الوزير الميداني يجمع اوراق التحدي
غالب قنديل
تابع اللبنانيون العاديون بشيء من الانبهار والتأثر الحركة الميدانية لوزير الصحة الدكتور جميل جبق الذي اختاره حزب الله للمشاركة في الحكومة متحديا التهويل الأميركي
.
من حق حزب الله أن يسعى لتقديم تجربة وزارية متميزة في وزارة حساسة وان يواجه التهديد بحصاد التعاطف الشعبي مع وزير قليل الكلام كثير العمل يكسر العديد من طواطم التركيبة الطائفية وتقاليدها الراسخة في النظام اللبناني.
هذا الوزير ميداني ويدرس ملفاته التي هي في صلب اختصاصه كطبيب وهو لا يكثر الكلام ويفضل المعاينة على الوصف من بعيد وقد اختار مدخلا مهما هو احياء المستشفيات الحكومية التي تمثل أول مداخل انعاش فكرة الرعاية الصحية للفقراء كمسؤولية حكومية من خلال مرفق وطني عام نظر اليه العديد ممن سبقوا الوزير جميل جبق بعيون المناطقية والمذهبية والحسابات الانتخابية فقد كانت الجولة الاهم والمعبرة للوزير في الشمال وحيث الفقر والاهمال مزمنان وعابران للطوائف انطلاقا من عاصمتنا الثانية طرابلس المحرومة والمهملة.
تصريحات النواب والساسة الذين هم خصوم سياسيون لحزب الله اعترفت لوزيره بالتميز في التعامل مع ملفاته ومسؤولياته وهذا سيضاعف بكل صراحة مسؤولية الدكتور جبق عن متابعة تنفيذ ما وعد به وما اتخذه من قرارات في واحد من أخطر ملفات الشكوى التي يجمع عليها اللبنانيون.
وزير الصحة فتح كوة أمل جدية وتنتظره تحديات كبيرة وهو كان حكيما بعدم اطلاق وعود كبيرة وانطلق من ملف المستشفيات الحكومية الذي يوفر تحسين ادائه حلا مهما لجانب كبير من الملف الصحي فلو انتظمت الرعاية الصحية العامة للفئات الشعبية من خلال المستشفيات الحكومية التي يتطلع الوزير الى رفع قدراتها وتطويرها لأمكن تدشين وضع جديد أفضل ولتعززت الثقة بالدولة ولترسخ معها الولاء الوطني بحيث يقصد المواطنون مرافق الخدمة العامة بدلا من الوقوع بين مخالب من لا يرحمون من مستثمري القطاع الصحي ومستغليه الذين يكنزون ثروات هائلة من وجع الناس وعلى حساب عافيتهم.
المشوار طويل والتحديات كثيرة ونتمنى للوزير الديناميكي ان يستكمل مشروعه الاصلاحي الوطني في الملفات الشائكة التي تتشعب مافياتها وهي راسخة الجذور في نظامنا البشع الذي تديره بلا رحمة عصابات من وكلاء الشركات الأجنبية والاحتكاريين الذين هزموا أهم اصلاحي دخل الى وزارة الصحة في السبعينيات واستولوا من يومها على كل مفاصل القطاع الطبي انطلاقا من خنق المستشفيات الحكومية وقتلها.
نتمنى خاتمة سعيدة لتجربة الوزير جبق في واحدة من أهم الوزارات وسيثبت منها جدارة حزب المقاومة في حمل مسؤولية الخدمة العامة الأخطر في لبنان وبكل نزاهة وفاعلية.