الصحافة اللبنانية

من الصحف اللبنانية

الأخبار: حزب الله: أرادوا قتل وهّاب!

كتبت صحيفة “الأخبار”: ما فعله حزب الله في اليومين الماضيين، على خلفية أحداث بلدة الجاهلية، ليس أقل من منع انزلاق البلد إلى حرب أهلية، للمرة الثانية في غضون ‏عام ونيّف. المرة الأولى كانت عندما عمل الى جانب رئيسي الجمهورية ومجلس النواب وبقية القوى السياسية على إخراج رئيس الحكومة سعد ‏الحريري من معتقله في الرياض، مانعين انجرار البلد إلى حرب خطّطت لها السعودية.

ليس هذا “تكبيراً للحجر”، بل توصيف “واقعي ودقيق” لمجريات الأحداث نهاية الأسبوع الماضي، وفق مصادر قريبة من الحزب. “الأمور ‏كانت على حافة الحرب”، وما منعها هو الضغوط المكثفة التي مارسها الحزب، ولكن وحده هذه المرة، في وجه رئيس الحكومة المكلف سعد ‏الحريري الذي اتخذ منفرداً قرار إرسال القوى الأمنية الى البلدة الشوفية، وفي وجه شعبة المعلومات والقضاء، فيما كانت معظم القوى السياسية ‏غائبة عن السمع، وعلى غير علم بما يجري على الأرض.

الاقتناع ثابت لدى حزب الله بأن إرسال 40 آلية وأكثر من مئة عسكري مدججين بالسلاح، لم يكن الهدف منه تبليغ الوزير السابق وئام وهّاب ‏بضرورة حضور الاستجواب في الدعوى المقامة ضده، ولا حتى إحضاره إلى القضاء، “بل كان هدفها أكبر من ذلك”، على ما قال نائب رئيس ‏المجلس السياسي في الحزب محمود قماطي لدى زيارته الجاهلية للتعزية أمس. والـ”أكبر من ذلك” ليس، أيضاً، مجرد “فركة أذن” لرئيس ‏حزب التوحيد العربي، بل هو محاولة قتل متعمّد عن طريق افتعال اشتباك في محيط منزل وهّاب يؤدي إلى إطلاق نار متبادل يُقتل خلاله الأخير ‏في اشتباك عرضي، ثم تجري لفلفة الأمور.

وبصرف النظر عن النيات، فإن ما هو موضع تساؤل لدى الحزب هي “الخفة التي تعاطى بها من أرسل دورية شعبة المعلومات الى الجاهلية ‏في ظل المحاذير السياسية والطائفية، والاحتمالات التي كانت قائمة لانزلاق التطورات إلى فتنة كبيرة في الجبل، وربما فتنة طائفية في البلد. ‏وإذا كان هؤلاء لا يعلمون بهذه المحاذير فتلك مصيبة كبيرة، أما إذا كانوا يعلمون، وكانت هناك نيات مبيتة، فإن المصيبة أكبر وأخطر بما لا ‏يقاس“.

بات من نافل القول إن الحزب عبّر لوهّاب، الأسبوع الماضي، عن عدم موافقته على المسّ بالكرامات والإساءة إلى الرموز والانحدار الكبير في ‏الخطاب السياسي والإعلامي، من جميع الأطراف. إلا أنه، في المواقف التي عبّر عنها مسؤولوه في اليومين الماضيين، أكّد بما لا يدع مجالاً ‏للشكّ أنه لن يسمح باستفراد أي من حلفائه، عبر استخدام القضاء لغايات سياسية، واستخدام القوى الأمنية بهذا المستوى من “الخفّة واللامسؤولية” ‏من قبل السلطة السياسية. وهو وفّر لوهّاب “مظلّة أمان كبيرة”، مؤكداً مرة جديدة أنه يضع الوفاء والالتزام مع حلفائه في مستوى أعلى من ‏السياسة. فكما وقف إلى جانب الوزير سليمان فرنجية في تشكيل الحكومة، وإلى جانب الوزير جبران باسيل زمن تأليف حكومة الرئيس نجيب ‏ميقاتي، وإلى جانب الرئيس ميشال عون في معركة رئاسة الجمهورية، والى جانب حلفائه السنّة بفرض قانون انتخاب على أساس النسبية وفي ‏تشكيل الحكومة… جاءت أحداث الجاهلية لتؤكد، مرة أخرى، وقوفه الى جانب حلفائه الدروز.

في خلاصات أحداث الأسبوع الماضي، فإن المؤكّد أن الأحادية الدرزية في الجبل قد كُسرت. كذلك فإن موقف وهّاب الاستيعابي للأحداث، ‏مدعوماً من الحزب، يجعل منه رقماً صعباً في المعادلة الدرزية، وهو ما كرّسته على أي حال نتائج الانتخابات النيابية الأخيرة. وفي الخلاصات، ‏أيضاً، أن الغزل المستجدّ بين الجاهلية ودار خلدة يحظى بدعم الحزب وتشجيعه، لتشكيل تحالف عريض يضم كل القوى الدرزية الوطنية ‏والحزب السوري القومي الاجتماعي.

من الواضح لدى حزب الله الدور الذي لعبه النائب السابق وليد جنبلاط في تحريض الحريري على إنهاء “الحالة الشاذة” التي يمثّلها وهّاب في ‏الجبل، مؤكداً له أنه وشيخ العقل والدروز جميعاً سيغطّون ذلك. لذلك يبدو الحزب ماضياً في مغادرة مربّع التحفظ في خصوصية العلاقة التي ‏يقيمها مع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي، والتي كانت تتيح للأخير هامشاً واسعاً من توجيه الانتقادات، في كل مناسبة، الى الحزب ودوره في ‏لبنان وسوريا، من دون أن يلقى ردّاً. وليس خافياً أن في مشهد الجاهلية والحشد السياسي الذي أمّها أمس رسالة بالغة الدلالة لجنبلاط أن لحزب ‏الله في الجبل حليفاً يحظى بدعم واسع منه ويقف الى جانبه بقوّة.

في خطابه الأخير، قبل أقل من شهر، نصح الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله جنبلاط بأن “يضبط أنتيناته”. أمس، أُعلن أن الوزير ‏السابق غازي العريضي، بناءً على طلب منه، سيزور اليوم المعاون السياسي للأمين العام حسين الخليل. أمس، فقط، بدا أن جنبلاط ربما بدأ ‏العمل بالنصيحة.

النهار: أي “متراس” بعد الجاهلية ذريعة للتصعيد ؟

كتبت صحيفة “النهار”: مع ان صمت رئيس الجمهورية العماد ميشال عون حيال مجمل التطورات الامنية التي حصلت في الايام الاخيرة عزي الى انتظاره نتائج ‏الاجراءات القضائية، فان ذلك لم يقلص حجم التساؤلات المتسعة عما يمكن ان يكون موقفه مما يخشى ان يكون مخططا مكشوفاً للمضي في ‏تعطيل العهد والولادة الحكومية بابتداع وابتكار الذريعة تلو الأخرى. هذه الانطباعات التي كرستها عملية التوظيف المكشوفة لحادث ‏الجاهلية من خلال المضي في ضخ التحريض على قوى واجهزة امنية من جهة والتشكيك في اجراءات قضائية من جهة أخرى، زادتها ‏قتامة عملية التضليل التي دارت وتدور حول ما سمي انزلاقاً الى حرب اهلية للزعم ان الجهة الاساسية التي تظلل فريق 8 آذار وتوفر ‏الحماية والغطاء له هي التي منعت حصول هذا المحظور القاتل. على هذا الزعم تحديداً ردت مراجع سياسية بارزة معنية بمواكبة ‏التطورات التي حصلت بدعوتها الى العودة الى وقائع مثبتة في مجريات يوم السبت الماضي حين توجهت قوة من شعبة المعلومات الى ‏الجاهلية لإبلاغ الوزير السابق وئام وهاب الاجراء القضائي لحضوره أمام التحقيق.

وتثبت هذه الوقائع بشهادات امنية رسمية ان الجيش ‏اللبناني لم يسجل أي انتشار استثنائي أو غير عادي خلال قيام القوة الامنية بمهمتها بما يستتبع التركيز على أمرين: الاول ان لا الجيش كانت ‏لديه معطيات ومعلومات تشير الى أي خطر استثنائي والا لكان احتاط لها واتخذ كل الاجراءات المناسبة عبر قواه المنتشرة في المنطقة ‏لاحتواء أي خطر غير عادي. والامر الثاني ان قيادة قوى الامن الداخلي لم تطلب مؤازرة الجيش لانها اتخذت الاجراءات القانونية الكاملة ‏التي تقتضيها حالات التبليغ المماثلة ولو انها زادت عديد القوة تحسباً لامكان تمنع وهاب أو قيام المسلحين في منزله باي تصرف مخالف ‏للقانون. ولفتت المراجع الى ان الكلام الذي يكرره “حزب الله” عن فضله منفرداً في منع الانزلاق الى حرب أهلية يبدو أقرب الى التهويل ‏والتضخيم على مجمل الواقع السياسي الداخلي لتوظيف ما جرى في الجاهلية كما انه ينطوي ضمناً على تشكيك شامل في كل المراجع ‏الدستورية والقوى السياسية الداخلية وقدرتها وارادتها منع أي عودة الى العبث بالسلم الاهلي، كما تضمر تشكيكاً في قدرات الجيش والقوى ‏والاجهزة الامنية في حماية الاستقرار والسلم الاهلي.

في أي حال، لم تخرج نتائج التحقيقات التي بدأت أمس والتي وضع يده عليها القضاء العسكري عن مجمل هذه الخلاصات والاجواء، علماً ‏ان التحقيق يتركز على معرفة مطلقي النار الذين تسببوا بمقتل محمد ابو ذياب وهل كان هناك عصيان مسلح في وجه القوة الامنية. ….

وحدد “اللقاء الديموقراطي ” عقب اجتماع عقده مساء برئاسة النائب تيمور جنبلاط وفي حضور رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد ‏جنبلاط موقفه من التطورات الاخيرة، فلفت الى ان ” الدولة بدأت تفقد هيبتها، وتضعف صورتُها في ظل تفاقم الأزمات السياسية ‏والإقتصادية، ما فتح الباب واسعاً أمام التدخلات وتصفية الحسابات، وتمرير الرسائل الأمنية لتحقيق أهدافٍ معروفةٍ ومكشوفة“.

الجمهورية: الأزمة تتفاقم ولا مبادرات…… ودعوات تستعجل الحكومة وتحذيرات من المخاطر

كتبت صحيفة “الجمهورية”: بداية اسبوع مفتوحة على أكثر من سؤال برسم السلطة السياسية: ماذا بعد؟ والى أين يؤخذ البلد؟ على الرغم من الهدوء الذي ساد في أعقاب ‏الحوادث الاخيرة، فإنه يبقى هشاً ومشكوكاً برسوخه وبعدم تكراره في اي وقت، في صور مقيتة أخرى وفي مناطق أخرى، طالما انّ اسباب ‏مثل هذه الحوادث لم تنتفِ. وهذا يعني، انّ هيبة الدولة بقواها السياسية وسلطاتها الرسمية وأجهزتها القضائية والأمنية ستبقى مهدّدة في اي ‏وقت، بالكسر والاهانة والتطاول عليها، على نحو ما حصل في الأيام الاخيرة.

تلك الحوادث هي النتاج الطبيعي للفلتان السياسي الذي تتفرّع عنه كل الموبقات والأزمات التي يعاني منها البلد. وهو الأمر الذي ضخّم ‏مخزون القلق لدى اللبنانيين، الى حدّ الشعور بانعدام الامان وفقدان الثقة بالمسؤولين، فيما السلطة السياسية غارقة في سباتها العميق، ‏تغمض عيونها على كل ما يهدّد استقرار البلد، وعلى كل المستويات، وإن فتحتها فلا ترى سوى مصالحها وحدها، دون اي اعتبار لما ‏لصراخ الناس وخوفهم على مصيرهم.

اللافت للانتباه، انّ ما حصل قبل ايام، والتوترات المتنقلة بين منطقة واخرى، لم يحمّس أصحاب الشأن والقرار السياسي، على الشروع في ‏مبادرة احتوائية لما جرى، تتجّه نحو لملمة أجزاء البلد المشتتة، خصوصاً انّ ما جرى قرّب البلد من لحظة مصيرية ووضعه امام منعطف ‏خطير يؤدي في أحسن حالاته الى “خراب البصرة”، على حدّ ما انتهت اليه بعض القراءات السياسية لما حصل.

