعترضت هنا على عدم تحميل ضومط مسؤولية مخالفته المادة المتعلقة بوجوب إبلاغ الأجهزة والقيادات التابعة لجهاز أمن المطار عن الحوادث المحتملة على الصعيد الأمني. فكيف يُعقل أنّ هناك معلومة عن قدوم إرهابي، ولكن لا يوجد شيء يُفيد عن هويته أو هيئته أو أي معلومة قد تساعد على توقيفه؟ ولماذا لم تُعمم هذه المعلومة على باقي الأجهزة؟

لقد أشار التحقيق إلى أنّه كان بالإمكان نشر عناصر مفرزة الاستقصاء خارج نقطة الحراسات وتنفيذ المهمّة على أتمّ وجه من دون فضحها. كما كان بالإمكان لعناصر الحراسات والتفتيشات متابعة عملهم من دون التوقّف كالمعتاد وبشكل طبيعي وترك الأمر للرؤساء المعنيين. وقد ورد أنّ قائد سرية الدرك (الحجار) طلب من الضابط المسؤول إطفاء جهاز التفتيش والانسحاب فوراً، بعد اتصال أجراه بالمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان. ألم يكن بالإمكان الاستمرار بالعمل وإبلاغ الرؤساء للتدخّل لطلب سحب عناصر الاستقصاء خياراً أفضل من التعطيل؟

أما في مسألة توزيع المسؤوليات، فقد خلُص التحقيق إلى أنّ ضومط ارتكب خطأً عندما أعطى أمراً لعناصر من مفرزة الاستقصاء التابعة لقيادة الجهاز بتسلّم مهمة عناصر نقطة الحراسات في قوى الأمن الداخلي لجهة التدقيق بجوازات سفر المغادرين خلافاً للتعليمات. إلا أن مصادر عسكرية ردّت على هذه النقطة لتقول إنّ “تصرّف قائد جهاز أمن المطار جاء استناداً إلى الصلاحية المطلقة الممنوحة له لفعل ما يُريد لتسيير شؤون المطار، بعد القرارات الكيدية للحجار؛ ومنها إصداره برقية بتوقيف أي عنصر يُضبط أثناء تصوير أحد عناصره”. ولفتت المصادر إلى أنّه “بمجرّد انتشار عناصر الاستقصاء، انسحب عناصر قوى الأمن وأوقفوا العمل… لماذا؟ علماً بأن عناصر الاستقصاء يبعدون عنهم أمتاراً، بحسب ما يظهر في كاميرات المراقبة”، مشيرة إلى أنّ “عناصر الاستقصاء تدخّلوا لتسيير العمل بعدما ارتفعت صرخة الناس”. وتساءلت المصادر: “هل يُعقل أن تقرر قوى الأمن وقف الماكينات وتُعطّل العمل ويتدخّل وزير الداخلية، طالباً سحب العناصر لاستئناف العمل؟!”.

وبالعودة إلى التحقيق، فقد اعتبر المحققون أنّ العقيد الحجّار أخطأ عندما وجّه كتاباً لرئيسه يتضمّن عبارات مخالفة لأصول قواعد التخاطب العسكري في المراسلات. كما أخطأ عندما أعطى أمراً بتوقيف عناصر نقطة الحراسات الثابتة لقوى الأمن الداخلي عن العمل خلافاً للتعليمات. وقد اقترح منظّما التقرير العميد محمود العبدالله والعقيد دوري نكد تأليف لجنة من كل القطعات التابعة لجهاز أمن المطار (أمن عام، جمارك، أمن داخلي، جيش) تنحصر مهمتها بإزالة الغموض من المراسيم والأنظمة والتعليمات ووضع نظام عمل داخلي للجهاز. ودعا إلى العمل على إنشاء غرفة عمليات مشتركة تابعة لقيادة الجهاز، على أن يُعيّن العناصر من ضباط ورتباء تابعين لكل قطعات الجهاز وتجهّز بكل المستلزمات الضرورية لتأمين حُسن سير العمل.

البناء: اجتماع هام لعون مع بومبيو… وقمّة مع بوتين تضع خريطة طريق لملف النازحين التسوية الرئاسية على المحك غداً… وخطة الكهرباء والتعيينات على النار الحريري وباسيل بلغة واحدة: الحرص على التعاون وتحييد ملف الفساد

كتبت صحيفة “البناء” تقول: يستقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو في اجتماع حاسم بينهما، بعد غد الجمعة، وعلى الطاولة قضايا خلافية كبرى، كملف النازحين السوريين، وتسليح الجيش اللبناني، والثروات البحرية من النفط والغاز والحاجة لترسيم حدودها بشراكة أممية مفقودة، ودعم أميركي بدا أنه مشروط بتلبية المصالح الإسرائيلية، ودائماً على قاعدة الإعلان الأميركي عن أولوية المواجهة مع حزب الله، وتقول مصادر متابعة إن الرئيس ميشال عون قد أعدّ ملفاته للقاء الذي سيجمعه بومبيو، منطلقاً من تأكيد لبنان على أن مصالحه هي التي تقرر سياساته وليست المصالح الأميركية ومن هذا الموقع الإشارة لأولوية عودة النازحين، وكذلك رفض التغطية الأميركية للانتهاكات الإسرائيلية للسيادة اللبنانية وتعريض مصالحه للأذى خصوصاً في المجال النفطي، والإصرار على مقاربة ملف حزب الله من كونه جزءاً عضوياً من النسيج اللبناني ومن المؤسسات الدستورية بقوة نتائج الانتخابات.

زيارة بومبيو بعد غد ستتم عشية سفر رئيس الجمهورية إلى موسكو، حيث سيلتقي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والأولوية لتفعيل المبادرة الروسية لعودة النازحين وسبل جعل ملف النازحين في لبنان أولوية روسية. وتقول مصادر مطلعة إن القلق الأميركي من التعاون المشترك مع روسيا يتناول بصورة خاصة فرضيات حصول لبنان على شبكة دفاع جوي روسية تصيب الاستعمال الإسرائيلي للأجواء اللبنانية، ما يحمل بومبيو لوضع مستقبل المساعدة الأميركية للبنان عسكرياً في كفة مقابلة لأي تسليح روسي للجيش اللبناني.

في لبنان، ستكون التسوية الرئاسية على المحك يوم غد مع انعقاد الجلسة الأولى لمجلس الوزراء بعد مؤتمر بروكسل الذي تسبّب بفجوة في علاقات الرئيس الحريري بالرئيس عون ووزير الخارجية جبران باسيل، وقالت مصادر تيار المستقبل والتيار الوطني الحر إن نجاح مساعي التهدئة بعد سجال اليومين الماضيين، أسفر عن تفاهم على تحييد العمل الحكومي عن الخلافات والتجاذبات واستبعاد الملفات الخلافية ريثما تنضج التفاهمات حولها. وتوقعت المصادر حصر البحث في مجلس الوزراء بملفي التعيينات خصوصاً تشكيل المجلس العسكري، وإقرار خطة الكهرباء التي توقعت مصادر معنية أن تقوم فيها مناقصات علنية للمرحلة الانتقالية ومرحلة بناء معامل الإنتاج، واحدة تتضمن طلب الحصول على أفضل الأسعار لاستجرار كمية من الطاقة تقدر بثمانمئة ميغا سنوياً، والثانية تتعلق ببناء معامل تكفي لإنتاج ألفي ميغا سنوياً. بينما تقول المعلومات إن التعيينات الخاصة بالمجلس العسكري قد جرى التفاهم النهائي حولها.

رئيس الحكومة سعد الحريري ووزير الخارجية جبران باسيل اللذين تبادلا الحرص على تخفيض سقوف المواجهة بين تياريهما، وتحييد خلافاتهما عن أعمال الحكومة، أعلنا التمسك بالتسوية الرئاسية، وقالت مصادر مطلعة إن موضوعاً خلافياً قد يستدعي ترميم التسوية وتأكيد المضي فيها قدماً، يتمثل بقضية رفع الحصانة عن الموظفين الذي يستدعيهم القضاء كما هو حال مدير عام أوجيرو الذي يرفض المثول أمام القضاء ويدعمه وزير الاتصالات محمد شقير بذلك، وهو ما يرفضه التيار الوطني الحر مؤكداً ضرورة مثول الجميع أمام القضاء. وتوقعت المصادر تأجيل البتّ بالموقف من حصانات الموظفين إلى جولة لاحقة من اجتماعات الحكومة، بينما التفاهم قائم على تحييد الجدل حول ملفات الفساد وترك الكلمة الفصل فيها للقضاء وفقاً للآليات الراهنة التي يراها التيار الوطني الحر مصدراً للحماية من المساءلة، لكنّه يقبلها مؤقتاً لتشكل أحد وجوه هذه التسوية.

يحطّ وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو في الربوع اللبنانية يوم الجمعة، حيث سيتنقل بين بعبدا وعين التينة والسراي وقصر بسترس ويحل ضيفاً الى مائدة النائب ميشال معوّض، بعد أن حلّ من سبقه من مسؤولين أميركيين في اشارة الى مستشار وزارة الخارجية ديفيد ساترفيلد على مائدة القوات ووكيل وزارة الخارجية للشؤون السياسية ديفيد هيل على مائدة كليمنصو.

وبانتظار ما ستخلص إليه هذه الزيارة التي تسبق زيارة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الى روسيا بيومين، تشدد مصادر مطلعة لـ”البناء” على ان بومبيو يحمل الى المسؤولين اللبنانيين تحذيراً شديد اللهجة وإنذاراً الى ان السياسة الأميركية تجاه لبنان لن تبقى ما كانت عليه في السابق، وأنها ستتحدد وفق ما تمليه مصالحها. وتشير المصادر إلى ان بومبيو سيجدّد موقف واشنطن من حزب الله وإيران لجهة اعتماد سياسة أكثر تشدداً تجاههما الامر الذي يفرض على لبنان إبقاء الأمور على ما هي عليه مع إيران لجهة عدم التعاون او التنسيق او قبول الدعم والمساعدات والحد مما تسمّيه واشنطن قوة ونفوذ حزب الله، مع اشارة المصادر الى أن بومبيو سيؤكد للمعنيين دعم واشنطن للأجهزة الأمنية اللبنانية، لا سيّما المؤسّسة العسكريّة رغم انخفاض الميزانية المخصصة لهما. وتلفت المصادر الى ان ملف النازحين سيكون حاضراً في لقاءات بومبيو لجهة الإصرار على مفهوم العودة الطوعية والرفض الأميركي للمبادرة الروسية لا سيما أن تكاليف العودة بحسب الأميركيين باهظة وهناك شروط تضعها الدول المانحة لتمويل العودة، تفرض على النظام السوري القبول بها لجهة العلاقة مع المعارضة السورية.

وسط ما تقدم، لا تعوّل مصادر تكتل لبنان القوي على زيارة بومبيو في ما خصّ ملف النازحين، وتشدّد في حديث لـ”البناء” على أن التعويل في المساعدة على حل هذا الملف، هو على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي يواصل التأكيد على ضرورة حل الأزمة الإنسانية في الدول المضيفة وعودة النازحين، وانطلاقاً من المبادرة الروسية التي جرى تبنّيها في البيان الوزاري. وتشدّد المصادر على أن الرئيس عون لن يقبل ولن يسمح لأحد أن يساوم على هذا الملف، ولن يقبل بتقديم الحل السياسي على معالجة أزمة النزوح. أما على خط الموقف الأميركي من حزب الله، فشدّدت المصادر على أن بومبيو لن يسمع من رئيس الجمهورية ما يريده. فالرئيس عون سيواصل تأكيد موقفه المبدئي من حزب الله لجهة أنه جزء من الشعب وممثل في الحكومة والبرلمان.

