من الصحافة الاسرائيلية
ذكرت الصحف الإسرائيلية الصادرة اليوم ان الجيش الإسرائيلي شرع بحملة أطلق عليها “درع الشمال”، وذلك بغرض الكشف وإحباط الأنفاق ، التي يزعم أن حزب الله يقوم بحفرها من جنوب لبنان إلى داخل الأراضي في شمال المنطقة، وفي سياق الشروع في الحملة، قام الجيش الإسرائيلي بتعزيز قواته في القيادة الشمالية وبقي في حالة جاهزية كبيرة لتطورات لو حصلت، حيث تم اطلاع رؤساء سلطات محلية بالموضوع، كما أعلن عن عدة مناطق بالقرب من السياج الأمني في الشمال مناطق عسكرية مغلقة.
ووفقا لبيان صادر عن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي فإن قواته تعمل منذ العام 2014 للكشف عن الأنفاق على الحدود الشمالية، وذلك عبر طاقم خاص ومشترك لهيئة الاستخبارات والقيادة الشمالية الذي يقود منذ ذلك الحين التعامل العملياتي والتكنولوجي والاستخباراتي في قضية الأنفاق على الجبهة الشمالية.
ويشرف على الحملة قائد القيادة الشمالية الميجر جنرال، يؤال ستريك، الذي يقود الحملة العسكرية التي تشارك فيها قوات كبيرة. وقال الجيش إن “الاستعداد القتالي لتطبيق هذه الخطوة مستمر في هيئة الأركان العامة خلال سنوات مما أدى إلى توفر الظروف العملياتية في هذه الفترة“، وزعم المتحدث العسكري أن الطاقم تمكن من تطوير خبرة وقدرات واسعة عن مشروع الأنفاق الهجومية التابع حزب الله، قائلا إن الحملة التي أطلقها الجيش بقيادة المنطقة الشمالية وبمشاركة هيئة الاستخبارات وسلاح الهندسة وإدارة تطوير وسائل قتالية تهدف إلى إحباط الأنفاق الهجومية داخل الأراضي في الشمال.
ووفقا لبيان الجيش الإسرائيلي، تم في السنوات الأخيرة الشروع في خطة دفاعية في إطار الاستعداد لمواجهة تهديد الأنفاق، وتضمنت الخطة الدفاعية أعمال لإقامة جدران وعوائق صخرية بالإضافة إلى أعمال تجريف للأراضي، إلى ذلك، واصل الجيش الإسرائيلي التحريض على حزب الله واتهامها بالتحضير لهجوم في الشمال، زاعما أن الخطة الدفاعية التي شرع بتطبيقها تهدف لمنع حزب الله من تحقيق قدراته الهجومية.
هذا ولفتت الى ان رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو اجتمع في لقاء وصف بـ”العاجل” في بروكسل، مع وزير الخارجية الأميركية، مايك بومبيو، وذلك في إطار الجهود الإسرائيلية للضغط على لبنان كي تمنع حزب الله من إقامة مصانع صواريخ دقيقة على أراضي لبنان.
وبحسب موقع صحيفة “يديعوت أحرونوت”، فإن نتنياهو طلب من بومبيو أن ينقل رسالة إلى لبنان مفادها أنها “إذا لم توقف تسلح حزب الله، فإن إسرائيل ستضطر لفعل ذلك بنفسها”، علما أن إسرائيل كانت قد بعثت برسالة مماثلة إلى لبنان عن طريق فرنسا.
وجاء أن اللقاء تقرر الأسبوع الماضي، وكان من المفترض أن يتم بعد غد، الأربعاء، إلا أنه بسبب جنازة الرئيس الأميركي الأسبق، جورج بوش الأب، تم تقديم موعد اللقاء، وتقرر أن يكون في بروكسل بسبب زيارة بومبيو للمدينة في إطار قمة دول حلف شمال الأطلسي.
وبحسب التقرير، فقد رافق نتنياهو كل من رئيس الموساد يوسي كوهين، ورئيس المجلس للأمن القومي مئير بن شبات، وسكرتيره العسكري.
