من الصحافة اللبنانية
أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية
البناء: رئيسا أركان روسيا وأميركا في فيينا… ولافروف في الخليج… وسورية قاسم مشترك بري: بند رفض التطبيع هو كل المؤتمر… والقدس الشريف عاصمة فلسطين عون: لا حصانة لأحد في مكافحة الفساد… والمفتي دريان: السنيورة خط أحمر
كتبت صحيفة “البناء” تقول: على إيقاع المسرحيّة المكشوفة لمعارك الباغوز التي تخوضها واشنطن لنقل جماعات داعش بالتنسيق مع القوات الكردية والمخابرات التركية، عبر الرقة ومنبج وصولاً إلى إدلب، وإيقاع موازٍ لبدايات معركة إدلب بالنسبة للجيش السوري وحلفائه، تقترب ساعة الحقيقة السورية من دقّ أبواب الجميع، الأميركي الذي أراد المناورة ببقاء جزء من قواته في سورية، وساعة الرمل التي تتيح مدة هذا البقاء بحدود استباق نهاية معركة إدلب، وبات بحاجة لعروض مقايضات الانسحاب بسقوف أقل من مطلب الانسحاب الإيراني، بعد فشل رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو في إطلاق اليد الإسرائيلية بالعدوان على سورية، والتركي الذي يدرك بعد القمة التي جمعت الرئيس السوري بشار الأسد والمرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية في إيران الإمام علي الخامنئي أن ساعة معركة إدلب تقترب، وأن روسيا ليست بعيدة عنها، طالما يقول وزير خارجيتها أن اتفاق وقف التصعيد ومسار أستانة قد فشلا في تحقيق الأهداف والالتزامات التي أخذتها تركيا على عاتقها وأن سيطرة جبهة النصرة على إدلب تجعل المواجهة العسكرية مع الإرهاب خياراً حتمياً، والسعودي الذي تلاعب بقرار الانفتاح على سورية وعودتها إلى الجامعة العربية، ملتزماً بالسقوف الأميركية التي تضع أمن “إسرائيل” أولاً ولا تريد تظهير الانفتاح العربي على سورية كنصر لخياراتها.
بينما يبدو الأتراك في حال ارتباك مع التأقلم وعجز عن المواجهة، يتجه الأميركي للتدرّج في النزول عن شجرة التصعيد عبر اجتماع فيينا الذي جمع رئيس أركان الجيوش الأميركية جوزيف دانفورد برئيس أركان الجيش الروسي سيرغي غراسيموف، تحت عنوان التنسيق في سورية، وقالت مصادر متابعة إن الأميركي استبدل عرضه السابق بمقايضة الانسحاب الشامل للقوات الأميركية والإيرانية من سورية بعرض يغض النظر عن بقاء إيران في وسط سورية، مقابل مقايضة الانسحاب من الجنوب بمثله والانسحاب من الشمال بمثله، برعاية روسية، بينما كان وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف يقوم بجولة خليجية، يبحث فيها عودة سورية إلى الجامعة العربية، على قاعدة أن التأخير يتسبّب بعزل الجامعة عن مسارات الحل السياسيّ في سورية، بينما كشفت تصريحات وزير الدولة للشؤون الخارجية السعودية عادل الجبير عن ربط العودة السورية بتقدّم الحل السياسي عن بقاء الموقف الأميركي السلبي تجاه العودة، حتى يتم التوصل لتفاهم بصدد المقايضة الأميركية الجديدة المقترحة، أو مواصلة التجاذب بانتظار نتائج معركة إدلب قبل تعديل سقوف التفاوض.
الموقف العربي الرسمي الذي كانت منصة مؤتمر اتحاد البرلمانيين العرب في عمان فرصة لتظهير بعض منه عبر المواقف الرافضة لمنع التطبيع مع كيان الاحتلال تحوّل منصة معاكسة بفعل قيادة رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري لجبهة حلفاء ضمّت رؤساء برلمانات سورية والكويت والأردن وفلسطين ونجحت عبر الاتصالات والمداخلات بفرض بند رفض التطبيع، وكانت للرئيس بري تدخلات واضحة في صياغة البيان الختامي للمؤتمر، كان محورها قوله “بند التطبيع هو كل المؤتمر” وإضافته للقدس الشريف عاصمة لدولة فلسطين بدلاً من القدس الشرقية.
