من الصحافة اللبنانية
أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية
البناء: تركيا تكشف شراكة رجل أعمال سعودي في التخلص من جثة الخاشقجي… وتستعدّ للمزيد تونس تنتفض بوجه زيارة محمد بن سلمان… والكونغرس يستدعي وزراء ترامب المستقبل يصعّد بوجه حزب الله… والقوات تدعو لحكومة بدونه… والهدف بعبدا
كتبت صحيفة “البناء” تقول: الارتباك سيد الموقف في واشنطن والرياض مع تداعيات الحملة التي تقودها وكالة المخابرات الأميركية بالتنسيق مع تركيا تحت عنوان قضية قتل جمال الخاشقجي لمحاصرة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، فيما المنظمات المدنية والحقوقية تخوض معركتها للتمييز عن الفريقين، الأخواني والوهابي، حيث تقدم تونس نموذجاً لانتفاضة جمعت النقابات والحقوقيين والصحافيين تستعد لاستقبال زيارة ولي العهد السعودي بحملة احتجاجات وتحركات، وقد تشارك الآلاف من التونسيين ساحات العاصمة في حراك شعبي احتجاجي رافقته صور منددة بالزيارة.
التسريبات التركية من جهتها متواصلة بأسلوب القطارة التي لا تترك المسرح يجفّ من المعلومات الجديدة لإبقاء القضية حاضرة بقوة في الإعلام وعلى مستوى الرأي العام، بينما وسائل الإعلام الأميركية متحفّزة لتلقي كل جديد، ومثلها أعضاء الكونغرس الجمهوريون والديمقراطيون يستعدّون للمواجهة مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تحت عنوان اتهامه بالتستّر على دور ولي العهد السعودي في قتل الخاشقجي، وقد نجحوا بجلب وزيري الخارجية والدفاع مايك بومبيو وجيمس ماتيس للمثول أمام الكونغرس وتقديم إحاطة حول العلاقة بالسعودية سواء في قضية الخاشقجي أو في حرب اليمن، بينما سيستمع الكونغرس لمديرة المخابرات الأميركية للوصول إلى خلاصة واضحة حول مسؤولية إبن سلمان في قتل الخاشقجي، والسير بالتشريعات اللازمة في ضوء هذه الخلاصة بمعزل عن رفض الرئيس ترامب لها، وكان الادعاء التركي قد أفرج عن معلومات جديدة تتصل بالكشف عن رجل أعمال سعودي هو محمد أحمد الفوزان يملك منزلاً في إحدى ضواحي اسطنبول تم الاتصال المسبق به من فريق القتل لتأمين نقل بقايا جثة الخاشقجي إلى بيته والتخلّص منها هناك.
لبنانياً، صعّد تيار المستقبل حملته على حزب الله متهما إياه بتخريب مساعي تشكيل الحكومة، بينما ذهب رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع إلى خطوة تصعيد أبعد بمطالبة رئيس الجمهورية بالموافقة على توقيع مراسيم تشكيل الحكومة من دون حزب الله، وتركّزت حملات المستقبل والقوات على مطالبة رئيس الجمهورية بالتنازل من حصته عن الوزير الذي يُراد منحه لنواب اللقاء التشاوري شرط الا يكون من النواب وأن يحظى بقبول الرئيس سعد الحريري.
