سويس ليكس:0.3 % من اللبنانيين يملكون 50٪ من لبنان إيلي فارس
لبنان ليس كمختلف البلدان فالدراسات السكانية ليست منتشرة في كل مكان. ومع ذلك البيانات التي نمتلكها تعود لمركز الابحاث في “كريدي سويس” ،الذي تمكن في تقريره السنوي عن الثروات العالمية من رسم صورة عن كيفية سير الامور في هذا البلد، فجاءت النتائج على الشكل التالي:
يعود التقرير إلى الوراء إلى أكتوبر العام 2014، وبصراحة أنا مندهش من أن هذه الأرقام لم تسبب ضجة ولم تجر مناقشتها. التقرير، هو عبارة عن 160 صفحة، ويمكن العثور عليه على الرابط التالي:
https://publications.credit-suisse.com/tasks/render/file/?fileID=5521F296-D460-2B88-081889DB12817E02
ربما إن أحدا لم يلاحظ هذه المعلومات:
يقدر عدد سكان لبنان بـ 4370000 وتقدر ثروة لبنان بـ 91 مليار دولار. وهي لا تمثل نسبة يعد بها قياسا الى الارقام المدرجة في المقال، والرقم الفعلي المندرج هو .050٪ من الثروة العالمية. وهذا مخيب للآمال.
عندما يتعلق الأمر بالشرق الأوسط، وعلى الرغم من صيتهم الذائع بغناهم النفطي الا ان: المملكة العربية السعودية لديها ثروة تقدر بـ653 مليار دولار أميريكي، أي ما يقرب من 0.2٪ من الثروة العالمية. قطر، بكل ما تملكومع كل “شكرا قدمت لها” هي لديها 200 مليار دولار، اي 0.1٪ من الثروة العالمية. دولة الإمارات العربية المتحدة التي لديها 461 مليار دولار تشكل 0.2٪. من الثروة العالمية، إسرائيل لديها ثروة تقدر 843 مليار دولار أمريكي، ترجمة إلى 0.3٪ من الثروة العالمية.
كل هذه الأرقام تبدو واهية مقارنة مع الولايات المتحدة التي تملك 83708 مليار دولار اي 31.6٪ من ثروة العالم.
فلنضع في اعتبارنا أنه – باستثناء إسرائيل والولايات المتحدة – يعتبر كريدي سويس البيانات الخاصة بلبنان وبلدان الشرق الأوسط الأخرى فقيرة في جودتها. ومع ذلك، أشك في أن التقديرات الخاطئة قد تكون مفرطة بأي شكل من الأشكال فهامش الخطأ سيغير النتائج إلى حد كبير.
ولكن هذه ليست القصة، نحن نعلم ان لبنان لديه اموال. التسريبات الأخيرة من سويسرا وضعت البلاد في المركز الـ11 بين مجموع العملاء في البنوك و 12 في إجمالي الودائع في غضون الأشهر القليلة التي تسربت فيها البيانات. نحن 10452 km2 وهذا جيد بالنسبة لنا.
القصة هي في كيفية تقسيم هذه الأموال على 4.3 مليون لبناني مقيم في البلاد.
وفقا للدراسة الـ 91 مليار دولار، موزعة على ما يقرب من 8000 شخص أي (0.3%) من القوى العاملة أي على حوالي (48٪ على وجه الدقة)، وهو ما يقرب من 44.6 مليار دولار. وفي الوقت نفسه 99.7٪ من اللبنانيين يملكون 46 مليار دولار.
للنظر في هذه الأرقام، يعمل كريدي سويس على وضع معايير تدعى “احصاء جيني”، وفقا لويكيبيديا، هو في جوهره “مقياس للتشتت الإحصائي الغرض منه تمثيل توزيع الدخل بين السكان في البلاد، وهو المقياس الأكثر شيوعا لعدم المساواة.”
“احصاء جيني”: لبنان هو الرقم 6 في جميع أنحاء العالم من حيث التفاوت في الثروة ويأتي بعد أوكرانيا والدانمارك وكازاخستان وسيشيل وروسيا.