لبنانياً، سحب من التداول مؤقتاً على الأقل، التوتر بين تيار المستقبل والتيار الوطني الحر بعد جولة مبارزة في مقدمات نشرات الأخبار بين تلفزيوني “المستقبل” والـ “أو تي في” حول الموقف من ملف الفساد وموقع الرئيس فؤاد السنيورة، بينما بدت الأمور ذاهبة رغم ذلك إلى المزيد من المواجهات، مع إعلان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون المضي في ملف مكافحة الفساد على قاعدة أن لا حصانة لأحد مهما علا شأنه، وكلام مقابل لمفتي الجمهورية عبد اللطيف دريان من السراي الحكومي بعد لقاء رئيس الحكومة سعد الحريري، بقوله إن السنيورة خط أحمر.
دريان: السنيورة خط أحمر…
وبعد تيار المستقبل والمملكة العربية السعودية أعلن مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان دعمه للرئيس فؤاد السنيورة ضد الاتهامات التي تطاله بالفساد، معتبراً أن السنيورة خط أحمر.
وبعد زيارته الحريري في السراي، قال دريان، “موضوع محاربة الفساد يجب أن يعالج ضمن أطر مؤسسات الدولة، لأن هناك هيئات رقابية وهيئات محاسبة، عليها أن تقوم بواجباتها. اما موضوع المزايدة في هذا الأمر او النيل السياسي من هذا الملف او ذاك فهذا امر مرفوض. ان دولة الرئيس فؤاد السنيورة هو خط احمر، لانه هو رجل دولة بامتياز وهو الذي أعاد الى مالية الدولة الشفافية والمصداقية، وهو قيمة وقامة كبيرة، نحن نعتز بها وندافع عنها ضد أي افتراء”.
واعتبرت مصادر مطلعة لـ”البناء” أن “هدف الحملة المؤيدة للسنيورة هو تحويل الحرب المفتوحة على الفساد الى معركة سياسية مذهبية – طائفية، لافتة الى أن “هذه المحاولات لن تنجح في إنقاذ الفاسدين وهناك قرار حاسم من رئيس الجمهورية والتيار الوطني الحر وحزب الله بفتح ملفات الفساد حتى النهاية”. وردت المصادر على كلام المفتي دريان بالقول “إن أحداً لا يريد ملاحقة الفاسدين من خارج المؤسسات الدستورية والرقابية والقضائية، فحزب الله لم يكلّف شخصية حزبية بتعقب مكامن الفساد بل كلف نائب في المجلس النيابي لجمع المعلومات والمستندات وتسليمها للقضاء بناء على حقه الدستوري كنائب وبالتالي لم يتحرّك من خارج المؤسسات الرسمية المعنية”.
عون: لا حصانة لأحد…
وردّ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بشكل غير مباشر على مؤتمر السنيورة وحملات الدفاع عنه، وقال أمام وفد المجلس التنفيذي للرابطة المارونية إن “معركة مكافحة الفساد التي لطالما اعتقد البعض أنها معركة منسية، بدأت وإنْ تأخرت بعض الشيء حيث بوشر بفتح عدد من الملفات”، مضيفاً “ثمة اندفاع ومقاومة لمعركة الفساد كما لاحظتم في الأيام الأخيرة، إلا اننا مصمّمون على ربح المعركة مهما بلغت التحديات ولن تثبط عزيمتنا في ذلك، لا سيما أن لا حصانة لأحد مهما علا شأنه كما لن يكون فيها تمييز”، مشدّداً على “أهمية الرأي العام في ربح المعركة، الذي يميز بين المتهم والبريء”.
