مقالات مختارة

الحزب التركستاني يتم توجيهه من سوريا إلى الصين رينيه نبعة

 

باريس / خلال ثماني سنوات من وجوده في سوريا وتحديداً في الشمال السوري من حلب إلى إدلب، يبدو أن واشنطن تفكّر في اعتماد “الحزب التركستاني الاسلامي” لتوسيع قتاله إلى ما وراء سوريا باتجاه الشرق مع أولوية ” للجهاد في الصين “.

هذا هو على الأقل جوهر خطاب الداعية “أبو زير عزام” خلال عيد الفطر في حزيران/ يونيو 2018، الذي بدأ بالتعبئة ضد الظلم الذي يعانيه التركستان في الجانبين الغربي في روسيا والجانب الشرقي في الصين.

لكن مشروع الحزب الاسلامي التركساني قد يكون مُحارباً من جهة بسبب مشاركة أوسع للصين بالحرب في سوريا، ومن جهة أخرى، التعديل المحتمل للعلاقة الاستراتيجية بين تركيا والولايات المتحدة، وهما الحليفان القديمان خلال الحرب الباردة.

منذ خطاب الداعية أبو زير عزام، تم تجميد الانتقال نحو سوريا على ضوء استعداد الحزب التركستني الاسلامي إعلان الجهاد ضد البوذيين. وبحسب المعلومات المتداولَة من المتوقع أن تبقى مجموعات الايغور في سوريا في موقعها حتى انجاز المهمة. لكن المجموعات الأخرى من المجنّدين الجدد يتم توجيهها نحو جبهات أخرى.

في حزيران/ يونيو 2017، شجّع رعاة الحزب في واشنطن وأنقرة توجّه الحزب بحجة الحفاظ على مقاتلي هذا التشكيل من أجل إسنادهم في مسارح عمليات أخرى، ضد خصوم واشنطن المجتمعين ضمن مجموعة “بريكس” (أي الصين وروسيا) على اعتبار أن هذه المجموعة هي القطب الرافض للهيمنة الأميركية حول العالم.

ازدواجية تركيا: نحو منطقة تركية في سوريا على نموذج شمال قبرص؟

في هذا السياق تحرص”هيئة تحرير الشام” أو ما يسمى سابقاً “جبهة النصرة” على الحفاظ على أتباعها من مبايعي القاعدة وتحديداً الإيغور في الحزب التركساتي الاسلامي.وبناء على المتغيرات أخذت أنقرة على عاتقها الفصل بين المجموعات المتحاربة لكنها تقوم بإعداد بيئة ملائمة لإيواء الجهاديين في منطقة تخضع لسلطة تركيا تحت مراقبة الجيش التركي. فعملية الغربلة التي تتكفّل بها تركيا للفصل بين المجموعات المسجّلة على لائحة الارهاب وبين المجموعات التي تصنّفها الدول الغربية “معارضة معتدلة”، هي عملية يقوم بها الجيش التركي في غربلة الحب عن الزوان بحسب تصوّرات الحلف الاطلسي.

بفضل نشر القوات الأميركية شمال سوريا، وفي محيط قاعدة منبج، وكذلك في إدلب، استغلت تركيا هذه المرحلة التحضيرية من الهجوم من أجل تهريب أنصارها، بشكل رئيسي من الايغور وجيش المهجرين، التابع لهيئة تحرير الشام، والذي أُدرج على لائحة الامم المتحدة للإرهاب عام 2013.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من جهته، أعطى موافقته على الاقتراح التركي في قمة سوتشي، في 17 سبتمبر/ أيلول، حرصاُ على الحفاظ على حلفه الجديد مع تركيا التي تواجه حربا هجينة من جانب الولايات المتحدة. فالخلاف التركي مع واشنطن هو الورقة الأساسية لروسيا في مفاوضاتها مع التحالف الغربي لدرجة أن موسكو تبدو متلهفة إلى حد كبير لتشجيع هذا الانشقاق الإستراتيجي في المحور التركي ــ الاميركي لدرجه أن روسيا تعد بتسليم أنقرة في السنة المقبلة منظومة الصواريخ البالستية من طراز أس 400..

أنقرة ، من جانبها ، تأمل في الحفاظ على معظم قوتها “المزعجة” في المنطقة ، مع هدف أساسي يتمثل في تطوير الجيب التركي في قطاع إدلب بناء على نموذج جمهورية قبرص التركية.ومن أجل القيام بذلك، فإنها تخطط لإجراء تغيير ديموغرافي في المنطقة لتشكيل نوع من الحاجز البشري مع المواطنين السوريين الذين يقعون تحت تأثير الإخوان المسلمين الذين تعتبرهم ضمن نطاق سلطتها.

في هذه المنطقة، تتركّز مجموعات تديرها أنقرة وفقاً لاحتياجات استراتيجيتها.وتبلغ مساحة المنطقة المنزوعة السلاح التي تم منحها مؤقتا لتركيا 15 كم على طول الحدود السورية التركية في منطقة إدلب ، وتشمل منطقة انتشار القوات الكردية المدعومة من الولايات المتحدة.

بحسب ترتيبات سوتشي ، أرادت روسيا أن تمنح نفسها الوقت لاختبار النوايا الحقيقية لتركيا خاصة حول طريقة العمل التي تستخدمها للقضاء على ” هيئة تحرير الشام” على الأقل. لكن دون شك استفادت أنقرة من

عملية اغتيال الصحافي السعودي جمال خاشقجي في السفارة السعودية بتركيا التي هبطت عليها إذ سمحت لأنقرة من خلال حملة إعلامية منهجية ضد السعودية، بالحصول على تراجع الرياض في إدارة الملف السوري والمطالبة ، في الوقت نفسه ، بإدراج الجهاديين المحميين في صياغة مسودة الدستور السوري المستقبلي بعدما كانوا مستبعدين.

لقد جعل الرئيس أردوغان من الحرب السورية مسألة شخصية ، الأمر الذي دفعه إلى جمود معين تحت وطأة الإنكار ، وفشل في تحقيق هدف مزدوج: ضمان المصالح التركية في مشاريع إعادة إعمار سوريا والأهم هو التخلَص من تهديد الكرد السوريين السياسي والعسكري.

عن موقع الميادين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى