من الصحف الاميركية
ذكرت الصحف الاميركية الصادرة اليوم ان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو وصل العراق بزيارة مفاجئة والتقى رئيس مجلس النواب العراقي محمد الحلبوسي ومسؤولين آخرين، إضافة إلى القوات الأميركية وأوضح بيان مجلس النواب أن الحلبوسي استقبل بومبيو بحضور أعضاء لجنة العلاقات الخارجية النيابية، وتأتي هذه الزيارة بعد نحو أسبوعين من زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى العراق لتفقد القوات الأميركية من غير أن يلتقي أي مسؤولين، وهو ما أثار انتقادات هناك .
كما لفتت الى ان الاجتماع الذي عقده الرئيس الأميركي دونالد ترامب مع زعماء الحزبين الجمهوري والديمقراطي في الكونغرس انتهى دون التوصل إلى اتفاق بشأن إنهاء الإغلاق الحكومي وتمويل الجدار الحدودي مع المكسيك، ونقلت عن زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومر قوله بعد الاجتماع إن ترامب وقف وغادر الاجتماع، بعد أن سأل رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي إذا كانت ستوافق على تمويل “جداره”، وأجابت بأنها لن تفعل ذلك.
وأضاف شومر أن ترامب ضرب يده على الطاولة، وغادر الاجتماع قائلا إنه ليس هناك ما يناقشه الطرفان، وإن هذا مضيعة لوقته، من جانبه قال ترامب إن اجتماعه مع قادة الديمقراطيين بشأن أزمة الإغلاق الحكومي كان مَضيعة للوقت، وقال إنه ردّ على الديمقراطيين الرافضين لبناء جدار مع المكسيك بأنه لا يوجد شيء للحديث بشأنه، وأضاف أن الجمهوريين متمسكون بموقفه للحفاظ على أمن البلاد بإقامة الجدار.
نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” مقالا لمدير مجموعة الأزمات الدولية روبرت مالي، والزميل في مجلس الشؤون الخارجية روبرت فاينز، يناقشان فيه قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سحب القوات الأمريكية من سوريا.
ويقول الكاتبان إن “هناك الكثير من سياسات الرئيس دونالد ترامب، التي تستحق النقد، إلا أنه مع ذلك تمسك ومنذ بداية حملته الانتخابية للرئاسة بشيء واحد يستحق التشجيع لا التشويه، ألا وهو الرغبة في تفكيك علاقة الولايات المتحدة المكلفة بحروب الخارج“.
ويعلق الكاتبان قائلا إن “رغبة الرئيس ودافعيته لعدم التدخل لم تتوافق بشكل جيد مع الفريق الذي شكله، خاصة الميل الصقوري، في الفترة الأخيرة لفريقه الذي يتولى السياسة الخارجية“.
ويشير الكاتبان إلى أن “ترامب تسامح على مضض باستمرار مع الحروب التي ورثها كلها، لكن الرئيس وما يفضله بدأ يسود في المرحلة الأخيرة وإن كان مؤقتا، وكما أظهرت تغريدته التي أعلن فيها عن سحب ألفي جندي أمريكي، فإنه مستعد للقيام بالأمر ذاته وتخفيض القوات في أفغانستان بحوالي 7 آلاف جندي“.
ويلفت الكاتبان إلى أنه “منذ ذلك الوقت اندلعت لعبة شد حبل علنية بينه وبين فريقه للأمن القومي، ومن غير المعلوم إن كانت الولايات المتحدة ستقوم بسحب قواتها من سوريا حالا أو تدريجيا، وفيما إن كانت ستنتظر حتى هزيمة تنظيم داعش، أو أنها تعتقد أنه هزم نهائيا وإن كانت واشنطن ستواصل دعمها للمقاتلين الأكراد أو تدعهم بطريقة ما، وفي النهاية فإنه من غير المعلوم إن واصلت أمريكا تحقيق هدفها بمواجهة التأثير الإيراني وإخراج القوات الإيرانية من سوريا“.
ويعبر الكاتبان عن دهشتهما من انتقاد أصوات في اليسار لقرار الرئيس، بالإضافة إلى الأصوات المعروفة في تيار اليمين والجمهوريين، مع ملاحظة غياب عملية واضحة لاتخاذ القرار في الإدارة.
ويحذر الكاتبان المعارضين لنموذج الترامبية وعدم ارتكاب الأخطاء، “فنحن لن نعرف السياسة الحقيقية حتى ينفذها ترامب، إلا أن رغبته بتخفيف العلاقة مع سوريا وأفغانستان صحيحة، والخطأ، بل إن المضر جدا، هو توقيت قراراته وعدم قدرته على استخدامها بأفضل الطرق“.
ويفيد الكاتبان بأنه “في سوريا، مهما كان رأي الشخص من مسارات النقاش بشأن النزاع والقرارات السابقة، فإن الولايات المتحدة تملك عددا قليلا من المصالح التي يمكن تحقيقها، مثل منع ظهور تنظيم داعش من العودة التي للمناطق التي خسرها، وحماية المقاتلون الأكراد، وحماية حلفائنا من المخاطر النابعة من الأراضي السورية، والنجاح في أي من هذه الأهداف لا يتحقق إلا بوجود عسكري صغير ولمدة طويلة“.
ويقول الكاتبان إن “الرئيس ترامب ضلل عندما قال إن تنظيم داعش قد هزم، لكن النقاش الداعي لزيادة عدد القوات على الأرض لمواجهة المعاقل الأخيرة للجهاديين ما هو إلا وصفة لبقاء دائم، خاصة أن التهديد الإرهابي هو تهديد جيلي تتم مواجهته واحتواؤه، لكن لا يمكن إزالته“.
ويعتقد الكاتبان أن “معارضة الكثيرين في اليمين لقرار الرئيس نابعة من نظرتهم لسوريا على أنها ساحة مواجهة مع إيران، لكن هذا مثل من يلاحق هدفا وهميا وخطيرا، فمن الصعوبة بمكان مواجهة عدد قليل من القوات الأمريكيين لعشرات الآلاف من المقاتلين.
ويعتقد الكاتبان إن “هناك الكثير المرفوض في عهد ترامب لدرجة لا يعرف النقاد أين يضربون، وهذا كله لا يعني التخلي عن المعارضة المبدئية، بحيث لا يشوه معارضو ترامب معتقداتهم لصالح كلام خطابي، وأي طريق ستتخذه الإدارة فإنها ستترك وراءها سلسلة من الفوضى الواجب تنظيفها، وما يهم هو النظر لما هو صحيح“.
ويرى الكاتبان أن “أمريكا ستجبر في النهاية على استخدام القوة ضد التهديدات المستمرة، لكن ليس بطريقة تجعلها متورطة في حرب أبدية مكلفة على الولايات المتحدة والسكان المحليين، مثل أفغانستان والعراق، وتجعلها متواطئة في انتهاكات الحرب، كما في اليمن، أو تتعاون مع أصدقاء غير مرغوبين، مثل عناصر في المعارضة السورية، وتفاقم بالضرورة المشاعر المعادية لأمريكا، التي تؤثر على حملة مكافحة الإرهاب“.
ويختم الكاتبان مقالهما بالقول: “في النهاية سيكون الخروج فوضويا، لكن هذا ليس عذرا للاستمرار في حرب طويلة بحثا عن خروج محكم، ويمكن أن يؤدي قرارا ترامب لسوريا وأفغانستان إلى آثار كارثية؛ بسبب الطريقة التي سينفذان بها، والتوقيت، وغياب المشاورة مع الحلفاء، وفشله في استخدام أوراق نفوذه”.