الصحافة الأمريكية

من الصحف الاميركية

 

توالت ردود الفعل داخل الولايات المتحدة وخارجها بعد قرار الرئيس دونالد ترامب سحب القوات الأميركية من سوريا، وبينما حث مشرعون أميركيون ترامب على التريث، وتحفظت بريطانيا على القرار، رحبّت روسيا به .

وأعرب عضوا مجلس الشيوخ الجمهوري ليندسي غراهام والديمقراطية جين شاهين عن عزمهما التقدم بمشروع قرار يحث الرئيس على العودة عن قراره.

وقال مشرعون أميركيون إن تنظيم داعش لم يُهزم بشكل كامل، وسيعود بقوة السنوات المقبلة بسبب قرار ترامب الانسحاب العسكري من سوريا.

وقد وجّه ستة أعضاء في مجلس الشيوخ رسالة إلى ترامب يحثونه فيها على إعادة النظر في القرار. وأوضح المشرعون أن هذه الدعوة جاءت حفاظا على المصالح الاستراتيجية للولايات المتحدة معربين عن قلقهم، واعتبروا القرار سابقا لأوانه.

ووصف المشرعون القرار بأنه “يمثل خطأ مكلفا يهدد سلامة وأمن الولايات المتحدة ويشجع تنظيم الدولة وإيران ورئيس النظام السوري بشار الأسد على اتخاذ إجراءات إضافية لتعزيز سلطته“.

كما حذروا من خسارة الأكراد للدعم الأميركي، وقالوا إن فقدان هذا الدعم سيثير مخاطر انبعاث تنظيم الدولة من جديد.

قالت صحيفة واشنطن بوست إن قرار سحب القوات الأمريكية من سوريا، الذي أعلنه الرئيس دونالد ترامب، خطير ومفاجئ، وهو أخطر مما يبدو، معتبرة أنه سيُنهي مهمة منخفضة التكلفة عالية التأثير، ويخلق فراغاً يمكن أن تملأه جهات متطرفة فاعلة في المنطقة.

وبيَّن الكاتب ديفيد أغناتيوس، في مقالة له بالصحيفة، أنه يمكن أن يملأ هذا الفراغ مسلحون من تنظيم الدولة، أو القوات التابعة لروسيا والنظام السوري، أو حتى من تركيا، “وهؤلاء جميعاً يشكّلون خطراً على المصالح الأمريكية“.

وتابع الكاتب أن انسحاب ترامب من شمال شرقي سوريا سيُنهي حملة لم يرها الشعب الأمريكي أو يفهمها، فهذه الحرب بمثابة بصمة صغيرة من خلال الشراكة مع القوات الكردية المحلية الموجودة على الأرض.

ولأن معظم الأمريكيين لم يشاهدوا الصراع على التلفزيون، فإنهم لم يقدّروا الحقيقة، وهي أنها كانت حملة ناجحة؛ فلقد نجحت في تدمير تنظيم الدولة، الذي كان يسيطر على تلك المناطق بشمال شرقي سوريا، كما أنها نجحت في منع التوسع الإيراني، ومراقبة الهيمنة الروسية، ومنحت أمريكا فرصة للتوصل إلى تسوية سياسية بسوريا” يضيف الكاتب.

ولكن، لا يبدو أن شيئاً من هذه الأمور يهم ترامب، فقد انتُخب على أساس أنه سيُنهي الحروب في الشرق الأوسط، حتى الناجحة منها، ويبدو أنه يريد الوفاء بالتزاماته حتى لو كانت العواقب وخيمة.

قرار ترامب، حسبما يرى الكاتب، يلقى معارضة وزارة الدفاع والدول الحليفة في الشرق الأوسط، ولكن يبدو أنه أصر على فعل ذلك.

ويضيف الكاتب أن هذا القرار يشكّل عامل خوف وقلق، “بالنسبة لي، هذا القرار مخيف؛ لقد كنت شاهداً على ما تحقق وكيف أنه تحقق بشقّ الأنفس، زرت القواعد السرية للقوات الأمريكية، ومن الصعب وصف كفاءتها دون معرفة أسرار الحرب هناك“.

وتابع: “يكفي أن نقول إنها وجدت وسيلة مشروعة للسُّلطة الأمريكية في تلك المنطقة وبأقل تكلفة“.

ويرى الكاتب أن الاستراتيجية الأمريكية عقب هجمات 11 سبتمبر أصبحت غير متوازنة، فالبيت الأبيض يريد خلال المرحلة المقبلة، التركيز على منافسي الولايات المتحدة في العالم، مثل روسيا والصين، على حساب مكافحة الإرهابيين، وهنا لا يمكن أن نلومه في ذلك، خاصة أن الأساس القانوني لنشر تلك القوات بسوريا -وهو محاربة الإرهابيين- قد انتهى.

العديد من المراقبين كانوا يعتقدون أن اللحظة الأمريكية، المتمثلة بالتخلي عن القوات الكردية التي قاتلت لآخر رجل وامراة، ستأتي، وأن أمريكا ستضطر إلى التراجع عن دعمها الكامل لتلك القوات، فالولايات المتحدة -كما قال الدبلوماسي الأمريكي جيمس جيفري- “ليس لديها علاقات دائمة مع كيانات الدولة الفرعية“.

وإذا كان على الولايات المتحدة أن تتخلى عن الأكراد (قوات سوريا الديمقراطية) في نهاية المطاف، فإن الوقت ليس مناسباً لذلك، كما يرى الكاتب، خاصةً أن هناك تهديداً حقيقياً من الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بغزو المنطقة.

المحزن حقاً، كما يقول الكاتب، أن هذا التحول المفاجئ من ترامب “يأتي في وقت يُحسب فيه للولايات المتحدة نجاحها في كسر شوكة تنظيم الدولة، وتهيئة الظروف لمستقبل أفضل بسوريا“.

وأيضاً في العراق، تسعى الحكومة العراقية الجديدة للاستعانة بالولايات المتحدة لتكون شريكاً لها، لتحقيق مزيد من الاستقرار، في وقت كان يأمل حلفاء أمريكا العرب أداء دور أكبر في تحجيم النفوذ الإيراني، وأيضاً منع السيطرة التركية على مناطق في شمالي سوريا.

وينهي الكاتب مقاله بالقول: “لقد أحبط ترامب كل هذا الزخم الإيجابي بقراره الانسحاب من سوريا، وتخلّيه عن تلك المناطق يعني أنه سيتركها للقوات التركية ووكلائها”.

ورصدت صحيفة نيويورك تايمز مظاهر النجاح القطري في تجاوز تداعيات الحصار، وقالت في تقرير إنه للحصول على دلائل عن كيفية تكيف دولة قطر مع الحصار الذي يفرضه جيرانها، لا تحتاج إلى الذهاب أبعد من بقالة الميرة في مركز تجاري على الجانب الآخر من مسجد، في جزء سكني من العاصمة، لتجد الرفوف ممتلئة بالمنتجات ذات الصنع المحلي التي كانت نادرة في يوم من الأيام… حليبا قطريا وملابس قطرية وخضارا قطريا. ويقول المشرف هناك “هذا منتج قطري… و الآخر قطري…كل شيء قطري”، مشيراً إلى أن منظفات الغسيل قطرية الصنع، صابون الأطباق والمطهرات وغيرها.

وأضاف التقرير المنشور أمس والذي ترجمته الشرق إن الإنتاج المحلي أمر معتاد لكثير من البلدان، لكن بالنسبة إلى قطر، كان ذلك أحد التحولات الدفاعية الكثيرة التي تم إجراؤها لصد هجوم سياسي واقتصادي من قبل جيرانها.

أوضح التقرير الذي أعده مراسل الصحيفة بن هوبارد أنه بعد ثمانية عشر شهراً من الحصار الذي فرضته السعودية والإمارات والبحرين ومصر، الذي كان هدفه إخضاع قطر التي ما فتئت ترفض الاستسلام وفي غضون ذلك، نجحت الدوحة في تحقيق تكيفها، وإعادة تجهيز اقتصادها وعلاقاتها الخارجية بطرق ساهمت في إعادة تشكيل التخطيط الإستراتيجي في منطقة الخليج.

وفي إطار جهودها عززت قطر قدراتها العسكرية، وواصلت توسيع علاقاتها مع عدد من الدول، واستمرت في سياستها التي أزعجت البعض من جيرانها، مثل تغطية شبكة الجزيرة الفضائية لفضائحهم.

واستشهد التقرير بكلمة سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية في منتدى الدوحة: “نحن استمررنا في مسارنا، تابعنا النمو الاقتصادي، ووجدنا لنا مسارات ملاحية جديدة، ولكن لا تزال بعض المشكلات الاجتماعية متواصلة”، موضحا “صار الجرح عميقا جدا بين أفراد الشعب ولن يكون من السهل تضميد هذه الجراح…”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى