السيد نصر الله: الأفق هو أفق انتصار لمحورنا وهزيمة للمشروع الآخر
اعتبر الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في خطابه في احتفال ذكرى انتصار الثورة الاسلامية في ايران، ان ايران من اكبر عناوين الاحداث والتطورات في المنطقة، مشيرا الى انها تصنف الدولة الاولى الاكثر تأثيرا في احداث المنطقة، وبعض المنظمات الدولية صنفتها في مرتبة الدولة التاسعة المؤثرة في احداث العالم.
ذكرى الثورة الاسلامية – بيروتولفت الى اننا عندما نتحدث عن ايران الثورة الاسلامية فإننا نتحدث عن منطقتنا ومستقبلنا وحقيقة المعركة الكبرى الدائرة في المنطقة والتي لا نجوز ان نقدم لها توصيفات خاطئة.
واعتبر سماحته ان الاهم في هذه الثورة الثبات والصبر والتحمل حتى كانت النتيجة ان مع الصبر نصرا.
وعدد سماحته انجازات الثورة الاسلامية وهي اسقاط نظام الشاه اعتى دكتاتورية في الشرق الاوسط؛ اخراج اميركا من ايران بمستشاريها وشركاتها ولصوصها؛ الحصول على الاستقلال الحقيقي حيث ان ايران اليوم من اوائل الدول المستقلة في المنطقة والدول القليلة المستقلة حقا في العالم؛ الحفاظ على الوحدة الوطنية رغم كل الجهود الاميركية والغربية في تحريك القوميات؛ الصمود في وجه المؤامرات الداخلية ومحاولات الانتقام؛ بقاء مؤسسات الدولة وعدم تدمير المقدرات والحفاظ على الأقليات، ومن الانجازات التي عددها السيد نصرالله الحفاظ على الوحدة الوطنية والصمود في وجه كل المؤامرات الداخلية التي أثيرت، إقامة النظام الجديد على قاعدة السيادة الشعبية.
واذ اشار الى ان هناك تشويها كبيرا لصورة ايران اورد ارقاما مثبتة بالدراسات الدولية، تقارن ما كانت عليه مراتب ايران في مختلف المجالات في عهد الشاه وكيف اصبحت اليوم وبعد الثورة الاسلامية ، لافتا ان ايران الدولة الاولى في المنطقة في كثير من المجالات.
واشار ان هناك مشاكل في ايران بعضها بسبب العقوبات وبعضها بسبب خلافات داخلية لكن علينا ان نكون منصفين.
واكد السيد نصرالله ان من اعظم انجازات الثورة الاسلامية الوقوف بوجه الهيمنة والسيطرة الاميركية على المنطقة والوقوف في وجه المشروع الصهيوني.
ولفت الى ان واقع المسلمين لم يشهد تقاربا وتعاونا على مدى التاريخ كما حصل منذ الثورة الاسلامية والى اليوم، واشار الى ان دور ايران في دعم حركات المقاومة في المنطقة ودعم المقاومة في لبنان وفلسطين ومحور المقاومة هي من الانجازات العظيمة -والا كانت اسرائيل واميركا سيطرتا على كل شيء-، وصولا الى الدور الاخير للجمهورية الاسلامية في مواجهة فتنة الارهاب والتكفير ومساندة سوريا في مواجهة الحرب الكونية ومساعدة لبنان.
ووصف السيد نصرالله ما يجري من 40 سنة الى الان بأنه حرب اميركية على الجمهورية الاسلامية وستستمر. واعتبر ان السعودية اداة في هذه الحرب وكذلك بعض دول الخليج وكذلك كان صدام اداة لها، معتبرا ان الذين يحاربون ايران بالاعلام والسياسة والتكفير ينفذون مشروعا اميركيا فقط.
ولفت السيد نصرالله ان اميركا مصرة على حرب ايران لسببين:
–السبب الاول ان ايران دولة مستقلة سيدة صاحبة قرارها تملك نفطها غازها ومعادنها وثروتها البشرية والمادية ولا تخضع للاميركي وهذا لا يتحمله الاميركي.
–السبب الثاني موقع ايران الاقليمي ووقوفها الى جانب المظلومين وموقفها الى جانب فلسطين ومساندتها حركات المقاومة، مضيفا: قد يتخلى كل العالم عن فلسطين لكن الجمهورية الاسلامية لن تتخلى عن فلسطين والقدس والمقدسات.