كما جاء أن مجرد عقد اللقاء في بروكسل لأن نتنياهو لا يستطيع إجراء المحادثة عبر الهاتف “يؤكد على أهمية اللقاء ومدى كونه ملحا“.
ونقل عن مسؤول إسرائيلي قوله إنه بحسب تقديره فإن الحدث عن “لقاء ذي أهمية كبيرة جدا“.
وكان نتنياهو قد صرح قبل أن يتوجه إلى بروكسل بأنه سيجري لقاء مهما مع وزير الخارجية الأميركي، وأن اللقاء سيتمحور على سلسلة من التطورات في المنطقة، والطرق التي سيتم اتباعها لوقف “عدوانية إيران والقوى التابعة لها في الشمال، إضافة إلى مواضيع أخرى“.
واعتبر المحلل العسكري لصحيفة “هآرتس”، عاموس هرئيل، أن السفرة الاستثنائية لرئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، إلى بروكسل، أنها محاولة إسرائيلية لتفعيل القناة السياسية، بسرعة، لمعالجة “مشكلة أمنية متصاعدة في لبنان“.
وبحسبه، فإنه لو كان الحديث عن محادثة تنسيق تمهيدا لعملية عسكرية فورية، فعلى الأرجح أن نتنياهو كان سيكتفي بإيفاد أحد العناصر المهنية، رئيس الموساد أو رئيس الاستخبارات العسكرية، لإجراء محادثة مع نظيره الأميركية، وبالتالي فلن يعلن عنها في وسائل الإعلام.
ورجح الكاتب أن نتنياهو يقوم بـ”تفعيل الساعة السياسية”، حيث أن سفرته بمثابة إشارة، على شكل تهديد، إلى إيران ولبنان وحزب الله، بواسطة الأميركيين، وربما الفرنسيين أيضا، بأن هناك “ضرورة ملحة لمعالجة المشكلة قبل أن تدرس إسرائيل استخدام وسائل عسكرية“.
وأشار في هذا السياق إلى التحذيرات الإسرائيلية من إقامة مصانع أسلحة إيرانية على أراضي لبنان. كما ذكر خطاب نتنياهو في الجمعية العامة للأمم المتحدة، في أيلول/سبتمبر الماضي، والذي ادعى فيه أنه يكشف عن ثلاثة مواقع كهذه تستعد فيها إيران وحزب الله لتطوير دقة الترسانة الصاروخية لدى الأخير.
ولم يستبعد المحلل العسكري أن تكون إسرائيل “قلقة من التطورات الأخرى المحتملة، وبضمنها إعادة ثقل نشاط حزب الله من سورية، مع تراجع الحرب فيها، إلى الجبهة المباشرة مقابلها في جنوبي لبنان، وتغييرات أخرى في انتشار حزب الله في المنطقة“.
وتابع أن التغييرات في لبنان، والنشاط الإيراني المتصاعد في العراق، نابعة من التطورات في سورية. فروسيا تعمل على تثبيت نظام الأسد، بالاستفادة من إسقاط الطائرة الروسية “إيليوشين 20” من أجل لجم إيران، وإسرائيل أيضا. فهي تضغط على إيران لوقف نقل الأسلحة إلى لبنان عن طريق سورية، وفي الوقت نفسه تحذر إسرائيل من استمرار الهجمات الواسعة ضد قوافل الأسلحة والقواعد الإيرانية في سورية.
كما رجح أن الظروف الجديدة اضطرت إيران إلى تغيير طبيعة نشاطها، إلا أن قائد “فيلق القدس”، الجنرال عمر سليماني، اختار أن يبقي على التوتر، حيث أن التقارير بشأن الطائرات الإيرانية التي تفرغ منظومات الأسلحة الدقيقة مباشرة في بيروت تضع تحديا جديدا أمام إسرائيل.
ولفت في هذا السياق، إلى أنه خلال الحرب في سورية، فإن سلاح الجو الإسرائيلي نشط فيها بحرية، وتحدثت تقارير عن أكثر من 200 غارة منذ مطلع عام 2017 وحتى أيلول/سبتمبر الفائت، إلا أن هذه “الحرية” في الأجواء السورية تقلصت الآن، في حين أن لبنان مشكلة أخرى تماما، حيث أن حزب الله هدد مرات كثيرة بأنه سيعتبر أن أي عملية هجومية على لبنان بمثابة سبب للحرب. كما حذر، الأسبوع الماضي، من أنه يستطيع إصابة مواقع بنى تحتية وقواعد عسكرية إسرائيلية بدقة إذا هاجم الجيش الإسرائيلي لبنان.
وبحسب هرئيل، فإن السؤال الذي يواجه الحكومة الإسرائيلية والمجلس الوزاري المصغر هو حول ما “إذا كان يجب المخاطرة في المدى القريب من خلال شن هجوم يؤدي إلى حرب، أم معالجة خطر بعيد، مثل مشروع السلاح“.
يشار إلى أن تصاعد التوتر في الشمال يتزامن مع تطورات إقليمية أخرى، بينها الجهود الأميركية لتشديد الضغوطات الاقتصادية على إيران، ووقوف الولايات المتحدة إلى جانب السعودية بعد مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في إسطنبول، إضافة إلى توتر معين في العلاقات بين واشنطن وموسكو في المنطقة، وقرار واشنطن زيادة القوات الخاصة التي تساعد الأكراد في شمال شرقي سورية، بينما تتصاعد الأزمة السياسية في لبنان على خلفية التوترات بين رئيس الحكومة، سعد الحريري، وحزب الله.
وإزاء ذلك، يشير المحلل العسكري، إلى أن “إسرائيل تتمتع، في المقابل، بدعم أميركي توفرها إدارة الرئيس، دونالد ترامب، حيث أنه ينسق مع إسرائيل، ويقود خطا متشددا إزاء إيران. ونظرا لأن ترامب هو شخصية لا يمكن توقع خطواته، فإن طهران وبيروت يجب أن تأخذا بالحسبان إمكانية أن توفر واشنطن الدعم لإسرائيل إذا ما قررت، خلافا للخط الحذر الذي تبناه نتنياهو حتى الآن، المبادرة إلى عملية عسكرية قد تؤدي إلى حرب“.
قالت قناة “كان 11” الإسرائيلية إن إسرائيل عاينت أن إيران تغير نشاطها في المنطقة، وتسارع نشاطاتها في لبنان والعراق، وإن هذه المسألة يتوقع أن تكون في مركز محادثات نتنياهو – بومبيو.
وأضافت أن إسرائيل تعتقد أن إيران لا تزال تسعى لتحقيق طموحاتها في المنطقة، وهي “نقل وسائل قتالية متطورة إلى حزب الله، وخاصة في مجال الحماية الجوية، ونقل صواريخ بر – بحر متطورة أخرى، إضافة إلى مشروع زيادة دقة الصواريخ لتصل إلى مستوى دقة لغاية 10 أمتار“.
ونقلت عن مصدر سياسي إسرائيلي قوله إنه يوجد لدى إسرائيل “طرق مختلفة للعمل”، بشأن التطورات في لبنان، وإن إسرائيل تستخدم الولايات المتحدة وفرنسا من أجل ممارسة الضغوطات على الحكومة اللبنانية لوقف تلك التطورات.
وبحسب القناة فإن إسرائيل تجنبت شن هجمات على لبنان، باستثناء الهجوم الذي نسب لها عام 2014، على حدود سورية – لبنان. كما امتنعت إسرائيل عن شن هجمات على العراق. وكانت قد أشارت في السابق إلى أن الولايات المتحدة طلبت من إسرائيل عدم شن أي هجوم على العراق على خلفية “تطورات معينة” في المنطقة.
وفي المقابل، تضيف القناة، أن إسرائيل بحاجة إلى تعاون إسرائيلي – أميركي لمواجهة الوسائل القتالية الاستراتيجية في المنطقة، مثل نشر منظومات صواريخ “أس 300” المتطورة من قبل روسيا.
وذكرت في هذا السياق، أن نتنياهو، وخلال لقائه السابق مع الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، في أيلول/سبتمبر، قد قال إن “لديه طلبات عينية”، على خلفية الأزمة بين روسيا وإسرائيل. وبحسبه، فقد “حصل على ما طلبه”.