الديار: بومبيو الى بيروت: مواجهة حزب الله افضلية على الاستقرار الداخلي خطة الكهرباء انجزت لكن هل تغيب عن جلسة الخميس وبري : لورشة كاملة في التعيينات

كتبت صحيفة “الديار” تقول: يتبين في الافق ان هناك توجهاً اميركياً يضع مواجهة حزب الله افضلية على الحفاظ على الاستقرار الداخلي اللبناني خلافا للسابق حيث كانت واشنطن تمارس ضغوطات على الحكومة اللبنانية لاحتواء حزب الله قدر المستطاع دون ان تعرض السلم الاهلي للخطر ودون ان تصل سياستها الى حد زعزعة استقرار لبنان الهش. اما اليوم فهذه السياسة الاميركية بقيادة ترامب ستفعل كل ما في وسعها لتطويع لبنان على المضي قدما في سياستها للمنطقة وفرض على الدولة اللبنانية حصارا خانقا بهدف جعلها تسير وفقا للسياسة الاميركية للمنطقة وتنفذ املاءاتها التي لا تتوافق دائما مع مصلحة لبنان الجغرافية ولا السياسية. وهذه النهج الاميركي العدائي المستجد في التعامل مع الحكومة اللبنانية لا يلحق هذه المرة الضرر فقط بحزب الله وجمهوره بل بالشعب اللبناني باجمعه لان من شأن الحصار الاميركي ان يزيد الفقر والبؤس والقهر عند الشعب اللبناني خاصة ان الوضع الاقتصادي اللبناني يعاني من تدهور وتراجع مخيف وينذر بايام قاتمة اذا استمرت اميركا على هذا النحو. وفي سياق متصل، واستباقا لزيارة وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو الى بيروت وما يحمل في جعبته من ضغوطات اميركية لتضييق الخناق على حزب الله، اعتبر الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش ان سلاح حزب الله يهدد الاستقرار في لبنان والمنطقة، ليكون تصريح غوتيريش دليلا اضافيا على ضغط اميركي للمجتمع الدولي لزيادة الضغوطات على حزب الله من كل حدب وصوب وفي الوقت نفسه حشر الحكومة اللبنانية في الزاوية ودفعها الى اتخاذ اجراءات قد لا تكون قادرة على تحمل اعبائها.

وعليه، وقبيل وصول وزير الخارجية الاميركية الى بيروت بدأت التجهيزات اللوجيستية والترتيبات الامنية المشددة تمهيدا لزيارته يوم الجمعة المقبل، تبدو اهداف زيارة بومبيو الى بيروت واضحة كذلك الاجواء التي ستهيمن على اللقاءات مع المسؤولين اللبنانيين وهي ممارسة المزيد من الضغوطات المتصاعدة على الحكومة ودفعها باتجاه اتخاذ اجراءات قد تكون غير قادرة على تحمل اعبائها وتداعياتها خاصة ان حزب الله جزء لا يتجزأ من التركيبة اللبنانية وبالتالي اي اجراء عدائي بحق المقاومة سيكون له مردود سلبي على باقي المكونات اللبنانية. هذا ويسعى بومبيو بحسب اوساط سياسية الى احتواء النفوذ الروسي الذي بدأ يطل برأسه في لبنان من خلال زيارة وفود روسية لبيروت وتوقيع اتفاقيات تعاون بين عدة قطاعات لبنانية وروسية وخاصة في قطاع النفط والغاز.

واذا كانت سياسة الادارة الاميركية برئاسة دونالد ترامب تريد تكرار سياسة جورج بوش الابن في المنطقة والتي اعتمدت على نهج معين وهو: اما معنا اما ضدنا، فان الظروف الدولية والاقليمية مختلفة اليوم عن مرحلة بوش الابن حيث بات لروسيا موطئ قدم في الشرق الاوسط وهي اللاعب الاساسي في سوريا كما ان نفوذها يتنامى في لبنان. فهل ستأتي العقوبات الاميركية على لبنان بنتائج عكسية لواشنطن؟ بمعنى اخر هل الضغوطات الاميركية على لبنان ستدفع بالدولة اللبنانية الى الفلك الروسي واكثر فاكثر تحت التأثير الايراني عند تردي الاحوال في لبنان؟

