الصحافة اللبنانية

من الصحافة اللبنانية

أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية    

الاخبار:يوم الذل في مطار بيروت: جمهورية التنك

كتبت “الاخبار”: عندما أنزل متحاربو الحرب الأهلية بنادقهم، رفعت دولة ما بعد الطائف راية إعادة الإعمار “البيضاء” وتوّجت إنجازاتها بمعلَمين: “سوليدير” ومطار بيروت الدولي… لا ثالث لهما سوى ذلّ الناس المستمرّ. إذلالهم مرّة في إخراجهم مرغمين من وسط البلد الذي استحال بؤرة باطون شبه فارغة من أبناء البلد أنفسهم. وإذلالهم مراراً لدى محاولة هروبهم طوعاً من “المزرعة” التي تتناتش فرصهم بحياة لائقة. لم تبقَ راية الإعمار بيضاء كما أريد تصويرها على مدى ثلاثة عقود، بل باتت تدمغ يومياً بذلّ الناس على مداخل المطار، وقبله على أبواب السفارات. هذا الهيكل الهشّ الذي يفاخر مشغّلوه بأنّه مطار “دوليّ”، هو في الحقيقة هيكل من “تنك” يرنّ عند أيّ ضربة “مقصودة”، ويتصدّع أمام كلّ أزمة مستجدّة أو “مفتعلة”. إنه واجهة الجمهوريّة أمام القادم إليها، وآخر صورة ترافق المغادر منها. هو الاختزال الأول والأخير لبنية “جمهورية التنك” الفاسدة وللصورة التي تقدّمها لزائريها ومغادريها. فيه ترتفع الصرخة عند زيادة أعداد السيّاح، بدلاً من أن تكون “فأل خير”، كما أعداد الحجّاج، ومنه تتصاعد شكاوى المسافرين لدى استلام حقائبهم أو تأخّر وصولها لأياّم. الإذلال الذي تعرّض له المسافرون في المطار فجر أمس، ليس سوى تكثيف لما يصيبهم في حياتهم اليومية، في الدولة الفاشلة، التي لا تجيد سوى قهرهم وإبقائهم أسرى معارك وهمية حول “حقوق الطوائف” و”صلاحيات” رموزها. فالمطار، ليس أكثر من نقطة تقاطع للفساد السياسي والإداري والأمني، وللخصخصة المقنعة، والمحاصصة الفجّة، ولمخالفة القانون، ولسوء تقديم الخدمات. ما جرى في المطار ليس مستهجناً. المستهجن أن الزمن طال كثيراً قبل أن تظهر حقيقة درة تاج “جمهورية التنك”.

على حين غفلة، استنفر أمس كلّ المعنيّين بأزمة مطار بيروت الدولي إثر “العطل التقني” الذي طرأ على الشبكة المعلوماتية لشركة “SITA” المشغلة لنظام الحقائب والركاب المغادرين. نتجت منه بلبلة استمرت بين الحادية عشرة من مساء الخميس وحتى الرابعة فجر الجمعة، أقلّ ما يقال فيها إنّها “فضيحة” كان يمكن تفاديها لو أن المعنيين أنفسهم يتبعون سياسة استدراك الأخطاء واستباق الكوارث… عوضاً من “الانتفاضة” غير المسبوقة في إصدار البيانات والاعتذارات منذ صباح أمس. ومع أن الحركة عادت صباح الجمعة إلى طبيعتها، بعد إصلاح الشركة للعطل، عقد في “سبيل الأزمة” اجتماعٌ في بيت الوسط دعا إليه رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري وحضره وزراء الأشغال والداخلية والمال ومسؤولون في المطار إضافة إلى رؤساء أجهزة أمنية. بينما كان التفتيش المركزي قد استدعى كلاًّ من رئيس مطار بيروت الدولي فادي الحسن والمدير العام للطيران المدني محمد شهاب الدين للتحقيق.

