من الصحف الاميركية
تناولت الصحف الاميركية الصادرة اليوم دعوة السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي الفلسطينيين والإسرائيليين والمجتمع الدولي إلى دعم خطة السلام الأميركية المرتقبة مطلع 2019، بعد أن أكد الأوروبيون تمسكهم بـ”المعايير المتفق عليها“، وأضافت “ستكون مختلفة عن الخطط الأخرى” دون كشف مضمون الخطة، وستترك هيلي منصبها في 31 كانون الأول/ديسمبر، وأضافت “السؤال الحاسم هو معرفة ما إذا سيكون الرد مختلفا“، وأكدت السفيرة “أنه ستكون في الخطة أمور ستروق وأخرى لن تروق بالنسبة إلى الإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء، بل أيضا لكل دول العالم المهتمة بالموضوع“.
وقالت صحيفة واشنطن بوست إن هناك دورا أبويا أصيلا في كينونة رئيس الولايات المتحدة، وهو أنه من المفترض في الشخص الذي يشغل هذا المنصب أن يعرف أكثر مما نعرفه عن الأخطار التي تواجه البلد والعالم، وهو مؤتمن على اتخاذ القرارات المناسبة للحفاظ على سلامتنا وأمننا ومن المفترض في الرئيس أن يحمينا من السقوط.
وتساءلت مستهجنة ما يحدث عندما يكون الرئيس، في إشارة إلى ترامب- هو أكبر صبي في الغرفة؟ وقالت إنه في هذه الحالة يقلب أمور النظام الطبيعي للأشياء، وشككت في أن أميركا تدرك تماما الضرر الذي يسببه رئيس يسيء التصرف بشكل متكرر فيصبح هذا الأمر قصة إخبارية بينما لا يدرك هو ذلك. ورأت أن الولايات المتحدة خسرت قوتها وهيبتها المتجسدة في الجدية والحسم، الأمر الذي كان يجعل الحكام المستبدين في الماضي يترددون قبل إغضابها.
قالت صحيفة نيويورك تايمز إن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نجا من عاصفة “السترات الصفراء” بعد الإغاثة الاقتصادية التي وعد بها، بجانب أن الهجوم الإرهابي الذي وقع في ستراسبورج أدَّى إلى تحول المزاج العام في البلاد، لكن سياسته سوف تتغير.
وأضافت الصحيفة، أن ماكرون انتخب عام 2017 بعد وعده بإحداث ثورة في الاقتصاد الفرنسي يشمل سوق العمل، والرعاية الاجتماعية، وواجه بالفعل النقابات، وأعاد صياغة قوانين العمل، وخفض الضرائب للشركات والأغنياء، ولكن السترات الصفراء أجبرت ماكرون على التراجع عن بعض الزيادات الضريبية، والتحرك لوضع المزيد من الأموال في جيوب أفقر العمال، وإعادة التفكير في مقترحاته المقبلة لتغيير القوانين المتعلقة بالمعاشات التقاعدية والبطالة.
ونقلت الصحيفة عن “برونو كوترز”، أستاذ العلوم السياسية في جامعة “بو” للعلوم قوله: “حاليًا هناك قبل السترات الصفراء وما بعدها، ولا يمكن لماكرون أن يواصل إصلاحاته بسرعة”. خاصة أن حركة “السترات الصفراء” يُغذّيها مزيج من عدم المساواة المالية، والفشل في النظام الانتخابي في فرنسا.
ويقول العديد من رؤساء البلديات والمسئولين المنتخبين الآخرين: إن ماكرون ليس لديه خيار سوى الاستجابة للحركة، مشيرين إلى أن ظهور “السترات الصفراء” يعكس مشاكل دائمة في النظام الفرنسي، وماكرون المسؤول عن ذلك.
وبحسب الصحيفة، فقد وصل ماكرون إلى الرئاسة دون انتخابه لمنصب سياسي، لكن بدلًا من الاعتراف بأنه كان يفتقر للخبرة على الأرض، تجنب الاجتماعات مع رؤساء البلديات والمسئولين المنتخبين، ورفض العروض التي قدمتها النقابات للعمل معه، وبدلًا من ذلك، أحاط نفسه بمستشارين ربما كانوا أذكياء، ولكنهم شاركوا بسذاجة في تفاقم تلك المشكلة.
ونقلت الصحيفة عن “جيروم فوركيه” رئيس شركة “إيفروب” لاستطلاع الرأي، أن ماكرون لم يفعل الكثير لمساعدة نفسه .. السياسة التي قام بها، وإنهاء الضريبة على ثروات كبيرة، وتقليص دعم الإسكان، والمضي قدمًا في زيادة ضريبة الوقود بجانب بعض تعليقاته.
ريتشارد راموس، عضو البرلمان من لوار في وسط فرنسا، يدعم بشكل عام ماكرون، ولكن مثل العديد من رؤساء البلديات، قال: إن ماكرون أخطأ عندما لم يستمع إلى السياسيين المحليين قبل أن يمضي قدمًا في خططه الاقتصادية وإلغائه للضرائب المدفوعة من أغنى أغنياء فرنسا.
وأضاف، أن معظم أعضاء “السترات الصفراء” الذين واجههم هم أصحاب الأجور أو أصحاب الأعمال الصغيرة الذين يرغبون في دفع أجور موظفيهم، ولكنهم لا يستطيعون.
ويبدو أن الجميع لديهم نصيحة الآن للرئيس: يجب تغيير أسلوبه الشخصي، ومحاولة العمل على كيفية يجعل المواطنين يشعرون أنه يسمعهم“.
بعض الناس يقولون: إنه ماركون رغم فوزه في الانتخابات، إلا أنه لا يمثل الأغلبية في بعض النواحي، يرى كوترز، أستاذ العلوم السياسية، أن انتخاب ماكرون بمثابة تناقض في الديمقراطية الفرنسية، لأنه قد لا يتمتع السياسيون المنتخبون بشكل قانوني بالضرورة بدعم الأغلبية.