الاخبار: ساثرفيلد في بيروت… “سرّاً”
كتبت صحيفة “الاخبار” تقول: فيما تنهمك القوى المشاركة في الحكومة بمحاصصة التعيينات، رسم مفتي الجمهورية خطاً أحمر يحول دون محاسبة الرئيس الأسبق للحكومة فؤاد السنيورة في أيّ ملف متصل بعمله السابق في وزارة المال أو في رئاسة مجلس الوزراء، مانحاً إياه صكّ براءة شاملة!
من دون إعلان مُسبَّق، حطّ نائب مُساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى ديفيد ساترفيلد في بيروت، في زيارة تستمر يومين، على جدول أعمالها لقاءات ستجمعه برئيسي الجمهورية والحكومة ووزير الخارجية وعدد من المسؤولين اللبنانيين. وقد استهل الموفد الأميركي نشاطاته بعشاء مساء أمس مع وزراء القوات اللبنانيّة الأربعة (غسان حاصباني وريشار قيومجيان وكميل بوسليمان ومي شدياق)، والوزيرة فيوليت خير الله وزوجها الوزير السابق محمد الصفدي وسفيري الولايات المتحدة إليزابيت رتشارد وبريطانيا كريس رامبلينغ والمنسقة الخاصة للامم المتحدة بالانابة في لبنان برنيل كاردل، والأمينة العامة للقوات شانتال سركيس. وقالت مصادر القوات لـ”الأخبار” إن “الزيارة لم يُعلن عنها بسبب التدابير الأمنية”، مشيرة إلى أن “العشاء يأتي على هامش جدول الأعمال الرسمي الذي سيبدأه ساترفيلد اليوم”. وبسبب انطلاقة الحكومة الجديدة أتى “هذا العشاء بهدف التعرف على الوزراء القواتيين الجدد، والنقاش في آفاق المرحلة الجديدة، في ظل المشهد الجديد في المنطقة، بالإضافة الى ملفات سياسية ومالية، وكذلك قضية النازحين السوريين”.
من جهة أخرى تنتظِر الكثير من الملفات طاولة مجلس الوزراء لبتّها، من الموازنة إلى الكهرباء والمياه والنفايات والبنى التحتية، فضلاً عن الازمة المالية والاقتصادية التي تحكم البلاد منذ سنوات. لكن القوى المشاركة في الحكومة ارتأت أن تبدأ العمل من المحاصصة، وتحديداً في التعيينات الأمنية والإدارية. وأول جولة محاصصة ستكون في المجلس العسكري في الجيش، مع ترقية أربعة عمداء إلى رتبة لواء، هم:
العميد أمين العرم (سيتولى رئاسة الأركان)
العميد ميلاد إسحق (سيتولى المفتشية العامة)
العميد إلياس شامية (عضو متفرغ)
العميد محمود الأسمر (الأمين العام للمجلس الاعلى للدفاع).
وبعد المجلس العسكري، يجري البحث عن خليفة لرئيس مجلس شورى الدولة القاضي هنري خوري الذي أحيل على التقاعد قبل أسابيع. ولم يُحسم بعد إذا ما كان المرشّح لخلافة خوري سيكون من قضاة مجلس الشورى أو من القضاء العدلي. ويُبحث ملف التعيينات بصورة حثيثة (وسرية) بين رئيس الحكومة سعد الحريري والوزير جبران باسيل. وإذا كانت القوى المشاركة في الحكومة تعد اللبنانيين بتغيير سلوكها وسياساتها في شتى المجالات، فإن طريقة إدارة التعيينات لا توحي سوى باستمرار السبل نفسها: محاصصة طائفية ومذهبية وسياسية، من دون أي اعتبار لمعيار الكفاءة، طبعاً مع الإصرار على مخالفة الدستور من خلال تثبيت التوزيع الطائفي والمذهبي لمراكز الفئة الاولى، فيما ينص الدستور على المداورة. كذلك يجري تثبيت مبدأ الفدرالية المذهبية، إذ لا يتدخّل أي فريق سياسي في تعيينات الموظفين الذين لا ينتمون إلى مذهبه.
من جهة أخرى، وتعقيباً على ما أثير بشأن حسابات الدولة المالية وتبرُّع الرئيس الأسبق للحكومة فؤاد السنيورة للدفاع عن نفسه، رغم أن أحداً لم يوجه له أيّ اتهام، وبعد إعلان تيار المستقبل عبر شاشة قناته التلفزيونية أول من أمس أن “السنيورة هو الطائفة”، قرر التيار تأكيد الحصانة المذهبية للسنيورة، من خلال استقبال الرئيس سعد الحريري مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان في السراي الحكومي، وإعلان الأخير أن “السنيورة خط أحمر”. وقال المفتي: “هذه رسالة واضحة مني، إن دولة الرئيس فؤاد السنيورة هو خط أحمر، لأنه رجل دولة بامتياز، وهو الذي أعاد الى مالية الدولة الشفافية والصدقية، وهو قيمة وقامة كبيرة نعتز بها وندافع عنها ضد أي افتراء”.
وفي الإطار عينه، من المنتظر أن يعقد وزير المال علي حسن خليل مؤتمراً صحافياً يعلن فيه نتائج ما توصلت إليه دوائر وزارة المال بشأن قطع الحساب (جردة بما أنفقته الدولة وما ورد إليها من أموال، في كل سنة على حدة). وأكد خليل لقناة “أم تي في” أمس أن “وزارة المالية أنجزت قطع الحساب وحساب المهمة نتيجة التدقيق، وسيتم تحويلُهما الى ديوان المحاسبة ومجلس الوزراء بين لحظة وأخرى، وعلى مجلس الوزراء أن يحوّلَهما الى مجلس النواب بمشروع قانون”. وشدّد على أن “موازنة عام 2019 جاهزة وأحلتها على مجلس الوزراء في آب 2018، لكنها لم تناقش لعدم وجود حكومة”. وقال: “سيصار الى إقرار قطع الحساب والموازنة بالتزامن، الامر الذي لم يحصل منذ سنوات، ويجب إقرار الموازنة اليوم قبل الغد”. ولفت خليل الى أنه “غير راض عن الموازنة، لأن في الموازنة مبالغ كبيرة يجب أن تُخفّض بشكل ملحوظ، كما يجب أن تتضمن بنوداً إصلاحية كثيرة، والإصلاحات لن تشمل ضرائب على المواطنين”.
النهار: “التيار” و”القوات”: نحو الأولويات الاقتصادية أولاً
كتبت صحيفة “النهار” تقول: لم تقلل الاتصالات التي أجريت في الساعات الاخيرة من أجل سحب فتيل اتساع السجالات السياسية الحادة بعدما تجاوزت اطار انفجار الخلاف بين “تيار المستقبل” و”حزب الله” الى سجال بين “المستقبل” و”التيار الوطني الحر” احتمالات عودة السخونة السياسية من باب المعارك الفرعية المتكاثرة والمتناسلة على نحو يوحي بالشبهة وكأن هناك خططاً متعمدة لاستنزاف الحكومة من مطلع انطلاقتها لاشاعة مناخات تشكيكية في مجمل الوضع الناشئ عن هذه الانطلاقة. ومع ان الاتصالات الثنائية التي حصلت بين قيادة “التيار الوطني الحر” ورئيس الوزراء سعد الحريري ساهمت على ما يبدو في تبديد التوتر الذي نشأ عما سمي “حرب المقدمتين ” اي مقدمة أخبار محطة “أو تي في ” الناطقة باسم “التيار الوطني الحر” والرد الذي بثته محطة “المستقبل” في اليوم التالي، فان ذلك لم يسقط التساؤلات عن الحلقة وربما الحلقات المقبلة من الافتعالات السياسية والمعارك المحتملة من خلال محطتين أساسيتين هذا الاسبوع هما الجلسة التشريعية التي سيعقدها مجلس النواب غدا والخميس لدرس جدول أعمال من 36 بنداً ومشروعاً وجلسة مجلس الوزراء الخميس علما ان ثمة ملفات حساسة تتصل بتعيينات ستطرح في الجلستين النيابية والحكومية.
