من الصحافة اللبنانية
أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية
البناء: موقع بريطاني: ولي العهد السعودي أقنع نتنياهو بحرب على غزة… وربما يكون موّلها حكومة نتنياهو تترنّح تحت ضربات المقاومة… وليبرمان خارج الحكم مصالحة فرنجية جعجع تخلط الأوراق في الساحة المسيحية… وتُنهي اتفاق معراب
كتبت صحيفة “البناء” تقول: مع نهاية الحرب الفاشلة على غزة بوقف للنار كرّس اليد العليا للمقاومة وأظهر قدرتها على الردع، بدأت التداعيات بالظهور على حكومة بنيامين نتنياهو بإعلان استقالة وزير حربه أفيغدور ليبرمان، الذي وصف وقف النار بالاستسلام، بينما وصفه رئيس الحكومة السابق إيهود أولمرت بالهزيمة الشنيعة، وخرجت وزيرة الهجرة الإسرائيلية صوفا لندفير باستقالتها، وبدأت داخل الكيان ونخبه العسكرية والسياسية نقاشات علنية حول الخيارات الصعبة التي يواجهها الكيان في التحدي مع غزة، حيث يسلّم الجميع بأن الحرب باتت مخاطرة كبرى، واستعادة قدرة الردع أو رفع جهوزية القبة الحديدة، باتا من الخيارات الوهمية، والتعايش مع معادلة غزة القوية ليست في نطاق قدرة أي حكومة في كيان الاحتلال، لتضاف معضلة الاستعصاء في غزة إلى معضلة العجز أمام جبهتي لبنان وسورية.
الجديد الذي كشفه موقع ميدل إيست آي البريطاني كان حول دور ولي العهد السعودي في التحريض على حرب غزة وربّما تمويلها، أثار الكثير من الاهتمام في الأوساط الغربية التي أجمعت على اعتبار التصعيد الإسرائيلي غير مفهوم وتساءلت عن أسباب التورط في حرب في هذا التوقيت السيئ لـ”إسرائيل”. وأوضحت مصادر الموقع نفسه أن مجموعة عمل أنشئت في السعودية اقترحت شن حرب على غزة ضمن حزمة إجراءات وسيناريوهات لمواجهة الأضرار التي تسببت فيها التسريبات التركية بشأن اغتيال الخاشقجي داخل قنصلية بلاده في إسطنبول. وتتكوّن مجموعة العمل من مسؤولين داخل الديوان الملكي السعودي ووزارتي الخارجية والدفاع والاستخبارات، وتقدّم هذه المجموعة تقريراً لولي العهد السعودي كل ست ساعات، وقد اقترحت هذه المجموعة على محمد بن سلمان أن شنّ حرب في غزة سيصرف انتباه الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ويُعيد للواجهة تعويل أميركا على دور الرياض في حماية المصالح الاستراتيجية لتل أبيب.
لبنانياً، كان الحدث في بكركي مع تواصل الجمود على المسار الحكومي رغم الإشارات التي تتحدّث عن اتصالات لم تتوقف، أو عن مساعٍ لتدوير الزوايا والبحث عن مخارج، فكان اجتماع رئيس تيار المردة الوزير السابق سليمان فرنجية مع رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع برعاية البطريرك بشارة الراعي مصدر اهتمام داخلي وخارجي، باعتباره خلطاً للأوراق السياسية في الساحة المسيحية، يتخطّى المفاعيل المعلنة لطي صفحة الحرب، باتجاه تشكيل جبهة مسيحية في مواجهة التيار الوطني الحر، والاحتمالات المفتوحة لهذا الحدث على القراءات والحسابات الخاصة برئاسة الجمهورية وبينما ركّز فرنجية وأركان المردة على الطابع الوطني لا السياسي للمصالحة، أشار رئيس القوات إلى أن المصالحة تختلف عن مصالحة التيار الوطني الحر، مشيراً ضمناً إلى سقوط اتفاق معراب واعتبار المصالحة مع المردة خطوة راسخة 100 بينما المصالحة مع التيار الوطني الحر تتراجع.
فرنجية بعد المصالحة: لسنا ضدّ “التيار” ولن نخرج عن الثوابت
حجبت المصالحة بين رئيس تيار المردة الوزير سليمان فرنجية ورئيس القوات اللبنانية سمير جعجع الأضواء عن العقدة الحكومية السنية. فرغم تفعيل الحراك السياسي الذي يقوده رئيس تكتل لبنان القوي النائب جبران باسيل الذي حطّ أمس، في دار الفتوى واجتمع بمفتي الجمهورية الشيخ عبد الطيف دريان لمدة ساعة ونصف الساعة، إلا أن لا حلول في الأفق حتى الساعة.
أما الحدث فكان في الصرح البطريركي الذي رعى المصافحة والمصالحة بين فرنجية وجعجع بعد 40 عاماً على مجزرة إهدن، ففي حين نفى الطرفين وجود أهداف سياسية للمصالحة، وأنها تصبّ في مصلحة المسيحيين ولبنان، اعتبرت مصادر مسيحية مطلعة المصالحة بأنها حاجة للمسيحيين وطوت صفحة أليمة ودموية بين الطرفين، لكنها أشارت لـ”البناء” الى أن “هذه الخطوة قد تفتح الباب أمام لقاءات سياسية في المرحلة المقبلة بين الجانبين وأن حصول تحالف سياسي بات أسهل من السابق، لكن ليس في المدى المنظور بل البعيد” أما مصادر تيار المردة فتشير لـ”البناء” الى أن “الوزير فرنجية قدّم تنازلاً كبيراً في إجراء هذه المصالحة وهو تنازل منذ زمن عن حقه الشخصي، لكن لم يفعل ذلك للحصول على أثمان سياسية كما فعل الآخرون، لكن ما حصل أمس جاء تتويجاً لخطوة فرنجية التاريخية ونقل المصالحة الى القواعد الحزبية والشعبية وطي صفحة الماضي”، ولفتت لـ”البناء” الى أن “لا مصلحة سياسية لفرنجية في هذه الخطوة بل يمكن أن تكلفه في السياسة فهو تعوّد على دفع ثمن مواقفه السياسية، لكنه يرى بأن الوحدة والمصلحة المسيحية تستحق كل التضحية”. وأكدت بأن “فرنجية لن يخرج عن ثوابته وقناعاته السياسية وهو لم يلتزم بأي التزامات سياسية لا نيابية ولا رئاسية ولا حكومية، كما أن المصالحة ليست موجهة ضد التيار الوطني الحر”. أما مصادر التيار العوني فأشارت لـ”البناء” الى “أن التيار لا ينظر بريبة الى مصالحة بكركي بل يعتبرها امتداداً طبيعياً لتفاهم معراب بين التيار والقوات الذي شكل نموذجاً بدأناه مع القوات لينسحب اليوم على باقي المكوّنات المسيحية”. وفي أول تعليق من التيار غرّد باسيل عبر “تويتر” قالئلاً: “مباركة المصالحة بين تيار المردة والقوات اللبنانية برعاية بكركي وكل مصالحة لبنانية أخرى، فكيف إذا أتت لتختم جرحاً امتد أربعين عاماً ولتستكمل مساراً تصالحياً بدأ مع عودة العماد عام 2005”. فيما اعتبرها النائب إبراهيم كنعان “تكريساً لنهج التصالح والتلاقي، لا سيما أننا وقفنا الوقفة نفسها في الثاني من حزيران 2015 وأكملناها في الثامن عشر من كانون الثاني 2016 بلقاء معراب الذي أرسينا فيه التفاهم السياسي”. وعلّق رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري على تويتر قائلاً: “المصالحة بين القوات اللبنانية وتيار المردة، صفحة بيضاء تطوي صفحات من الألم والعداء والقلق. نبارك لسليمان بك فرنجية وللدكتور سمير جعجع هذا الحدث الكبير الذي تكلل برعاية البطريرك الراعي”.
وكان لقاء عُقد بين جعجع وفرنجية بحضور البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي فكانت مصافحة بعد المصالحة والمصارحة بحضور وفد نيابي ووزاري من الطرفين.
