من الصحف البريطانية
انتقدت الصحف البريطانية الصادرة اليوم السياسيين الأمريكيين على خلفية تعاملهم مع قضية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، كما لفتت الى إن الحرب التجارية تهدد بحرق العالم، وتحدثت عن “عقدة الامبراطور” لدى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون .
نشرت صحيفة “آي” مقالا كتبه، روبرت فيسك، ينتقد فيه السياسيين الأمريكيين على خلفية تعاملهم مع قضية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي.
ويقول فيسك إن مديرة وكالة الاستخبارات المركزية “سي آي إيه”، جينا هاسبل، التي “أشرفت على تعذيب أسرى مسلمين في سجن أمريكي في تايلاند عام 2002″، كانت بشكل واضح على دراية بما تتحدث عنه يوم الثلاثاء حين أدلت بشهادة سرية أمام الكونغرس حول ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وملابسات مقتل خاشقجي.
وأضاف أن “صراخ شخص يعتقد أنه يغرق لا يختلف كثيرا عن صراخ رجل يعتقد أنه يختنق”، مشيرا إلى أن الفرق الوحيد قد يتمثل في أن “ضحايا سي آي إيه كانوا يعيشون اليوم التالي ليعودوا إلى التعذيب، ولكن اختناق خاشقجي أنهى حياته“.
ويقول الكاتب إنه إذا كان رئيسا أمريكيا واحدا، على الأقل، “يمكن إدانته بجرائم حرب في العراق ومقتل عشرات الآلاف من العرب، فلماذا يجهد النواب الأمريكيون أنفسهم من أجل شخص واحد؟“
ويرى فيسك أن دول العالم لطالما تساهلت مع قتلة، مضيفا أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التقى كيم جونغ أون ودعاه إلى البيت الأبيض، وننتظر دعوة رئيس الفلبين رودريغو دوتيرتي. وقال إن “باراك أوباما أكرم ضيافة مجموعة من المستبدين من غامبيا إلى الكاميرون مرورا ببوركينا فاسو“.
وقال منتقدا إن “مقتل آلاف الأبرياء في حرب اليمن، التي شنها محمد بن سلمان بدعم من الولايات المتحدة وبريطانيا، لم يصدم النواب الأمريكيين“.
وأضاف أن النواب الأمريكيين لم يشيروا إلى التجويع الذي يتعرض له اليمنيون. “وهم يعرفون كل شيء عن قصف المساجد، وقصف حفلات الزفاف وقصف المستشفيات وقصف المدارس في اليمن. لماذا لم يذرفوا دموعا من أجل هؤلاء الأبرياء، أم أن الأمر صعب؟“
وأشار إلى الجيش الأمريكي قصف مساجد وحفلات زفاف ومدارس في أفغانستان والعراق وسوريا أيضا.
نشرت صحيفة ديلي تلغراف مقالا كتبه، جيريمي ورنر، يقول فيه إن “الحرب التجارية تهدد بحرق العالم“.
ويذكر ورنر أن الصين ترى أن اعتقال مسؤولة كبيرة في شركة هواوي تصعيد متعمد في النزاع مع الولايات المتحدة.
ويضيف البورصات العالمية شهدت أمس واحدا من أسوأ أيامها فبعدما شعرت الأسواق بتقارب بين الرئيس، دونالد ترامب، ونظيره شي جينبينغ، في قمة الدول العشرين الأخيرة، جاء اعتقال منغ وان تشو، المسؤولة في شركة هواوي الصينية في كندا بناء على طلب محققين أمريكيين.
وبغض النظر عن شرعية الاعتقال فإن الصين لا ترى الأمر إلا تصعيدا متعمدا للحرب التجارية التي أعلنها ترامب، وهو ما يعيق المحادثات الهادفة إلى حل النزاع بين البلدين.
ويقول الكاتب إن اعتقال منغ يأتي بعد المحاولات الأخيرة لأجهزة الدول الغربية لتقويض نمو شركة هواوي بالسعي لحظر تجهيزاتها في شبكة الهاتف النقال من الجيل الخامس. وهذا ما تراه الصين حماية اقتصادية واضحة بهدف منعها من الوصول إلى مستوى الدول الغربية في الرفاهية الاقتصادية.
ويرى الكاتب أن شكاوى الولايات المتحدة من الصين أغلبها شرعية، فالصين سرقت التكنولوجيا الغربية على نطاق واسع، وهي تدعم منتجاتها وتغرق الأسواق وتسرق دون رادع باسم حرية التجارة.
لكن حرب ترامب التجارية تذهب إلى أبعد من مجرد التوصل إلى اتفاق تجاري منصف.
ونشرت صحيفة التايمز مقالا كتبه، إيان مارتن، يتحدث فيه عن “عقدة الامبراطور” لدى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
ويقول الكاتب “لقد فرض علينا إيمانويل ماكرون لشهور طويلة خطابات يشرح فيها للآخرين كيف عليهم أن يتصرفوا في إدارة شؤونهم“.
ويضيف أن من حسنات ما يجري في فرنسا اليوم هو أننا لن نضطر إلى متابعة محاضرات ماكرون، لبعض الوقت، فالرجل منهمك الآن في كيفية الحفاظ على منصبه.
ويرى الكاتب أنه من المحرج لماكرون أنه انتخب العام الماضي باعتباره المرشح الذي يعادي الشعبوية، وباعتباره إصلاحيا واثقا من نفسه ولن يتراجع عن قرارته، ثم تراه يتراجع في النهاية.
لكن الرئيس الفرنسي فقد الكثير من شعبيته، حسب مارتن. وهو اليوم يوصف بأنه “حبيس العولمة ولا يلقي بالا للبسطاء“.
ويقول الكاتب إن المأساة هي أن تحليل ماكرون الذي يقول فيه فرنسا بحاجة إلى إصلاح من أجل أن تزدهر، أمر صحيح، من أجل التجارة والأعمال الفرنسية ومن أجل الوظائف، مشيرا إلى أن البطالة بلغت 9،1 في المئة.
ويرى أن فرنسا للأسف بيد “إمبراطور تحت التدريب يظهر نفسه على أنه إصلاحي كبير بدأ يعتقد أنه يعرف كل شيء“.