أوروبا حذار ويلات الحرب العالمية الثالثة ! بيتر كونيغ
واشنطن عازمة على خوض الحرب مع روسيا. المجمع الصناعي العسكري يتطلب ذلك. ونظامها المالي – وول ستريت يرفع الطلب عليه. الحرب هي آلة الديون. الحرب تجلب كميات مجنونة من الربح. وخدم واشنطن الأوروبيون ذاهبون معها. إنه جزء من (خطة القرن الأمريكي الجديد) مشروع القرن الأمريكي الجديد للسيطرة على العالم .
بعد روسيا، تتبع الصين تلك هي الخطة. الصين تحت الحصار وبالفعل سوف يتمركز 50٪ من أساطيل البحرية الأمريكية في المحيط الهادئ، من اليابان إلى الفلبين إلى أستراليا. بحلول عام 2016، وقد وعد أوباما، بأن كتائب الحرب البحرية في المحيط الهادئ ستزيد على الثلثين.
في منتصف 2014، كانت الصين قد تفوقت على الولايات المتحدة في القوة الاقتصادية. إذا فالصين يجب أن تباد بأي طريقة ممكنة. ناهيك عن أن روسيا والصين وقعتا مؤخرا اتفاقا، هو تحالف مالي وعسكري وثيق – ستكون هزيمته أقرب إلى المستحيل.
ما لم – وهنا هو بيت القصيد – ما لم تحرك اشنطن، وحش الموت، لإنشاب مخالبها في جميع أنحاء العالم، وتطلق حربا نووية شاملة، لتدمير هذا الكوكب، بما في ذلك تدمير نفسها – ولكن قبل كل شيء أوروبا. بعد كل شيء، الولايات المتحدة غير بعيدة. لكنها محمية باثنين من المحيطات وحروب القواعد الأجنبية تبدو أكثر أمانا.
من أصل 28 دولة عضو في حلف الناتو، 26 منها في أوروبا، ومنها 12 – نصف تقريبا – في أوروبا الشرقية الدول التي كانت جزءا من منظومة الاتحاد السوفياتي السابق. وحدث هذا على الرغم من وعد واشنطن بعد سقوط جدار برلين، بعدم توسع الناتو شرقا. كذب وإهانة خالصة بحق روسيا.
يتفاقم هذا الاستفزاز اليوم بمزيد من تسليح وزارة الدفاع الأمريكية لقواعد حلف شمال الاطلسي في بولندا ولاتفيا، بينما تدعو حلف شمال الاطلسي إلى النظر في دعوة أوكرانية عاجلة – أو بالأحرى، تلبية الدعوة التي وجهتها واشنطن لتثبيت بلطجية كييف النازيين – لحماية الناتو ولتصبح اوكرانيا عضوا في الناتو في أقرب وقت ممكن.
أعلن بوروشينكو أن حكومته سوف تفعل كل ما يلزم لتنفيذ شروط الإصلاح الأطلسية الليبرالية الجديدة، بما في ذلك التخلي عن وضعية عدم الانحياز (الحياد) والتي بموجبها تم تفكيك الاتحاد السوفياتي. “الإصلاحات النيوليبرالية” – أقرب إلى مطرقة صندوق النقد الدولي، وهذا يعني المزيد من الخصخصة وسرقة نظام الأمان الاجتماعي في أوكرانيا – تخفيض المرتبات والتقديمات خصوصا في مجالي الصحة والتعليم.أي كارثة للشعب. عبر السقوط في هوة البؤس.
تخيل أن حلف شمال الأطلسي على عتبة موسكو. هل سيخضع الكرملين ويقبل عدم القيام بأي حركة ؟ مع وجود قواعد منظمة حلف شمال الأطلسي في 26 دولة أوروبية ستكون على الأرجح هي المنصة المركزية لمسرح الحرب المقبلة ؟
ألا يدرك المهرج أوباما ذلك؟ – هل التوابع الأوروبية بلا عقل؟ أو هل يخطط القادة الأوروبيون الجبناء للهرب عندها إلى ولاية فلوريدا، في حين يتركون شعوبهم فريسة للغبار؟ – إستيقظي وأوروبا! استيقظي! – الكثير من الناس في أوروبا، يريدون استعادة بلادهم من الدمى الليبرالية الجديدة، وتخليصها من القادة الجبناء والبلهاء.
في الواقع، إن دفع الغرب من قبل الامبراطور العاري إلى شن الحرب على روسيا على عدة جبهات: انقلاب دموي في اوكرانيا ومجزرة ميدان في فبراير 2014؛ تسليح وتجهيز مجرمي الحرب في كييف الذي أدى إلى سقوط خمسة آلاف على الأقل قتلوا بوحشية من سكان دونباس معظمهم من المدنيين والنساء والأطفال، وأكثر من مليون لاجئ بلا مأوى في روسيا.
حملة لا هوادة فيها لمعاداة روسيا، ودعاية ضد بوتين من قبل اللوبي الصهيوني الأنجلوسكسوني الذي يسيطر على وسائل الإعلام في العالم وتنظيم الاستخبارات الأميركية لحملات من الكذب حول عمليات مدبرة، مثل إسقاط سلاح الجو في كييف للطائرة الماليزية مما أسفر عن مقتل 298 شخصا. وتنظيم وابل من العقوبات الاقتصادية التي لا تعد ولا تحصى وإن كان ذلك، يصيب أوروبا أكثر من روسيا.
حرب العملات مع التراجع المهندس للروبل، جنبا إلى جنب مع انخفاض أسعار النفط التي دبرت بالتآمر مع المهرجين السعوديين عبر إغراق الأسواق العالمية مما سدد طعنة ليس فقط في اقتصاد روسيا، ولكن أيضا في الاقتصادات الأخرى التي ترفض الخضوع لمشيئة واشنطن وإملاءاتها مثل إيران وفنزويلا.
