من الصحف الاميركية
ذكرت الصحف الاميركية الصادرة اليوم ان الرئيس الأميركي دونالد ترامب يتعامل مع اعتراف السعودية بقتل الصحفي جمال خاشقجي بنوع من البرود، وذلك بشكل ينافي التوجه العام الذي اتبعته غالبية الدول الغربية، واشارت إلى أن وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) تدعم التحالف الذي تقوده السعودية في الحرب على اليمن، حيث يزود الجيش الأميركي طائرات التحالف بالوقود في الجو لتتمكن من قصف الأراضي اليمنية والعودة إلى السعودية، فضلا عن تقديم معلومات استخباراتية دقيقة لإنجاح مهام السعوديين.
وذكرت الصحف ان الولايات المتحدة وإسرائيل تدرسان مدى قدرة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان على الدفع نحو تحقيق السلام ومواجهة التهديد الإيراني بالمنطقة في أعقاب تداعيات مقتل الصحفي جمال خاشقجي، وكشفت أن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين أعربوا عن قلقهم من أن محمد بن سلمان قد يكون لديه هامش أقل لمواصلة الدفء التدريجي العام للعلاقات بين إسرائيل وجيرانها العرب، وسط التداعيات السياسية الناجمة عن مقتل الصحفي.
نشرت مجلة نيوزويك الأميركية مقالا تحليليا للكاتب توم أوكونور يتناول فيه العلاقات الأميركية السعودية، يتساءل فيه: هل يمكن للسياسة التي يتبعها الرئيس دونالد ترامب وصهره جاريد كوشنر إزاء الشرق الأوسط إنقاذ ولي العهد السعودي محمد بن سلمان؟
ويشير الكاتب إلى الزيارة التاريخية التي قام بها الرئيس إلى السعودية ربيع العام الماضي، ووعده بتعزيز علاقات جديدة أكثر دفئا مع الرياض تختلف عن تلك التي اتبعها سلفه باراك أوباما.
وقد أعلن ترامب حينها “رؤية إستراتيجية” جديدة من شأنها توليد استثمارات هائلة في الولايات المتحدة -كما يقول الكاتب- وإيجاد شريك رئيسي بسلام الشرق الأوسط.
وأما (كوشنر) كبير مستشاري البيت الأبيض وزوج إيفانكا ترامب، فأمضى شهورا يوطد علاقات وثيقة مع محمد بن سلمان الذي أعلن عن نفسه بأنه مصلح يسعى إلى عهد جديد في مملكته.
ويقول الكاتب إن هذا التحالف كان يشكل رهانا كبيرا بالنسبة للولايات المتحدة، موضحا أن السعودية لم تكن تحظى بشعبية على المستويين الداخلي والخارجي، وذلك حيث كان المجتمع الدولي يفضل سياسة أوباما تجاه إيران واتفاق النووي الذي أبرمه مع طهران عام 2015.
لكن كوشنر أصر على اتباع سياسة جديدة في المنطقة بعكس أوباما، وأكد أن احتضان الولايات المتحدة للسعودية يعد أمرا يستحق المجازفة. حيث سيكون الأمير الشاب رجل الولايات المتحدة بالشرق الأوسط عندما يحين وقت صنع السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وبحيث يستخدم نفوذ بلاده الإقليمي للضغط على الحلفاء العرب لدعم اتفاق أميركي بهذا الخصوص.
ويضيف الكاتب أنه في هذه الأجواء، فإن ترامب وبعض مرافقيه في هذه الزيارة اشتركوا بحمل السيوف وشبكوا الأيادي مع الملك سلمان والمشاركين الآخرين في رقصات شعبية سعودية تقليدية، وأنهم رددوا أهازيج مع الملك على وقع الطبول.
غير أنه لم يمض 18 شهرا حتى وجدت إدارة ترامب نفسها غارقة في عاصفة سياسية ودبلوماسية، وهي المتمثلة في تورط محمد بن سلمان بشكل متزايد في جريمة قتل الصحفي جمال خاشقجي -المقيم بالولايات المتحدة- في قنصلية بلاده في إسطنبول.
ويضيف الكاتب أن أزمة مقتل خاشقجي تعتبر الأحدث في سلسلة من الخلافات الكبرى المرتبطة بالسعودية، مشيرا إلى احتجاز رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري في الرياض وإلى حصار السعودية على دولة قطر وإلى قطع الرياض العلاقات مع كندا.
ويتحدث بإسهاب عن تفاصيل جريمة قتل الصحفي وتناقض الروايات السعودية إزاءها، ثم اعتراف الرياض لاحقا بارتكابها مع سبق الإصرار والترصد وعن الأدلة التركية بشأنها، وعن ردود الفعل الدولية والأميركية وعن التعقيدات الطارئة بهذا السياق.
ويشير إلى “صفقة القرن” وإلى النفوذ الإيراني في المنطقة، ويقول إن الحليف السعودي الذي احتفلت به الولايات المتحدة أحد الأيام واعتبرته صاحب رؤية -ممثلا في محمد بن سلمان- يبدو الآن بشكل متزايد وكأنه أحد خصومها.
ويوضح الكاتب أن حكم محمد بن سلمان أدى إلى تقويض أي فرصة لنجاح السياسة التي يسعى ترامب إلى تحقيقها في الشرق الأوسط، حيث تلعب السعودية دورا مركزيا في مواجهة إيران، وفي تسوية الصراع العربي الإسرائيلي.