لا تنحصر أزمة المطار المتفاقمة بالعطل الطارئ على نظام “SITA” كما صوّرها أمس المسؤولون. حلّت الشركة “كبش محرقة”، على رغم مسؤوليتها عما حصل أمس تحديداً، لكنّ المسألة أبعد من تعطّل نظام معلوماتية لنحو أربعة ساعات. بات المطار هيكلاً لمجموعة أزمات تتقاعس الدولة في حلّها قبل وصول “البهدلة للركب”، كما تظهر الفيديوات والصور المحمّلة يومياً على مواقع التواصل من داخل المطار. والدولة هنا كلمة “مبهبطة” اعتاد اللبنانيون استخدامها بالمطلق… مديرية الطيران المدني، إدارة مطار بيروت، شركة طيران الشرق الأوسط، مجلس الإنماء والإعمار، “دار الهندسة”، وزارة الأشغال وغيرها تشملها عبارة “الدولة”. أما توفير مبلغ ثمانين مليون دولار، لإجراء “النفضة” المرتقبة للمطار فيبدو حلاً بعيد المنال، أخذه الرئيس الحريري “على عاتقه” أمس، من دون أن ينتظر تأليف الحكومة الجديدة والحصول على موافقة مجلس الوزراء الجديد. هذا ما أفاد به وزير الأشغال العامة والنقل يوسف فنيانوس إثر اجتماع بيت الوسط أمس، مؤكداً أن “مبلغ الـ18 مليون دولار أقرّ في مجلس الوزراء، وقد صرف منذ 17 تموز”، لكنّ الأعمال تأجّلت إلى حين انخفاض ذروة الموسم الصيفيّ.

تصريح فنيانوس يتقاطع مع ما صرّح به رئيس المطار فادي الحسن لـ “الأخبار” أمس، إذ أكّد أن “وزير المال (علي حسن خليل) وقّع على مرسوم تأمين 18 مليون دولار لإعادة تأهيل المبنى الحالي للمطار”. وإذ كلّفت دار الهندسة بصفتها الاستشارية وضع الخرائط وجداول الشروط وآليات التنظيم، فإن الدار “سلّمت ملفاتها الثلاثاء لمجلس الإنماء والإعمار وهو بدوره يتوجّب عليه تحويلها إلى شركة MEAS“. وعليه يفترض أن تقوم الأخيرة باستدراج عروض لاختيار الشركة الأنسب، والردّ بشأنها على “الإنماء والإعمار”. ويتوقّع الحسن “أن يبدأ العمل في شهر تشرين الثاني المقبل”. التطابق بين حسابات الحقل والبيدر، وإن حصل، فإن الـ18 مليوناً، وهي خطوة الألف ميل، “ستؤدّي وفق الحسن إلى “تغيير وجه المطار، زيادة قدرته الاستيعابية لمليون راكب إضافي في السنة، ورفع الانسيابيّة في حركة دخول الركاب وخروجهم”.

وعلى النقيض من توفير الدولة الأموال اللازمة لتحديث المطار لتوفير “البهدلة” التي لحقت بالناس وبما بقي من “صورة الدولة”، فإن ما حصل أمس في مطار بيروت تترتّب عنه نتائج لا تجدي “بيانات الاعتذار” في تفاديها، حيث أن الأضرار الماديّة يجب أن تتحمّلها جهة ما: شركة “SITA” كما أجمع المسؤولون. وكان صدر عن المديرية العامة للطيران المدني منتصف ليل الخميس بيان اعتذار “من جميع المسافرين” أوضحت فيه أن “عطلاً طرأ على شبكة الاتصالات التابعة لشركة SITA (…) مما أدّى إلى توقف كلي لعملية التسجيل وازدحام في قاعات المغادرة”. وبينما كان الجميع بانتظار بيان الشركة الرسمي، حصل أمس اجتماع بين إدارتي الشركة والمطار “اعترفت خلاله الشركة بالخطأ وبتحمّل كامل المسؤوليّة لحصول تقصير في النظام البديل، المفترض أن يحلّ مكان نظام التشغيل الإلكتروني الذي طرأ عليه العطل”. كما أن الاتفاقية المبرمة مع الشركة توجب عليها عند حصول أخطاء مماثلة التعويض على شركات الطيران الخاصة (بنود جزاء خاصة بالعقود بين شركات الطيران وشركة SITA)، وتالياً وبحسب نتيجة الاجتماع فإن شركات الطيران تقوم بالتعويض على الركاب وتنال بدورها التعويضات من SITA.

وبينما كان الجميع بانتظار بيان الشركة الرسمي، وجّهت “سيتا” في وقت متأخّر من ليل أمس كتاباً إلى المديرية العامة للطيران المدني قالت فيه: “أن خللاً ظهر في نظام أجهزة التوجيه المسؤولة عن البنية التحتية للاتصال الدولي” أوجب عليها “ترحيل جميع خطوط الاتصال الدولي إلى نظام جديد متطور بديل”، الأمر الذي كانت بصدد القيام به “في أول فرصة متاحة بعد انتهاء موسم الذروة في المطار”. وطالبت “جميع المراجع التريث في إلقاء التهم وتحميل المسؤوليات قبل الانتهاء من التحقيقات”. هذا البيان استدعى رداً من المديرية العامة للطيران المدني اعتبرت فيه أن “كتاب الشركة محاولة للتنصل من موجباتها نتيجة الأعطال (…) وأنها سوف تحيل الكتاب (اليوم) إلى المراجع القضائية المختصة لاتخاذ الإجراءات المناسبة”.

شركة “SITA” المشغلة لنظام الحقائب والركاب المغادرين عبر المطار، هي شركة عالمية في مجال تكنولوجيا المعلومات، كلّفها أولاً مجلس الإنماء والإعمار تشغيل النظام في المطار ثم أعادت تكليفها مديرية الطيران المدني بعد أن استملت إدارة المطار من المجلس. حينها استقدمت المديرية ثلاثة عروض من كبريات الشركات المماثلة في العالم بما فيها شركة “SITA” التي أعيد التلزيم إليها بعد دراسة الملفات. رسوّ التلزيم على الشركة نفسها جاء على أساس أنها تشبّك مع معظم خطوط الطيران. وقد أفاد أمس الوزير فنيانوس “بأنها تتعامل مع نحو 70 مطاراً في العالم”.

الديار:معركة ادلب على نار حامية… الملف يتنقل بين طهران ونيويورك وقرار سوري بالحسم

كتبت “الديار”:انشغلت يوم أمس الأوساط الدولية ببحث ملف ادلب السورية، فبعدما شكل الطبق الرئيسي على طاولة القمة الثلاثية الروسية ـ الايرانية ـ التركية التي انعقدت في طهران، انتقل بعد ذلك بساعات معدودة الى نيويورك وبالتحديد الى مجلس الأمن الدولي بعدما تم تخصيص جلسة له عبّر خلالها المبعوث الأممي الخاص سوريا، ستيفان دي ميستورا، عن مخاوف المنظمة الدولية من التبعات “المروعة” لمعركة إدلب، معربا عن أمله بأن يجنب التفاهم الروسي التركي الخسائر بين المدنيين.

وبدا واضحا خلال قمة طهران أن الرؤساء الروسي والايراني والتركي لم يتمكنوا من تجاوز خلافاتهم حول ادلب. فأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بحسم رفضه اقتراح الرئيس التركي رجب الطيب أردوغان اعلان هدنة في المحافظة، ورد رفضه لكون “متشددي جبهة النصرة وداعش المتمركزين هناك ليسوا طرفا في محادثات السلام”، وشدد على وجوب ارساء الاستقرار في ادلب “على مراحل”.

وتناغم، وكما كان متوقعا، الموقفان الايراني والروسي خلال القمة، فأكد بوتين والرئيس حسن روحاني على ضرورة استعادة قوات النظام السوري السيطرة على محافظة إدلب، فيما حذر أردوغان من “حمام دم” واعتبر ان “هناك حاجة لوسائل مختلفة تتطلب الوقت والصبر فيما يتعلق بتحقيق مكافحة فعالة ضد الإرهابيين في مكان يتداخل فيه كل شيء مثل إدلب”.

وأشارت مصادر سياسية مطلعة الى أن نتائج قمة طهران كانت متوقعة، بحيث أنه لم يكن يُنتظر من أردوغان أن يدلي بمواقف غير التي أدلى بها، لافتة الى أنه يتمركز حاليا في منطقة وسطى ما بين الحياد والتدخل السلبي. وأكدت المصادر أن القرار السوري حاسم بتحرير المحافظة وان كان لا يمكن الحسم بالمنطقة التي ستنطلق منها المعركة العسكرية سواء من الجنوب الغربي أو الجنوب الشرقي أو الشرق. وقالت المصادر: “بدا واضحا تماما خلال القمة استعجال اللاعب الروسي لحسم ملف ادلب للانتقال بعدها للعملية السياسية، حتى أنه بدا أكثر حدة من الطرف الايراني لاعتبارات عديدة منها أن الرئيس روحاني هو الرئيس المضيف اضافة لكونه لا يريد تظهير الموضوع كصراع ايراني ـ تركي حول ادلب”.

وأشارت المصادر الى أن مشاركة ممثلين عن الدولة السورية في القمة، لافتة الى أن “اطلاق عملية ادلب قد لا يتم كما كان مرتقبا قبل القمة خلال ساعات وقبل العاشر من الشهر الحالي، لكن القرار اتخذ ويبقى التوقيت بعدما دخلنا بعد القمة في نوع من الاستمهال لتفعيل العمل الاستخباراتي والسياسي والدبلوماسي ومحاولة التخفيف من هواجس أنقرة بما يتعلق بالنازحين”.

وترجح مصادر أخرى أن تكون العملية العسكرية المرتقبة في ادلب محدودة، أقله في مرحلتها الأولى بحيث تركز على فتح طريق حمص – حلب الدولي إضافة إلى السيطرة على جسر الشغور بهدف إبعاد المعارضة عن اللاذقية وتأمين المحافظة الحيوية، لافتة الى أن قوات النظام والقوات الايرانية لا تخطط حاليا للوصول الى الحدود التركية مع ترجيح ابعاد المسلحين أكثر فأكثر اليها.

وخرجت يوم أمس عشرات المظاهرات في محافظة ادلب دعت اليها فصائل المعارضة للاحتجاج على أي هجوم عسكري وشيك أو أي خطط للإجلاء، وتزامنت مع ضربات جوية استهدفت، بحس المرصد السوري لحقوق الانسان، ريف إدلب الجنوبي وبالتحديد مبنى تستخدمه جماعة “أحرار الشام الإسلامية” قرب بلدة الهبيط.

البناء: وتين وروحاني يحسمان السير بمعركة إدلب… وأردوغان يطلب ضمانات لما بعدها.. قمة طهران: لا تهاون مع الإرهاب… ولعبة الكيميائي مكشوفة… والخطوة التالية شرق الفرات… لبنان يضيّع حقائب المسافرين بعد ضياع حقائب الوزراء… وتوافق رئاسي على وقف السجالات

كتبت البناء: الحدث الإقليمي والدولي كان أمس في طهران، حيث انعقدت على الهواء بصورة جذبت أنظار العالم، أول قمة من نوعها، تحاوَرَ خلالها أمام الرأي العام العالمي، رؤساء روسيا فلاديمير بوتين وإيران حسن روحاني وتركيا رجب أردوغان، ولأن القمة تنعقد وعلى جدول أعمالها مستقبل إدلب، ولأن المعركة الوحيدة المتبقية لحسم مستقبل سورية هي في إدلب، والرهان على قيام الرئيس التركي بتعطيل المعركة، كانت العروض وكانت التهديدات، ومعها الحرب النفسية في ساحات الاشتباك الممتدة على مساحة المنطقة بين واشنطن وبين قوى المقاومة، وكان الكل ينتظر قمة طهران.

في القمة كان الرئيس الروسي في ضفة الصقور والرئيس الإيراني بابتسامته الاحتوائية في ضفة الحمائم، وكانت رسالة ذات مغزى من طهران وموسكو للمراهنين على أن إيران مَنْ يدفع باتجاه المعركة وأن روسيا تتمهّلها، ليسقط رهان المراهنين وتصيبهم الدهشة. وكانت سلاسة كلام الرئيسين الروسي والإيراني في مقابل تلعثم وتأتأة الرئيس التركي، والوجه المشرق للرئيس الإيراني والملامح الغاضبة للرئيس الروسي، مقابل شحوب الرئيس التركي، إشارات تترافق مع المضمون حول قرار قد اتخذ بالحسم في إدلب، وخيارات ضيقة أمام الرئيس التركي بين السير بالخيار، أو الخروج من المسار، ومواجهة الثنائي الروسي الإيراني دفاعاً عن جماعات إرهابية مكشوفة، وفي ظل أسوأ أزمة علاقات بين أنقرة وواشنطن، فاختار معادلة «ببكي وبروح» التي اعتمدتها المعارضات السورية العاملة تحت عباءة تركيا، في كل مرة تهدّد وتتوعّد ثم تنصاع. وبدا أن التحفظات التركية تعبير عن قلق من خسارة الدور والمكانة، فكان كلام أردوغان عما بعد إدلب واضحاً في تركيزه على ما يجري في شرق الفرات وما يعدّه الأميركيون مع جماعات كردية مسلحة، يهدد وحدة سورية، وأمن تركيا، ليسمع كلاماً واضحاً أضيف إلى بيان القمة، باعتبار الخطوة اللاحقة لإدلب هي شرق الفرات.

التدرّج في المعركة وتجزئتها إلى مراحل هو السياق الذي ستجري من خلاله عملية ضرب الإرهاب، كما قالت مصادر مواكبة للقمة، وفتح ممرات آمنة للمدنيين سيكون ملازماً لكل مرحلة، والاستعداد لكل الاحتمالات قائم، خصوصاً مع التأكيدات التي صدرت عن الرئيس بوتين بتوثيق تحضيرات أميركية وغربية لعدوان يستهدف سورية تحت عنوان مفبرك ومكرّر هو استخدام السلاح الكيميائي.

بالتوازي كان العراق يدخل المزيد من الفوضى، وكانت البصرة تسير إلى الخراب وتحترق، قبل أن تتوجّه قوات عسكرية نوعية ليلا لفرض حظر التجول، وبعدما أعلنت تنسيقية التظاهرات انسحابها لخروج التظاهرات عن سلميتها وتحولها إلى مشروع خراب تحرّكه قوى مشبوهة، خصوصاً بعدما تمّ اقتحام القنصلية الإيرانية وإحراقها ومحاصرة المقار الرئاسية، بعدما تم إحراق مقار أحزاب عراقية عديدة، فيما سجّل سقوط قذائف قرب السفارة الأميركية في المنطقة الخضراء.

في لبنان كانت أزمة تعطّل نظام تسجيل الحقائب في مطار بيروت خبر اللبنانيين الباحثين عن حقائب وزرائهم الضائعة فصاروا يبحثون عن حقائب سفرهم التي ضاعت، وفيما تنشّطت حكومة تصريف الأعمال لاجتماع وزاري لبحث المشكلة، كانت مساعي التهدئة بين بعبدا وبيت الوسط تنتهي بتفاهم على وقف السجالات وتهدئة الشارع بعد أيام من حرب صلاحيات كادت تتحوّل حرباً بين الطوائف بدلاً من الاحتكام إلى دستور الطائف.

تعنُت الحريري يُجمِّد المبادرة الروسية!