مصادر في قوى الثامن من آذار رأت في الحملات الجديدة محاولات للتوتير السياسي للتغطية على العجز عن تخطّي عقدة التمثيل السياسي في الحكومة لنواب اللقاء التشاوري التي صارت محسومة ولا تعبر محاولات الإنكار إلا عن حقيقة أن لا مفر في النهاية من هذه الحقيقة. وقالت المصادر لم يكن حزب الله أو حلفاؤه من المطالبين بحكومة من دون القوات اللبنانية يوم كان عنوان العقدة تمثيلها الوزاري، ولن يستفزّ أحد من هذه الحملات ليمنح طلاب التوتير ما يريدونه للتغطية على عجزهم. وقالت المصادر رداً على كلام مصادر تيار المستقبل حول أن الحريري مستمر إلى قيام الساعة ولن يعتذر، بالقول إن أحداً لم يطالب الحريري بالاعتذار، بل بتحمل المسؤولية كرئيس مكلف بتشكيل الحكومة والإفصاح عن كيفية تطبيق معيار تمثيل فريق الرابع عشر من آذار بإثني عشر وزيراً مقابل تمثيله النيابي بأربعة وأربعين نائباً بينما يريد حصر تمثيل الثامن من آذار بسبعة وزراء مقابل عدد مماثل من النواب؟
الحريري رفض حكومة بلا حزب الله
بعد دعوة رئيس حزب القوات سمير جعجع رئيسي الجمهورية والحكومة المكلف الى توقيع مرسوم تأليف حكومة بمَن حضر، علمت “البناء” أن “هناك محاولات جرت لدى الرئيس سعد الحريري لتشكيل حكومة من دون حزب الله وسنة 8 آذار، إلا أن المعلومات تشير الى أن الحريري رفض هذا الخيار الذي اعتبر أنه لن يصبّ في مصلحته على الإطلاق، أولاً لأن رئيس المجلس النيابي نبيه بري لن يشارك بحكومة من دون حزب الله، وثانياً أن الرئيس ميشال عون لن يوقع مرسوم أي حكومة تخالف قواعد العيش المشترك والميثاقية والوحدة الوطنية وبالتالي أي حكومة من هذا القبيل ستولد ميتة الأمر الذي يشكل خطراً على إعادة تكليف الحريري من جديد إن أقدم على ذلك”.
كلام جعجع يدعو للتساؤل: هل ثمة مخطط خارجي لتفجير الساحة اللبنانية بعد فشل المشاريع الأميركية السعودية في الساحات الأخرى، وذلك عبر دفع الفريق السعودي الأميركي في لبنان الى مواجهة مع حزب الله يعبر عنه جعجع في كلامه؟ ولماذا عطل “الحكيم” الحكومة مع النائب وليد جنبلاط أربعة أشهر عبر وضعهما الشروط على الرئيس المكلف؟ هل كانا ليقبلا بتأليف حكومة من دون القوات والحزب الاشتراكي تحت شعار الحاجة الاقتصادية للحكومة؟
ووصفت مصادر سياسية كلام جعجع بـ”اللاواقعي ودونه موانع دستورية وسياسية لا سيما لجهة نيل الحكومة الثقة في المجلس النيابي، خصوصاً أن الرئيس عون و8 آذار يملكان الأكثرية النيابية، واضعة كلامه في إطار الحرب الإعلامية والنفسية المضادة لتوتير الأجواء والضغط على رئيس الجمهورية وحزب الله واحراج الحريري في الوقت عينه”.
وتقول المعلومات إن “الحريري لم يُقفل الباب على استقبال نواب اللقاء التشاوري، لكن بشرط أن ينحصر التفاوض على توزير شخصية سنية من خارج اللقاء التشاوري تحظى بقبول الحريري واللقاء إذا نجحت مساعي الوزير جبران باسيل بإلغاء المقايضة بين عون والحريري”، إلا أن هذا الخيار غير مقبول من “اللقاء” الذي أكدت أوساطه لـ”البناء” تمسكه بتوزير أحد نواب اللقاء الستة ولم يُطرح عليه أصلاً اي طرح جديد ولم يتم التواصل معهم من بيت الوسط”. وتنقل مصادر مقربة من رئيس الجمهورية عنه لـ”البناء” أنه لا يرى بأن العقدة خارجية بل داخلية تتعلق بالنفوذ داخل كل طائفة لا سيما الطائفة السنية، مؤكداً أن “العقدة ليست مفتعلة لكن بالوقت نفسه معقدة”، كما عُلِم بأن الوزير باسيل فتح باباً للتشاور بين طرفي العقدة الحريري – اللقاء وهو مستمر بمساعيه، لكن على نار هادئة وبعيداً عن الاضواء. ولفت باسيل أمس، رداً على سؤال عما اذا كانت وساطته توقّفت: “طبعاً لم تتوقف”.
الاخبار: باسيل يستأنف مبادرته الحكومية… من عين التينة
كتبت صحيفة “الاخبار” تقول: لا تُبدي الأوساط المُتابعة لمسار تأليف الحكومة تفاؤلاً بإمكانية ولادتها قريباً. بل إنها ترجّح دخول البلاد عاماً جديداً من دون حكومة. فبين إصرار النواب السنّة المستقلين على تمثيلهم في الحكومة ودعم حزب الله لهم، في مقابل رفض الرئيس سعد الحريري التسليم بأحقية مطلبهم ومحاولة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون تحييد نفسه، تراوح الأزمة مكانها. مع ذلك لم يقفَل الأسبوع الماضي على “لا شيء”، أقله على صعيد تصريحات عون واستحضاره سليمان الحكيم وحكاية “أمّ الصبي”، والحريري الذي رفض التحدث عن “مسألة التعطيل علّنا نتمكّن مع الأيام من أن نجد حلاً لها”. وقد ترك كلامهما انطباعاً إيجابياً لدى الأطراف المعنيين ولو أنه “لا شيء ملموساً حتى الآن” كما تقول مصادر سياسية رفيعة المستوى. أما هذا الأسبوع فسيفتتحه وزير الخارجية جبران باسيل من عين التينة، إذ علمت “الأخبار” بأنه طلبَ موعداً من رئيس مجلس النواب نبيه برّي، لاستئناف جولته، وهو الذي بدأها من المكان نفسه. مصادر عين التينة تؤكّد أن “لا علمَ لها بما يحمله باسيل، ولا إذا كان لديه أي مبادرة جديدة. هو طلبَ موعداً وسيزور الرئيس برّي اليوم”. وقد لمّحت المصادر الى “كلام سمعناه يقول إن رئيس الجمهورية يعيد النظر في مسألة توزير السنّة من حصّته”، علماً بأنه “يسأل لماذا يريد حزب الله محاصرته بعقدة السنّة المستقلين”. من جهتها، قالت مصادر في تكتّل “لبنان القوي” إن “باسيل يحمل أفكاراً يمكن أن تؤسس لحل”، مشيرة إلى أن “الوزير باسيل هو الوحيد الموثوق والقادر على التواصل مع جميع الجهات في هذه الفترة”. وفيما اعتبرت المصادر أن “السؤال اليوم يتركّز حول استقبال الحريري للنواب السنّة أو عدم استقبالهم”، رأت أن “عدم استقبالهم أمر مستهجن وغير مبرّر”. من جهتها، رأت مصادر قريبة من حزب الله في كلام كلّ من عون والحريري “شيئاً من التقدم”، مؤكدة أن “الحزب لن يتدخل ولن يفاوض أحداً”. وفيما لا يزال رئيس الحكومة على رأيه برفضه استقبال اللقاء التشاوري ككتلة، علمت “الأخبار” أن ثمة رأيين مختلفين في محيط رئيس الحكومة، إذ بدأ البعض السعي لإقناعه بأن “لا ضيرَ من استقبال النواب السنّة، فربما كان بإمكانه الوصول الى حلّ وسطي معهم”. لكن رئيس الحكومة يرفض بالمطلق هذا الطرح، وبات يردّد في مجالسه أن “مسألة العرقلة هي أبعد من توزير هؤلاء السنّة، وأنه بات يشك في أن العرقلة سببها ضغوطات خارجية”. وفي هذا الإطار، قالت مصادر مطلعة إن “الحريري تحدّث الى الفرنسيين، وحاول إقناعهم بأن إيران هي من تعرقل تشكيل الحكومة ويجب التحدّث معها”!