واذا كان أهل السلطة، من رسميين وسياسيين وحزبيين، قد رفعوا الصوت في عزّ أزمة تعطيل الحكومة بالتحذير والنصح، بأنّ قيامة لبنان ‏مهدّدة، وانّ البلد لم يعد يملك ترف إهدار الوقت، فإنّ الاحداث الاخيرة، وإن كانت قد اكّدت خطر هذا المنحى، فإنّها في الوقت ذاته، وكما ‏يقول مرجع كبير، يجب ان تُعتبر جرس إنذار مما يمكن ان يصل إليه البلد في حال استمر الفلتان السياسي على ما هو قائم عليه في هذه ‏الايام. فالوضع الداخلي بكل مفاصله بات يتطلب مقاربات جذرية لإعادة بناء الهيكل، الذي يشكّل الملف الحكومي احد أعمدته الاساسية، ‏علماً انّ هذه المقاربات ينبغي ان تكون مختلفة عن السياق الذي جرى اتباعه خلال أشهر التعطيل الستة، بل ينبغي ان تكون قائمة على ‏مبادرات جدّية أساسها التنازلات المتبادلة.‎‎

سياسياً، يُنتظر ان تشكّل التطورات الاخيرة محور الكلمة التي يلقيها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون خلال افتتاحه عصر اليوم، المبنى ‏الجديد للمكتبة الوطنية في الصنائع. وفيما لم يطرأ تبدّل في مواقف الأطراف المعنية بعقدة تمثيل سنّة 8 آذار في الحكومة، بل ظلت خلف ‏التصلّب المُتبادل، استعجل “اللقاء الديمقراطي” تشكيل الحكومة. وفي الاطار، أكّدت اوساط الرئيس المكلّف سعد الحريري لـ”الجمهورية” ‏ثباته على موقفه في ما خصّ هذه العقدة، مقابل تأكيد اوساط سنّة 8 آذار بأنّهم غير معنيين بأي مخرج حل للحكومة خارج تمثيلهم وبحقيبة.

المستقبل: ” المستقبل” يرد على “تهويل حزب الله”: هدفه التغطية على السلاح غير الشرعي والخارجين على القانون دم أبو ذياب برقبة وهاب.. وعصيانه المسلح

كتبت صحيفة “المستقبل”: ليس استباقاً لنتائج التحقيق ولا التفافاً على حكم القضاء، إنما قطعاً لدابر الفتنة والمتاجرة بالدماء لا بد من وضع الأمور في نصاب الواقع ‏والوقائع، بعيداً عن لعبة قلب الحقائق والتلاعب بالعصبيات والمشاعر والكرامات التي لطالما امتهنها المطلوب للعدالة وئام وهاب العائم ‏في بحر السياسة على محور “الممانعة” الغارق والمستغرق في استباحة الدماء والحرمات والكرامات من سوريا إلى اليمن. فبعدما أمعن ‏في استثمار قضية مقتل مرافقه محمد أبو ذياب والاتجار بها في بازار الاتهامات البخسة للنيل من شرف رجال القضاء والدولة، لم تُسعف ‏الدلائل المؤكدة والمعطيات الموثقة بإفادات الشهود وتقرير الطب الشرعي محاولة وهاب التبرؤ من دم أبو ذياب وتحوير الحقيقة الدامغة ‏بكونه المسؤول الأول والأخير عن سقوطه مادياً وميدانياً، إن نتيجة إصابته برصاصة قاتلة جراء إطلاق مسلحي وهاب الرصاص ‏العشوائي في محيط منزله لحظة وصول القوة الأمنية بموجب إشارة قضائية، أو بسبب العصيان المسلح الذي أوعز به في “الجاهلية” في ‏مواجهة القوى الشرعية.

اللواء : مَنْ يَلجُم “التهُّور السياسي”.. بعد احتواء ذيول الجاهلية؟ 8 آذار تتراجع عن صيغة تسوية العقدة الدرزية.. وجنبلاط يغازل حزب الله. . والملف الأمني أمام القضاء

كتبت صحيفة “اللواء “: هل أنعشت حادثة الجاهلية الجهود لتأليف الحكومة؟

وهل مخرج الـ32 وزيراً، هو الأنسب للاستجابة إلى الشرائط والمعادلات المستجدة والقديمة؟في الوقت الذي قالت فيه مصادر رسمية ‏لـ”اللواء” ان ملف احداث الشوف هو ملف قضائي متروك للمعالجة من قبل الأجهزة القضائية المعنية..

من المؤكد ان الرئيس ميشال عون سيتطرق في كلمته لدى افتتاح المكتبة الوطنية في الصنائع عند الخامسة والنصف من بعد ظهر اليوم ‏إلى الوضع الناشئ عن احداث الجاهلية، وكيفية تجاوز ما حصل إلى تحكيم العقل، والحفاظ على الاستقرار.. وتأليف حكومة، تراعي نتائج ‏الانتخابات في الوقت نفسه تعبّر عن خيارات التسوية والتوافق..

وكان وزير الثقافة في حكومة تصريف الأعمال غطاس خوري، أكّد في كلمة له باسم الرئيس المكلف، في افتتاح القرية الميلادية في وسط ‏بيروت، ان الرئيس الحريري سيعمل على تحقيق انفراج سياسي..

وفيما نقلت مصادر نيابية عن مرجع كبير اعتقاده ان صيغة الثلاث عشرات اعيد تعويمها، وان توزير السني من أعضاء “اللقاء التشاوري” ‏قطع شوطاً، بحيث ان يكون عضو كتلة التنمية والتحرير النائب قاسم هاشم، علىان يوزر من حصة الرئيس نبيه برّي، كشف الوزير السابق ‏وئام وهّاب في حوار مع “قناة الميادين” ان نقاشاً يجري داخل قوى 8 آذار حول جدوى استمرار تكليف الحريري تشكيل الحكومة. وقال: ‏‏”لديَّ شعور ان سعد الحريري لن يكون رئيساً للحكومة“.

الديار: هكذا منع حزب الله ” الحرب الأهلية ” … هدف العملية سقوط وهاب ” قتيلا ” ؟ نصرالله طمأن الجاهلية وللمتورطين : “لا تلعبوا بالنار” وسنمنع تدمير البلد

كتبت صحيفة “الديار”: لا تزال تداعيات “غزوة” الجاهلية تطغى على المشهدين السياسي والامني في البلاد بعد ان كادت “سوء النوايا” او “سوء التقدير” من قبل ‏من اعطى الاوامر للقوة الضاربة في فرع المعلومات بتنفيذ هذه المهمة، التي تودي بلبنان الى حرب اهلية، عمل حزب الله وحيدا في تلك ‏الساعات العصيبة على “سحب فتيل” التفجير، ومنع التمادي بهذا الخطأ الفادح بعد ان غاب الجميع عن “السمع”، وكانت الرسائل في عدة ‏اتجاهات، واحدة من قبل الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله للوزير وئام وهاب بأنه “غير متروك” ولن يتم السماح باستهدافه، اما ‏الرسائل الاخرى فكانت شديدة “القسوة” لرئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، واللواء عماد عثمان، ومدعي عام التمييز القاضي سمير ‏حمود، وقد اثمر “الضغط” تراجعا عن تنفيذ العملية التي يتم التحقيق جديا من قبل اكثر من طرف في اهدافها الحقيقية بعدما توافرت ‏معطيات جدية عن وجود مخطط “مرسوم” بعناية لافتعال مواجهة قرب منزل وهاب حيث من المفترض ان يسقط “قتيلا” في مواجهة ‏مسلحة تضيع فيها المسؤوليات، وكل ذلك حصل في توقيت “مريب” جاء بعد عودة السفير السعودي الى بيروت بعد ترقيته، والزيارة ‏المفترضة لقائد المنطقة الوسطى في الجيش الاميركي جوزف فوتيل الى بيروت.

ففيما كانت جميع القوى السياسية “خارج السمع” وتراقب ما يجري على الارض، وفيما كان النائب السابق وليد جنبلاط يمنح العملية الغطاء ‏الدرزي المطلوب من بيت الوسط، اكد مصدر قيادي مسؤول في حزب الله لـ”الديار” ان الحزب كان الجهة الوحيدة التي تدخلت ورفعت ‏الصوت عاليا لمنع البلاد من الانزلاق الى حافة الحرب الاهلية في الجاهلية، وكان تدخله المباشر من خلال الضغط على رئيس الحكومة ‏سعد الحريري، وفرع المعلومات، والقضاء حاسما في وقف العملية قبل ان تخرج الامور عن السيطرة. وقد ابلغ الحزب كل هؤلاء انه ‏يرفض استخدام القضاء لغايات سياسية، ويرفض ايضا استخدام الاجهزة الامنية بهذا المستوى من اللامسؤولية من قبل السلطة السياسية، ‏وكانت “رسالة” الحزب واضحة ودون اي التباس او مواربة، ومفادها: نحن نوفر مظلة أمان كبيرة للوزير وئام وهاب، ولن نسمح اطلاقا ‏باستفراده كما استفراد اي من حلفائنا، “ونقطة على السطر“…

وتذكر تلك الاوساط، انه في العام الماضي في مثل هذه الايام، كان الرئيس المكلف سعد الحريري معتقلا في السعودية، وكانت تعليمات محمد ‏بن سلمان وتامر السبهان واضحة لاكثر من جهة في الداخل لدفع البلاد الى حافة الحرب الاهلية عن طريق الايحاء بان الحريري بصفته ‏رئيس الحكومة السني استقال بسبب الاجواء الطائفية في لبنان، وكانت التعليمات واضحة الى عدد من العلماء لالقاء خطب تحريضية تؤدي ‏الى فتنة بين السنة والشيعة، وقد تم وأد الفتنة عن طريق التدخل العاقل والحكيم لرئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس المجلس النيابي نبيه ‏بري وحزب الله حيث جرى العمل سويا من اجل عودة الرئيس الحريري الى البلاد، وهذا ما جنب لبنان الوقوع في حرب اهلية مدمرة… ‏فهل عادت “حليمة الى عادتها القديمة”؟

والى ان تتضح خلفيات هذه الاحداث، ترى تلك الاوساط ان حزب الله خرج اكبر المنتصرين لانه منع حربا اهلية في البلاد واثبت مرة جديدة ‏انه لا يتخلى عن حلفائه مهما بلغت تعقيدات الامور وصعوباتها، وهو من خلال تدخله لحماية وهاب من “التعسف” في استخدام السلطة، ‏اثبت انه يضع الوفاء والالتزام مع حلفائه على مستوى اعلى من السياسة.. في المقابل فان اكبر الخاسرين رئيس الحكومة المكلف الذي اثبت ‏انه “متهور” وذكر الجميع بمغامرات ولي العهد السعودي محمد بن سلمان “الطائشة”، اما ثاني اكبر الخاسرين فهو النائب السابق وليد ‏جنبلاط الذي اخفق مجددا من خلال حساباته الخاطئة، فبعد النتائج الانتخابية التي حققها الوزير وئام وهاب، والموقف الشجاع الذي وقفه ‏عقب احداث الجاهلية مدعوما من حزب الله، عزز حيثيته الشعبية في منطقته وكسر “الآحادية” الدرزية، وبات رقما صعبا في المعادلة داخل ‏الجبل، والعمل يجري الان على قدم وساق لانشاء تحالف عريض يضم كل القوى الدرزية الوطنية من الوزير طلال ارسلان الى الوزير ‏وهاب والحزب السوري القومي الاجتماعي وفيصل الداوود، ومن المفيد التذكير انه لم يكن ليعود الحديث عن “لم الشمل” بين هذه القوى ‏لولا ارتكاب جنبلاط هذا “الفول” الذي ظهر من خلاله انه “يستبيح” دماء الدروز لمصالح سياسية ضيقة.

وفيما يفترض ان يلتقي وفد من الحزب التقدمي الاشتراكي برئاسة غازي العريضي المعاون السياسي للسيد نصرالله الحاج حسين خليل بعد ‏ظهر اليوم، لبحث تداعيات ما حصل في الجاهلية، وجه النائب السابق وليد جنبلاط رسالة “تهدئة” الى “الرفاق والمناصرين” عبر تويتر ‏وقال: هناك كالعادة سلسلة من الاخبار الغريبة والمحرضة. واوضح ان التنسيق مع حزب الله منتظم كالعادة بالرغم من تفاوت وجهات ‏النظر في بعض الامور.. اما في ما يتعلق بما جرى في الجاهلية فانني اتقدم بالتعازي بالشهيد محمد ابودياب. وكلنا في خدمة امن الجبل ايا ‏كانت الخلافات.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى