هل يبدأ الجيش السوري عملية في إدلب؟: حميدي العبدالله
تزايدت الاعتداءات التي تشنّها الجماعات الإرهابية على مواقع الجيش السوري من مواقعها في المنطقة المنزوعة السلاح افتراضياً التي كان ينبغي إقامتها بموجب الاتفاق الروسي – التركي، وكان أعنف هذه الاعتداءات الهجوم الذي استهدف مواقع الجيش السوري على امتداد محور المصاصنة بريف حماة الشمالي حيث استخدمت الجماعات الإرهابية أنواعاً متعدّدة من الأسلحة بعد تمهيد ناري على نقاط المداخن الحيصة – خربة معرين مستغلةً الظرف الجوي السيّئ والعاصفة المطرية .
لكن هذا الاعتداء الجديد لا يتميّز فقط بكونه الأكبر ولكن يتميّز في توقيته. فقد جاء هذا الاعتداء الاستفزازي الواسع متزامناً مع تصريحات أدلى بها رئيس الأركان التركي وتحدث فيها عن أنّ القوات التركية جاهزة للهجوم على منبج ومنطقة شرق الفرات، وإنها تنتظر صدور الأوامر لها من الرئيس التركي الذي كان قد أكد قبل ذلك بساعات اقتراب موعد شنّ عملية عسكرية شرق الفرات.
تزامن الهجوم على مواقع الجيش السوري والتصريحات التركية عن قرب شنّ هجوم على منطقة شرق الفرات، مع اقتراب ميليشيات «قسد» المدعومة من قوات الاحتلال الأميركي من السيطرة على آخر جيب تحتله داعش في بلدة الباغوز.
تزامن هذه الأحداث يوضح الهدف الحقيقي من تصاعد الاعتداءات من قبل إرهابيّي إدلب على مواقع الجيش السوري.
واضح أنّ هذا التصعيد هدفه بالدرجة الأولى دفع الجيش السوري للبدء بمعركة إدلب، ومعروف أنّ الظفر في هذه المعركة يتطلب حشد القوة الأساسية من الجيش السوري، أولاً نظراً لطول الجبهة التي تمتدّ بشكل شبه دائري من ريف اللاذقية الشمالي مروراً بريف حماة الشمالي وريف إدلب الجنوبي انتهاءً بريف حلب الغربي والشمالي الغربي.
بديهي القول إنّ طول وامتداد هذه الجبهة الذي يبلغ مئات الكيلومترات، وأيضاً الحشد الكبير للإرهابيين في هذه المنطقة والدعم غير المحدود الذي لا تزال تقدّمه تركيا لهؤلاء الإرهابيين يعني أنّ المعركة في إدلب ستكون شرسة وقاسية وربما تمتدّ لأسابيع وتتطلب حشد آلاف الجنود.
يبدو أنّ الرئيس التركي أوعز لإرهابيّي إدلب لتصعيد الاعتداءات لدفع الجيش السوري لبدء معركة تحرير إدلب ليتفرّغ الجيش التركي للهجوم على منبج ومنطقة شرق الفرات، من دون أن تكون لدى الجيش السوري القوة الكافية للعمل على تغطية معركة إدلب ومواجهة هجوم الجيش التركي والميليشيات العميلة لـه على منطقة شرق الفرات، محاولاً تكرار سيناريو غزو عفرين وجرابلس – الباب.
هذه التطورات قد تدفع الجيش السوري إلى مواصلة اعتماد سياسة ضبط النفس بضعة أيام وربما أسابيع أخرى لقطع الطريق على مخطط أردوغان، وبدء معركة تحرير إدلب في وقت تكون فيه سورية وحلفاؤها قد أعدّوا العدة لمواجهة كلّ الاحتمالات بما في ذلك العمل العسكري على جبهة إدلب ومواجهة احتمال غزو تركي لمنطقة شرق الفرات أو منبج.
(البناء)