التقرير الأسبوعي لمراكز الأبحاث الأميركية 21/2/2015
نشرة دورية تصدر عن مركز الدراسات الأميركية والعربية – واشنطن
21 شباط/ 2015
المقدمة
انعقاد مؤتمر “مناهضة العنف والتطرف” برعاية رسمية من البيت الابيض طغى على كل ما عداه من مواضيع تهم الداخل الاميركي .
سيتناول قسم التحليل حيثيات وابعاد المؤتمر المذكور ووضعه في سياقه الطبيعي للسياسة الاميركية، واطلاقه كبرنامج دعائي غني بالشعارات وترديد المواقف المعلنة، كونه لم يرمي لاستنباط استراتيجية جديدة او جماعية للحد من انتشار ظاهرة التطرف والمتطرفين وتنامي موجات الارهاب والارهابيين.
ايضا، سيستعرض التحليل موافقة الحكومة الاميركية على “توريد” طائرات الدرونز الحربية الى حلفائها الاقليميين محققة سلسلة اهداف: تسويقية وعملياتية وسياسية لطمأنة اولئك الحلفاء واستمرار انخراطهم في تحمل تبعات السياسة الاميركية.
ملخص دراسات واصدارات مراكز الابحاث
“الاستراتيجية الاميركية في الشرق الاوسط“
اعرب مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية عن اعتقاده ان بعضا ممن يسرفون في الحديث حول “استراتيجية واضحة للقوات البرية” في المنطقة لا يدركون آفاقها ومتطلباتها، منددا بالذين “ينادون بسطحية وتجريد لانخراط مزيد من القوات العسكرية الاميركية هم حمقى وينطلقون من موقع اللامسؤولية،” اذ ان دخول قوات برية “قد يعني ارسال مزيد من المدربين والمستشارين العسكريين الذين لن يكون بوسعهم تقديم العون للدول المعنية واستيعاب (التقنية) لتعزيز فعاليتها في ارض المعركة، نظرا لانعدام امر السماح لهم بمساعدة القوات الميدانية .. ونقص القيادات المجربة.”
سورية
حث معهد بروكينغز الكيان “الاسرائيلي” على “اعادة النظر بسياسته” الراهنة حيال الحرب السورية، “وارسال رسالة لحزب الله .. مفادها ان الرد على التصعيد في الجولان وعلى طول الحدود اللبنانية الاسرائيلية لن يتخذ طابع الرد المحلي، بل قد يتم استهداف وحدات اساسية ومنشآت للنظام السوري ..” واستدرك بالقول ان ذلك “لا ينبغي ان يعد قرارا بسيطا او ميسرا؛” نظرا لجملة عوامل من شأنها “ان تستدعي ردا سوريا كبيرا.” واضاف المعهد ان قرارا بهذا الشأن “ينبغي ان يتم التوصل اليه عبر تنسيق وثيق مع واشنطن .. (وربما) سيتغلب عامل الحذر وضبط النفس ..”
حث مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية الولايات المتحدة على “تكثيف جهود جمع المعلومات الاستخبارية والتي تعد حيوية لمراقبة الاسلحة الكيميائية السورية .. مما يستدعي تعاونا وثيقا متواصلا بين كافة عناصر الاجهزة الاستخبارية، والذي اطلق عليه مصطلح تكامل الجهود الاستخبارية.”
العراق
اعرب معهد كارنيغي عن قلقه من تدهور الاوضاع الأمنية “في الموصل بمواجهة الدولة الاسلامية،” معتبرا ان “مفتاح اي حل سياسي او عسكري” ينبغي ان يتوجه لاستقطاب “زعماء العشائر السنية .. وهم الذين أيدوا الولايات المتحدة (ورئيس الوزراء السابق نوري) المالكي خلال مرحلة الصحوات الاولى.” واضاف ان خيارات اولئك شبه معدومة اذ ان “الدولة الاسلامية اقصت عددا من العشائر عن ممارسة نفوذها وسيطرتها على اراضيها وقضت على هيكلية التمثيل التقليدية ..”
اليمن
اثارت التحولات السياسية في اليمن مزيجا من القلق والغضب في الاوساط الاميركية، دشنه قرار الحكومة الاميركية باخلاء مقر بعثاتها الديبلوماسية على عجل، وما رافقه من اتهامات داخلية بأن المسؤولين اخفقوا في “تأمين سلامة” الملفات الحساسة التي تركوها خلفهم. وتطوعت النخب الفكرية والسياسية لاعلان اليمن “دولة فاشلة.” في هذا الصدد، اعرب معهد كارنيغي عن اعتقاده ان “حربا أهليةً طويلة” تنتظر البلاد تؤدي لتقسيمها “بعد فشل الرئيس (عبد ربه منصور) هادي في توحيد اليمن وفقا لمسار سياسي وتنموي واضح.” كما لفت المعهد النظر الا ان تنظيم القاعدة “حقق بعض المكاسب في اليمن .. بعد حالة الفوضى التي اصابت برنامج التعاون اليمني – الاميركي لمكافحة الارهاب.” واعتبر ان تنظيم القاعدة يستعد “لتعويض خسائره في سورية .. باعلان امارة اسلامية في جنوب اليمن.”
المغرب
لفت معهد كارنيغي الانظار لجهود الحكومة المغربية في “التضييق على شبكات التجنيد لدى الدولة الاسلامية .. سيما وان احدى اكبر مجموعة من المقاتلين الاجانب في سورية قادمون من شمال افريقيا.” واضاف ان مخاوف انتشرت بين اوساط “الشباب المنتمين لتيار ما يسمى بالسلفية الجهادية .. لقناعتهم ان تلك الاجراءات تستهدف وجودهم وكلما ظهرت بؤرة للتوتر فيها تدخل اجنبي سرعان ما ينتقلون اليها، سواء في مالي او العراق او في سورية.”
ليبيا
حذر معهد كارنيغي من استمرار القتال والمواجهات في ليبيا “اذ يتمحور حول منابع النفط،” مما يهدد ليس الاستقرار فحسب، بل استعادة ليبيا لعافيتها “خاصة في ظل الدمار الهائل الذي لحق بالبنية التحتية ومنشآت النفط، واهدار كلا طرفي الصراع” مصدر رزق الاجيال المقبلة.
السباق الانتخابي للرئاسة الاميركية
طالب معهد المشروع الاميركي كافة الطامعين لدخول السباق الرئاسي وضع “الارهاب” على رأس جدول اعماله وتحديد “الدول الداعمة له .. في ظل دخول وزير الخارجية في شراكة واجراء مشاورات” مع ايران. وقال انه يتعين على أي من المرشحين ادراج “خمسة تساؤلات” على برنامجه الانتخابي، منها “هل ينبغي ازالة ايران من قائمة (الدول الداعمة للارهاب) كحافز للتوصل لاتفاق نووي معها؟ هل ينبغي ادراج تركيا على تلك القائمة نظرا لدعمها (حركة) حماس والمجموعات المتشددة في سورية، ام هل ان عضويتها في حلف الناتو توفر لها الحصانة؟ وماذا عن باكستان التي تدعم طالبان وعددا من المجموعات الارهابية التي تستهدف الهند خاصة في اقليم جامو وكشمير؟“