أسابيع عدة مرّت على إطلاق روسيا مبادرتها للمساعدة في حل أزمات النازحين السوريين في دول النزوح، إلا أن المبادرة جُمِّدت ولم تشقّ طريقها الى التنفيذ حتى الآن، رغم المحاولات الروسية المتكررة مع الدولتين اللبنانية والسورية ودول أخرى لتأليف لجان تنسيق مشتركة بين هذه الدول والتواصل مع الدولة السورية لوضع آليات تطبيقية لإعادة النازحين. أما السبب فهو عدم تشكيل اللجنة اللبنانية التي من المفترض أن تتعاون مع اللجنة الروسية في ظل غياب قرار لبناني رسمي واضح من هذه المبادرة والخلاف السياسي القائم وتعنُّت الرئيس المكلف سعد الحريري ورفضه التواصل المباشر مع الحكومة السورية تارة وانتظاره تشكيل الحكومة الجديدة طوراً، بحسب ما أكدت لـ»البناء» مصادر رسمية مطلعة على ملف العلاقات اللبنانية السورية، والتي أوضحت أن «روسيا من خلال المبادرة التي أطلقتها شكلت غطاءً دولياً لعودة النازحين في ظل المعارضة الأميركية لهذا الأمر، كما يمكنها تقديم تسهيلات وضمانات أمنية للعودة، لكنها لن تحل مكان الحكومة اللبنانية ولا مكان الدول الأخرى التي عليها أن تتواصل مع الحكومة السورية عبر لجان التنسيق للاتفاق معها على آليات تنفيذية للعودة». وذكرت المصادر بـ»موافقة الرؤساء الثلاثة في لقائهما في بعبدا على المبادرة الروسية»، ولفتت الى أن «الامن العام اللبناني هو الذي يتولى تنسيق الجهود الداخلية لتحفيز النازحين على العودة والتواصل مع السلطات السورية». وإذ أشارت الى أن المدير العام للامن العام زار سورية خلال اليومين الماضيين لمتابعة هذا الملف، نفت ما تردّد عن أن «اللواء ابراهيم طلب مساعدة روسيا في استصدار عفو عام من الدولة السورية للنازحين الصادرة بحقهم أحكام قضائية»، موضحة أن «ابراهيم ليس بحاجة الى واسطة للتحدث مع سورية بل هو يزورها دائماً بتكليف رسمي ويتحدث معها بكامل جوانب الملف». وأكدت أن «السلطات السورية تتعاون بشكل كبير مع الأمن العام من خلال دراسة طلبات النازحين الذين ترسلهم المديرية من الناحية القانونية والردّ عليها بأسرع وقت ممكن كما عملت على تسوية أوضاع الكثير من النازحين ممن لديهم ملفات قضائية وتهرُّب من الخدمة العسكرية»، نافية أن يكون الأمن «قام بتسليم أحد المطلوبين الى السلطات السورية». وكشفت المصادر بأن «عدداً كبيراً من النازحين يعودون الى سورية من دون وساطة أحد وبلغ عددهم في شهر آب المنصرم فقط حوالي 30 ألفاً». وأشادت المصادر بمشاركة عدد من الوزراء اللبنانيين بافتتاح معرض دمشق الدولي معتبرة ذلك «خطوة طبيعية وإيجابية تصب في مصلحة لبنان وفي اتجاه التعاون وتفعيل الاتفاقات بين الدولتين وتعزيز دور لبنان في المرحلة المقبلة في سورية لا سيما إعادة الإعمار وفتح معبر نصيب».

وفي سياق ذلك، أعلنت المديرية العامة للأمن العام في بيان عن تأمين العودة الطوعية لمئات النازحين السوريين من مناطق مختلفة في لبنان إلى سورية عبر معابر المصنع ، العبودية والزمراني يوم غدٍ»، محددة نقاط التجمّع في مختلف المناطق اللبنانية.

النهار:الانكشاف الأسوأ في كارثة المطار

كتبت “النهار”:قد يكون أخطر ما أبرزته حال الفوضى الهستيرية التي تحكمت بحركة مطار الرئيس رفيق الحريري الدولي منذ ليل الخميس الى صباح الجمعة امتداداً الى ساعات بعد الظهر، أنها شكّلت انكشافاً كاملاً سواء للدولة أو للمؤسسات الخاصة المعنية بقطاع الطيران المدني وحركة الملاحة الجوية مما يضع لبنان ومطاره أكثر فأكثر في عين العاصفة الداخلية والخارجية. واذا كان الرئيس المكلف سعد الحريري سارع الى استنفار الوزارات والأجهزة الامنية والادارية المعنية لاحتواء التداعيات الشديدة الاذى لحال الجنون التي عاشها المطار والمسافرون في الساعات الاخيرة وتجنب تكرار مثل هذه الحوادث، فان الضمانات الحاسمة لاستعادة المطار باتت في حاجة الى حال طوارئ حقيقية وطويلة المدى على مختلف المستويات الادارية والامنية والقضائية، بدليل ان الحريري نفسه اتجه نحو تنفيذ اجراءات من دون انتظار تأليف الحكومة الجديدة أو العودة الى مجلس الوزراء وستتركز هذه الاجراءات خصوصاً على توسعة المطار في المقام الاول. فاذا كان عطل في نظام شحن الحقائب أثار فوضى غير مسبوقة في قاعات المطار وتسبب بزحمة خانقة بفعل تأخير رحلات الطائرات المغادرة، فان اسوأ الصور التي صدرها المشهد الفوضوي بدت متصلة بالقصور والعجز الفاضحين عن احتواء مشكلات كهذه غالبا ما تحصل في اكبر مطارات العالم ولكن يمكن معالجتها بخطط طارئة وجاهزة. كما ان التداعيات السلبية الاضافية جاءت بفعل الاختناقات التي عرفها المطار منذ أسابيع واذا بالفوضى الواسعة التي حصلت أمس تتوج هذه الظاهرة الاكثر اثارة للاذى لصورة لبنان

