احتجاجات جديدة بالخرطوم والمظاهرات تصل شمال دارفور
فرقت الشرطة السودانية والقوات الأمنية مظاهرات احتجاجية انطلقت وسط العاصمة الخرطوم، استجابة لدعوة من تجمع المهنيين السودانيين وتحالفات معارضة .
وكان تجمع المهنيين وثلاثة تحالفات معارضة قد دعوا إلى انطلاق مسيرات ومواكب جماهيرية اليوم في عدد من المدن -بينها الخرطوم- فيما سميت مواكب “ضحايا الحروب والانتهاكات“.
وأفاد شهود عيان بأن الشرطة فرقت بالغاز المدمع عشرات المتظاهرين في أكثر من مكان وسط الخرطوم، مؤكدين أن القوات الأمنية انتشرت منذ وقت مبكر في أنحاء وسط المدينة تحسباً لموكب تجمع المهنيين صوب القصر الرئاسي.
كما ذكر شهود آخرون لوكالة الأناضول أن الإجراءات الأمنية لم تمنع العشرات من التواجد في الزمان والمكان اللذين حددهما تجمع المهنيين لانطلاق المواكب، وأن قوات الأمن اعتقلت نحو ثلاثين متظاهرا.
وردد المحتجون خلال المظاهرات هتافات “سلمية سلمية.. ضد الحرامية (اللصوص)”، و”يسقط بس”، منادين بمطلبهم الأساسي وهو تنحي الرئيس عمر البشير.
وقال تجمع المهنيين السودانيين إن موكبا انطلق اليوم في منطقة “السوق العربي” وسط العاصمة “من أجل كل ضحايا الحروب والانتهاكات“.
وذكر التجمع في صفحته على موقع فيسبوك أن نازحي “معسكر زمزم” بولاية شمال دارفور غربي البلاد، خرجوا في مظاهرات دعما لمطالب المحتجين.
وقال محمد عيسى الذي يسكن في المخيم لوكالة الأنباء الفرنسية إن “سكان معسكر زمزم -وغالبيتهم شبان وشابات- يرددون شعارات مناهضة للحكومة وسط المعسكر“.
كما تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي صوراً ومقاطع فيديو لمظاهرات في أحياء “بري” و”الشجرة” و”الحامداب” بالخرطوم، ومدينة الأبيض (جنوب) وبعض أحياء مدينة “مدني”، وقرى الجزيرة وسط السودان.
ومنذ 19 ديسمبر/كانون الأول الماضي، تشهد البلاد احتجاجات منددة بالغلاء ومطالبة بتنحي الرئيس عمر البشير.
ولم يبدر عن البشير وحزبه الحاكم (المؤتمر الوطني) أي مؤشر على الإذعان لمطالب المحتجين، وألقى الرئيس باللوم في الاضطرابات على قوى أجنبية لم يذكرها بالاسم، لكنه بدأ هو وكبار المسؤولين يستخدمون لغة أكثر استرضاء في الأسابيع القليلة الماضية، وتعهد بإطلاق سراح المتظاهرين المعتقلين.
وقد خلفت أعمال العنف والتعاطي الأمني اللذان صاحبا الاحتجاجات منذ بدئها سقوط 31 قتيلا وفق آخر إحصاء حكومي، بينما تقول منظمة العفو الدولية إن عدد القتلى بلغ 51 شخصا.