وتجمع أوساط نيابية ووزارية على ان النقاشات النيابية في الجلسة التشريعية ستشكل انعكاساً مباشراً للمناخ المتوتر الذي نشأ في الاسبوعين الاخيرين بسبب انحراف مسألة مكافحة الفساد نحو تصفيات سياسية معروفة الاهداف الامر الذي أثار خلافات وتوترات بين عدد من مكونات الحكومة على نحو مبكر جدا طرحت معه التساؤلات عن أهداف الانقضاض المبكر على التوافق العريض الذي جسدته الحكومة. واعربت هذه الاوساط عن اعتقادها ان الجلسة التشريعية وبعدها جلسة مجلس الوزراء ستكونان بمثابة اختبار آخر لمدى امكان اعادة احتواء التوترات السياسية والاتجاه مجددا نحو الهدف المركزي الذي يفترض ان يتوافق عليه الجميع وهو اطلاق الخطوات الحيوية الاولى لبدء استجابة لبنان لموجبات الاصلاح المالي والاقتصادي، كما انجاز التوافقات الاساسية على تعيينات ضرورية تعتبر حجر الاساس في التعامل مع مقررات “سيدر” واتفق عليها مع الموفد الفرنسي لتنسيق تنفيذ هذه المقررات السفير بيار دوكين.
ويشار في هذا السياق الى ان موضوع تعيين أعضاء المجلس الاعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء أدرج بين بنود الجلسة التشريعية لمجلس النواب كما ادرجت بنود تتعلق بأن يجاز للحكومة اعتماد القاعدة الاثنتي عشرية الى حين صدور قانون موازنة 2019، وأن يجاز للحكومة الاقتراض بالعملات الاجنبية، واعطاء مؤسسة كهرباء لبنان سلفة خزينة طويلة الاجل. في المقابل أفادت معلومات مساء أمس انه تم التوافق على تعيين أربعة أعضاء في المجلس العسكري في جلسة مجلس الوزراء الخميس وهم: رئيس الاركان العميد الركن امين العرم. مفتش عام العميد الركن ميلاد اسحق. عضو متفرغ العميد الركن الياس الشامية. امين سر المجلس الاعلى للدفاع العميد الركن محمود الاسمر.
الديار: الحريري هدد “بالاعتكاف” بعد “اهتزاز” التسوية فتراجع “التيار” عن التصعيد الرياض تدخل على “خط” حماية السنيورة و”المفتي” يرسم “الخطوط الحمراء” تيار “المستقبل” لسياسة “عفا الله عما مضى”… والرئيس عون : لا حصانة لاحد
كتبت صحيفة “الديار” تقول: تعرضت “الحملة” ضد مكافحة الفساد “لهزة” عنيفة بعدما اصبح واضحا بان تيار المستقبل مستعد للذهاب بعيدا في معركة تأمين الحصانة المذهبية والطائفية المطلوبة لكل “مشتبه به” بارتكاب مخالفات مالية، سواء في الماضي ام الحاضر، وعلى الرغم من تأكيد رئيس الجمهورية ميشال عون على ان هذه المعركة مستمرة دون هوادة ولا حصانة لاحد مهما علا شأنه، الا ان تراجع التيار الوطني الحر عن تبنيه لمضمون محطة “اوتي في” التي فتحت سجالا اعلاميا حادا مع “التيار الازرق” على خلفية توجيه اتهامات تعود الى زمن ما قبل التسوية الرئاسية و”الابراء” المستحيل، طرح اكثر من علامة استفهام حول امكانية الذهاب بعيدا في فتح ملفات الفساد في دولة هدد رئيس حكومتها في الساعات القليلة الماضية “بالاعتكاف” ردا على ما اعتبره حملة سياسية ممنهجة تستهدف فريقه السياسي، فيما رسم مفتي الجمهورية “خطاً احمر” حول الرئيس الاسبق للحكومة فؤاد السنيورة الذي حصل على “حصانة” سعودية ترجمت بتدخل مباشر من قبل السفير السعودي في بيروت الوليد البخاري على خط “حمايته” عبر سلسلة اتصالات كان ابرزها اتصاله مع رئيس الحكومة… وتبقى الاسئلة مفتوحة على مصراعيها حيال امكانية المضي قدما في معركة الفساد، والبحث عن الـ11 مليار دولار “المفقودة” والتي مجرد ان تبناها اعلام “البرتقالي” حتى كادت التسوية الرئاسية ومعها تصاب الحكومة “بالشلل”، وتدخل البلاد في “الفوضى”… والان اصبحت المعادلة واضحة من قبل تيار المستقبل، المطلوب من الجميع تبني سياسة “عفى الله” عما مضى والاّ..!
