مقالات مختارة

«ما كتب قد كتب في سوريا شاء من شاء وأبى من أبى» ما مصلحة لبنان في أن يكون آخر الواصلين الى دمشق؟ رضوان الذيب

«ما كتب قد كتب في سوريا شاء من شاء وأبى من أبى»، والقرار السوري – الروسي – الايراني – حزب الله بتطهير المناطق السورية من الارهاب قائم ولا تراجع عنه. وحسب مصادر عليمة بالملف السوري، فان معركة ادلب على الابواب، والاستعدادات للمعركة متواصلة في حال فشلت الجهود التركية باقناع المسلحين بمغادرة ادلب، والمهلة الروسية امام تركيا لا تتجاوز الشهر، وما يسهل العملية العسكرية دعوات فاعليات ادلب للجيش السوري للاسراع في العملية بعد ان عاث المسلحون فساداً في المحافظة، وهذا يعود لبراعة الدولة السورية بالتعامل مع ملف المسلحين وجمعهم في محافظة ادلب، وكيف يمكن ان يتعايش 400 تنظيم مسلح لا يلتقون على شيء في قفص ادلب»؟ وادت الاشتباكات بينهم خلال الشهرين الماضيين الى 1870 قتيلاً واكبر دليل على المجازر بحق بعضهم البعض انفجار ادلب يوم الاحد وسقوط مئات الضحايا، بالاضافة الى عمليات الخطف والنهب والاعتداءات على المواطنين، مما دفع بوفد كبير من فاعليات ادلب الى زيارة قاعدة حميميم الروسية والاجتماع مع الضباط الروس وفي حضور ضباط سوريين والاتفاق على خطوات سيقوم بها اهالي ادلب لتسهيل دخول الجيش السوري. كما ان اعداداً كبيرة من المسلحين بدأت تلقي سلاحها وتغادر المنطقة.

اما في بادية السويداء تضيف المصادر، فإن المسلحين باتوا محاصرين في جزء من تلول، الصفاء والحسم سيكون خلال ايام، علما ان عناصر الجيش السوري الذين دخلوا البادية السورية هم من عناصر الجيش الحر الذين كانوا يتولون الامن في مدينة نوى «محافظة درعا» وانضموا الى الجيش السوري ويخوضون معركة البادية السورية، كما يخوض الجيش السوري معركة بعض مناطق ريفي حماة واللاذقية، اما الاتصالات مع الاكراد فمستمرة وهناك وفد كردي دائم في دمشق حيث تراجعت احلام الاكراد من الدولة المستقلة الى اللامركزية الادارية .

وحسب المصادر العليمة فان الاتفاقات والمصالحات توازي الانجازات العسكرية، ومكاتب المسؤولين السوريين «مليئة» بطلبات رموز المعارضة السورية طالبين «الصفح» والعودة الى دمشق وتسوية اوضاعهم، ومن بينهم احمد الجربا رئيس الائتلاف السوري المعارض سابقاً الذي وجه رسائل ايجابية للنظام، بالاضافة الى رموز في المعارضة في مصر، وكل ذلك لمصلحة الدولة السورية.

هذا على الصعيد الداخلي، اما على الصعيد العربي، فكانت لافتة زيارة وفد سياحي سعودي دخل الى سوريا عبر معبر نصيب الحدودي، وهذا الوفد لا يمكن ان يقوم بزيارة سوريا لولا «قب الباط» من المسؤولين السعوديين، ورغم ان لقاءات عديدة حصلت بين مسؤولين سوريين وسعوديين مؤخراً، لكنها لم تؤد الى اي نتيجة والخلافات ارتفعت سقوفها، لكن مجرد الحديث يؤشر الى ممارسة «سعودية» افضل نسبيا من 2011 الى اوائل عام 2018 لكن الاتصالات مع الاردن ارتفعت حرارتها مؤخراً، وهناك وفد شعبي كبير من كافة الاحزاب السياسة في الاردن زار دمشق والتقى المسؤولين السوريين وبحثوا بالعلاقة بين البلدين وفتح معبر نصيب، وفي المقابل الاتصالات مع مصر تطورت سياسياً وعسكرياً، ورغم العلاقة الجيدة بين السعودية ومصر، فان ذلك لم يؤثر في تحسن العلاقات مع سوريا، كما ان العلاقات مع العراق والجزائر وتونس والمغرب والسودان جيدة. وهناك بداية تواصل مع الكويت الذي اعلنت ضرورة عودة سوريا الى الجامعة العربية، كما ان الاتصالات مع فرنسا والمانيا وبريطانيا يومية في مجال مكافحة الارهاب والجميع يعرفون، ان السوريين يبيعون بأسعار مرتفعة ويشترون بأسعار زهيدة وطلبات الدول الاوروبية كثيرة من اجهزة الامن السورية الذين احبطوا عمليات ارهابية في اوروبا وغيرها وبعض الدول العربية.

والسؤال المثير للاهتمام، وحسب المصادر العليمة، كل العالم ينفتح على سوريا «والواشنطن بوست» الاميركية كتبت تقريراً عن نهاية الحرب في سوريا ورغم الانصياع العربي والدولي للانتصار السوري، فان البعض في لبنان ما زال يكابر، وهذه «المكابرة» غير مبررة ولا معنى لها تقول المصادر، ولبنان بالاساس غير موجود على طاولة الكبار الا من بوابة النازحين السوريين، والذين ما زالوا يأخذون «بالوصاية السورية» كشماعة لمواقفهم، عليهم ان يتواضعوا قليلاً، فالوصاية السورية ما بين 1991 و2005 كان لها غطاء اميركي ـ سعودي. وان الطبقة السياسية اللبنانية غطت الحقبة السورية بكل ممارساتها الخاطئة، والسعودية تولت الملف المالي والاقتصادي عبر شركائها اللبنانيين، وعمليات الفساد كانت مشتركة في كل الملفات مع المسؤولين السوريين، وكل «الموبقات» كانت مشتركة والمشروع الاقتصادي الذي دعمته الرياض بكل ثقلها واشرفت على تنفيذه في لبنان، اوصل البلاد الى هذا المأزق، بينما كان التركيز السوري بشكل اساسي على دعم الجيش والمقاومة وهذا الدعم حقق للبنان التحرير والانجازات وتحققت فعلياً مقولة الجيش والشعب والمقاومة

والسؤال المطروح اخيراً، وحست المصادر العليمة، السوريون انسحبوا من لبنان عام 2005، ونحن اليوم في 2018… ماذا حققت الطبقة السياسية للبنان حتى مع انضمام الفريق المسيحي اليها، وماذا جنى لبنان خلال الـ13 سنة؟

وهذا السؤآل موجه الى المعارضين لسوريا في ادبياتهم، ماذا حققوا للبنانيين سوى المزيد من المآسي في كل الملفات. حتى السرقات وعمليات الهدر، لم تكن بهذا الشكل في ايام يسميها البعض الوصاية السورية، اين الكهرباء؟ اين المياه؟ اين الطرقات؟ اين السياحة؟ «اين واين واين عام 2018، وكانوا يقولون ان السوريين هم السبب في عدم قيام الدولة، بعد 13 سنة اين الدولة؟ حتى اننا لا نعيش شبه دولة فالاحباط اصاب كل اللبنانيين، وعلى ماذا يتباهى البعض في لبنان وماذا انجزوا سوى تصاريح يومية عن حصص وحرتقات ومصالح وسرقات؟ والانكى ان البعض من هؤلاء يرفضون فتح خطوط التواصل مع سوريا لانهم «سذج» يخالفون منطق التاريخ والجغرافيا وكل ما يمت لمنطق العلاقات العائلية والاجتماعية بين البلدين، والانكى ايضاً استمرارهم باصدار مواقف ضد سوريا، ومن قال ان سوريا ستعود الى لبنان او تفكر بلبنان، كل المسؤولين السوريين الحاليين مجمعين على ان التجربة السورية بالتعاطي مع الملفات الداخلية اللبنانية كانت سيئة جداً، وفي المقابل مشرفة مع المقاومة وتحرير الجنوب والتعاون مع الجيش اللبناني، وعلى البعض في لبنان ان يفهم ان القرار السوري في لبنان هو بيد سماحة السيد حسن نصر الله، وما يقرره اليوم، سوريا موافقة عليه بالمطلق، وتكشف المصادر العليمة بان المسؤولين السوريين يعيشون مرارة شديدة ازاء التعامل الرسمي للبنان مع الدولة السورية في ظل «هيجان» القوى المعادية لسورية ووصف المسؤولين السوريين بشتى النعوت، مقابل صمت مطبق من الدولة اللبنانية و«غض نظر» من المفترضين انهم حلفاء سوريا، وبالتالي تشعر دمشق بأنها معرضة «لطعنات» يومية من قبل بعض القوى اللبنانية دون اي اكتراث من اصدقائها.

وحسب هذه المصادر العليمة، فإن الخط الوحيد المفتوح رسميا، هو مع مدير عام الامن العام اللواء عباس ابراهيم الذي يحظى بثقة عالية لدى المسؤولين السوريين والشعب السوري، وحقق هذا التعاون انجازات امنية واجتماعية بالاضافة الى ملف النازحين واستطاع اللواء ابراهيم فرض شروط لبنان بالنسبة لعودة النازحين وبات الامن العام ممراً اجبارياً لهذا الملف. ويبدو ان الروس اقتنعوا بوجهة نظر اللواء ابراهيم، لكن التقدير السوري الاكبر والاساسي يبقى للمقاومين ولقائدهم وسيدهم. وهذا الحلف دائم وثابت الى «ابد الابدين»، ولذلك فان السؤال المطروح: هل يجوز ان يكون لبنان اخر الواصلين الى دمشق، بينما كل دول العالم تتهافت لكسب ودها وعلى اللبنانيين ان يدركوا ان السعودية التي تمنعهم من التواصل مع دمشق تقوم بطرق ابوابها، فيما واشنطن وفرنسا والمانيا يستعطون العودة والدول العربية تتلو «فعل الندامة» ورغم ذلك كانت الشروط السورية عالية السقف، وستكون على لبنان اعلى اذا استمر البعض في سكوتهم «وللزمان اثمان» والسؤآل الاخير لحلفاء سوريا، لماذا يساكن بعض حلفاء سوريا اعداءها ويصمتون على الخطب العدائية اليومية ولمصلحة من ذلك؟ وما هو الهدف وليعرف الجميع ان من «يحكم سوريا يحكم العالم» والايام القادمة ستؤكد كل هذه الحقائق.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى