من الصحافة الاسرائيلية
سلطت الصحف الإسرائيلية الصادرة اليوم على الشأن الداخلي حيث أظهر استطلاع للتلفزيون الرسمي الإسرائيلي (كان)، نتائج مماثلة للاستطلاعات التي صدرت مؤخرًا، حيث يحافظ حزب الليكود الحاكم، بقيادة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو على التمثيل الأكبر في الكنيست بواقع 32 مقعدًا .
فيما يحقق حزب “مناعة لإسرائيل”، برئاسة رئس أركان الجيش الإسرائيلي الأسبق، بيني غانتس، نتائج إيجابية، بواقع 22 مقعدًا، فيما بيّن الاستطلاع أن من شأن تحالفات جديدة في معسكر اليمين، أو معسكر الوسط – يسار، تعزيز القوة التمثيلية لأحزاب أو قوائم بعينها، دون أن يؤثر ذلك على التمثيل البرلماني الإجمالي لأحد المعسكرين، مع استمرار سيطرة اليمين.
اشارت تحليلات إسرائيلية إلى أن القائمة التي انتخبها أعضاء حزب “الليكود” لخوض انتخابات الكنيست القادمة بمثابة تحذير لرئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، تعني أن رصيده بدأ ينفد حتى في وسط القاعدة المقربة منه، وإلى حين يبت المستشار القضائي للحكومة في أمر لائحة الاتهام فإن لدى نتنياهو أسبابا كثيرة مقلقة.
ويتضح بحسب رئيس القسم السياسي في هيئة الإذاعة الإسرائيلية العامة (كان)، يوآف كركوفسكي، أن تصويت أعضاء الليكود كان يعني دعما لنتنياهو كزعيم للحزب ورئيس للحكومة ووزير للأمن ووزير خارجية، ولكن بما يتصل بدوره كرئيس للحزب فقد فشل، حيث أن النتائج شبه النهائية في المواقع الأولى لقائمة الليكود تشكل ضربة لنتنياهو كزعيم سياسي.
والإشارة هنا إلى أن وجود غدعون ساعار ويولي إدلشتاين في قيادة القائمة يعني أن أعضاء الليكود لم يتبنوا موقف نتنياهو، وبالتالي فإن التصويت يعني أن رصيده بدأ يتآكل، خاصة مع اقتراب موعد نشر قرار المستشار القضائي للحكومة، أفيحاي مندلبليت، بشأن ملفاته، وهو ما يستوجب أن يأخذه بالحسبان.
وتجدر الإشارة إلى أن الأربعة الأوائل في قائمة الليكود يعتبرون مناكفين لنتنياهو، حيث أن يسرائيل كاتس دخل في مواجهات معه عدة مرات. وفي اللحظات الحاسمة أدرك نتنياهو أن هذه المواجهات تضر به. وبلغت أوجها قبل سنتين ونصف في أزمة “العمل أيام السبت”، حيث هدد بتفكيك الحكومة. وفي حينه حظي كاتس بدعم شعبي واسع، ربما دفع الليكوديين الجدد إلى التصويت له في الانتخابات التمهيدية بسبب ذلك.
أما رئيس الكنيست يولي إدلشتاين فقد تواجه معه نتنياهو، بداية، من خلال ميري ريغيف، وفي المرة الثانية بسبب منعه لنتنياهو من إلقاء كلمة خلال احتفالات ما يسمى “يوم الاستقلال وإيقاد الشعلة”. وبالنتيجة، بحسب التحليلات، فإن مصوتي الليكود وفروا له الدعم لتمسكه بالإجراءات الرسمية والقيام بدوره كرئيس للكنيست، دون الأخذ بالحسبان المواجهة مع نتنياهو.
وتشير التحليلات إلى أن مصوتي الليكود لم يتبنوا “نظرية المؤامرة” ضد غدعون ساعار التي دفع بها نتنياهو على كل منصة، في حين أنهم يعتقدون أن ساعار لم يعمل للمس بمكانة نتنياهو. وبالنتيجة، فقد أخطأ نتنياهو عندما اعتبر معركته مع ساعار هي الحرب الأساسية في الانتخابات التمهيدية، الأمر الذي دفع المصوتين إلى التضامن مع “المستضعف” في مواجهة نتنياهو.
ينضاف إلى ذلك، أن غلعاد إردان قد دخل بدوره، في أكثر من مرة خلال الولاية الحالية، في مواجهات مع نتنياهو. وكان الأخير يأمل أن يتدخل إردان في تأجيل أو تقويض التحقيقات ضده إلا أن أمله خاب باعتبار أن عمل الشرطة في مثل هذه القضايا مستقل.
كما تجدر الإشارة إلى إن إردان لم يكن ضمن باقي الوزراء لدى تركيب الحكومة الحالية، حيث كان يأمل أن يعين في منصب نافذ، كوزارة الخارجية، إلا أن نتنياهو “أرسله إلى مقبرة السياسيين – وزارة الأمن الداخلي- وهي الوزارة التي عاد منها قلة قليلة فقط على قيد الحياة سياسيا”، بحسب كركوفسكي.
ولم يتمحور الخلاف بين نتنياهو وإردان حول قضية التحقيقات فقط، وإنما وجد الأخير نفسه متورطا في “الملف 4000″، حيث كان يشغل منصب وزير الاتصالات، في ولاية نتنياهو السابقة، حين بدأت جهود توحيد “بيزك” و”يس”، وخطة الإصلاح في شركة الاتصالات الحكومية السابقة، التي انتقلت إلى ألوفيتش.
ورغم كل ذلك، لم يتضرر إردان كثيرا، حيث تدرج من المكان الأول إلى المكان الرابع.
في المقابل، فإن الداعمين البارزين لنتنياهو في الكتلة، ميري ريغيف وياريف ليفين، وصلا إلى أماكن لا بأس بها، ولكن بسبب شخصهما، وليس بالضرورة بسبب تقربهما من نتنياهو.
وفي مواقع أخرى، حصل كما حصل في انتخابات السلطات المحلية، حيث تسبب نتنياهو بأضرار في كل مكان حاول فيه المساعدة. فقد رغب برؤية أمير أوحانا في موقع متقدم بعد العاشر، ولكنه تراجع إلى الموقع التاسع عشر.
وفي موقع آخر، يتضح أن المقربة من ساعار، ميخال شير، قد تفوقت على دافيد شيران الذي حظي بدعم نتنياهو.
وبالنتيجة، يخلص الكاتب إلى نتيجة أنه يتوجب على نتنياهو أن يدرك أن “ساعته الرملة الليكودية قد انقلبت الليلة، وفي ظل الجدول الزمني القضائي – السياسي فلديه أسباب ليست قليلة تدعوه للقلق“.
من جهتها كتبت صحيفة “هآرتس” أن موقع ساعار، ضمن أول خمسة مرشحين لليكود، يبرز على خلفية محاولة نتنياهو المس به في الانتخابات التمهيدية، حيث ادعى أن ساعار يعمل على إشغال منصب رئيس الحكومة القادم.