“اعتكاف” الحريري…
وعلم من اوساط وزارية بارزة ان حدة التأزم السياسي بلغت في الساعات القليلة الماضية حدود تهديد رئيس الحكومة سعد الحريري “بالاعتكاف” السياسي عن ممارسة مهامه في الدعوة الى جلسات الحكومة، اذا ما استمرت الحملة لـ”تطويق” تيار المستقبل سياسيا، هذه المعلومات اكدتها اوساط في تيار “المستقبل”، واشارت الى ان الرئيس الحريري كان “صارما” لجهة ابلاغ رئيس تكتل لبنان القوي جبران باسيل انه في صدد اتخاذ اجراءات تصعيدية حيال ما يتعرض له “ارث” والده السياسي المتمثل “رمزيا” بالرئيس فؤاد السنيورة والحقبة السياسية الماضية من هجوم ممنهج، وابلغه ان ما يجري ليس “بريئا” خصوصا بعد انضمام اعلام التيار الوطني الحر الى “الحملة” التي بدأ بها حزب الله عن “سابق تصور وتصميم”… ومن هنا جاء توضيح باسيل وتسريب خبر اتصاله برئيس الحكومة الذي تبرأ فيه من مقدمة “المحطة البرتقالية”…
“مش ماشي الحال”..؟
وبحسب تلك الاوساط، كان الحريري واضحا في كلامه امام زواره لجهة التأكيد انه “هيك مش ماشي الحال” لان ثمة من يريد “ضربه” سياسيا امام جمهوره وداخل “تياره” باظهاره ضعيفا، والايحاء بانه متواطؤ “بصمته” “للتضحية” “بالرعيل الاول” في تيار المستقبل وتقديمه “كبش فداء” في معركة “مكافحة الفساد” التي يريد من خلالها البعض “غسل يديه” منها عبر الصاق التهمة “بالحريرية السياسية”، واقفال الملف على اساس ان هؤلاء هم المفسدون في الارض، والايحاء انه عند محاسبتهم يتم “تطهير” البلد من الفساد، وهذا امر يجافي الحقيقة، برأي الحريري، فاذا كان هناك من ارتكابات، فهي وظيفة القضاء ان يقول كلمته بعيدا عن الضغوط السياسية والحملات الاعلامية، واذا كان هناك قضاء غير مسيس فان اي من “الاخطاء” التي حصلت في الماضي، لن يكون احد بريئاً منها، وكل من شارك في السلطة، وخارجها كان له في “الطيب نصيب”، ولكن السلطة القضائية هي من تحدد ذلك… واذا كان لا بد من فتح صفحات الماضي، فيجب فتح كل “الملفات” وليس “الاستنساب” ومحاولة تجريم فريق سياسي لوحده، واذا كان الجميع مستعد “لفتح” معركة سياسية في البلاد، فتيار المستقبل مستعد لذلك، وعندها يجب ان توضع كل الملفات على “الطاولة”…
الجمهورية: ساترفيلد إلى بيروت يُمهِّد لبومبيو.. وغراندي يُلاحق أزمة النزوح
كتبت صحيفة “الجمهورية” تقول: خطفت الأنباء عن وصول المساعد الأول لوزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى ديفيد ساترفيلد الى لبنان في الساعات المقبلة الأضواء، كونها اول زيارة لمسؤول أميركي بهذا المستوى بعد تأليف الحكومة، حيث ستكون له لقاءات مع المسؤولين اللبنانيين الكبار ومع وقيادات سياسية وحزبية لبنانية. وعلمت “الجمهورية”، انّ ساترفيلد، الذي كان آخر المكلّفين ملف الخلاف الحدودي البري والبحري بين لبنان واسرائيل على الخط الأزرق وفي المنطقة الإقتصادية الخالصة، يحضر الى بيروت هذه المرة عقب “مؤتمر وارسو” المخصّص لتعزيز العقوبات على ايران ولوضع اللبنانيين في نتائجه والتمهيد لزيارة تردّد انّ وزير خارجية بلاده مايكل بومبيو سيقوم بها الى لبنان للغاية نفسها، ومعاينة التطورات الجديدة جرّاء العقوبات الأميركية على “حزب الله” وما آلت اليه حتى الآن. وكان وصل مساء أمس الى بيروت المفوض السامي للامم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي في زيارة تستمر أياماً عدة يجري خلالها محادثات مع المسؤولين اللبنانين تتعلق بموضوع اللاجئين السوريين، ثم ينتقل الى دمشق.