لا تنتهي القصة هنا. حتى بين 0.3٪ هناك فوارق. 0.3٪ هي أي لبناني لديه ثروة تقدر فوق 1 مليون دولار، ومن في الواقع يملك معظم البلاد؟ الجواب هو عائلتان: الحريري وميقاتي.
وفقا لأحدث قائمة فوربس للمليارديريين، هناك 6 لبنانيين على لائحة الترتيب التي تتراوح بين 530 في جميع أنحاء العالم إلى 1478. اثنان من هؤلاء الـ 6 هم الأخوة ميقاتي. والـ4 الاخرين هم الاخوة الحريري، بما في ذلك رئيس الوزراء السابق سعد الحريري. وتقدر الثروة المتراكمة، وفقا لمجلة فوربس، 12.6 مليار دولار. 30 % من اجمالي الثروة التي يمتلكها الـ 0.3٪ من اللبنانيين هي مملوكة من 6 رجال فقط.
هذا لا يعني أن الحريري وميقاتي لا يستحقون ثرواتهم. فميقاتي يدير امبراطورية الاتصالات. والحريري يدير شركة مقاولات كبرى في المملكة العربية السعودية. وهذا جيد بالنسبة لهم.
المشكلة مع هذه الأرقام هي في الجانب الآخر. فنحو ثلثي سكان لبنان (64.6٪) لديهم ثروة تقدر بنحو أقل من 10000 دولار. هذه الأرقام تشير إلى الفقر الواسع في البلاد، ولكن لم أتمكن من إيجاد دراسات كبيرة تم القيام بها مؤخرا من قبل الأمم المتحدة حول طرابلس.
بالأرقام، وجدت الأمم المتحدة أن 57٪ من الأسر في طرابلس تكافح للوصول إلى مستوى مقبول من المعيشة، في حين ان 26٪ يعيشون في حرمان تام، ولنفترض أن الأمور مماثلة في مناطق أخرى خارجة عن بيروت.
خلفية هذا الفقر الهائل تعود للـ 0.3٪ التي تمتلك 50٪ من ثروة البلاد، وأولئك يسيطرون على معظم سياسيينا (إن لم يكن كلهم)، عون من ضمنهم وجعجع من ضمنهم. نوابنا ووزرائنا هم جزء من هؤلاء الـ 8000 شخص أيضا. ولا ثروات لسياسيين لبنانيين لا يندرج اسمهم الأخير بين ال الحريري أو ميقاتي.
وبطبيعة الحال، من المنطقي أن المال يجلب النفوذ، ومن ثم التأثير يجلب السلطة. وظيفة السياسي في لبنان ليست فقط التشريع ولكن “التقديم” للناخبين. هذه هي الطريقة التي تعمل فيها الديمقراطية هنا.
المشكلة مع هؤلاء الـ 0.3٪ ليس كونهم يديرون البلاد ولكن المشكلة في أن سياساتهم على مدى السنوات لم تقدم على إغلاق الفجوة أو جعل حياة الـ 64.6٪ أفضل قليلا.
ويبين “احصاء جيني” بوضوح ان سياسات البلاد لا تهدف الى تحسين التعليم، وتوفير الفرص الاقتصادية (فعلى سبيل المثال، منطقة بمساحة مليون متر مكعب في طرابلس منعت عن التطور والتقدم بسبب امور ومعارك طائفية على مدى السنوات الـ 6 الماضية) وحرمت من اي تحسن في مستويات المعيشة.
الـ 0.3٪ لا يعرفون كيفية ادارة امور الـ 64.6٪، فهم يتواصلون مع الناس مرة واحدة كل 4 سنوات قبل الانتخابات. وبصراحة، ليس هناك سبب بالنسبة لهم للقيام بذلك، فبعض نوابنا ووزرائنا يريدون زيادة رواتبهم؟.
وفي الوقت نفسه، الشعب اللبناني الذي لديه ثروة تفوق الـ 10000 $ مشغول ب”السلفيز selfies“، ونجوم الاباحية وكارداشيان وتلفزيون الواقع.
http://stateofmind13.com/2015/02/18/0-3-of-lebanese-own-50-of-lebanon/