الصحافة الأمريكية

من الصحف الاميركية

 

وصفت الصحف الاميركية الصادرة اليوم نتائج انتخابات التجديد النصفي في الولايات المتحدة، التي أظهرت سيطرة الحزب الديمقراطي على مجلس النواب بأنها تمثل “تقريعا مثيرا ومستحقا” للرئيس دونالد ترامب، واعتبرت صحيفة لوس أنجلوس تايمز أن انتخابات الثلاثاء كانت بمثابة استفتاء على رئاسة ترامب التي أكملت عامها الثاني، وأنه كان الخاسر فيها، ومع أن الجمهوريين من جهتهم أحكموا قبضتهم على مجلس الشيوخ (الغرفة الأخرى للكونغرس)، فإن التحول في تشكيلة مجلس النواب تنطوي على نبذ لسياسات ترامب “المتهورة” و”رفض لانتهاكه للمبادئ السياسية والأخلاقية ولأكاذيبه المتكررة“.

وقالت واشنطن بوست إن فوز الحزب الديمقراطي بأغلبية مجلس النواب في الانتخابات النصفية الراهنة لا يعتبر مجرد انتصار لحزب، بل يعتبر علامة على الصحة بالنسبة للديمقراطية الأميركية بشكل عام أنه بغض النظر عن الأغلبيات، فإن واضعي الدستور الأميركي يفضلون الضوابط والتوازنات، ومن أبرزها المهمة التي تضطلع بها السلطة التشريعية التي تتمثل -في جزء منها- في مراقبة أداء السلطة التنفيذية.

وقالت الصحيفة إن سيطرة الحزب الجمهوري على الأغلبية في مجلسي النواب والشيوخ على مدى العامين الماضيين أفشلت ممارسة الرقابة المعقولة في هذا السياق، غير أن لدى النظام الدستوري الآن فرصة جديدة للعمل على النحو المنشود.

تساءلت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية في افتتاحيتها عن الخطوة التالية في أعقاب سيطرة الحزب الديمقراطي الأميركي على مجلس النواب بعد الانتخابات النصفية، وتقول إن العامين القادمين سيعطيان الديمقراطيين الفرصة لإظهار أن هناك نموذجا أفضل للتشريع، وإن الكونغرس سيكون قادرا على فعل المزيد من أجل الأمة الأميركية.

وقدمت هيئة تحرير الصحيفة في افتتاحيتها ما قد يندرج تحت باب “النصيحة” للديمقراطيين في مجلس النواب، وبشكل عام من بينها: وقالت الصحيفة إن الديمقراطيين تبنوا ثلاثة من الأهداف السياسية في حملتهم للانتخابات النصفية، تمثلت في خفض تكاليف الرعاية الصحية، وخلق فرص عمل من خلال الاستثمار في البنية التحتية، وتنظيف السياسات من خلال حزمة إصلاح شاملة من شأنها تشديد قوانين الأخلاقيات وتعزيز نزاهة النظام الانتخابي.

غير أن نيويورك تايمز تقول إن هذه الأهداف سبق أن أعرب عنها الرئيس دونالد ترامب صراحة وبحماسة، وإن هذا يمنح الديمقراطيين الفرصة للضغط على ترامب إزاء أهدافه المعلنة هذه.

ورات الصحيفة أن مسألة عزل الرئيس لا تعتبر قضية عقلانية ولا هي قابلة للتحقيق أو الفوز في الوقت الراهن، ولذلك -والحال هذه- فلا داعي لأن يبدأ الديمقراطيون بها.

واضافت أن استطلاعات الرأي لا تكشف عن دعم الأميركيين لعزل ترامب سوى بنسب لا تصل إلى النصف في أقصى حالاتها.

وقالت إنه يعد من الأفضل للديمقراطيين انتظار ما إذا كان التحقيق الذي يجريه روبرت مولر سيكشف عن جرائم وجُنح كبيرة، وذلك قبل البدء بمسار إجراءات العزل المؤلمة والمثيرة للشقاق.

وقالت الصحيفة إنه قد مر عامان طويلان على الديمقراطيين وهم يشاهدون الجمهوريين يفشلون في التحقق من التجاوزات “الترامبية“.

واضافت أنه يجب أن تكون التحقيقات إستراتيجية ومنهجية وتصب في المصلحة العامة.

واشارت إلى أن ممثلي الديمقراطيين يقومون بالشيء الحصيف في الوقت الراهن، وأنهم بدؤوا بحث أولياتهم والسعي لتجنب التداخل بين اللجان، غير أنه حري بالرئيس الديمقراطي لمجلس النواب أن يكون حازما لفض أي تشابك.

وقالت الصحيفة إن ثمة افتراضا سائدا في دوائر الديمقراطيين يتمثل في أن نانسي بيلوسي ستبقى تحمل مطرقة الزعامة، وأنها ستكون زعيمة الأغلبية الديمقراطية (الجديدة) في مجلس النواب.

واضافت الصحيفة أن بيلوسي نفسها بدأت تشير لنفسها بأنها زعيمة “انتقالية”، وأن هناك شعورا متناميا داخل أروقة الحزب يتمثل في أن الوقت قد حان للتغيير.

واشارت الصحيفة إلى عدم وضوح الصورة بشأن من قد يخلف بيلوسي في زعامة الحزب.

وقالت الصحيفة إنه بالنظر إلى المثال الكئيب الذي حدده الرئيس ترامب حتى الآن، فإن أمام القادة الديمقراطيين فرصة سياسية ومسؤولية ثقيلة.

وختمت بأن الفوز بالأغلبية في مجلس النواب شيء، وإعادة بعض العقلانية إلى السياسة الأميركية وإدراك الهدف العام الأعلى للحكم الأميركي يعد شيئا أو عبئا آخر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى