واشنطن بوست: تصاعد التوتر بين تركيا وأمريكا..
في تصعيد حاد للتوتر بين تركيا والولايات المتحدة، هدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس بأن بلاده ستتجه إلى التحكيم الدولي إذا لم تزودها واشنطن بمقاتلات «إف -٣٥»، كما وصف تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بمعاقبة بلاده بأنها حرب نفسية .
ونقلت “خبر تورك” عن أردوغان قوله “إذا لن يكونوا قادرين على تسليمنا المقاتلات فهناك شيء مثل التحكيم الدولي”، فى إشارة إلى مشروع القانون الذى اعتمده مجلس الشيوخ الأمريكي ويقضى بحظر بيع مقاتلات “إف -٣٥” وأنظمة “باتريوت” للدفاع الجوى وطوافات نقل عسكري لأنقرة بسبب عزمها شراء أنظمة الصواريخ الروسية المضادة للطائرات “إس ٤٠٠”.
وكانت شركة لوكهيد مارتن الأمريكية المصنعة لتلك المقاتلات قد أقامت فى وقت سابق حفلا فى فورت وورث بولاية تكساس بمناسبة الإفراج عن أول طائرة من طراز «إف ٣٥» استعدادا لتسليمها لتركيا، إلا أن المقاتلة ستبقى فى الولايات المتحدة حتى نوفمبر ٢٠١٩ لتدريب الطيارين الأتراك. وتعتزم أنقرة شراء ١١٦ طائرة مقاتلة من هذا الطراز.
كما تطرق أردوغان إلى قضية القس الأمريكى المحتجز فى تركيا، والتى أسهمت فى إشعال الخلاف بين البلدين، حيث أكد أن بلاده لن تتراجع عن موقفها بعد أن هدد ترامب بفرض عقوبات على أنقرة ما لم تفرج عن القس أندرو برانسون الموجود حاليا رهن الإقامة الجبرية، بعد احتجازه ٢١ شهرا فى أحد السجون التركية.
ونقلت وسائل إعلام محلية عن أردوغان قوله إن الصداقة بين الولايات المتحدة وتركيا على المحك بسبب هذا الخلاف، وأضاف” لن نأخذ خطوة للوراء عندما نواجه العقوبات، عليهم ألا ينسوا أنهم سيخسرون شريكا مخلصا وقويا”. وتابع قائلا” إن الولايات المتحدة تلجأ إلى إثارة مسألة العقوبات وليس إبداء الاحترام لقرار قضائنا”.
ويواجه برانسون – الذى يعيش فى تركيا منذ ٢٠ عاما – السجن لمدة تصل إلى ٣٥ عاما، فى حالة إدانته بالقيام بأنشطة لصالح مجموعتين تعتبرهما أنقرة منظمتين إرهابيتين وهما جماعة فتح الله جولن – الذى تتهمه أنقرة بالوقوف وراء محاولة الانقلاب الفاشلة ٢٠١٦- وحزب العمال الكردستاني.
ونفى الرئيس التركى – فى تصريحات للصحفيين خلال زيارة لجنوب أفريقيا – ما جاء فى تقرير صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية حول صفقة بين أنقرة وواشنطن للإفراج عن التركية «أبرو أوزكان» المسجونة فى إسرائيل، مقابل إطلاق سراح برانسون. وقالت الصحيفة إن الاتفاق «أبرم شخصيا» من جانب ترامب، لكنه انهار عندما تقرر وضع برانسون قيد الإقامة الجبرية.
وقال أردوغان إن تركيا “لم تجعل القس برانسون أبدا ورقة مقايضة”، غير أنه قال إن أنقرة طلبت مساعدة واشنطن فى ضمان عودة أوزكان. وتابع “لم نقل: مقابل هذا سنعطيكم برانسون، لم تتم مناقشة أى شئ كهذا”.
وكانت وزارة الخارجية الأمريكية قد أعلنت فى وقت سابق أن وزير الخارجية مايك بومبيو ونظيره التركى مولود تشاويش أوغلو بحثا أمس الأول قضية برانسون. ويشار إلى أن العلاقات بين واشنطن وأنقرة كانت قد توترت فى الآونة الأخيرة بسبب عدة قضايا أخرى منها دعم واشنطن لفصيل كردى سورى تعتبره تركيا مجموعة إرهابية، وعدم قيامها بتسليم جولن المقيم فى بنسلفانيا.