انتصار سورية وبشارة الزمن الجديد
غالب قنديل
عندما انطلق العدوان الاستعماري الصهيوني الرجعي على سورية الحبيبة وشرع المعسكر المعادي بتدميرها وحشد العدو الإمبريالي ما حشد من جميع عملائه وادوات وعدة شغله من مخابرات وإعلام ومرتزقة ظلت رؤيتنا لنصر سورية القادم يتيمة محاصرة لسنوات تراكمت خلالها مؤشرات كثيرة تدل على عناصر القوة السورية باستعصاء شعبها على العصبيات والمذابح وبصلابة إرادة الحياة والتشبث بالهوية الوطنية والقومية ومتانة بنيان الدولة الوطنية والعقيدة القومية للجيش العربي السوري.
يوشك العالم كله ان يعترف بانتصار سورية والقائد العربي الكبير الرئيس بشار الأسد ويحار المهزومون في رسم دروب التراجع بدءا من حكومات التآمر العربية التي يسيرها المستعمر الأميركي الصهيوني وهي كانت تتحين سقوط سورية وتدميرها لتحتفل من تل أبيب بشرق كونداليسا رايس.
لكن شرقا عربيا مقاوما ينهض منتصرا وإرادة القائد العربي الفذ لا تلين في مواصلة الصمود والقتال حتى إلحاق الهزيمة الفاصلة بمعسكر العدوان والشعب العربي السوري والجيش العربي السوري صف واحد خلف رمز عزة سورية وكرامتها واستقلالها الذي لم يفرط بتلك الهوية شكلا أومضمونا وواجه احرج اللحظات المصيرية وأصعبها بكل عزم وبإرادة صنع المستحيل لدحر أشرس غزوة استعمارية فقاد المعارك بحزم وشجاعة وحكمة.
صنع الرئيس بشار الأسد من صمود سورية جبلا صلبا وثابتا صعدت بفضله قوة حلفاء سورية الأصيلين والمخلصين في المنطقة والعالم بدءا وانطلاقا من توأمي محور المقاومة وشريكي صمود الشرق العربي طيلة أربعين عاما منذ انتصار الثورة وانطلاق شراكة مصير في خيار تحرري استقلالي مقاوم : إيران وحزب الله شريكا سورية في الانتصار على الكيان الصهيوني منذ دحره عن جنوب لبنان .
في قلب هذه الكتلة الصلبة وعلى رأسها شريكان دوليان تصاعد زخم دينامية صعودهما وترسخ من سورية : روسيا والصين وفي سياق ملحمة المقاومة والصمود كان استنتاجنا : سورية تغير العالم وتنهي زمن الأحادية القطبية وتزعزع ركائز الهيمنة الأميركية التي اعقبت انهيار الاتحاد السوفيتي.
أبله ومخبول وجاهل كل من يتحدث عن مراودة سورية لمقايضة شركاء النصر بعودة العملاء المهزومين وشركاء التدمير وسفك دماء السوريين فالدولة الوطنية السورية الصلبة والصامدة والثابتة بمبادئها التحررية تعرف شركاءها كما خبرت جميع خصومها المهرولين اعترافا بانتصارها وهي تدرك حدود الشراكة المحتملة في المعادلة الرسمية العربية وما يمكن ان يبنى عليها في السياسة من موقع المحور الدولي والإقليمي الذي استقطب حول سورية وكفاحها التحرري.
سورية التي غيرت العالم تغير البيئة العربية وهي علامة انتصار حاسمة لإرادة المقاومة والتحرر وستطلق قيامتها بانتصار تاريخي وغير عادي له صفة تاريخية عظيمة فهي عاصمة المقاومة والتحرر في البلاد العربية والقائد الأسد حازم بمبادئه مرن في رسم السبل لتجسيدها بواقعية شديدة دون تفريط فهذا الميزان الذهبي هو الذي وهب سورية قوة الصمود طيلة العقود الماضية وهو ما جعلها واسطة عقد العرب رسميا وشعبيا ومكنها من مقاومة الخطط الاستعمارية الصهيونية الرجعية.
سورية الشعب والجيش والدولة والقائد العظيم ما زالت تقاتل وتشق طريق انتصارها الحاسم وهي تعرف اصدقاءها وأعداءها وتدرك مقاصد المهرولين من الدول الاستعمارية المهزومة والحكومات الرجعية العميلة والمهم عندها مراكمة اعترافات واضحة بنصرها وبصواب خيارها والتصرف بمنطق الدولة القوية الراسخة التي لا تهاب أي لقاء او نقاش او تواصل فتحصد حصانة سياسية سعى الحلف المعادي لنزعها وهي واثقة بان قوتها ووضوح رؤيتها وصواب تحالفاتها من موقعها المركزي والريادي في محور المقاومة الإقليمي وفي معسكر النضال ضد الهيمنة الاستعمارية على العالم هو سر هذا التهافت على زيارة دمشق وإعادة فتح السفارات وطلب الود بانقلاب البعض من النقيض إلى النقيض في خطبهم وتصريحاتهم حول سورية وقائدها القومي التحرري المنتصر.
حصاد العام الماضي كان عظيما وكبيرا ووعود السنة الجديدة كبيرة وعظيمة وكما قاد الأسد ملحمة صمود تاريخية كبرى على الصعيد القومي والعالمي سيقود مخاض نهوض القوة السورية التي اكمل استرجاع قدرتها على ردع الكيان الصهيوني في اولى بشائر انتصاره العظيم الذي بات بارزا في تفاصيل اليوميات المضمخة بدماء الشهداء من أبطال الشعب والجيش والمقاومين من لبنان والعراق واليمن.
نهج المقاومة والتحرر انتصر على معسكر العملاء والخونة والمتآمرين بل إن القائد بشار الأسد وجميع شركائه وفي مقدمتهم قائد المقاومة العربية السيد حسن نصر الله قد ألحقوا هزيمة نكراء بالحلف الأميركي الصهيوني وجميع الذيول الحقيرة في المنطقة والعالم وليعترف من يشاء ولينكر من يشاء فلن يبدلوا حقائق التاريخ الحاسمة ونتائجها التي تفقأ العيون. الزمن جديد فيه بشارة عظيمة هي القائد الرئيس المقاوم بشار الأسد وكتلة المقاومة العربية الشعبية ورمزها السيد حسن نصرالله ونجمها سيلمع من المحيط إلى الخليج ويسطع في العالم كله.