وبالإضافة إلى ذلك، هناك هجوم على الجبهة غير المباشرة – الشرق الأوسط – حيث تم إنشاء وتسليح داعشلزعزعة استقرار سوريا. وتم وضع الكثير من المساحيق في تمويه هذه الحقيقة بقصف سوريا – الحليف المقرب من روسيا – ل«تغيير النظام»، وهو الهدف الذي كان على جدول أعمال وزارة الخارجية على مدى السنوات العشر الماضية. إيران، الحليف الآخر لروسيا والصين، قد تكون الهدف المقبل.
ذلك كله منقوش في مشروع القرن الأمريكي الجديد. ذيل الكلب الصهيوني من مهرجي الإمبراطورية لا يعرف الرحمة.
روسيا تحتفظ برباطة جأشها وفلاديمير بوتين هو بامتياز لاعب شطرنج، يناور على الغرب في كل خطوة. بالإضافة إلى إمساكه باحتياطيات روسيا الكبيرة من النقد الأجنبي – تقدر ما يقرب من نصف تريليون دولار بينما السيدة الفيرا نابيولينا، رئيسة البنك المركزي الروسي، دخلت في اتفاق مقايضة العملات مع الصين، وتأليب الاقتصادات مجتمعة ضد الاعتداءات الاقتصادية الغربية.
قبل أيام قليلة بدأ البنك المركزي الروسي إعادة شراء للروبل بأسعار رخيصة، مع احتياطياته الأجنبية الزائدة. فارتفعت العملة الروسية وحدها 10٪ في 17 ديسمبر آخر يوم للتداول قبل عطلة نهاية الأسبوع. مع سقوط الروبل، كان مساهمون أجانب من الشركات الروسية، وخاصة في أوروبا والولايات المتحدة، كانوا خائفين من فقدان أموالهم في ظل انهيار الروبل. عرضوا أسهمهم للبيع فاشترتها روسيا بسرعة وبالتالي ليس ماجرى مجرد استرجاع الحيازات الأجنبية من الأوراق المالية الروسية إلى الخزائن الروسية، ولكن أيضا جني أرباح هذه الأسهم. وفقا لبعض الروايات (شبيجل أون لاين)، مع هذه الخطوة وحدها كسبت روسيا نحو 20 مليار دولار.
يبدو أن ما يجري تدريجيا هو كسب روسيا للحرب الاقتصادية والإعلامية بينما تبدو الأمور على الجبهة الغربية السياسية متداعية للغاية. الحكومة المجرية، وهي عضو في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، أعلنت للتو تحالفا مع روسيا ضد واشنطن. تركيا، التي تسعى من زمن لدخول الاتحاد الأوروبي، تشعر بالاشمئزاز مع أوروبا وبدلا من ذلك تسعى إلى العضوية في (منظمة شنغهاي للتعاون) وهيتركيا العضو في حلف شمال الاطلسي ويبدو أن دولا أخرى سوف تحذو حذوها، وأكثر وأكثر قد نشهد تعرية الامبراطورية والخباثة البشعة؟
الحجاب آخذ في الهبوط. تدريجيا. ما يسمى حلفاء الإمبراطورية يشعرون بالقلق منذ فترة طويلة. يخافون من “عقوبات” أو مما هو أسوأ، من الممكن أن يستهدف أي كان من قبل آلة القتل لا ترحم، لمجرد ان هز رأسه أولعب جنبا إلى جنب. حتى الآن. يرون انهيار الوحش، ويفكرون على نحو متزايد بالقفز من السفينة.
أوروبا – يجب ان تكون على علم ! وسط الحرب القادمة قد تكون أوروبا مرة أخرى فريسة الموت الذي لا يعرف الرحمة. بدلا من تدمير الكون ونفسه وترك الناجين وراءه هذا الوحش قد ينشب مخالبه السامة ويقتل أوروبا من خلال العزلة الاقتصادية؛ عن طريق تدمير عملتها بالدولار. من خلال جعل هذا المال لا قيمة له وعفا عليه الزمن.
أوروبا – لم يفت الأوان بعد! المستقبل الاقتصادي الخاص بك هو في الحكم الذاتي الخاص بك؛ في تحالف من الدول السيادية الأوروبية مع الشرق – تحالف مع طريق الحرير الجديد لبناء اقتصادي واعد. والعرض الذي قدمه السيد شي جين بينغ إلى مدام ميركل في الربيع الماضي لا يزال مفتوحا. لكن التفكير الليبرالي الجديد هو التفكير على المدى القصير.
أوروبا، يمكنها أخذ زمام المبادرة. لكسر مخطط كازينو الدولار المثقل بالديون وهناك نظام نقدي جديد الروبل يوان مقره في طور التكوين. سلة قد توسع قريبا من العملات الأخرى بريكس – و، من يدري، ربما اليورو؟ – لدينا أطفال وأحفاد وأولاد يستحقون مستقبلا من السلام والوئام والرفاه.
بيتر كونيغ هو خبير اقتصادي ومحلل جيوسياسي. وهو أيضا موظف سابق في البنك الدولي وعمل على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم في مجالات الموارد والبيئة والمياه. يكتب بانتظام في غلوبال ريسرش ICH، RT، صوت روسيا، وريا نوفوستي، ومواقع الإنترنت الأخرى.
رابط هذا المقال : http://www.globalresearch.ca/europe-beware-world-war-iii-could-destroy-europe-for-the-third-time-in-a-century/5421998