وكانت لافتة أمس دعوة رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع كلاً من عون والحريري “اللذين يتحمّلان المسؤولية الدستورية في تشكيل الحكومة العتيدة ويمسكان القلم وصلاحيات التوقيع في يديهما، الى اتخاذ قرار حاسم؛ فإما يقولان لحزب الله نريدك في الحكومة، أعطنا أسماء وزرائك، فإذا سلّمهما إياها كان به، وإلا يشكلان حكومة بمن حضر”. جعجع الذي عطّل الحكومة لنحو خمسة أشهر متسلّحاً بدعم سعودي للحصول على مطلبه من الحصص والحقائب، تحدث عن “قواعد لتأليف الحكومات معمول بها في لبنان منذ 75 عاماً. وفي اتفاق الطائف، رئيس الجمهورية والرئيس المكلف يتشاوران ويقرران الأنسب حكومياً، ويتحملان وزر التشكيلة التي يضعان، سلباً أو إيجاباً في المجلس النيابي. ولكن لا يمكن لأحد منعهما من التأليف وفق الطريقة التي يريانها مناسبة”.
الديار: عون “نصحه” بلقاء “سنة 8 آذار” والحريري يرد: “انشالله خير” “اصداء” سلبية في موسكو حيال لبنان.. فهل يتأثر ملف النزوح ؟ “عتب” سوري على بعبدا “واستياء” جدي من “فولات” باسيل
كتبت صحيفة “الديار” تقول: انعكست حالة “التخبط” في محيط الرئيس المكلف سعد الحريري تضاربا في المواقف ضمن الفريق “الازرق” حيث اوحت “رسائل” كل من رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري ووزير الداخلية نهاد المشنوق والتي تحمل المضمون نفسه حيال حتمية الوصول في نهاية الامر الى تفاهم حول تشكيل الحكومة، بوجود رغبة في تأمين “هبوط” آمن لرئاسة الحكومة عن “الشجرة”، بعد ان وصلت “لعبة “”عض الاصابع” بينه وبين رئيس الجمهورية الى نهايتها في ظل انقشاع الصورة على حقيقة مفادها ان الحل سيأتي من بعبدا، ولكن “الضخ” الاعلامي التصعيدي من قبل اوساط تيار المستقبل يثير اكثر من علامة استفهام حول طبيعة الخطوة المقبلة للرئيس المكلف…
لكن الثابت حتى الان ان الامور تنتظر الاخراج المناسب لحل “العقدة السنية” بعد ان بدأ رئيس الجمهورية التمهيد للتسوية باطلاق “نظرية” “أم الصبي” بالتزامن مع اعلان وزير الخارجية جبران باسيل بأن وساطته مستمرة ولم تتوقف، ولكنها تتخذ منحا “اقل صخبا” بعدما قام بما هو مطلوب منه في “الشق” العلني، وقد علمت “الديار” ان الرئيس عون “نصح” الحريري بلقاء نواب “اللقاء التشاوري” لتحريك الامور، فكان جواب “الاخير “انشالله خير”… دون معرفة الترجمة العملية لهذه العبارة خصوصا ان الرئيس المكلف يعمل جاهدا لتجنب هذه “الكأس المرة”..
استياء روسي… فكيف سيترجم؟
في هذا الوقت دخل مؤشران سلبيان على طبيعة علاقات لبنان الاقليمية والدولية مع تزامن وصول “اصداء” سلبية روسية وسورية الى بيروت ازاء بعض المواقف اللبنانية المثيرة “للريبة”، فقد ترك رفض الهبة العسكرية الروسية اصداء غير ودية في موسكو، ووفقا لمصادر دبلوماسية في بيروت طلب وزير الخارجية سيرغي لافروف من سفارة بلاده تقريرا يشمل احاطة كاملة لهذا الملف بما فيها الاسباب الجدية التي حالت دون قبول السلطات اللبنانية للمساعدة العسكرية الروسية.
ووفقا لتلك الاوساط، ثمة خشية لدى الدوائر اللبنانية العاملة على “خط” تحسين العلاقات الروسية اللبنانية من تأثيرات سلبية على الموقف الروسي اتجاه لبنان، بعد هذا التعامل “الفظ” من قبل الدولة اللبنانية التي ترفض صراحة “الصداقة” الروسية وتعبث بسياسة “اليد الممدودة” التي انتهجها الكرملين مع بيروت… وثمة خشية من تراجع موسكو عن اندفاعتها لحل ازمة اللاجئين السوريين في لبنان، بعدما وضعت السلطات الروسية المبادىء العامة لهذا التحرك من خلال تشكيل لجنة رسمية لمتابعة هذا الملف.
وبعد ساعات على تأكيد مسؤول لبناني رسمي كبير لوكالة رويترز رفض الهبة الروسية، حاول سعد الحريري امتصاص الغضب الروسي بالاعلان عن عدم رفض الصفقة وتحويلها لقوى الامن الداخلي، وهو ما رأت فيه اوساط مطلعة محاولة لتدارك التداعيات.
النهار: إحياء “الوساطة” وتصعيد ضد الحريري !
كتبت صحيفة “النهار” تقول: تضاربت المعطيات السياسية حول ما بلغته أزمة تأليف الحكومة تضارباً حاداً في ظل سباق يبدو انه تجدد في الساعات الاخيرة بين مساع لاحياء الوساطة العالقة لوزير الخارجية جبران باسيل وتجدد الحرب الكلامية بين اطراف معنيين بما سمي عقدة تمثيل “سنًة 8 آذار” بما يجعل صورة المشهد السياسي والحكومي مشوبة بمزيد من التعقيدات والغموض. ولم تخف أوساط معنية بالازمة تشاؤمها باي تحرك جديد يتردد انه سيبرز في الايام القريبة من أجل اعادة انعاش عملية تأليف الحكومة، متخوفة من اي تكون البلاد على موعد مع الولادة الحكومية لا قبل عيد الميلاد ولا قبل رأس السنة الجديدة ما دامت التعقيدات المطروحة في طريق الرئيس المكلف سعد الحريري على حالها من غير ان تبرز أي ملامح واقعية لامكان حصول اختراق فعلي لمأزق افتعال تمثيل سنّة 8 آذار.
وتخشى المصادر السياسية ان تكون المواقف المعلنة لمسؤولين في ” حزب الله” أو من يدور في فلكهم والتي تحمل على الرئيس المكلف سعد الحريري بمثابة تعمد مقصود لتعقيد الازمة وعدم تسهيل حلها اذا كانت الغاية من هذه المواقف الضغط على الحريري للقبول بشروط الحزب في موضوع توزير نائب من سنّة 8 آذار. وفيما يرى سياسيون أن الوضع الضاغط ضمن بيئة “حزب الله” التي لا تنفصل في الواقع عما يعانيه اللبنانيون من وضع سيئ قد يكون أحد الاسباب لتنفيس الغضب في اتجاه الرئيس المكلف من خلال وضع كرة العرقلة في ملعبه، الا ان هذه المواقف لن تساعد بل على العكس تزيد الوضع تأزيماً لانها تجعل أي مرونة يمكن ان يبديها الحريري عملياً صعبة جداً حتى لو كان الضغط من اجل استقباله نواب سنّة 8 آذار في “بيت الوسط”.
ويثار هذا الامر فيما المواقف التي اطلقها الحريري في عطلة نهاية الاسبوع الماضي والتي قال فيها ان الحكومة ستتشكل في نهاية الامر بدت ايجابية وتركت الباب مفتوحاً على الحلول وليست مقفلة. الا ان المصادر السياسية المعنية تلتقي على ان الحل الوحيد يكمن في ان يجد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون حلا لعقدة توزير سنّة 8 آذار من حصته لصعوبة تقديم الحريري تنازلات اضافية. وما شجع على هذا الاعتقاد المثل الذي استعان به الرئيس عون عن سليمان الحكيم والذي فهم منه ان رئيس الجمهورية نفسه هو أم الصبي وسيجد حلاً ضمن هذا المفهوم. وهذا هو المعبر الوحيد الذي غدت غالبية سياسية تراها للازمة، خصوصاً ان العهد الرئاسي مهدد في العمق نتيجة العرقلة التي يواجهها في تأخير تأليف الحكومة.
اللواء: غيوم التوتر تسابق “انفراج العقدة”… وإعادة فتح طريق الناعمة ليلاً بعبدا تبتعد عن “أم الصبي”: التوزير ليس من حصة الرئيس
كتبت صحيفة “اللواء” تقول: على وقع توتر اعلامي، واندهاش سياسي من استمرار اقفال الأجواء امام معالجة هادئة لآخر العقد، ذات الصلة بتأليف الحكومة، دخلت عملية التشكيل شهرها السابع، بين ابتهال الرئيس نبيه برّي ودعائه والدعوة إلى التفاؤل بالخير، علّكم تجدوه، وتأكيد وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، المكلف من الرئيس ميشال عون، العمل على إيجاد حل لعقدة تمثيل سني من نواب 8 آذار السنة في الحكومة، ان مبادرته لم تتوقف، وسط معلومات عن لقاء عقده مع النائب عبد الرحيم مراد بعيداً عن الأضواء، للتداول في ما يمكن وصفه باقتراح ان يتوزّر سني من هذا الفريق ومن حصة الرئيس عون، باعتباره “أم الصبي”..
وربطت مصادر سياسية بين نضج اقتراح تسوية، وانهاء تريث بيت الوسط في تحديد موعد للقاء الرئيس المكلف سعد الحريري وفداً أو نائباً من نواب “اللقاء التشاوري”..
المستقبل: “حزب الله” يدقّ طبول الشتم والتخوين.. والحريري على موقفه
كتبت صحيفة “المستقبل” تقول: بكبسة زر أتت التعليمة “الصفراء” باستهداف رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري، فاستنفرت فرقة “حزب الله” للشتم والتخوين مخزونها من الحقد والوضاعة وشحذت ألسنتها المتمرّسة في السوء والنميمة والشتيمة لينبري صغار الكسبة والكتبة والمستوزرين فيها إلى التباري عبر المنابر والشاشات أمس في توجيه صليات من السباب والتطاول على رئيس الحكومة بأقذع الاتهامات وأبشع العبارات التي تخطت حدود التهجم على شخصه لتبلغ حد نبش الحقد الدفين على الرئيس الشهيد رفيق الحريري. وعلى دارج المألوف في قاموس الكلام الشتّام والنهج الهدّام الذي أدخله أتباع محور “المقاومة والممانعة” على الحياة السياسية والوطنية في البلد، ضجت الساحة الإعلامية خلال الساعات الأخيرة بطبول هذا المحور سباًّ وقدحاً وذماً وإساءةً لمقام رئاسة الحكومة ولشخص الرئيس الحريري طمعاً بفكفكة قبضته المتمسكة بالدستور والأصول في تشكيل الحكومات، لكنه وفق ما نقل زواره أمس باقٍ على موقفه ولن يحيد قيد أنملة عن نص “الكتاب” في التأليف ولو كره الشتّامون.
الجمهورية: العقدة السنِّية تؤجّج الصراع السياسي.. وعون يرفض المَس بالحصة الرئاسية
كتبت صحيفة “الجمهورية” تقول: يتأكد يوماً بعد يوم فقدان الأمل بولادة الحكومة، وديوك السياسة تواصل صياحها الذي يضج الارجاء اللبنانية، وتتقاذف مسؤولية اغتيال هذا الامل. وبات أكيداً، وسط هذا الجو، انّ أكثر ما يحتاجه لبنان في هذه المرحلة هو الواقعية، ومصارحة اللبنانيين بما صنعت أيدي السياسيين في بلد أشبعوه نَهشاً ونَهباً ومحاضرات بالعفّة الفارغة، وحوّلوه الى دولة موبوءة بامتياز وملوّثة سياسياً وإدارياً ومناخياً وبيئياً وفي كل مكان من البحر الى كل الأنهر.
