إلى جورج زريق بقلم عماد العبد الله
ربما تسمعني وربما لا ..
حبيبي جورج .. كنت أباً ولا أزال .. وأعلم ما يكابده الأب في سبيل أبنائه .. وأعرف الأحلام المتكسرة على صخور واقع مرير .. تراجعت المدرسة الرسمية في لبنان فسارع الناس الى المدارس الخاصة توقاً الى نيل التلامذة شهادة مرموقة تعترف بها مجالس إدارات الشركات والبنوك ..
سقطت يا جورج قبل خطوات من قسط المدرسة الخاصة .. حاولت وفشلت وقررت إنقاذ ما يمكن إنقاذه عن طريق المدرسة الرسمية ، يتيمة الحكومات ويتيمة الوطن .
حبيبي جورج أحرقت جسدك وقضيت انتحاراً
.. ولا ينتحر إلا صاحبُ الكرامة ..
لك لرجفتك عند كل استحقاق .. لشعورك بالذل والمهانة أمام أولادك .. ولشعورك بالقهر إزاء شماتة الأقربين والأبعدين .. لنظرات الزوجة العاتبة .. لك وأنت تشعر بذلك الانتماء العميق لأرضك .. لك .. لثيابك .. لسجائرك .. لحذاء المتاهات والدروب الوعرة .. لدموعك التي ذرفتها في عتمة الليل .. لكل هذا وللمجهول من آلامك وعذاباتك المعروفة المصدر والمنشأ
أركع أمام ضريحك أمام ما تبقى من اللحم المحروق وأبكي وأصلي يا شهيد الجلجلة يا من دققت على صليب الفقر والحرمان على ذلك الخشب الذي يرفع لنا لك منذ آلاف السنين ..
لك مني خشوع الرهبان وصلاة الطهارة وحقد وغضب أعميا قلبي .. قلبي الضعيف الذي لم يعد قادراً على استيعاب الحزن والظلم والغفران
..
سلام الله عليك والعزاء لعائلتك وأبنائك الأحبة ..