تنوّعت القضايا التي شهدها المسرح السياسي امس، ولكنها ظلت تراوح بالدرجة الأولى بين المضاعفات وردود الفعل التي تثيرها مسرحية الحرب المُعلنة على الفساد والإصطفافات السياسية التي أحدثها ولا تزال وما يرافقها من سجالات بين بعض الافرقاء، في الوقت الذي تشهد البلاد غداً وبعد غد أول جلسة تشريعية لمجلس النواب بعد منحه الحكومة الثقة، لن تغيب عن الاوراق الواردة أو بالأحرى المداخلات النيابية، فيها كل هذه القضايا المطروحة ومع ما قد يرافقها من سجال بين المعنيين تحت قبة البرلمان.
اللواء: دار الفتوى ترفض المزايدة: السنيورة خط أحمر باسيل ينزع لغم الإشتباك مع المستقبل.. وتعيينات المجلس العسكري أولوية مجلس الوزراء
كتبت صحيفة “اللواء” تقول: بند واحد على جدول الاتصالات مع مطلع الأسبوع، يخترق غمار المواقف، سواء أكانت حاسمة، شبيهة بالموقف الذي أعلنه مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، من السراي الكبير، بعد لقاء الرئيس سعد الحريري، وكان بمثابة “رسالة واضحة” من ان “دولة الرئيس فؤاد السنيورة هو خط أحمر، لأنه رجل دولة، وهو الذي أعاد إلى مالية الدولة الشفافية والمصداقية، أو باردة، لجهة احتواء التصعيد الكلامي، أو السياسي بين تيّار “المستقبل” والتيار “الوطني الحر”، من زاوية حماية “التسوية الرئاسية”، واعتبار التضامن الحكومي المدخل العملي لإعادة الثقة إلى الدولة ومؤسساتها.
ووفقاً لمصادر “اللواء” فإن الاتصالات بين “المستقبل” والتيار الوطني الحر، انتهت إلى تبريد الأجواء، معتبرة ان الحملات التلفزيونية انتهت عند حدودها “ولا خلفيات مدبرة وراء هذا السجال”.
وقف التراشق
وفي انتظار حسم موعد عقد الجلسة الأسبوعية لمجلس الوزراء، والتي من المرجح ان تتم بعد ظهر الخميس في بعبدا، مع جدول أعمال يتصدره موضوع التعيينات في المجلس العسكري والأمين العام لرئاسة مجلس الوزراء، سجلت أمس خطوة إيجابية على صعيد وقف التراشق السياسي والإعلامي، بين تيّار “المستقبل” و”التيار الوطني الحر”، على خلفية اتهامات “حزب الله” للرئيس فؤاد السنيورة في ملفات الفساد والحسابات المالية وملف الـ11 مليار دولار، والذي كادت شظاياه تطال التفاهمات والتسويات السياسية، لو لم تتم استيعابه من قبل مسؤولي الطرفين وابقائه في إطار الضيق والمحدود، تمهيداً لسحبه من التداول أقله بين التيارين الأزرق والبرتقالي.