من الصحافة الاسرائيلية
رات بعض التحليلات الإسرائيلية ان إسرائيل ذاهبة إلى انتخابات عامة مبكرة جديدة يوم 9 نيسان/ أبريل 2019. ولا يمكن استبعاد جملة أسباب وراء ذلك، كانت وستبقى موضع تداول، في مقدمها ممارسة الضغط على الجهات القانونية المعنية، سيما المستشار القانوني للحكومة، لإرجاء القرار النهائيّ بشأن تقديم لائحة اتهام ضد رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، بشبهة تلقي رشوة، ويمكن ترجيح أن إصدار هذا القرار عقب انتخاباتٍ يسجّل فيها المُشتبه به نصرًا ساحقًا، مثلما تنبئ استطلاعات الرأي العام، سيكون للمستشار أكثر صعوبة مما في فترة نهاية ولاية.
ولفتت الى ان رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق بيني غانتس يعمل على تشكيل قائمة تشارك في الانتخابات المقبلة بشكل مستقل، وبحسب الصحف فإن غانتس ومقربين منه يجرون اتصالات مع جهات سياسة أوضحوا فيها أنهم متجهون إلى التنافس بشكل مستقل، بدون تحالف مع أحد الأحزاب القائمة، يأتي ذلك رغم أن الاستطلاعات التي نشرت تشير إلى أن تحالف غانتس مع “يش عتيد” أو “المعسكر الصهيوني” يحصل على ما بين 25 إلى 26 مقعدا، وبحسب الصحف فإن غانتس يعمل على جعل حزبه الجديد كـ”حزب وسط مسؤول ومعتدل”، كما لا يوجد لديه أي رغبة في تعريف نفسه ضمن ما يسمى “اليسار“.
رفض جهاز الأمن الإسرائيلي طلب رئيس الحكومة ووزير الدفاع بنيامين نتنياهو، الإعلان عن انتهاء عملية “درع شمالي”، التي بدأها الجيش الإسرائيلي في الرابع من كانون الأول/ديسمبر الحالي، بادعاء كشف أنفاق حفرها حزب الله عند الحدود بين لبنان وإسرائيل، ومواصلتها البحث عن أنفاق أخرى وتحييدها في إطار النشاط العسكري الاعتيادي. ويبدو أن نزاعا نشأ الآن بين نتنياهو والمقربين منه وبين الجيش الإسرائيلي.
ونقل موقع صحيفة هآرتس عن مصادر مطلعة على المداولات حول هذا الموضوع قولها إن مسؤولين في جهاز الأمن يعتقدون أنه ليس صائبا العمل ضد هذه الأنفاق في إطار الأنشطة العسكرية الاعتيادية، وإنما مواصلة البحث عنها واستنفاذ الموارد والفترة المطلوبة من أجل إنهاء البحث عن كافة الأنفاق. وحول طلب نتنياهو بتغيير وصف “عملية” للبحث عن الأنفاق، قال أحد المسؤولين في جهاز الأمن أن تعريف “درع شمالي” كعملية ضروري من أجل رصد موارد وتجنيد الجهاز الأمني لصالح هذا النشاط العسكري.
ووفقا للمسؤولين أنفسهم، فإن القرار بإنهاء هذه العملية نابع من أن التوتر الأمني في الجبهة الشمالية ليس مفيدا لنتنياهو مع بدء المعركة الانتخابية، وأن “تأطير العملية، التي جرى وصفها بأنها حساسة للغاية لأمن إسرائيل، كعملية ناجحة من شأنه أن يشكل ذخرا انتخابيا بالنسبة لنتنياهو وحزبه“.
وقالت الصحيفة إن الجيش الإسرائيلي يحاول حاليا إرجاء الإعلان عن انتهاء العملية قدر الإمكان، واستعراضها في وسائل الإعلام على أنها تنطوي على أهمية كبيرة. وقال مسؤولون سياسيون شاركوا في المداولات الأمنية حول الموضوع إن معارضة الجيش الإسرائيلي إنهاء وصف النشاط كعملية عسكرية ليس نابعا من دوافع عملانية صرف. واضافوا أن البحث عن أنفاق عبارة عن عملية هندسية وحسب وكافة أجهزة الاستخبارات تقول إن حزب الله احتوى تدمير الأنفاق ولا رغبة لديه بالعمل ضد إسرائيل.
وتابع المسؤولون السياسيون أن الجيش الإسرائيلي سعى إلى تضخيم أهمية وتعقيد العملية لأن رئيس أركان الجيش، غادي آيزنكوت، كان معنيا بحرف أنظار الرأي العام وضغوط السياسيين عن الأحداث في الجبهة الجنوبية.