كرامي لـ ”الإنتشار:”ماضون في طلب التوزير حتى لو تخلى ”حزب الله” عن دعمنا
يتعرض الوزير السابق النائب فيصل كرامي لحملة قاسية مركزة ومبرمجة لا تطال مواقفه السياسية والنيابية فحسب بل تتعداها الى ما هو شخصي وعائلي كذلك. وقد ارتفعت وتيرة هذه الحملة بعد انضوائه ونواب خمسة، عبد الرحيم مراد وجهاد الصمد وقاسم هاشم وعدنان طرابلسي والوليد سكرية، في “لقاء تشاوري” عقد العزم على المطالبة بالتوزير في الحكومة الجديدة، الأمر الذي يرفضه الرئيس المكلف سعد الحريري كلياً من منطلق أنهم معارضون لـ “تيار المستقبل” لا بل يشكلون انتحاراً سياسياً له في حال استجاب لطلبهم. واللافت في الحملة المذكورة استخدامها مواقع التواصل الاجتماعي على نطاق واسع، ناهيك عن بعض المحطات التلفزيونية، و”المستقبل” في الطليعة، التي لم تتورع عن استخدام ألفاظ نابية وشتائم واطلاق اتهامات يمنة ويسرى، منها ان كرامي مسيّر من قبل “حزب الله” ويتقاضى أموالاً منه. فيما تركز الهجوم في الأيام الأخيرة إثر زيارته لدارة الوزير السابق رئيس “حزب التوحيد” في “الجاهلية” للتعزية بمقتل مرافقه الشخصي محمد أبو ذياب
.
• كيف ينظر فيصل كرامي “المستهدف” الى هذه الحملة، وما هو رده على المتهمين والمهاجمين يسأله “الانتشار” فيجيب:
– ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها هذا البيت الى ظلم ذوي القربى والى ظلم الأهل. وحين يكون الأمر من هذا النوع فإن هذا البيت لن يرد يوما على الإساءة بالإساءة وعلى البذاءة ببذاءة. أنا فعلا أستغرب الحملة التي تبدو لي الآن وكأنها ممنهجة، رغم أنني طوال الأزمة الحكومية المتعلقة بـ “العقدة السنية” لم أنطق بحرف من خارج العقل والمنطق والدستور ومراعاة المصلحة الوطنية والتصدي للدفاع عن صلاحيات الرئيس المكلف وموقع رئاسة مجلس الوزراء، بغض النظر سواء أكان الحريري في هذا الموقع أو سواه. حتى عندما قال الرئيس الحريري أنه “أب السنة” في لبنان، وتعرض لحملة كبيرة على وسائل التواصل من التهكم والسخرية، فإنني تصديت بشكل شخصي لهذه الحملة عبر مقابلة تلفزيونية، وقلت ليس المهم المصطلح الذي استعمله الحريري المهم ما يقصد منه وهو يعني أنه حريص على أبناء الطائفة السنية. وهو كلام لا يضر بل نحن نتشارك معه في حرصنا على مصالح طائفتنا في التركيبة اللبنانية. أشدد مجددا على أنها حملة تستهدفني بشكل شخصي وتفسيري الوحيد أن انتقائي من بين النواب الستة لتوجيه الشتائم اليّ، هو أن من يحركون هذا “الجيش الالكتروني” يعلمون ما لا أعلمه.
وفي نبرة نَلحظ منها الثبات على الموقف وعدم التأثر بما يتعرض له يقول كرامي: “أنا أتعرض منذ فترة لحملة ترهيب واليوم بدأت أتعرض لحملة ترغيب ولن أسرد المزيد من التفاصيل، ولكن يبدو أنهم لا يعرفونني جيدا فأنا لا أرضخ لا للترهيب ولا للترغيب“.
وعن تفسيره لزيارة وهاب في “الجاهلية” التي أقام “المستقبل” الدنيا ولم يقعدها حتى الساعة ومحاولاً تطويقه في طرابلس جراءها يشرح النائب فيصل كرامي:
– كانت زيارة عزاء. والعزاء واجب ديني واجتماعي. ووئام صديقي وحليفي فما العيب في أن أقوم بواجباتي؟ وهي أيضا رسالة لها بُعد سياسي ولا أنكر ذلك. فما حدث في “الجاهلية” كان محاولة للانقلاب على النتائج الانتخابية التي حققها وهاب بالأرقام. وقيل علنا لحظة حصولها أن وهاب “حالة شاذة” في الجبل ويهدد أمن الجبل. فمن الطبيعي أن أتصدى أنا وكل اللبنانيين الحريصين على مصلحة الوطن لهذه الفتنة ولهذه الهرطقة السياسية التي لا تريد الاعتراف بالحد الادنى من الديمقراطية.
ويتابع قائلا:
– مشكلتنا معهم، وأقصد قوى “14 آذار” سابقا، أنهم لم يهضموا ما أسفرت عنه الانتخابات. ويرون في النتائج بداية النهاية لهيمنتهم وطغيانهم على السلطة والمال العام. وهم يقومون بمحاولات متكررة لتصفيتنا سياسيا. ولا أبالغ اذا قلت أن جنونهم قد يدعوهم الى التفكير بتصفيتنا جسديا. الجماعة قابضون على السلطة والمال منذ 25 عاما ولن يتخلوا بسهولة عن هذه المغانم ولو أحرقوا البلد.
وعن استغلال خصومه لعلاقته المتينة مع “حزب الله” ودعم الأخير له ولزملائه في “اللقاء التشاوري” بالحصول على مقعد وزاري، والادعاء بأنه يتقاضى دعماً مالياً من الحزب جعله مسيّراً من قبله ينفي كرامي بشدة الأمرين معا ويوضح:
– لا توجد بيني وبين “حزب الله” أي علاقة مالية على الاطلاق. وهذه من جُملة التُهم التي يُلفقونها ضدي بشكل دائم. أما ما يتعلق بأنني أداة بيد الحزب فليقدموا للناس البرهان. أنا مضطر الآن الى القول لكل هؤلاء أن “حزب الله”، وفي حال طرأت مستجدات اقليمية ودولية ومحلية تستدعي منه حفاظا على مصلحة عامة استراتيجية أن يتخلى عن دعمنا أو مطالبنا بالتوزير، فنحن لن نتخلى ولن يُفسد ذلك وُداً بيننا وبين الحزب. فنحن لسنا أداة بيد أحد لا في الداخل ولا في الخارج. ودعمنا للمقاومة صريح ونهائي ولا نطلب ثمنا له، بل نحن مقصرون تجاه المقاومة. لأن هذا الدعم ما يزال في الموقف السياسي فقط، في حين أن موقعنا الطبيعي في الصراع مع اسرائيل وفي قضية تحرير فلسطين يكون على الجبهة. وهنا أسير على نهج عمر كرامي ورشيد كرامي وعبد الحميد كرامي.
الانتشار