النفاق الاجتماعي الطائفي… جمانة الشامي
إذا كان قانون الفيزياء يقول: إنّ الضغط يولّد الانفجار ، فقانون الاجتماع يقول: إنّ الضغط يولّد النفاق الاجتماعي.
النفاق الاجتماعي الطائفي..ثقافة فكرية لتخريب الذات الاجتماعية وإفساد الضمير الاجتماعي…
وهذه القوى السياسية الطائفية تدرك أن الإنسان يحمل قدرًا من العدوانية، يمكن استغلالها وتوجيهها ضد الآخر أي ضد أخيه في الوطن والدين.
فمع مرور زمن حتى هذا اليوم.. تم تعميق المشاعر الطائفية باتجاهات الكراهية والعدوانية والقتل والجريمة كحالة اجتماعية .. يدخل الفرد في إطارها كمكون للثقافة والمشاعر الجماعية، ككائن مستقل في إرادته وعقله، ولكنه مسخر من قبل بعض الشخصيات السياسية المؤثرة في سلوكه، والقادرة على تحويله لآلة قابلة لأن تنفجر ، وفي هذه الحالة لا نجد استنكاراً اجتماعياً بقدر البهجة…
لذلك تنسب هذه الممارسات الى أفعال الشر، وفي الغالب تكون سلوكاً إرغامياً مغلوطاً، أو مُحفـزاً اجتماعياً، يفرضه المناخ العام الذي يعيش المرء فيه، والذي يمكن أن يتحرر منه ومن آثاره بزوال المؤثر..ولكن زوال الارتباط بمؤثر ما .. لا يلغي الدوافع أو الاستعدادات الفطرية لتكرار الفعل بصورة تلقائية، لأن الأفعال الاجتماعية لا تشبه في نشاطها المؤثرات الفيزيائية، التي تتسم بشرطية الارتباط…
لتجاوز هذا الفكر الطائفي .. مراجعة نقدية، تهدف إلى إعادة بناء الخطاب السياسي الطائفي من داخله..بالتالي إعادة النظر في تقويم سلوك النفاق الاجتماعي الذي انحرف نحو نفاق القوى والتيارات الطائفية، وهي مهمة دائمة يستطيع الجميع أن يمارسها، وقد تعبّر هذه الدعوات عن القلق واضطراب وارتباك القوى السياسية.
مراجعة نقدية شاملة ومستمرة للحوار العقلاني بديلاً للصراع الطائفي الذي يلغي الآخر ..يتعزز من خلال نقد النشاط السياسي الطائفي، ونقد الشخصيات السياسية الطائفية، وعدم الانجرار في أحداث سياسية ذات توجهات طائفية، ونقد المجتمع الطائفي..في زمن تلاقي التشهير والإقصاء…
وأخيراً..يتطلب تحرير الواقع وتحرير الوعي..
واستيعاب ما سينتجه العقل الحداثي من عقلانية، تقوم على تحرير المجتمع.
هل هناك من يشاركنا هذه القناعات؟
نحن أبرياء من كل ما يحدث .. ومن الغايات الدنيئة..ومن النفاق الذي هو لغة هذا العصر القذر عند كثيرين…
نحن ضد كل هذا الجنون والانحراف والنفاق والسقوط ..
اللهم فاشهد ..