قنديل القى كلمة الوطني للاعلام حول النزوح في برشلونة
نظمت الشبكة المتوسطية للمرجعيات الناظمة للاعلام ورشة عمل حول قضية النازحين ومعالجتها في وسائل الاعلام وقد استضافت الورشة الهيئة الوطنية الناظمة في أسبانيا ومثل لبنان وفد يضم عضوي المجلس الوطني للاعلام حسن حمادة وغالب قنديل الذي القى كلمة هذا نصها :الزميلات والزملاء الأعزاء
نشكر الزملاء في أسبانيا على استضافة هذه الورشة حول التعاطي الإعلامي مع قضية النازحين واللاجئين في حوض المتوسط التي تفاقمت نوعيا في السنوات الأخيرة نتيجة الحروب التي حركتها قوى دولية وإقليمية لخدمة اطماع ومخططات للهيمنة والنهب وقد انشات تلك المشاريع مآس جديدة في الشرق العربي وشمال أفريقيا إضافة للكارثة المستمرة على يد الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين.
في لبنان مئات آلاف الفلسطينين التواقين للعودة إلى وطنهم ومثلهم مئات آلاف السوريين النازحين .
في فلسطين تنظم المذابح الوحشية على يد المغتصبين الغزاة والمستعمرين ضد المسيرات الشعبية الفلسطينية السلمية للمناداة بحق العودة وتقرير المصير لشعب اقتلع من ترابه الوطني تحت رعاية الانتداب الاستعماري الغربي لعصابات إرهابية صهيونية هي اليوم الكيان الاستعماري الاستيطاني الوحيد في العالم وهذا هو الكيان الغاصب المدجج بالسلاح حتى الأسنان والذي يملك ترسانة نووية تهدد المنطقة العربية كلها.
اللجوء الفلسطيني هو مشكلة لبنانية فلسطينية مشتركة منذ عام 1948 وقد بات منذ العام 2011 لدينا عبء ضخم ناتج عن تهجير عصابات الإرهاب التي دعمتها دول غربية بكل أسف وألبسها الإعلام العالمي قناع الثورة الكاذب الذي اكتشفه الشعب السوري ومزقه فنهض متضامنا مع جيشه ودولته الوطنية.
الصورة الإعلامية لقضية النزوح واللجوء في لبنان زائفة ومنقوصة ومغيبة وجل ما يثير اهتمام وسائل الإعلام الأوروبية هو الوعود التي يقدمها الاتحاد الأوروبي بدفع الأموال للحكومة اللبنانية بهدف حثها على مساعدة النازحين على البقاء حيث هم ومنهم من العودة إلى وطنهم حيث سيطرت الدولة السورية على مناطق واسعة عاد إليها عشرات الالاف واستؤنفت دورة الجياة الطبيعية فيها وعادت مدارسها وجامعاتها ومعاملها وحقولها تعمل بصورة طبيعية.
الرسالة الإعلامية الشائعة اليوم تقوم على تخويف النازحين من العودة وتحريضهم ضد دولتهم وهو فصل آخر من العدوان العالمي على سورية بقيادة الولايات المتحدة وما يوضح ذلك هو الأسئلة التالية :
1- من أرسل فرقا من المراسلين والمحررين لتقصي آلية التصرف بالمعونات والمساعدات لمعرفة ما إذاكانت تصل للنازحين ام ينهبها اخطبوط يتكون من سلسة لصوص بعضها يضم مندوبي وكالات الإغاثة والمساعدة وجمعيات هي واجهات لبعض السياسيين اللبنانيين النافذين.
2- ظهر كثير من القصص والمعطيات عن تورط وكالات وصناديق عالمية وإقليمية لم يظهر منها شيء في الإعلام الأجنبي إلى جانب عرض وجوه مآسي النازحين ومعاناتهم.
3- من اهتم بمتابعة كيف يعيش النازحون الذين عادوا إلى مناطقهم في سورية برعاية الدولة السورية الشرعية الممثلة في الأمم المتحدة بعد تحرير تلك المناطق من داعش والقاعدة ومثيلاتها التي تلقت المليارات وآلاف الأطنان من الأسلحة الفتاكة؟
4- كم تحقيقا صحافيا او تلفزيونيا نفذ لمتابعة الموضوع بدلا من التحريض لعرقلة العودة بينما تقول وكالة غوث اللاجئين في آخر استطلاع للرأي اجرته ان تسعين بالمئة من النازحين السوريين يريدون العودة إلى وطنهم ولا يحتاجون ضمانة مسبقة من احد وبدلا من ممارسة الضغوط السياسية على السلطات اللبنانية لمنعها من ممارسة حقها السيادي في التنسيق مع نظيرتها السورية لتنسيق عودة النازحين؟
5- تابعنا بكل ارتياح وترحاب اهتمام العديد من وسائل الإعلام الأوروبية والمتوسطية بالتحركات الشعبية الفلسطينية ضد الاحتلال الصهيوني ومن اجل حق العودة ونثمن حملات التضامن التي تشهدها البلدان الصديقة في حوض المتوسط من اجل فلسطين وما قامت به بعض الوسائل المتوسطية والأوروبية من تغطية وفضح للقمع الوحشي الذي يقتل الفلسطينيات والفلسطينين كل أسبوع ويعتقل المئات من النساء والأطفال ويتصدى بوحشية لا يمكن أن نقبل الاكتفاء بوصفها كعنف مفرط يتعرض له جمهور مسالم لا يستخدم أي سلاح رغم انه يحتضن شبابا وفتيات لديهم الاستعداد للموت من اجل قضيتهم وبينهن وبينهم حملة شهادات جامعية كالبطل الشهيد باسل الأعرج ولنحفظ الاسم جيدا فهو رمز لجيل فلسطيني يختبر اليأس من مهزلة الحلول السلمية ووعودها الكاذبة.
إعلاءا للحقائق ودعما للعدالة ولحقوق الإنسان ولحرية الشعوب في المعرفة وحرية الرأي والتعبير نقترح ما يلي :
اولا التوصية بالاهتمام بقضية فلسطين وبفضح القتل الوحشي والقمع الذي تتعرض له مسيرات حق العودة وما تمثله من انتهاك بشع لحقوق الإنسان وعلى وسائل الإعلام ان تعطي مساحات واسعة للتغطية والنقاش وان تقدم منابرها لتعبير الفلسطينين عن حقوقهم المشروعة التي يتنكر لها الاحتلال.
ثانيا التوصية باهتمام وسائل الإعلام بقضية النازحين ومعاناتهم والاستقصاء عن مسارات التصرف بالمساعدات المخصصة باسمهم وفضح التلاعب بها والمتورطين في ذلك والضغط لإجراء تحقيق اممي شفاف وتحقيقات وطنية صارمة في ملف الفساد الذي يحيط التصرف بالمساعدات.
ثالثا دعم مبدا حق النازحين بالعودة إلى اوطانهم ومطارحهم ومناطق سكنهم بإرادتهم الحرة والتحقق من ظروف حياة العائدين منهم في سورية وهم بمئات الآلاف بدلا من تسويق الروايات المفبركة والأفكار المسبقة لخلق انطباعات تعيق العودة بهدف استثمار سياسي تضمره بعض الجهات الدولية للضغط على الدولة الوطنية السورية الشرعية والدستورية.
نحن في لبنان على استعداد لمساعدة وسائل الإعلام الأوربية الراغبة في تنظيم بعثات إلى سورية للتقصي عن احوال مئات آلاف العائدين إلى مناطق حلب وحمص حماه وغوطة دمشق ومستقبلا إلى الجنوب السوري الذي باشر الجيش العربي السوري معركة تحريره وتنظيم مصالحات سياسية وشعبية في جميع انحائه وتخليص السكان من عصابات القاعدة وداعش.
عبرة الحدث السوري أيها الزملاء :سقطت الأكاذيب ولا طريق إلى الحقيقة إلا ملامستها عن قرب والتعرف على ما يجري واقعيا وليس في اجترار الصورة التي تم تصنيعها في الغرف السوداء الأميركية والدولية والإسرائيلية وغيرها من الجهات الداعمة لداعش والقاعدة بالشراكة مع حكومات السعودية وقطر وتركيا والأردن.