اللواء:نجاح مساعي التهدئة.. وانتظار حكومي مفتوح “فوضى المطار”: إحالة تقرير شركة “سيتا” إلى التفتيش.. ومخاوف من تراجع التغذية بالكهرباء

كتبت “اللواء”:عشية “أسبوع الاستحقاقات” والترقبات، بدءاً من سفر الرئيس ميشال عون إلى نيويورك لإلقاء كلمة لبنان امام الجمعية العامة للأمم المتحدة، ومغادرة الرئيس المكلف سعد الحريري إلى لاهاي، للاستماع إلى المطالعة الأخيرة للادعاء امام المحكمة الدولية الخاصة بلبنان في 11 أيلول الجاري، وعلى وقع ثبات أجواء التهدئة على الجبهة الحكومية، اعرب الرئيس الحريري عن أمله في الوصول إلى حكومة وفاق وطني، يعمل لها “ليل نهار بصمت وكتمان وهدوء”، معتبراً ان برنامج الحكومة العتيدة هو التمكن “من تنفيذ برنامج الإصلاحات والاستثمارات بتمويل المرحلة الأولى من مؤتمر سيدر بحوالى 12 مليار دولار، باعتباره “خشبة الخلاص لبلدنا من الأزمة الواضحة للجميع”.

واعتبر الرئيس الحريري انه “كرئيس مكلف اعمل على أساس الدستور ولا داع لسجالات وجدليات غير مطروحة”، داعياً إلى ان نحترم نتائج الانتخابات اللبنانية، “فإذا كانت تشكيلة لا تحترم الانتخابات النيابية، فإن المجلس يحجب عنها الثقة، اما إذا نالت الثقة، فلا يمكن ان تكون مناقضة لنتائج هذه الانتخابات”.

الجمهورية:أيلول “شهر الأسفار”معطّل حكومياً.. ونصائــح بتحصين الداخل من التطورات السورية

كتبت “الجمهورية”: حركة الاتصالات لتأليف الحكومة مركونة على رصيف المراوحة السلبية حتى إشعار آخر، في ظل لامبالاة طبقة سياسية قدّمت الدليل تلو الدليل على ان لا همّ لها سوى فرض إراداتها وتحقيق مكاسبها ومصالحها على حساب البلد والناس بشكل عام، من دون تقدير حجم الأضرار التي يفاقمها الفراغ الحكومي ويراكمها على كاهل كل اللبنانيين.

هذه الصورة الداخلية تتوازى مع مشهد إقليمي متقلب، تُنذر وقائعه بتطورات دراماتيكية، وخصوصاً في الميدان السوري في ظل تصاعد الحديث عن حرب أميركية على النظام ربطاً بالملف الكيميائي، بالتوازي مع تحضيرات روسية إيرانية مع النظام لشَنّ عملية عسكرية في إدلب. وهو الأمر الذي كان محور القمة الثلاثية التي عقدت في طهران بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الايراني حسن روحاني والرئيس التركي رجب طيب اردوغان.

على الخط الحكومي، صارت الصورة في منتهى الوضوح، كل الاطراف كشفت أوراقها وتتمسّك بطروحاتها ولا تتراجع عن حرف منها، وكأنها كتب سماوية. وخط التواصل بين بعبدا وبيت الوسط مفتوح من باب المجاملات، الّا انه مقفل حكومياً، ذلك انّ أجواء رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري ما زالت متأثرة بسقوط المسودة التي طرحها الحريري في اللقاء الاخير بينهما في القصر الجمهوري.

وقالت مصادر معنية بمسار التأليف لـ”الجمهورية”: انّ احتمالات احداث خرق إيجابي في حائط التأليف باتت أصعب من اي وقت مضى، إذ لا يبدو انّ هناك نيّة تراجع لدى ايّ من القوى السياسية.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى