من الصحف الاميركية
تساءلت الصحف الاميركية الصادرة اليوم عن تكلفة علمية التجسس الإسرائيلية الفاشلة في غزة، وقالت إن إسرائيل على شفا حرب جديدة، وسط تهديدات نارية متبادلة واختباء الإسرائيليين في الملاجئ، واشارت إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أكد للإسرائيليين الذين يشعرون بالقلق والإنهاك من الصراع مع الفلسطينيين في قطاع غزة بأنه يفعل كل ما بوسعه لتجنب حرب غير ضرورية .
واشارت نيويورك تايمز الى ان المهمة الاستخباراتية الفاشلة التي نفذها أفراد كوماندوز متخفون من خلال تسللهم إلى غزة، وإلى أنها أسفرت عن مقتل فلسطينيين، مشيرة الى أن هذه الخطوة الإسرائيلية الفاشلة جعلت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وغيرها من الفصائل الفلسطينية المسلحة تمطر معظم المناطق جنوبي إسرائيل بالصواريخ وقذائف الهاون بشكل مكثف ومتزايد ومتسارع.
كما لفتت الصحيفة الى أن المملكة السعودية استغلت منبر بيت الله الحرام في مكة المكرمة لجعل أئمتها يشيدون بحكامها ويقدسونهم ويدافعون عن أفعالهم في أعقاب مقتل المواطن الصحفي جمال خاشقجي بالقنصلية في إسطنبول، ونوه خالد محمد أبو الفضل في بداية مقال له في نيويورك تايمز إلى أن لملوك السعودية باعا طويلا في استغلال هذا المنبر لخدمة سلطتهم وذلك رغم لقب “خادم الحرمين الشريفين” الذي ينم عن التواضع، والذي يحمله الملك سلمان وبعض من سبقوه من ملوك العائلة الحاكمة.
وضرب الكاتب مثلا باستغلال العائلة المالكة لهذا المنبر المقدس بخطبة قال إنها “مثيرة للقلق وانتهكت حرمة الفضاء المقدس لبيت الله الحرام” ألقاها إمام وخطيب الحرم عبد الرحمن السديس يوم التاسع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أي بعيد تفجر أزمة مقتل خاشقجي، وأشار إلى أن السديس دافع في هذه الخطبة عن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وألمح إلى أنه مجتهد وموهبة إلهية للمسلمين يجدد به الله هذا الدين.
رات صحيفة واشنطن بوست أن الحرب في اليمن شكلت مستنقعا انزلقت إليه السعودية في حكم ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وتقول إنه من أجل إنقاذ اليمن واليمنيين فإنه يجب على الولايات المتحدة إيقاف كل أشكال الدعم العسكري الذي تقدمه للتحالف الذي تقوده الرياض.
وتشير في افتتاحيتها إلى أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب اتخذت قبل أسبوعين خطوة أولى نحو كبح النظام السعودي المتهور تحت حكم ولي العهد محمد بن سلمان.
وتوضح أن إدارة ترامب دعت إلى وقف إطلاق النار في الحرب التي تشنها السعودية على اليمن، والتي تصفها الصحيفة بأنها تمثل فشلا عسكريا تسبب في أسوأ أزمة إنسانية عالمية.
غير أن الرد السعودي -بحسب الصحيفة- تمثل في هجوم جديد شنته الرياض وحلفاؤها ضد ميناء الحديدة الذي يمر عبره 70% من الغذاء والدواء للشعب اليمني البالغ عدده 28 مليون نسمة، نصفهم يدنون من الموت وهم يتضورون جوعا.
وتضيف الصحيفة أنه وفي حين تم تعليق الهجوم على هذه المدينة في وقت سابق من العام الجاري تحت ضغط من الولايات المتحدة والأمم المتحدة فإن الطائرات الحربية السعودية عادت إلى قصفها مرة أخرى، وربما باستخدام الذخائر التي تزودها بها الولايات المتحدة.
وتنسب الصحيفة إلى منظمة العفو الدولية القول إن انفجارات الأحد الماضي وقعت بالقرب من المستشفى الأكثر أهمية في الحديدة.
وتشير واشنطن بوست إلى أن وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) اتخذت يوم الجمعة الماضي خطوة أخرى تمثلت في وقف عمليات إعادة تزويد الطائرات السعودية التي تقاتل في اليمن بالوقود، غير أن هذا الإجراء أيضا لم يوقف الهجوم.
وتضيف الصحيفة أن بن سلمان يشن حربا على اليمن منذ 2015، غير أنه بدلا من تحقيق الانتصار السريع على جماعة الحوثي في هذه الحرب كما كان يعتقد فإنها قادته إلى المستنقع اليمني.
وتشير الصحيفة إلى مقتل آلاف المدنيين اليمنيين في غارات سعودية على المدارس والمساجد والأسواق وصالات الزفاف والعزاء، وإلى استهداف حافلة مدرسة مليئة بالأطفال في أغسطس/آب الماضي.
وحيث إنه لم تتم معاقبة بن سلمان على هذا السجل الحافل فإنه أقدم على سلسلة من المغامرات الإضافية التي بلغت ذروتها بجريمة قتل الصحفي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في إسطنبول الشهر الماضي، وفق الصحيفة.
وتقول واشنطن بوست إن المدافعين عن بن سلمان يتذرعون بأنه تعرض للتأنيب بعد جريمة قتل خاشقجي، وإنه تم “قصقصة جناحيه” والاستعاضة عن مستشاريه المتشددين بآخرين أكبر سنا وأكثر حكمة، غير أنه لا يوجد أثر لكل هذه التطورات في اليمن.
وتضيف أنه أصبح من الواضح أن السبيل الوحيد لفرض وقف لإطلاق النار وإنقاذ الملايين الذين يواجهون المجاعة والكوليرا في اليمن هو وقف كل أشكال الدعم العسكري والاستخباري واللوجستي للقوات السعودية وقوات الإمارات المتحالفة معها.
وتختتم بأنه إذا لم تكن إدارة ترامب أكثر صرامة مع بن سلمان -الذي علقت عليه دون حكمة الكثير من استراتيجياتها في الشرق الأوسط- فإنه يجب على الكونغرس أن يتصرف بدلا عن ترامب.