الصحافة اللبنانية

من الصحافة اللبنانية

أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية

البناء: لافروف يلتقي بولتون الأربعاء… والجيش السوري يتقدّم بسرعة… و”إسرائيل” تراه منتصراً “المستقبل”: لن نقبل للرئيس وتياره نيل أكثر من ثلث الحكومة… والحريري مكانك راوح الناشف من حمص: معارك الجنوب ستغيّر المعادلات… وجعجع من بيت الوسط: لا سجال ولا تنازل

كتبت “البناء”: بدأت التحضيرات للقمة المرتقبة بين الرئيسين الأميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين منتصف الشهر المقبل تتصدّر الاهتمامات الدولية والإقليمية، وقد دخلت التحضيرات حيّز التنسيق لجدول الأعمال وقضايا النقاش. وبالتأكيد كما العادة في مثل هذه القمم، مشاريع التفاهمات، ويأتي الاجتماع الذي سيضمّ وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف ومستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون في موسكو غداً الأربعاء، علامة على المدى الذي بلغته التحضيرات للقمة.

الملفات المشتركة بين موسكو وواشنطن كلها على الطاولة، وخصوصاً سورية، لكن في سورية معادلات يفرضها الجيش السوري وحلفاؤه بإيقاع غير قابل للكسر، حيث يتقدّم الجيش والحلفاء في الجنوب بسرعة قياسية اضطر “الإسرائيليون” للاعتراف، بأنها تصنع نصراً لا يقبل العودة للوراء ولا أمل للجماعات المسلّحة بتغيير إيقاعها، بينما تحدّث عن هذه الانتصارات رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي حنا الناشف من حمص، مشيراً إلى أنها سترسم معادلات جديدة في المنطقة تُعيد تصويب البوصلة نحو فلسطين.

في لبنان تصاعد السجال حول الحكومة الجديدة، مع انضمام تيار المستقبل علناً إلى حلفائه في القوات اللبنانية والحزب التقدمي الاشتراكي، فتحدّث نوابه عن استحالة قبولهم نيل رئيس الجمهورية والتيار الوطني الحر ما مجموعه أكثر من ثلث الحكومة، تحت شعار عدم السماح بتشكيل ثلث معطل، بينما يسعى رئيس تيار المستقبل في تشكيل الحكومة لتمكين حلفه من نيل نصف الحكومة وضمناً الثلث المعطل، بتبنّي مطالب حلفائه المضخمة مسيحياً ودرزياً من جهة، ومطالبته بكامل حصة الطائفة السنية من جهة مقابلة ليصير الحصاد بـ 44 نائباً لـ 15 وزيراً مقابل 15 وزيراً لرئيس الجمهورية والتيار الوطني الحر وثنائي حركة أمل وحزب الله وحلفائهم في السنة والدروز والمسيحيين، ومعهم المستقلون الذين يمثلهم الرئيس نجيب ميقاتي وكتلته، أيّ 15 وزيراً لـ 78 نائباً ورئيس الجمهورية و15 وزيراً لـ 44 نائباً ورئيس الحكومة.

بعد كلام نواب المستقبل الصادم لرئيس الجمهورية، لم تردّ مصادر بعبدا، ولا التيار الوطني الحر الذي حَصَر الردّ بسجال بقي بينه وبين القوات والاشتراكي، ليستدرك الحريري ليلاً خطورة كسر الجسور مع رئيس الجمهورية الذي لا تتشكّل الحكومة من دون توقيعه، والذي لا يمكن التعامل معه كرئيس بلا حاضنة قوية يمكن فرض الأمر الواقع عليه، فاستقبل رئيس القوات سمير جعجع ليلاً في بيت الوسط الذي قال لا رغبة بالسجال، لكن لا نيّة للتنازل.

تبدو الحكومة في لبنان مرهونة بما يجري في المنطقة، وربما بانتظار مطلوب سعودياً لما بعد قمة ترامب – بوتين، وما بعد انقشاع مستقبل التفاهم النووي مع إيران في ضوء التفاوض الجاري بين أوروبا وإيران، ومصير صفقة القرن التي يبشر بإعلانها الرئيس الأميركي قريباً، بينما هناك مَن ينصح بعدم إضاعة الوقت، فما يجري في الجنوب السوري سيغيّر معادلات كثيرة تتجاوز حدود سورية.

أكد رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي حنا الناشف أنّ ما حققته الشام وتحققه من انتصارات في الميدان والسياسة يشكّل دليلاً قوياً وملموساً على قدرة شعبنا في تحديد بوصلته والدفاع عن سيادته، لافتاً الى أنّ “معركة الجنوب ستفرض معادلات جديدة تسقط كلّ المشاريع والمخططات التي حاول العدو الصهيوني أن ينفذها على مرّ سنوات الحرب في تلك المنطقة الحدودية مع فلسطين المحتلة، حيث يواصل أبناء شعبنا بالدم والنار والحجر والإرادة، مقاومة الاحتلال ويقفون صامدين بوجه العدو وترسانته الحربية”.

وخلال اجتماع إداري عقده في مدينة حمص مع المنفذين العامين والهيئات في عدد من المنفذيات، دعا الناشف إلى البقاء على الجهوزية لمواجهة الأخطار والتحديات العدوانية التي تواجه بلادنا، معتبراً أنه رغم الإنجازات التي يحققها الجيش السوري وحلفاؤه، فإنّ هناك تهديداً خطيراً في الشمال يتمثل بالاحتلال الأميركي والتركي لعدد من المناطق السورية، وحيال هذا الاحتلال لا خيار أمام السوريين إلا القتال والمقاومة، خصوصاً أنّ التركي مدعوماً من الأميركي يكشّر عن أنيابه وفي نيته تثبيت احتلاله لأرض سورية أُخرج منها قبل مئة عام، وهذا ما يرتب علينا أن نكون مستعدّين لتأدية الواجب القومي دفاعاً عن أرضنا ولتحرير ما هو محتلّ منها حتى كيليكيا والاسكندرون.

وشدّد الناشف على أنّ حزبنا ركن أساسي في عملية تحصين وحدة المجتمع والدفاع عنه، في وجه القوى الظلامية الإرهابية وفي إفشال المؤامرات التي تستهدف بلادنا.

جعجع من بيت الوسط: أُسهل بوقف السجال!

قلّصت زيارة رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع الى بيت الوسط مساء أمس، مساحة التفاؤل بقرب ولادة الحكومة العتيدة، وسط إصراره على مطالبه، فقد جاءت الزيارة في ظل اتساع دائرة الخلاف بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف سعد الحريري بشأن توزيع الحصص على القوى السياسية، كما جاء لقاء جعجع – الحريري بعد إلغاء الأخير زيارته الى بعبدا مساء الأحد الماضي، كما أشاعت دوائر بيت الوسط وأعقبت أيضاً رفضه لقاء باسيل السبت الماضي، فغاب باسيل وحطّ سمير.

ويكفي شكل الزيارة بمعزل عن المضمون للدلالة على أن الحريري يقف في صف القوات اللبنانية وملتزم تحقيق مطالبها ويمكن الذهاب أبعد من ذلك الى حد أن شريك التسوية الرئاسية مع العهد بات أقرب الى “القوات اللبنانية” على حساب العلاقة مع التيار الوطني الحر، وقد بدأ هذا الانزياح السياسي التدريجي بعد القرارات التي اتخذها رئيس المستقبل عقب الانتخابات النيابية بضغط سعودي لا سيما إقالة مدير مكتبه نادر الحريري الأقرب الى التيار الحر، وما عزّز مناخ اقتراب الحريري من “القوات” هو دخول تيار المستقبل ومصادر المعلومات المحيطين بالحريري في الاشتباك العوني – القواتي الى جانب حليف الأمس “القوات”.

وجُلّ ما قدّمه جعجع للإسراع في تأليف الحكومة هو التعهد كما قال “في عدم الدخول بأي سجال سياسي او اتهامات”. وأضاف بعد لقائه الحريري في بيت الوسط بحضور الوزيرين ملحم رياشي وغطاس خوري: “جئت إلى بيت الوسط للمساعدة في تسهيل تأليف الحكومة، ومن جهتنا سنوقف حالياً أي سجالات سياسية رغبة منا لمساعدة الحريري، إلا أنه لا نستطيع تصغير حجمنا بيدنا في الحكومة”.

وشدّد على أن “العقدة مش عنا. وأنا أعتقد أن تشكيل الحكومة بيد رئيسي الجمهورية والحكومة ولا يمكن أن تقيّم الأحزاب بعضها الآخر”. وأوضح أن “الحكومة لا تتشكل على الطريق ولا في القهوة بل تتشكل في الغرف المغلقة بين المولجين بتشكيلها”. وجدّد جعجع تمسكه بـ “التسوية التي أوصلت الرئيس ميشال عون وما زلنا داعمين للعهد رغم الحساسيات الموجودة”.

وقالت أوساط الرئيس المكلف لـ “البناء” إن “الاتصالات واللقاءات لم تتوقف مع مختلف القوى السياسية رغم العقبات الحالية”، ونفت أن “تكون الأمور وصلت الى حد الأزمة بين بعبدا وبيت الوسط أو بين التيار الوطني الحر وتيار المستقبل”، موضحة أن الحريري يعمل لسحب فتيل التوتر بين التيار والقوات لتهدئة الأجواء لتسهيل التأليف، مشيرة الى “أن هناك وجهات نظر مختلفة بين الرئيسين عون والحريري في مسألة توزيع الحصص”.

الأخبار : الحريري: سنواجه أزمة اقتصادية كبرى

كتبت “الأخبار “ : سوء الوضع الاقتصادي لا يخفى على أحد. لكنّ المسؤولين اعتادوا التقليل ‏من أهمية ما يُحكى عن ذلك. الجديد، والخطير، أن يقول الرئيس سعد ‏الحريري لحليفه سمير جعجع، في لقاء جمعهما أمس، إن أزمة اقتصادية ‏كبرى مقبلة على البلاد، وإنه سيؤلّف الحكومة قريباً، لمواجهتها

يتولى الرئيس سعد الحريري “الجديد” مفاوضات تأليف الحكومة. طوى صفحة ثنائية نادر الحريري ــــ جبران ‏باسيل، وقرر العودة إلى “مكانه الطبيعي”، قرب رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع. ولتحقيق هذا الهدف، ‏استعاد الحريري موقعه السياسي الذي يريحه، في مواجهة الرئيس ميشال عون وباسيل. ولئن كان الرئيس المكلف ‏بتأليف الحكومة يلتزم الصمت أو الكلام العمومي، فإنه يوعز إلى وسائل إعلامه بإعلان موقفه. أول من أمس، شنّ ‏تلفزيون “المستقبل” هجوماً على العماد عون، من دون تسميته، من خلال التصويب على “الأعراف” التي يحاول ‏تثبيتها، كقرار تسمية نائب رئيس الحكومة. أما أمس، فكان الهجوم من نصيب وزير الخارجية الذي حمّله ‏‏”المستقبل” مسؤولية منع التوصل إلى اتفاق على تأليف الحكومة، من خلال نسفه، بحسب مصادر “المستقبل”، ‏صيغة حكومية وافق عليها رئيس الجمهورية تتضمّن حل عقدة المقاعد الدرزية.

مطّلعون على أجواء الحريري يرفضون منح مواقف “المستقبل” أيّ أبعاد خارجية. برأيهم أن “الحريري لم يتبلّغ ‏قراراً سعودياً بالتصعيد في وجه عون. فالرئيس المكلّف معني حصراً بتلبية مطالب القوات، ضمن المعقول”. لكن، ‏وعلى ذمة المصادر نفسها، فإن رئيس تيار المستقبل “منزعج من أداء الوزير باسيل الذي يصعّب مهمة التأليف، ‏ويريد، بالتكافل والتضامن مع عون، فرض أعراف تنسف الطائف”. هذه القراءة “المستقبلية” تلتقي مع موقف ‏الحزب التقدمي الاشتراكي الذي لا يرى في الاعتراض العوني على مطالبته بالمقاعد الدرزية الثلاثة سوى عودة ‏إلى حروب التاريخ بين الموارنة والدروز في الجبل. ويقول اشتراكيون إن باسيل يحاول فرض أعراف لم يكن ‏معمولاً بها بعد الطائف، كتقسيم الحقائب السيادية، والحقائب الأساسية، مناصفة بين المسلمين والمسيحيين.

يوم أمس، لم يشهد أي تقدّم يُذكر على مسار التأليف. لم يزر رئيسُ الحكومة قصر بعبدا، ولا التقى أحداً من التيار ‏الوطني الحر، لكنه استقبل ليلاً جعجع، يرافقه الوزير ملحم رياشي. وكانت القوى المعنية بالتأليف تعوّل على هذا ‏اللقاء لتذليل العقبة المتمثلة في مطالبة القوات بالحصول على 5 حقائب، من بينها وزارة سيادية، إضافة إلى ‏منصب نائب رئيس مجلس الوزراء. وبحسب مصادر قواتية، فإن جعجع مستعد لتسهيل التأليف، لكنه لن يتنازل ‏عن الوزارة السيادية أو منصب نائب رئيس الحكومة. وبحسب مصادر مطلعة على اللقاء، فإنه كان يهدف إلى ‏تخفيف التشنّج بين القوات والتيار الوطني الحر، إذ طالب الحريري جعجع بوقف السجالات بين الطرفين. ‏واستجاب رئيس القوات لمطلب حليفه. لكن الأخطر في كلام الحريري هو قوله لضيفه إن “أزمة اقتصادية كبرى ‏مقبلة على البلاد، ولا بد من الإسراع في تأليف الحكومة لمواجهتها”. وأكّد أن مختلف الدول المعنية بالشأن ‏اللبناني، والقوى اللبنانية الرئيسية، مجمعة على ضرورة تأليف الحكومة في أقرب وقت، مشدداً على أنه سيسعى ‏إلى إنجاز التشكيلة الحكومية في غضون 3 أسابيع على أبعد تقدير.

مصادر معنية بالتأليف علّقت على كلام الحريري، فلم تستبعد احتمال ان يكون الرئيس المكلّف يستخدم الوضع ‏الاقتصادي السيئ للضغط على شركائه.

وبحسب المصادر، فإن موقف القوات اللبنانية بات أقل تشدداً من ذي قبل، فهي لم تعد تطالب بحقيبة سيادية، بل ‏بأربع حقائب حصراً، بينها حقيبة أساسية ومنصب نائب رئيس الحكومة. وتجزم المصادر بأن الحريري يؤيد ‏مطالب جعجع. في المقابل، تؤكد مصادر رفيعة المستوى في التيار الوطني الحر أن حصة القوات هي 3 وزراء ‏حصراً، لا تتضمن وزارة سيادية ولا منصب نائب رئيس الحكومة. وتلفت إلى أن التيار يعارض حصول القوات ‏على منصب نائب رئيس مجلس الوزراء، فيما الفيتو على “السيادية” يأتي من قوى أخرى. وتضيف المصادر أن ‏حصة الاشتراكي هي وزيران، لا أكثر، بحسب طريقة التوزيع المعتمدة، و”إذا أراد احد ما أن يرفع حصتيهما، ‏فليمنحهما مقاعد من حصته”. هل هذا الكلام يعني أن الحكومة لن تبصر النور، ربطاً بمطالب القوات؟ تجيب ‏المصادر نفسها: “هذا ليس ضرورياً. يمكن تأليف الحكومة بلا القوات، إلا إذا منحها الرئيس المكلف مقعداً من ‏حصته“.

وفي حال تمّ حلّ عقدة “القوات”، فسينتقل الحريري إلى البحث عن حلول لعقدتي المقاعد الدرزية، ومطلب التيار ‏الوطني الحر ــ رئيس الجمهورية بالحصول على الثلث المعطّل، والمقعد السنّي لنواب 8 آذار.

ويلفت متابعون لمشاورات التأليف إلى أن تقسيم الحقائب السيادية بات محسوماً: المالية لحركة أمل، الداخلية ‏للمستقبل، الخارجية للتيار الوطني الحر، والدفاع لرئيس الجمهورية. أما الحقائب الست الأساسية، فعلى الأرجح ‏أن سترسو على الآتي:

الأشغال” للمردة، “الصحة” لحزب الله، “الاتصالات” لـ”المستقبل”، الطاقة للتيار الوطني الحر. أما التربية ‏والعدل، فستكون إحداهما من حصة القوات والثانية من حصة “الاشتراكي“.

النهار: معركة توازنات وعضّ على الأصابع… وجعجع يهدئ

كتبت “النهار”: قد يكون أكثر ما أثار مخاوف الاوساط السياسية المواكبة لعملية تأليف الحكومة الجديدة ان التراجع الحاد لاحتمالات التوصل الى حلحلة التعقيدات التي تعترض ولادتها سريعاً لم يعد نتيجة للتباينات حيال توزيع الحصص الوزارية والحقائب فحسب، بل زادته حدة “حرب” فريقي “تفاهم معراب” التي باتت تضع هذا التفاهم برمته على مشارف الانهيار التام اولا وتشكل العامل الاشد سلبية في مسار التأليف. والواقع ان الساعات الاخيرة شهدت تسعيرا للخلاف المتفجر بين “التيار الوطني الحر” و”القوات اللبنانية” في ظل اندفاع واضح من الفريق الاول الى تحجيم حصة الفريق الثاني في الحكومة، الامر الذي تسبب ايضاً باصطدام “ناعم” وصامت بين الرئيس المكلف سعد الحريري والفريق الرئاسي. واذ برزت معالم أزمة التأليف بوضوح مطلع الاسبوع بحيث لم تسجل اي تطورات ايجابية لتجنب الاستغراق في مرحلة “العض على الاصابع” التي يخشى ان تطبع هذا المسار في حين لا يحتمل البلد ترف الانتظار الطويل لا اقتصادياً ومالياً ولا اجتماعياً وانمائياً، سيكون سفر رئيس المجلس النواب نبيه بري في اجازة الى اوروبا في الساعات المقبلة ( ما لم يحصل ما يرجئ سفره ) مؤشراً كافياً لاستبعاد أي مخرج وشيك للأزمة.

وأوضحت الاوساط المواكبة للاتصالات الجارية في سبيل تدوير الزوايا وتخفيف وطأة بعض الظواهر السلبية “التي باتت تلعب دوراً سيئاً في عرقلة التاليف مثل استباق دور الرئيس المكلف والتحدث من زوايا فوقية تظهر الدولة كأنها ملك فريق”، كما قالت هذه الاوساط، اصطدمت بواقع متصلب أثار الخوف من اتجاهات الى السيطرة على القرار الحكومي من خلال الحصول على الثلث المعطل لفريق رئيس الجمهورية و”التيار الوطني الحر” وحده، فكيف حين يضاف اليه حلفاؤه في قوى 8 آذار ؟ واشارت الى انه لم يعد خافياً ان الرئيس المكلف يخوض ولو بهدوء متماد معركة الحفاظ على معايير الحدود الدنيا من التوازنات التي لا تستقيم الحكومة العتيدة من دونها، لكنها نبهت الى ان معالم التوتر الكبير الذي يسود العلاقة المتشجنة بين “التيار الوطني الحر” و”القوات اللبنانية ” بدأت ترسم ظلال الشكوك الابعد من الاشتباك السياسي والاعلامي وما اذا كان وراءها ما يتجاوز مسألة تصفية حسابات تعود الى تجربة التعايش الاولى في الحكومة المستقيلة والانتخابات النيابية.

اللواء: عشاء بيت الوسط”: كفّ يد باسيل عن التأليف.. وجعجع يهادن العهد إستئناف مشاورات التأليف رهن جواب بعبدا.. وبدء تنفيذ الخطة الأمنية في البقاع

كتبت “اللواء”: تجزم المصادر المطلعة على مشاورات تأليف الحكومة ان هبات التشاؤم أو التفاؤل التي تبدو حارة أو فاترة، لا تؤشر، ولا تؤثر على القرار المحسوم بضرورة تأليف الحكومة، والخروج من حالة “الاشتباك” حول الاحجام والاوزان، والثلث المعطل أو الضامن، وحق من هنا، وحق من هناك، وتفسير هذا التفاهم أو ذاك، على نحو يتفق أو يختلف مع الطموحات الوزارية، وكأن الحكومة العتيدة هي أوّل الحكومات واخرها..

تعطلت لغة الاتصالات وحتى اللقاءات، ما خلا الزيارة التي قام بها رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع إلى بيت الوسط، واجتماعه مع الرئيس المكلف سعد الحريري الذي تمنى عليه الجنوح إلى التهدئة مع التيار الوطني الحر، فأعلن بعد اللقاء “من جهتنا سنوقف أي سجالات سياسية”، رغبة “منا بمساعدة الرئيس الحريري على تشكيل الحكومة”، موضحاً “سنبقى نسعى لحلحلة العقد الممكنة” في إشارة إلى ان العقد ما تزال قائمة، رافضاً بطريقة ضمنية التراجع عن مطالب “القوات” في حقيبة سيادية ونائب رئيس حكومة، من زاوية ان في ما “يتعلق بالحقائب والاحجام، فإن هناك انتخابات نيابية أفرزتها، وأنا لست صاحب حق وهذا ليس ملكية خاصة”.

واتهم رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل بطريقة ضمنية بأنه يركب على ضهر القوات”، معتبراً ان مسألة تشكيل الحكومة هي عند الرئيسين ميشال عون والحريري، مؤكداً انه ملتزم بالتسوية السياسية التي أدّت إلى انتخاب العماد ميشال عون، ومن “مصلحتنا ان ينجح هذا العهد”.

الجمهورية : تحضيرات أميركية لعقوبات على “حزب الله”… والتأليف ‏يتحوّل مهزلة

كتبت “الجمهورية “: مهما حاول أهل السياسة والسلطة الهروب الى الامام ودفن ‏رؤوسهم في الرمال، ورفع السواتر وإشغال الناس تارة ‏باشتباكات ومناكفات سياسية على قشور الامور، وطوراً ‏باختلاق قضايا ثانوية، فإنهم لن ينجحوا في حجب حقيقة ‏الواقع الاسود الذي يعانيه البلد.

صار تأليف الحكومة مهزلة، تتوالى فصولها في مسرحية هزلية سخيفة، وسط ‏ساحة سيرك سياسي، تتقاذف فيه كرة التعطيل بين هذا الطرف السياسي ‏أو ذاك. من دون ان يعير ايّ من اللاعبين انتباهاً لعقارب الساعة اللبنانية، ‏التي تقترب شيئاً فشيئاً من لحظة الخطر.

حقيقة الواقع اللبناني، انه على منصة الاستهداف، من العواصف الداخلية ‏التي تفرّخ أزماتها في كل مفاصل الدولة، وكذلك العواصف الخارجية، وآخرها ‏ما كشفه ديبلوماسيون غربيون لمسؤولين لبنانيين عن تحضيرات اميركية ‏لسلة عقوبات جديدة، قطعت شوطاً كبيراً في الكونغرس، وتطال في جانب ‏أساسي منها “حزب الله”، ووُصفت بـ”غير المسبوقة”. وقد تصدر بالتوازي ‏مع سلة عقوبات قاسية على إيران.

على انّ أخطر العواصف تتهدّد الوضع المالي والاقتصادي في لبنان، والمراجع ‏المالية ترفع الصوت وتدقّ ناقوس الخطر وتنقل تحذيراتها الى المراجع ‏الرسمية والسياسية، من انّ البلد مقبل على كارثة اذا ما ظل، كما هو حالياً، ‏فاقداً لعناصر الصمود أمام العاصفة.

وأخطر ما في تلك الصورة، هو التشبيه الذي أعطاه احد رجال المال والاقتصاد ‏الكبار، بقوله لـ”الجمهورية”: وضع لبنان اليوم أشبه ما يكون بسفينة ‏‏”التايتانيك”. على متنها من فوق أناس يغنون ويرقصون ويحتفلون، ويقودها ‏ربّان “مطنّش” ومصرّ على مسارها كما هو، ومن تحت جبل جليدي ارتطمت ‏به وغرقت بكلّ ما ومن فيها. ولو انّ ربّان “التايتانيك” صحّح مسارها لَما ‏غرقت. فحالنا مثل تلك السفينة، اي الغرق، إن بقي الربّان السياسي مصرّاً ‏على نفس المسار الذي أدى الى الازمة، وعلى التقاعس والهروب من ‏تصحيح المسار، بدل التلهّي بالمناكفات والصغائر وبمحاولة تحقيق المكاسب ‏والمصالح، على ما هو حاصل اليوم على حلبة تأليف الحكومة.

وقالت مصادر مصرفية لـ”الجمهورية”: سياسة اللعب على حافّة الهاوية التي ‏يمارسها السياسيون من شأنها ان ترتّب آثاراً مؤذية للبلد واقتصاده، البلد ‏يعاني أزمة اقتصادية خانقة، هذا لا يعني انّ البلد على حافّة الافلاس، بل انّ ‏المجال ما يزال مفتوحاً امام لحظة إنقاذية، تبدأ طلائعها في التعجيل بتشكيل ‏حكومة لا تستنسخ سابقاتها بمحاصصاتها وصفقاتها وسمسراتها، بل حكومة ‏توحي بالثقة تضع في أولويتها وقف المسار الانتحاري الحالي، عبر الشروع ‏فوراً بإعلان الاستنفار، وحالة طوارىء سياسية اقتصادية مالية، تستهلّها ‏بورشة إصلاحات هيكلية جوهرية، تضع البلد على سكّة الأمان الفعلي، ‏وليس البقاء على حقن المريض المُستعصي مرضه بمسكّنات، سرعان ما ‏تفقد مفعولها ويستفحل المرض.

المستقبل: سلامه ينفي أن يكون لبنان “دولة مفلسة” ويؤكد “استمرار” الاستقرار النقدي جعجع من “الوسط”: وقف السجالات والأحجام تُحدّدها الانتخابات

كتبت “المستقبل”: خفّفت المحادثات التي أجراها الرئيس المكلّف سعد الحريري مع رئيس حزب “القوّات اللبنانية” الدكتور سمير جعجع من حماوة الأجواء التي رافقت اتصالات اليومين الماضيين بشأن تشكيل الحكومة، مع إعلان الأخير “وقف السجالات السياسية حتى لو تعرّضنا لنوع من تهجّمات أو اتهامات، رغبةً منّا بمساعدة الرئيس الحريري على تشكيل الحكومة”، وتأكيده “التمسّك بالتسوية التي أدّت إلى انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية حتى النهاية”، وكذلك بـ”تفاهم معراب”.

هذه المواقف التي أطلقها جعجع إثر زيارته الحريري في بيت الوسط “للتضامن معه ولكي أرى ما يمكني فعله، إن كان بإمكاني، لكي أسهّل تشكيل الحكومة”، أكدت على مجموعة ثوابت دستورية وسياسية، أهمها:

1 – أن الحكومة “لا تُشكّل على الطريق ولا في القهوة ولا أثناء مشاهدتنا كرة القدم، بل في غرف مغلقة وبين المولجين بتشكيلها، وهما رئيس الجمهورية والرئيس المكلف”.

2 – التسوية التي أدّت إلى انتخاب العماد عون رئيساً للجمهورية “مقتنعون بها ولذلك شاركنا فيها منذ اللحظة الأولى، إن كان كتيار مستقبل أو كقوّات لبنانية، وما زلنا متمسّكين بهذه التسوية وسنبقى حتى النهاية”.

3 – “متمسكون بتفاهم معراب حتى النهاية”.

4 – “سنبقى نسعى لحلحة العقد الممكنة. أمر واحد لا يمكننا حلّه وهو أننا بصراحة لا نستطيع أن نصغّر حجمنا بيدنا.. في ما يتعلّق بالحقائب والأحجام هناك انتخابات نيابية أفرزتها.. التسهيلات لا تعني أن ندَع أحداً”يركب على ضهرنا”.

5 -“كنّا في صلب تكوين هذا العهد ومؤمنون به، وسنواصل القيام بكل ما هو ممكن لكي يكون عهداً ناجحاً”.

في الغضون، ردّ حاكم مصرف لبنان رياض سلامه أمس على كل الشائعات المُتعلقة بالخطر على الاستقرار النقدي وبالحديث عن انهيار الليرة في حال تأخر تشكيل الحكومة، فقال إن لبنان”ليس دولة مفلسة وإن الاستقرار النقدي قائم ومستمر، وإن الأوضاع النقدية هادئة”. وأشار إلى أنه كلما تولدت أحداث سياسية معينة”تصبح مسألة الاستقرار النقدي محور تجاذبات وتكثر التحليلات السلبية والإيجابية حوله”.

كلام سلامه جاء في خلال حفل أقامته “ليبان بوست” في متحف مصرف لبنان مساء أمس تم خلاله إطلاق طابع بريدي تكريمي له، وذلك برعاية الرئيس المكلّف سعد الحريري ممثلاً بوزير الاتصالات جمال الجراح.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى