من الصحف الاميركية
لفتت الصحف البريطانية الصادرة اليوم الى ان تيريزا ماي تلقت هزيمة كبيرة في مجلس العموم، بعد أن رُفض اتفاق الخروج الذي توصلت إليه مع الاتحاد الأوروبي بأغلبية كبيرة، في أكبر هزيمة برلمانية تتلقاها حكومة في تاريخ البلاد، وصوت 432 نائبا بالرفض مقابل موافقة 202 فقط، يوم الأربعاء، ما يعني عدم تطبيق الاتفاق الذي كان يعد لخروج بريطانيا من الكتلة الأوروبية في 29 مارس/آذار المقبل .
وأدت هذه النتيجة إلى دعوة جيرمي كوربين، زعيم حزب العمال المعارض إلى التصويت على سحب الثقة من حكومة المحافظين وبالتالي إجراء انتخابات عامة، وتشكل هذه الهزيمة ضربة قوية لرئيسة الوزراء، التي قضت أكثر من عامين في مفاوضات من أجل هذه الصفقة مع الاتحاد الأوروبي.
نشرت صحيفة الديلي تلغراف مقالاً لفيليب جونستون بعنوان “تيريزا ماي فشلت في كل موقف واتخذت قرارات خاطئة.. عليها الرحيل“، وقال كاتب المقال إن رئيسة الوزراء البريطانية مفاوضة سيئة وقد فشلت في توحيد حزب المحافظين، مضيفاً أنه بعد أيام معدودة من الانتخابات العامة في عام 2017، ألقت ماي كلمة في البرلمان أمام النواب كرئيسة للوزراء إلا أنها من دون أغلبية نيابية، وقالت حينها “أنا الشخص الذي أوصلتكم لهذه النتيجة، وأنا الكفيلة بإصلاح ذلك“.
وأضاف أنه بعد الهزيمة في مجلس العموم، فإنه يحق لهم سؤالها ” كيف حدث هذا؟“.
وأردف أن هزيمة ماي تعد أكبر إذلال في التاريخ لرئيس وزراء بريطاني ويجب عليها عدم الاستمرار في منصبها، مشيراً إلى أن لا سلطة لها إلا أنها مازالت تعتقد أن بإمكانها التوصل إلى طريقه للخروج من الفوضى التي كانت، بحسب الكاتب، هي أحد أسبابها.
وأشار جونستون إلى أن عملية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي تحتاج قائداً قادرا على رأب الصدع وليس مساهما في تعميق الهوة.
وتطرق المقال إلى تصريحات ماي التي لطالما أكدت فيها على “بناء الوحدة”، إلا أنه للتوصل إلى ذلك في قضية مثيرة للانقسام فإن ذلك يحتاج إلى مقومات شخصية لا تتمتع بها ماي بكل بساطة، على حد تعبيره.
وتابع بالقول إن الانتخابات المبكرة التي جرت في عام 2017 كانت من أكبر الأخطاء التي ارتكبتها، فحزب المحافظين كانوا الأغلبية في البرلمان، موضحاً أن ماي لطالما اتخذت القرارات الخاطئة كما أنها أثبتت بأنها لا تستطيع التفاوض لأنها منحت الاتحاد الأوروبي “الأفضلية” في الاتفاق الذي توصلت إليه بالرغم من أن بريطانيا تمتلك الورقة الأقوى ألا وهي المال، إلا أنها لم تستطع استخدام ذلك بشكل فعال.
وختم بالقول إننا نواجه الآن أزمة، وتنحي ماي عن منصبها لن يحل المشكلة، إلا أن الشلل سيستمر، وقد تنجو اليوم من التصويت برفع الثقة عنها إلا أنه من أجل مصلحة البلاد يتوجب عليها الاستقالة.
نشرت صحيفة “آي” مقالاً لكاتي بولز بعنوان “باتت الانتخابات العامة أقرب من أي وقت مضى“، وقالت كاتبة المقال إن رئيسة الوزراء البريطانية دخلت التاريخ أمس لكن ليس كما كانت تتمنى، فعوضاً عن تأمين خروج آمن لبريطانيا من الاتحاد الأوروبي فإنها منيت بأسوأ هزيمة لحكومة في التاريخ وذلك بخسارتها 230 صوتاً.
وأضافت أنه في الوقت الذي كانت الهزيمة متوقعة لماي في مجلس العموم إلا أن نسبة الأصوات التي صوتت ضدها فاقت أكبر كابوس لأي رئيس وزراء.
وتابعت بالقول إنه من الصعب التفكير كيف بإمكان ماي الاستمرار بخطتها حول اتفاق بريكست، مشيرة إلى انه في حال نجاتها من التصويت بحجب الثقة عنها في البرلمان الأربعاء، فإنها ستضطر إلى إجراء محادثات مع حزبها للاتفاق على صيغة لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وختمت بالقول إنه في الوقت الذي يبدو فيه أن مستقبل بريكست غير واضح، إلا أن برفض النواب للاتفاق الذي أبرمته فإنهم سيتوصلون إلى النتيجة التي يفضلونها -اتفاق أفضل أو لا اتفاق، وسيربح فريق واحد منهما أما الباقون فيصابون بخيبة أمل.