من الصحف الاميركية
علقت الصحف الاميركية على هزيمة رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي أمام البرلمان، بالقول إن بريطانيا أصبحت دون خطة خروج “وهي تسير نحو الكارثة“، واشارت إلى أن “التصويت الساحق في البرلمان البريطاني ضد خطة تم العمل عليها تتعلق بخروج البلد من الاتحاد الأوروبي، كان مدمرا لأن أحدا، ولا حتى رئيسة الوزراء، وبالتأكيد حزبها أو الحزب المعارض، لديه في الوقت الحالي خطة أو حل جوهري، أو تعديل للخطة التي تم رفضها “.
وأوضحت نيويورك تايمز أنّ ماي قد تطلب تنازلات من الاتحاد الأوروبي، لكي تعرض الاتفاق مجددًا على مجلس العموم، لكنّ هذه الخطوة تتطلّب الكثير من الشروط والوقت ويجب أن يوقّع عليه الأوروبيون، أمّا بالنسبة لتمديد البركسيت، فبحسب المادة 50 من معاهدة الاتحاد الأوروبي، فإنّ ذلك يحتاج الى موافقة 27 دولة. وقد توافق هذه الدول الأوروبية مجتمعة إذا ذهبت بريطانيا الى انتخابات جديدة أو أجرت إستفتاءً أو كان لديها خطّة جديدة.
قالت صحيفة واشنطن بوست إن سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في سوريا تجعل القوات الأمريكية هناك مكشوفة، وذلك عقب التفجير الانتحاري الذي وقع في مدينة منبج السورية وأدى إلى مقتل خمسة جنود أمريكيين وإصابة آخرِين.
وتابع الكاتب ماكس بوت، في مقال له بالصحيفة أنه “في 19 ديسمبر الماضي، أعلن ترامب سحب القوات الأمريكية، البالغ عددها قرابة 2000 جندي من سوريا، معلناً هزيمة تنظيم داعش في وقت تحدثت فيه تقارير استخباراتية عن أن التنظيم وإن كان فقدَ سيطرته بأغلب المناطق، فإنه ما زال لديه أكثر من 30 ألف مقاتل منتشرين في العراق وسوريا، وهو ما يجعله أحد أكبر التنظيمات الإرهابية وأكثرها خطورة بالكوكب“.
وتحت وقع الانتقادات التي تقدَّم بها حزبه الجمهوري تراجع ترامب قليلاً عن قراره كما يقول الكاتب، حيث أعلن أن القوات الأمريكية ستغادر بوتيرة أبطأ، مع مواصلة محاربة “داعش”، وفعل كلِّ ما هو حكيم وضروري، فبدلاً من أن يستغرق الانسحاب شهراً واحداً، فإنه سيستغرق أربعة أشهر.
ورأى بوت أنه “من المستحيل أن نقول لماذا قرر تنظيم داعش شن هجومه على القوات الأمريكية الآن، فهو يريد إيصال رسالة بأنه يستطيع فعل ذلك، فقرار الانسحاب الأمريكي يمنح الإرهابيين حافزاً على شن الهجوم، وتسعى كل الأطراف الإقليمية إلى ملء الفراغ الذي سيخلّفه الانسحاب الأمريكي من شرقي سوريا. وفي الوقت نفسه، فإن (داعش) يسعى لتأكيد أنه لم يُهزَم“.
وتساءل الكاتب: “كيف يمكن أن تنشئ الولايات المتحدة منطقة آمنة دون أي قوات على الأرض لتنفيذ ذلك؟ وكيف تستخدم قاعدة مجاورة لمنع تنظيم داعش من إعادة تشكيل نفسه؟”، مشيراً إلى أن “الرئيس باراك أوباما جرب تلك الاستراتيجية ذاتها بعد أن سحَب القوات الأمريكية من العراق عام 2011“.
وتابع: “كان لدى القوات الأمريكية الكثير من القواعد في الدول المجاورة مثل تركيا والكويت، لكنها لم تستطع إبطاء صعود تنظيم داعش، فقط إرسال قوات أمريكية إلى العراق في عام 2014 هو وحده الذي كان كفيلاً بتحرير الأراضي من قبضة داعش“.
ورأى أن الظروف نفسها التي أدت إلى ظهور تنظيم داعش باتت موجودة الآن، فمع وجود فراغ في السلطة على الجانب السوري، وتزايُد أعداد السكان السُّنة الساخطين في الجانب العراقي، فإن النظرة إلى مستقبل مدينة مثل الموصل، التي سبق أن سيطر تنظيم الدولة عليها عام 2014 وتمت استعادتها عام 2017، تبدو قاتمة.
وختم الكاتب مقاله قائلاً: “لقد كان شرقي سوريا آمناً ومستقراً بفضل الوجود الأمريكي وقوات سوريا الديمقراطية، فلقد حققت الولايات المتحدة عوائد استراتيجية من الاستثمار الصغير للقوات، لكن يبدو الآن أن ترامب مصمم على خسارة تلك المكاسب التي تحققت بصعوبة من خلال عملية الانسحاب“.