ولفت ان العقوبات على ايران هي منذ العام 1979 لأن مشكلة اميركا مع ايران انها دولة مستقلة وليست شرطيا لدى اميركا.
واعتبر الامين العام لحزب الله ان الحرب على ايران باشكالها المختلفة ستستمر طالما ان ايران بقائدها ومسؤوليها ونخبها وشعبها لديهم موضوع سيادة وكرامة ايران واستقلالها خط احمر، هذا سيستمر حتى تتراجع وتنهزم اميركا كما انهزمت منذ عام 79 مشاريع اميركا و”اسرائيل”، والى المزيد من الهزيمة، وستستمر ايران في الوقوف الى جانب شعوب المنطقة انطلاقا من التزامها الاسلامي وعمقها التاريخي وحضارتها.
واكد ان الصراع في المنطقة سوف يبقى قائما وقد ياخذ اشكالا مختلفة مشددا على ان الجمهورية الاسلامية اليوم اقوى دولة في المنطقة ومحور المقاومة اقوى من اي زمن مضى وبالمقابل أميركا الى مزيد من الانسحاب من المنطقة و”اسرائيل” الى المزيد من الخوف والهلع.
واعلن ان ايران عندما تشن عليها الحرب لن تكون لوحدها لأن مصير المنطقة وشعوبها بات مرتبطا بمصير هذا النظام المبارك.
واعتبر ان الخيار الوحيد المتاح امامهم هو العقوبات والرهان على الفتن الداخلية لكن ايران ستتجاوز محنة العقوبات ونحن سنتجاوز هذه الصعوبات بارادتنا وعزمنا والافق هو افق انتصار لهذا المحور وأفق هزيمة للمشروع الاخر.
وتحدث السيد نصرالله عن استعداد ايران لمساعدة لبنان في مختلف المجالات قائلا : هناك صديق كبير مخلص لا يريد منا شيئا. وتساءل لماذا نتجاهل هذا الصديق الذي يمكن ان يكون سندا لنا في الحماية والتنمية والتطوير والعلم والمحافل الدولية ونصرّ ان ندير ظهرنا له ونعطي رقابنا لآخرين يعرف الجميع كيف يتصرفون برقابنا.
واكد ان اهم مشكلة اليوم ستواجهنا في مجلس الوزراء هي الكهرباء وايران جاهزة لحلها بأقل من سنة وباسعار متدنية جداً، و في موضوع الدواء لماذا سنستمر باستيراد الدواء لماذا نبقى اتباعا للاخرين، لافتا انه في عهد حكومة ميقاتي اتى وفد من ايران وقدم عرضا كبيرا لبناء انفاق تحل مشكلة السير في لبنان لمدة خمسين عاماً، وتساءل السيد نصرالله هل تجرؤ الحكومة اللبنانية على القبول بالعروضات الايرانية؟ لماذا يبقى لبنان خائفا وقلقاً؟
واذ اكد انه لو كان لحزب الله دفاع جوي يسقط طائرات اسرائيلية وقام باسقاط طائرة تعتدي على لبنان ماذا ستكون ردة فعل الكثير من اللبنانيين، معلنا: انا صديق لايران ومستعد أن أجلب دفاعا جويا الى الجيش اللبناني، وانا صديق ايران كل ما يريده الجيش اللبناني ليصبح اقوى جيش في المنطقة مستعد أن أذهب الى ايران لكي نأتي به.
وختم السيد نصرالله بالقول: مع الامام الخميني وانتصار الثورة الاسلامية دخلنا زمن الانتصارات ، انتصارات الامة والمستضعفين، وهذا الزمن سيكتمل ان شاء الله بالانتصارات النهائية.
وكان سماحته في البداية توجه بالتحية والإكبار والسلام الى روح الامام السيد الخميني صانع هذا الانتصار والقائد التاريخي لهذه الثورة ولهذا الانجاز وتوجه بالتحية والإكبار والسلام الى أرواح الشهداء من الذين ثاروا معه وصمدوا معه واستشهدوا أيام الثورة قبل الانتصار وبعد الانتصار، وهنأ الامام السيد علي الخامنئي والمسؤوليين الايرانيين والشعب الايراني وبارك لهم عيدهم وانتصارهم الذي كان انتصارا للإسلام وللأمة ولكل معذبي ومظلومي هذا العالم.