وأكد فرنجية في تصريح بعد لقاء المصالحة أن “اللقاء كان مسيحياً بامتياز ولم نتطرّق للأمور اليومية، بل للأمور الوجدانية ونحن نفتح صفحة جديدة ليست على حساب أحد. وهي بدأت وتابعت بطريقة طبيعية ووجدانية وليس بطريقة طارئة أو ظرفية ونحن نعتبر العلاقة طبيعية والوقت يقرّر ما سيحصل وفي السياسة يمكن أن نتفاهم ويُمكن ألا يحصل ذلك”.
ورداً على سؤال “هل أصبح الوصول إلى الرئاسة أسهل بعد المصالحة”، أكد فرنجية أنه “بعد 4 سنوات الله بيعرف شو بدّو يصير”، مشدداً على “اننا لسنا مختلفين مع ” التيار الوطني الحر ” وعندما يستدعينا رئيس الجمهورية ميشال عون نحن جاهزون”.
الاخبار: “سنّة 8 آذار”: لا وزير إلا من بيننا
كتبت صحيفة “الاخبار” تقول: بالرغم من أن الأبواب تُركت مفتوحة من قِبل كل من رئيس الحكومة المكلف وحزب الله، إلا أن المراوحة بقيت سيدة الموقف أمس في ما يخص إيجاد حل لأزمة توزير سنّة 8 آذار. لا تقدم ولا أفكار يتم تداولها بشأن الحل المنتظر للعقدة الأخيرة في وجه تأليف الحكومة. المعنيون بالمسألة، أي نواب اللقاء التشاوري، لم يتلقّوا في اليومين الماضيين أي اتصال من المعنيين بتأليف الحكومة، منذ اللقاء الذي جمع باسيل بالنائب فيصل كرامي في المجلس النيابي يوم الاثنين الماضي. حينذاك، أشار باسيل إلى أن الحريري مصرّ على موقفه، داعياً إلى تقديم تنازل من قبلهم، فكان رد كرامي: لا نملك شيئاً لنتنازل عنه ولا حل إلا بتوزير أحد أعضاء اللقاء. ويوم أمس، كان موقف اللقاء لا يزال على ما أبلغه كرامي لباسيل: الوزير منّا!
وبالرغم من سعي باسيل لإيجاد حل لهذه العقدة، مكلفاً من رئيس الجمهورية، في ظل تحصّن الحريري خلف موقفه العلني الرافض لتوزير أي من هؤلاء، فإن وزير الخارجية المتنقّل بين كليمنصو ودار الفتوى، لم يدخل بعد في نقاش أي مخرج مع المعنيين به مباشرة. وهو ما يعني أن الحلول لا تزال بعيدة، إذ لا أحد يملك الكلمة الفصل بالنيابة عن هؤلاء، ومن يملك الحل عليه أن يناقشه معهم.
مع ذلك، فقد أعاد الرئيس نبيه بري، بعد لقاء الأربعاء، التأكيد أن “كلام سماحة السيد حسن نصر الله ترك الباب مفتوحاً للحل، وكذلك فعل الرئيس سعد الحريري في مؤتمره الصحافي”. وقال بري إنه أبلغ الوزير جبران باسيل موقفه من الأفكار التي يمكن أن يبنى عليها”، آملاً “أن تنجح الجهود والمساعي لتأليف الحكومة في أسرع وقت ممكن، للضرورات الوطنية على المستويات كافة”.
وحده الرئيس سعد الحريري، قال كلمته ثم نأى بنفسه، معتكفاً عن لقاء النواب المعترضين.