في المقابل، ترى اوساط سياسية ان زيارة بومبيو لن تأتي بجديد بل ما يحمله هو موضوع قديم يتم تداوله من جديد وهو دعم الدولة والجيش وعزل حزب الله لافتة الى ان الضغط الاميركي لن يؤثر على الاقتصاد اللبناني وان الدعم الاميركي للجيش اللبناني لن يتوقف.

النهار: الحريري يبثّ التفاؤل: لا للتلهي بالمناكفات التسوية الرئاسية بمثابة زواج ماروني

كتبت صحيفة “النهار” تقول: لعل أفضل ما قيل أمس في مؤتمر المجلس الاقتصادي الاجتماعي بعنوان “نحو سياحة مستدامة” جاء على لسان مشارك أردني قال: “لبنان براند في ذاته. وعندما أقول إني ذاهب الى بيروت يقولون لي نيالك. وهذا في ذاته مصدر غنى لبيروت المدينة السياحية الجاذبة والتي تستأهل الزيارة والسياحة. ورجائي لك يا دولة الرئيس ان تتحدث مع كل السفراء الذين تلتقيهم عن السياحة في لبنان، وان توفر وكل الوزراء الدعم لوزير السياحة لان نجاح السياحة عمل مشترك ما بين وزارات عدة”. وأضاف: “لا تهمني خلافاتكم الداخلية ففي كل بلد صراعات داخلية. المهم ان تقدموا صورة جيدة للخارج”.

وتمنى رئيس الوزراء سعد الحريري أن يعي اللبنانيون مغزى الرسالة “لأننا بخلافاتنا أبعدنا السياح عن لبنان”. وقد بدا رئيس الوزراء في اطلالتين أمس متفائلاً بامكان انطلاق الحكومة وتحقيقها انجازات على رغم الملفات الخلافية الكبيرة والكثيرة والتي يمكن ان تشكل عوائق ليس أمام الحكومة فقط، وانما أمام البلد كله في ظل ظروف ضاغطة مالية واقتصادية وسياسية. كذلك بدا مصراً على”عدم التلهّي بالمناكفات والزكزكات السياسية”، مشدداً على ان “لا أحد يريد وقف عمل الحكومة”.

وخلال لقائه في السرايا الحكومية وفد نقابة الصحافة برئاسة النقيب عوني الكعكي، قال: “واجبي تدوير الزوايا مع الجميع، وزيادة الإستثمارات وتشجيع المستثمرين من الخارج، وإعادة الثقة بالدولة. هناك إيجابيات تتراكم وإن شعر البعض بأنها جزئيات”. وكرر أنه “اتخذت قراراً بعدم التوقف عند الضجيج السياسي، ولن أضيّع الوقت بخلافات لا تأتي بشيء للاقتصاد والنمو وفرص العمل”. وأكد تمسكه بالتسوية الرئاسية قائلاً: “إنها بمثابة زواج ماروني، لسبب واحد يتعلق بمصلحة لبنان. أخذنا قراراً، الرئيس وأنا، يتعلق بمصلحة البلد، ورغم المناكفات التواصل مستمر. وأطمئنكم الى أنه لن يحصل خلاف من شأنه أن يوقف العمل، لا مع “التيار الوطني الحر”، ولا مع حركة أمل ولا مع “الحزب التقدمي الإشتراكي” ولا مع “القوات اللبنانية” ولا مع المردة، وحتى الخلافات المعروفة والعلنية مع “حزب الله”، هناك قرار مشترك بألا نسمح لها بوقف عمل الحكومة”.

اللواء: “تفاهم لبناني” على الموقف من طلبات بومبيو.. وغوتريس يحذِّر من الإخلال بالقرار 1701 الحريري يؤكِّد على التسوية مع عون.. وباسيل ينتقد تباطؤ العمل الحكومي

كتبت صحيفة “اللواء” تقول: الأبرز على الجبهة السياسية، إعلان الرئيس سعد الحريري ان التسوية مع التيار الوطني الحر قائمة، فهي مع رئيس الجمهورية ميشال عون “زواج ماروني”، من زاوية مصلحة لبنان، التي جعلها الوزير جبران باسيل معيار المحادثات مع وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، الذي يحلّ ضيفاً استثنائياً على لبنان، يومي الجمعة والسبت، بعد جلسة مجلس الوزراء التي نزعت الألغام من أمامها، بتوزيع ملحق عن الخطة التي أعدتها وزيرة الطاقة والمياه ندى البستاني لمعالجة أزمة الكهرباء، بالاستفادة من بواخر الكهرباء، والمضي إلى حلّ جذري من خلال إنشاء معامل الكهرباء.

ومن المؤشرات الإيجابية، ما كشفه الرئيس الحريري في مؤتمر إطلاق التنمية المستدامة، من انه بعد قرار المملكة العربية السعودية رفع الحظر عن سفر رعاياها لبنان في خلال أربعة أيام فقط 12 ألف سائح سعودي.

وعزا الوزير باسيل تصعيده إلى عدم رضاه عن العمل الحكومي.. وكشف انه مع عقد جلسات متتالية للحكومة بشأن النازحين السوريين، ومحاربة الفساد، الخ… مطالباً بحركة استنفار.. والمطلوب العمل أكثر.. وكشف ان صرخته لم يطلقها “بوجه أحد بحد ذاته”.

الجمهورية: الحكومة تختبر تضامنها غداً بالكهرباء.. برِّي الخلاف ليس شخصياً ولا حكومياً

كتبت صحيفة “الجمهورية” تقول: إنصرف الداخل الى ترتيب بيته السياسي وسحب فتيل التوتير السياسي بين تياري “المستقبل” و”الوطني الحر”، عشيّة جلسة مجلس الوزراء التي تنعقد غداً في قصر بعبدا، وقبَيل زيارة وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو لبنان المرتقبة أواخر الاسبوع، بعدما حطّ في الكويت امس المحطة الاولى في جولته الشرق أوسطية، قبل محطته الثانية اسرائيل، علماً انه اتصل بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، وأفادت وكالة الانباء السعودية الرسمية (واس) أنه تم خلال الاتصال “البحث في العلاقات الثنائية بين البلدين، إلى جانب استعراض أهم المستجدات الإقليمية والدولية، والجهود المشتركة المبذولة تجاهها”.

كان اللافت عشيّة وصول بومبيو الى بيروت، زيارة السفيرة الاميركية اليزابيت ريتشارد رئيس الحكومة سعد الحريري، حيث عرضت معه “آخر التطورات والعلاقات الثنائية بين البلدين”، في وقت جدّدت الولايات المتحدة الاميركية حملتها على ايران وأعلنت أنها “ستتصدى بقوة” لنَشرها صواريخها الباليستية في منطقة الشرق الأوسط، متهمة إيّاها بالسعي الى “زعزعة استقرار المنطقة”.

وقبَيل انطلاق بومبيو في جولته، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية انّ المتوقع أن يناقش في لبنان “الأوضاع السياسية والاقتصادية”، وأشارت الى انه سيبحث مع القادة الإسرائيليين “سبل مكافحة الأنشطة الإيرانية وتأكيد التزام واشنطن أمن إسرائيل”.

وفي انتظار تبيان معالم المرحلة المقبلة في ضوء ما سيحمله بومبيو في جعبته الى لبنان، سارع المسؤولون الى لملمة صفوفهم، على رغم الانقسام الواضح وتَمترس كل طرف سياسي خلف مواقفه، وسط سعي حثيث الى تطويق ذيول الاشتباك السياسي الأخير بين التيارين “الازرق” و”البرتقالي”، والذي انتهى باتصال بين الحريري ورئيس “التيار الوطني الحر” الوزير جبران باسيل.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى