عز الدين: مصلحة لبنان في الاسراع بتشكيل الحكومة
رعت وزيرة التنمية الادارية في حكومة تصريف الاعمال الدكتورة عناية عز الدين حفل التخرج السنوي لتلامذة الصفوف النهائية لمدرسة صور TCS في احتفال اقيم على مسرح المدرسة في حضور شخصيات وفاعليات تربوية واجتماعية ورؤساء مجالس بلدية واختيارية وحشد من الاهالي والطلاب .
بعد النشيد اللبناني القى مدير المدرسة فؤاد خوري كلمة اكد فيها ان التربية الصحيحة هي اساس بناء المجتمعات وهذا ما تنتهجه مدرسته في مسيرتها التربوية والتعليمية.
وشكر افراد الهيئة التعليمية على جهودهم طوال العام الدراسي كما شكر الاهالي على تجاوبهم وتعاونهم مع ادارة المدرسة ومواكبتهم لاولادهم. واخيرا توجه بالشكر للوزيرة عز الدين على رعايتها الكريمة لحفل التخرج السنوي هذا .
كما كانت كلمة باسم افراد الهيئة التعليمية القاها هادي ابو خليل وكلمة اخرى للدكتور ميشال كعدي.
والقت الوزيرة عز الدين كلمة قالت فيها:”ان العلم هو وسيلتنا للحياة الافضل والارقى به نتقدم وبه نستمر وبه نحافظ ايضا على ارثنا وتاريخنا الحضاري واليوم نلتقي على هذه المعاني والقيم في مدينة صور وهي شاهد على ذلك التاريخ من الثقافة والحضارة وهي المدينة التي تعاقبت عليها الامم والاجيال“.
اضافت: “هذه هي رسالة تخرجكم أعزائي اليوم وانتم ترتقون عتبة جديدة في سلم الحياة وتتهيأون لمرحلة أخرى في كفاحكم لبناء ذواتكم ومجتمعكم. انتم كوادر الآتي من الايام وعمدة مجتمعنا، فيكم الاطباء والمهندسون والمهنيون والاداريون والعاملون والكفاءات المختلفة التي ستتولى مناصب ومراتب وشؤون هذا البلد الصغير والجميل. لذلك ادعوكم لتبنوا انفسكم بناء مستقيما، عصاميا“.
وتابعت:”خذوا من الجيل السابق حسناته واتركوا سيئاته. دعوا الحكمة والبصيرة تتحكم بقراراتكم وخياراتكم فلا تنقادوا بالعصبية والفئوية. ولا تجبركم بعض قوانين النجاح الباطلة الى الانجرار حيث انجر الآخرون. على قاعدة ان هذا هو السائد. بل قدموا النموذج المختلف، نموذجا خاليا من شوائب الطمع والانانية وتغليب المصالح الشخصية على المصالح العامة“.
وقالت : “ايها المتخرجون اقول ذلك لأني اعلم اليوم اكثر بحكم موقعي الوزاري كم اننا غارقون في هذا الوطن في مستنقعات الفساد، ما انعكس على عموم الوطن والمواطنين معاناة متجددة ومستمرة. حتى بتنا نشعر ان مكافحة هذا الواقع تكاد تكون مستحيلة. الا انني من موقعي الوزاري ايضا ادركت أن مكافحة الفساد امرا صعبا للغاية ولكنه ليس مستحيلا. وقد نجحنا خلال الفترة الماضية في وضع الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد الكفيلة في حال توفر القرار السياسي بأن تضع هذا الملف على السكة الصحيحة واسمحوا لي ان اشير هنا الى الشق المتعلق بالقطاع التربوي الذي يعتبر مركزيا في بناء الدولة وفي مكافحة الفساد“.
اضافت : “صحيح ان كلفة الفساد تبقى باهظة بالنسبة للدولة والمواطن في كل الاحوال، الا ان نتائجه تكون مدمرة لمستقبل البلاد اذا ما طال القطاع التربوي، فعندما يصبح الفساد داخل المدرسة والجامعة لن يكون مفاجئا ان يزداد الفقر وتتصاعد الجريمة وتتفاقم الطائفية ويتفشى الجهل وتنهار الدولة. لذلك ليس من المبالغة القول ان بناء الدولة يبدأ من القطاع التربوي التعليمي وهذا ما لحظناه في الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد وهذا ما سنعمل عليه خلال السنوات الاربعة المقبلة في المجلس النيابي بالشراكة مع كل الاطراف المعنيين بالعملية التربوية“.
وتابعت:” الحق يقال ان لدي امل كبير بأن نخطو خطوات كبيرة في هذا المجال لأننا بكل بساطة محكومون بالأمل، وانتم جزء من هذا الامل، يتجدد كلما خرجنا ابناء وبنات امثالكم. انا على يقين انهم سيحدثون فرقا ما لنخرج من متاهات الفساد الى فرص الاصلاح.
واعتبرت “ان لبنان اليوم قوي بأبنائه كما كان. نحن في درة الساحل الجنوبي صور، منطلق الامام المغيب موسى الصدر، رمز كفاح الجنوبيين ومقاومة الاحتلال والحرمان، نمتلك الكثير من القدرات والامكانيات والكفاءات. نحن لسنا شعبا خاملا ومحبطا ودليلنا على ذلك هو الانجازات التي سطرناها في مجالات متعددة. نعم لقد حررنا ارضنا بعقولنا وسواعدنا“.
وقالت:”لقد قدمنا للعالم وللوطن نماذج رائعة من الناجحين والمتفوقين والمبدعين في شتى العلوم والمجالات مثل حسن كامل الصباح ورمال رمال وغيرهم. نحن شعب لا ينقصه شيء، وليس قدرنا ان نعيش في دولة متعثرة، بل يستحق هذا الشعب دولة قوية ناجحة رائدة تعالج مشاكله وتحقق طموحاته.
واوضحت “التحدي اليوم بالنسبة لنا جميعا هو بناء هذه الدولة الذي بات امرا اكثر من ضروري، لأن التأخير فيه يعني الاقتراب من حافة الانهيار وهذا ما لا يستحقه لبنان وشعبه. لقد انجز اللبنانيون استحقاقا نيابيا متميزا، على اساس قانون النسبية وهو قانون يبعث الامل في ايجاد فرص التغيير، وقد استبشر اللبنانيون خيرا في ان نبدأ مرحلة جديدة تؤلف فيها حكومة جامعة جادة تضع نصب عينيها معالجة الازمات بروح مسؤولة. الا اننا نشعر بالقلق ازاء هذا التأخير في تشكيلها ونحن نرى ان الوقت ليس لمصلحتنا. مصلحة لبنان في الاسراع بتشكيل الحكومة“.
وقالت:”المطلوب ان نعالج شؤوننا ونحل عقد التأليف بالاعتماد على انفسنا وان نترك اي رهان على الخارج المشغول بشؤونه ومشاكله. لبنان الذي استطاع بحكمة مسؤوليه وقواه السياسية ان يحمي نفسه من فتنة الارهاب والتكفير ويحافظ على استقراره. عليه ان يستمر في هذا المنهج الحكيم وان يسارع المعنيون الى تأليف الحكومة والتوازنات التي افرزت في الانتخابات النيابية واضحة وصالحة لتشكيل هذه الحكومة. وعلى امل حصول ذلك في اسرع وقت ممكن“.
وتابعت :”اختم بالعودة اليكم ايها الطلاب الناجحون لأبارك لكم ولأهلكم ولأساتذتكم ولمدرستكم مجددا هذا الجهد الذي بذلتموه وهذا العطاء الذي قدمتموه. انتم من نعول عليكم. انتم الآتي الذي نجده افضل لذلك اتمنى لكم ومن كل قلبي مستقبلا واعدا مملوءا بالنجاح والفوز والارتقاء“.
وختاما كان توزيع الشهادات على الخريجين كما تسلمت الوزيرة عز الدين درعا تقديرية من ادارة المدرسة.