كرواتيا تعلن إلغاء صفقة أسلحة إسرائيلية بقيمة 500 مليون دولار
أعلن رئيس الوزراء الكرواتي، عن إلغاء صفقة تبيع بموجبها إسرائيل 12 طائرة “إف 16” أميركية الصنع، إلى كرواتيا، وذلك إثر اعتذار رسمي إسرائيلي عن إتمام الصفقة المقدرة بـ500 مليون دولار .
يذكر أن مدير عام وزارة الأمن الإسرائيلية، أودي آدم، زار كرواتيا أمس الأربعاء، وقدم اعتذارًا رسميًا باسم الحكومة الإسرائيلية لمسؤولي المؤسسة العسكرية الكرواتية، عن إتمام الصفقة، وذلك في ظل الرفض الأميركي على بيع الطائرات التي تصنعها، بعد إجراء تحديثات وتعديلات على أنظمتها الإلكترونية.
وفازت إسرائيل بمناقصة في آذار/ مارس الماضي، على بيع سرب الطائرات التي خرجت من الخدمة في سلاح الجو الإسرائيلي، وذلك بعد إجراء تحديثات لأنظمتها الإلكترونية.
وجاء في بيان صدر عن رئيس الوزراء الكرواتي أنه “أبلغني المدير العام لوزارة الأمن الإسرائيلية، أن إسرائيل لن تكون قادرة على توفير طراز ‘إف 16‘ الذي تعهدت به، وبالتالي فإن كرواتيا تلغي الصفقة“.
وبحسب وسائل الإعلام الإسرائيلية، اجتمع آدم، الذي وصل إلى العاصمة الكرواتية زغرب، أمس الأربعاء، بوزير الدفاع الكرواتي، وأبلغه رسميًا بالاعتذار الإسرائيلي وأوضح له أن القرار جاء بناء على رغبة الأميركية، الدولة المصنعة لهذه الطائرات.
وفي بيان صدر عنه، قال آدم إنه “لسوء الحظ، لم تكتمل شروط الصفقة ولم نتمكن من إتمامها بسبب مشاكل لم يكن من الممكن توقعها ولم تكن تحت سيطرة الدول المعنية (إسرائيل وكرواتيا). تتوقع وزارة الأمن الإسرائيلية مواصلة التعاون المثمر مع كرواتيا، سنبذل قصارى جهدنا لتعميق علاقتنا في مجالات واسعة“.
فيما أعلنت وزارة الدفاع الكرواتية أن “إسرائيل لم تكن قادرة على التغلب على معارضة الولايات المتحدة على صفقة ببيع 12 طائرة إلى كرواتيا، وسيتم إلغاء صفقة الـ500 مليون دولار“.
وكان مسؤول إسرائيل قد أكد الأسبوع الماضي، أن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، عرض أمام وزير الخارجية الأميركية، مايك بومبيو، في اللقاء الذي جمعهما في البرازيل على هامش حفل تنصيب الرئيس الجديد، جائير بولسونارو، المطلب الإسرائيلي بالمصادقة الأميركية من أجل إتمام الصفقة.
وشدد المسؤول أن بومبيو رفض أن يستجيب لطلب نتنياهو حول الخلاف حول صفقة بيع طائرات “إف 16” من إسرائيل لكرواتيا.
وذكرت صحيفة “هآرتس”، الخميس الماضي، أن كرواتيا أمهلت إسرائيل حتى 11 كانون الثاني/ يناير الجاري، لتنفيذ الصفقة، وطلبت وزارة الدفاع الكرواتية من إسرائيل الرد على تساؤلها حول إمكانية تنفيذ الصفقة، حتى نهاية الأسبوع المقبل، وإلا فستلغي كرواتيا الصفقة من طرفها.
وكشفت القناة العاشرة الإسرائيلية، بداية كانون الأول/ ديسمبر أن الإدارة الأميركية اعترضت على الصفقة. ونقلت القناة عن مسؤول إسرائيلي كبير، لم تذكر اسمه، أن الموقف الأميركي دفع نتنياهو، إلى الاتصال بوزير الدفاع الأميركي (المستقيل) جيمس ماتيس، لإقناعه بتخفيف الشروط الأميركية لتنفيذ الصفقة، لكن ماتيس رفض بشكل مطلق ذلك.
وقال المسؤول الذي وصفته القناة بأن له دورا في ترتيب الصفقة، إن موقف ماتيس قضى على أي فرصة لتنفيذها، وأضاف أنه “لم يكن ممكنا التوفيق بين الشروط الأميركية والمطالب الكرواتية، لذلك اضطررنا إلى الاعتذار لكرواتيا عن الصفقة“.
وعادة ما تفرض وزارة الدفاع الأميركية شروطا ومواصفات على دول تريد إعادة بيع أسلحة من صناعة أميركية إلى طرف ثالث، لمنع وقوع تقنيات وأسلحة من إنتاجها بيد دول لا ترغب واشنطن أن تمتلكها.
ووافقت الإدارة الأميركية على بيع إسرائيل الطائرات، لكن دون تحديث أنظمتها الإلكترونية، فيما اشترطت كرواتيا الحصول عليها بعد التحديث.