إلى ذلك، قال باسيل، بعد لقائه المفتي عبد اللطيف دريان، إنه طلب مساعدته لتوفير الجو اللازم في البلد، والخروج من أجواء التحدي والذهاب إلى حوار عقلاني لحل المشكلة”. أضاف: “اليوم، كل فريق حكى كلمته ورفع السقف، ولكن مع إعلاء السقف أرى أن الباب يكبر ويعلو، وهكذا يصير الحل متاحاً أكثر، وكلي تفاؤل بأننا داخلون الى مرحلة نتكلم فيها بين جدران أربعة، ونبحث عن حل مبني على العدالة وصحة التمثيل والوفاق الوطني، ولا يكون فيها غبن لأحد، ولا إكراه ولا فرض، بل فيها المنطق السياسي وصحة التمثيل، وهذا أساس تشكيلها، وهذه الحكومة لها رئيس”. وتابع قائلاً: “نحن نريد حكومة قوية، من أجل ذلك نريد رئيس حكومة قوياً، هذا مطلبنا، ولا نقبل إلا أن يكون رئيس حكومتنا قوياً، لأنه إذا لم يكن كذلك فكلنا معاً نكون ضعفاء، حكومتنا تكون ضعيفة، وبلدنا ضعيفاً، وكذلك العهد وفخامة الرئيس”.
الديار: سنهزم أميركا ونتنياهو وابن سلمان وكل حلفائهم ومنفذي سياستهم في المنطقة “بهورات” بولتون المستشار القومي الأميركي لعصر إيران ومحور المقاومة تحت أحذيتنا أميركا تحتاج الى مليون ونصف مليون جندي لاجتياح إيران والعراق وسوريا ولبنان واليمن وزير عدو الدفاع الإسرائيلي ليبرمان يستقيل وغزة هزت الكيان الصهيون
كتبت صحيفة “الديار” تقول: هزت غزة الكيان الصهيوني بضربة قوية لم يكن ينتظرها جيش العدو الاسرائيلي عندما اطلقت حماس 800 صاروخ على المستعمرات الاسرائيلية في فلسطين المحتلة، وبخاصة عندما ضربت منطقة عسقلان وقتلت ضابطاً اسرائيلياً كبيراً وجرحت 48 مستعمرا اسرائيلياً مما ادى الى هز كل محيط غزة المحاصرة. وأدى ضرب 800 صاروخ من حماس على جيش العدو الاسرائيلي الى هز الكيان الصهيوني والى ضياع على مستوى سلاح الجو الاسرائيلي لانه لم يستطع اكتشاف امكنة انطلاق الصواريخ التي انطلقت جميعها خلال 11 دقيقة، وسقطت في المستعمرات الاسرائيلية وقتلت ضابطاً اسرائيلياً وجرحت 48 مستعمرا اسرائيليا.
ورد سلاح الجو الاسرائيلي بقصف عشوائي على غزة، في حين ان جيش العدو الاسرائيلي خسر قبل يوم ضابطاً اسرائيلياً من لواء غولاني برتبة مقدم كان في مهمة امنية سرية ادت الى استشهاد احد قادة حماس نور بردة.
ونتيجة هذه الضربة من حماس وهز الكيان الصهيوني وضياعه في رد شامل عسكري لاجتياح غزة، وعدم قدرته على اجتياح غزة، دخلت مصر بقوة على خط الهدنة، ووافق نتنياهو بسرعة على الهدنة، ووافقت حركة حماس دون اي شروط حاول نتنياهو فرضها، الا ان حركة حماس رفضت ذلك، ونجحت مصر في التوصل الى هدنة بين حركة حماس وجيش العدو الاسرائيلي، ودمرت الغارات الاسرائيلية اكثر من 290 منزلا في غزة نتيجة قصفها بالصواريخ والقنابل. وسقط مئات وعشرات الجرحى من الفلسطينيين. لكن تبين لاحقا ان الشهداء عددهم قليل بينما الجرحى عددهم كبير.
واثر ذلك استقال وزير الدفاع الاسرائيلي ليبرمان تحت حجة انه رفض السماح بإدخال مبلغ عبر حقائب بقيمة 15 مليون دولار من قطر الى حماس ونتنياهو وافق على ذلك، لكن حقيقة الامر ان وزير الدفاع الاسرائيلي ليبرمان وجد نفسه كوزير دفاع مصاباً بمعنوياته وليس عنده اسباب يقدمها الى جيش العدو الاسرائيلي على الهزيمة التي لحقت به، وكيف ان حماس ضربت 800 صاروخ على جيش العدو الاسرائيلي ولم تستطع القبة الصاروخية رد الصواريخ التي ضربتها حماس او اسقاطها في الجو.
كما ان وزير الدفاع وجد نفسه فاشلاً، وقالت صحيفة يديعوت احرونوت ان خلافا كبيرا نشأ بين ليبرمان وزير الدفاع الاسرائيلي نتنياهو وان انسحاب ليبرمان ووزرائه من الحكومة سيؤدي الى استقالة الحكومة، الا اذا ادخل نتنياهو احزاباً دينية اسرائيلية متطرفة الى الحكومة، لكن المرجح وفق صحيفة يديعوت احرونوت ان الاتجاه يسير نحو انتخابات نيابية مبكرة، وعلى اساس نتائج الانتخابات يتم تأليف الحكومة الاسرائيلية المقبلة.
النهار: مصالحة الشمال التاريخية تطوي عداء 4 عقود
كتبت صحيفة “النهار” تقول: مع ان الاستعدادات للقاء “المصالحة التاريخية ” بين “القوات اللبنانية ” و”تيار المردة” تواصلت منذ فترة غير قصيرة بما انتفى معه عامل المفاجأة فان حصولها أمس في بكركي شكل حدثاً فريداً لجهة التوقيت كما لجهة المضمون. ذلك ان المصالحة جاءت بمثابة اختراق ايجابي لمناخ سياسي واجتماعي مأزوم للغاية بما وفر للحدث ظروفاً مختلفة ومعاكسة للاجواء الملبدة والتشاؤمية التي تسود البلاد منذ احكمت التعقيدات الاخيرة المفتعلة قبضتها على عملية تأليف هذه الحكومة وجعلت ولادة الحكومة رهينة حقيقية للشروط والفيتوات المعروفة. أما من حيث المضمون المتصل بظروف اكتمال هذه المصالحة، فيكفي ان تكون ايذاناً واضحاً وصريحاً من فريقي المصالحة برعاية بكركي بطي صفحة العداء لاربعة عقود لكي تبرز اهميتها التاريخية في مسار الشمال المسيحي عموما والمسار المسيحي عموماً ولو ان المصالحة ارتكزت أولاً وأخيراً على العمق “الوجداني والاجتماعي ” المتصل بانهاء العداء وليس الى أي عامل سياسي نظراً الى الصعوبة الكبيرة التي تعترض أي تقارب سياسي جدي بين فريقيها.
ومع ذلك اكتسبت المصالحة دلالات مهمة نظراً الى خصوصية اتسمت بها الاستعدادات الجارية لاستكمالها منذ سنوات توجت امس بمصالحة شهدت مصافحة وعناقاً حاراً بين رئيس “تيار المردة” النائب والوزير السابق سليمان فرنجية ورئيس حزب “القوات اللبنانية ” سمير جعجع وسط ترحيب واسع لم يتأخر عن الظهور في ردود فعل سياسية واسعة لم تقتصر على القوى المسيحية. واسترعى الانتباه ان البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي حرص على ربط “اللقاء التاريخي” أمس بالمصالحة التي حصلت بين الفريقين في أيار 2011 وشملت أيضاً الرئيسين ميشال عون وأمين الجميل، مشدداً على ان “المصالحة منطلق للوحدة الوطنية الشاملة التي يحتاج اليها لبنان”.
اللواء: آخر الحروب المسيحية: مصالحة بين فرنجية وجعجع بعد 40 عاماً باسيل يملأ “فراغ التأليف” والمخرَج: برّي بالتفاهم مع الحريري يسمي الوزير السنّي الثاني
كتبت صحيفة “اللواء” تقول: “هندسة التقارب” على الطريقة اللبنانية هي سمة التحرّك المكوكي لوزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، الذي حط في دار الفتوى أمس، بعد كليمنصو، حيث أوفد النائب السابق وليد جنبلاط مساعده النائب وائل أبو فاعور إلى بيت الوسط للقاء الرئيس سعد الحريري الذي وصف المصالحة بين رئيس “المردة” سليمان فرنجية ورئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع “باليوم الابيض”.
بالتزامن كان الرئيس نبيه برّي، وفقاً لنواب “لقاء الأربعاء” يلاحظ في كلام كل من السيّد حسن نصر الله والرئيس المكلف سعد الحريري باباً ترك مفتوحاً للحل.