في دولة تعاني هذا التلوّث السياسي المسبّب لكل الأزمات، ينبغي توقّع أيّ شيء: أنانيات متصارعة حول كل شيء، وذهنيات تريد كل شيء، وذهنيات تنصّب نفسها خيمة لتظلل من خلالها البلد بهيمنتها واستئثارها وسياساتها وتوجهاتها ورهاناتها… وفي النتيجة يحصد البلد وأهله حصاداً كريهاً، ويُلقى به، كما هو حال المواطن اللبناني اليوم، في مستنقع أزمات متتالية في كل المفاصل، ضربت الاقتصاد وكل مناحي حياة الناس، وزادت خوفهم على حاضرهم ومستقبلهم.
في دولة معقدة، من الطبيعي أن تزيد العقد وتنعدم الحلول، صار تأليف الحكومة المعطّل مسخرة؛ 6 أشهر من الدوران في حلقة التكاذب المخجل، والشروط التي تتوالد او توالدت من كل الجوانب السياسية بطريقة غريبة وألقيت في طريق الحكومة، وآخرها وربما ليس الأخير، توقيف التأليف على حاجز تمثيل “سنّة 8 آذار” وربط مصيرها بتمثيلهم فيها.
وعلى هذا المنوال، الذي يبدو انه سيستمر، سيطاح بأشهر إضافية طويلة، خصوصاً مع العقليات المتحكّمة في هذا الملف، والتي أكدت بما لا يقبل أدنى شك، أنّ بعض الطاقم السياسي يريد أن يفرض شروطه، ويشكّل في الحكومة “حكومته المصغّرة” على نحو أكثر أهميّة وقوّة وفعّالية من الحكومة نفسها.
لا حلّ
الجو العام المحيط بالتأليف حالياً، يؤكد ان لا حلّ في الأفق، بل هناك مزيد من التوجّه نحو التعقيد والتصعيد، خصوصاً بعدما أكدت مصادر معنية بهذا الملف لـ”الجمهورية” أنّ المسألة لم تعد مسألة رفض الرئيس المكلف سعد الحريري توزير “سنّة 8 آذار” في الحكومة على حساب تيار “المستقبل”، بل انّ الحريري يرفض أصل ومبدأ توزير هؤلاء النواب في الحكومة، على اعتبار انه يرفض ان يشكّل سابقة تمثيل كتلة مُفتعلة يريد من خلالها “حزب الله” اقتناص مقعد وزاري بطريقة التحايُل.
وهو الأمر الذي دفع رئيس المجلس النيابي نبيه بري مجدداً الى توسّل الدعاء، لعلّ الآفاق المقفلة تنفتح ويتبلور المخرج. لكن لا يبدو في أوساط المعنيين بهذه العقدة أيّ بارقة نزول عن سقوفهم العالية.
بري لـ”الجمهورية”
وقال بري لـ”الجمهورية”، رداً على سؤال حول حل هذه العقدة: “وفق المنطق، أعتقد انّ الحل عند رئيس الجمهورية”.
وكان بري قد أبلغ الى المعنيين انّه و”حزب الله” و”اللقاء التشاوري” ليسوا في وارد التراجع عن مطلب تمثيل السنّة المستقلّين، ولا الرئيس سعد الحريري يبدو انّه في وارد التنازل، بعد الذي سمعه من الطرف الآخر. وبالتالي، فإنّ الرئيس ميشال عون قد يكون الأقدر على المبادرة في اتجاه معالجة العقدة السنّية.
وعمّا إذا كان بري يشجّع الحريري على استقبال “اللقاء التشاوري”؟ قال بري: لم يسألني الرئيس الحريري رأيي، ويبدو انّ بعض المحيطين به قد تكفّلوا بالأمر”… أضاف: “ليس المهم اللقاء في حد ذاته، بل النتيجة. وسواء انعقد أم لا، أنا أدعو رئيس الجمهورية والرئيس المكلّف الى ان “يحلّوها”، بحيث يتمّ اختيار وزير من بين النواب الستة، حتى ننتهي من هذه المراوحة، لأننا لم نعد نملك ترف الانتظار”.