طروحات الحل!
تتقاطع الاقتراحات المتداولة للتسوية، بتمثيل سني مدعوم من “حزب الله” ويمثل النواب السنة الستة، عند مبادرة مقبولة من الرئيس ميشال عون، تنتظر استكمال الاتصالات التي يجريها باسيل، فيلتقي اليوم النائب السابق محمّد الصفدي والنائب عدنان طرابلسي، ورفع حصيلة عن الاتصالات والاقتراحات، تقضي بأن يتمثل سني كان مخصصاً للتبادل بمسيحي من حصة رئيس الجمهورية، بحيث يمكن للرئيس عون، بموافقة الرئيس الحريري، طبعاً إسناده لفريق 8 آذار، اما عن طريق الرئيس بري أو طريق حزب الله.
الا ان مصادر مطلعة على سير المفاوضات قالت لـ”اللواء” “اننا ما زلنا نعيش في صميم الازمة”، وان لا بلورة لأية اقتراحات عملية.
ورفض رئيس الحكومة السابق تمام سلام وضع شروط امام الرئيس المكلف أو فرض أسماء وحقائب عليه..
المستقبل: باسيل يؤكد من دار الفتوى التمسك بـ”رئيس الحكومة القوي” القوات والمردة.. “صفحة بيضاء”
كتبت صحيفة “المستقبل” تقول: طوى لقاء بكركي أمس بين رئيس “تيار المردة” الوزير السابق سليمان فرنجية ورئيس حزب “القوات اللبنانية” الدكتور سمير جعجع، برعاية البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، صفحة سوداء أحدثت شرخاً هو الأقوى في تاريخ الموارنة الحديث، مع مجزرة إهدن العام 1978 التي راح ضحيتها والد رئيس “المردة” النائب الشهيد طوني فرنجية ووالدته وشقيقته، وفتح هذا اللقاء الباب أمام تموضعات جديدة على الساحة المسيحية وإن لم يكن مقيّضاً لها أن تبلغ عتبة التحالف السياسي مع تأكيد الطرفين التزام كل منهما “بقناعاته وبثوابته السياسية”. على أنّ مصالحة “القوات” و”المردة”، وبمختلف أبعادها المسيحية والسياسية والوطنية، تبقى تجسيداً مفصلياً لفتح “صفحة بيضاء تطوي صفحات من الألم والعداء والقلق” حسبما وصفها رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري في تغريدة بارك فيها لكل من فرنجية وجعجع بهذا “الحدث الكبير الذي تكلل برعاية البطريرك الراعي”.
اللقاء الذي جاء بعد سلسلة اتصالات كانت قد انطلقت العام 2006 وقطعت شوطاً في ما يمكن وصفه “نصف مصالحة” العام 2011 في اجتماعات بكركي المارونية الرباعية، كرّس أمس مصالحة “وجدانية” أُعدّ لها بإتقان و”بالتفصيل الممل” من جانب اللجنة المشتركة التي تضم عن “القوات” أمين سر كتلتها النيابية فادي كرم وطوني الشدياق، وعن “المردة” الوزير السابق يوسف سعادة والمحامي وضاح الشاعر، وهي اللجنة التي تأسست غداة الحادث الدموي في الكورة والذي بادر البطريرك الراعي حينها في سبيل تطويق ذيوله إلى تكليف المطران أنطوان طربيه بمهمة التواصل مع قيادتي “المردة” و”القوات” تمهيداً لإحداث خرق إيجابي في جدار التأزم التاريخي على مستوى العلاقة بين الجانبين.
الجمهورية: مصالحة فرنجيّة جعجع “فاتحة لعلاقات جديدة” وتمثيل “سنّة 8 آذار” يُراوح
كتبت صحيفة “الجمهورية” تقول: حَرفت المصالحة بين رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع ورئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية، التي تمّت في بكركي أمس برعاية البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، الاهتمام الداخلي عن المسار الحكومي المعطّل، ومحاولات البحث الجارية عن إبرة الحل في كومة “القش” السياسية، لفكّ عقدة تمثيل “سنّة 8 آذار”، بما يضع الحكومة من جديد على سكّة الولادة، التي تبدو متعسّرة حتى الآن، خصوصاً انّ خلاصة تلك المحاولات لم تخرج عن كونها محاولات مضنية أمام عقدة مستعصية جداً على الحل.
شَكّلت بكركي، أمس، حاضنة لمصالحة بين جعجع وفرنجية، وهو ما اعتبرته مصادر الطرفين فاتحة لمرحلة جديدة من العلاقات، تطوي صفحة طويلة من الخصام والصدام المرير بين الطرفين، والذي استمر لنحو 40 سنة.
هذه المصالحة التي رعاها البطريرك الراعي، لم يخف فيها البطريرك الماروني سعادته بهذا الحدث، حيث قال قبل الخلوة التي جمعته مع جعجع وفرنجية: “ما أجمل وما أطيب أن يجلس الأخوة معاً، والمصالحة منطلق للوحدة الوطنية الشاملة التي يحتاجها لبنان”.
وأكد: “نحن ضد الثنائيات والثلاثيات والرباعيات، نحن مع الشعب اللبناني بأجمعه ومؤسسات الدولة كلها. وإذا كان لا بد أن نتحدث عن ثنائية، فهناك ثنائية واحدة هي عندما نقول إنّ لبنان ذو جناحين مسيحي ومسلم متساويين متكاملين. وعندها، هذا الطائر اللبناني يستطيع التحليق عالياً. هذا هو سر لبنان بخصوصيته ودوره ورسالته في المنطقة، هذه هي أبعاد هذا اللقاء التاريخي”.
أمّا جعجع فقال: “هذا يوم مصالحة ويوم أبيض وجميل وتاريخي”. مضيفاً، رداً على سؤال: “الآن أصبح كله معقول، ستراني في إهدن وزغرتا، وسترى غيري في معراب، كله وارد”.
فيما قال فرنجية: “كان اللقاء مسيحياً بامتياز، وأهمّ أمر أننا لم نتطرّق إلى الأمور اليومية، بل على العكس تحدثنا عن المسائل الوجدانية، وكان اللقاء وجدانياً. وكما قلنا، صفحة جديدة نفتحها، ونحن اليوم نعتبرها علاقة طبيعية. وفي السياسة يمكن أن نتفاهم، فالوقت هو الذي سيقرر ما الذي سيحصل بعد ذلك”.
وبعد الخلوة، صدر عن المجتمعين ما سُمّي “بيان المصالحة”، تلاه المطران جوزف نفاع، أعلن فيه تيار “المردة” وحزب “القوات” عن إرادتهما المشتركة في طَي صفحة الماضي الأليم والتوجّه إلى أفق جديد في العلاقات على المستوى الإنساني والإجتماعي والسياسي والوطني”، مشيراً إلى “التأكيد على ضرورة حلّ الخلافات بالحوار الهادف والعمل معاً على تكريس هذه العناوين عبر بنود هذه الوثيقة”.
وأكد أنّ “عزاءنا الوحيد أنّ تضحيات الشهداء أثمرت هذا اللقاء التاريخي بعيداً عن أي مكاسب سياسية ظرفية”، مشيراً إلى أنّ “ما ينشده الفريقان من هذه الوثيقة ينبع من قلق على المصير، وهي بعيدة عن البزارات السياسية، ولا تسعى إلى إحداث أي تبديل في مشهد التحالفات السياسية القائمة في لبنان والشمال”.
وأوضح المطران جوزف نفاع انّ “هذه الوثيقة لم تأتِ من فراغ، والتلاقي بين المسيحيين والإبتعاد عن منطق الإلغاء يشكلان عامل قوة للبنان، والتنوّع والعيش المشترك فيه، وزمن العداوات بين “القوات” و”المردة” قد ولّى وجاء زمن التفاهم”، مشيراً إلى أنّ “اللقاء ينطلق من قاعدة تمسّك كل طرف بقناعاته وثوابته السياسية، ولا تحمل التزامات محددة بل هي قرار لتخطّي مرحلة أليمة ووضع أسس حوار مستمرّ”.