من الصحافة الاسرائيلية
اعتبرت الصحف الإسرائيلية الصادرة اليوم ان حركة المقاومة الإسلامية “حماس” ستعتمد “إطلاق البالونات المتفجرة والطائرات الورقية الحارقة كخيار استراتيجي” خلال الفترة المقبلة فيما كشفت أن القيادة العسكرية لاسرائيل أوصت المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية، تجنب الرد بقوة والحرص على عدم تجاوز الخط حتى لا يؤدي ذلك إلى تصعيد عسكري في القطاع، بات وشيكًا وتعددت أسبابه، رغم المؤشرات التي تدل على أن جميع الأطراف تسعى لتجنبه.
وقالت إن القيادات العسكرية أوصت بعدم استهداف القيادات الميدانية لوحدة الطائرات الورقية الحارقة التي يتم إطلاقها من غزة باتجاه المناطق المحيطة بالقطاع، رغم الخسائر التي تسببها، حتى لا يتسبب ذلك بـ”فوضى عارمة” وتصعيد شامل قرب السياج الأمني المحيط بغزة.
كما ابرزت تحذيرات الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من أن قطاع غزة المحاصر إسرائيليا منذ 12 عاما على شفير حرب معرباً عن صدمته إزاء عدد القتلى والجرحى الفلسطينيين بالرصاص الحي الذي أطلقه جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال تظاهرات فلسطينية عند السياج الأمني، ووزع غوتيريش التقرير على أعضاء مجلس الأمن تحضيرا للاجتماع الشهري حول الوضع في الشرق الأوسط وقال إنه “صدم جراء أعداد القتلى والجرحى الفلسطينيين في غزة؛ بسبب استخدام القوات الإسرائيلية النيران الحية منذ بدء الاحتجاجات في 30 آذار/مارس الماضي”.
أكد كبير المحللين السياسيين في صحيفة يديعوت أحرونوت ناحوم بارنيع أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يتمتع اليوم بشعبية فاقت كل التصورات إقليميا وعالميّا وذلك بفضل ولي العهد السعودية محمد بن سلمان .
ويعتبر انه على الرغم من تورّطه في أربع قضايا جنائيّة خطيرة، تشمل تلقي الرشاوى خيانة الأمانة والاحتيال، فقد تأكد أن الإسرائيليين لا يعيرون لذلك اهتماما، وما زالوا ينظرون إلى نتنياهو بأنّه “سيّد الأمن”، فقد بين استطلاع للرأي العام أجرته شركة الأخبار الإسرائيلية (القناتان 12 و13 في التلفزيون العبريّ) ارتفاع شعبية نتنياهو بشكل غير مسبوق، وشددت شركة الأخبار على أن الاستطلاع المذكور أُجري عقب إعلان الرئيس الأمريكيّ، دونالد ترامب، انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع إيران.
وأظهر الاستطلاع أنّ حزب الليكود بقيادة نتنياهو سيحصل على 35 مقعدا في الكنيست الإسرائيلي في حال جرت الانتخابات العامة للكنيست في هذه الأيام، أما حزب البيت اليهودي، اليميني-الديني المتشدد، فقد حصل في الاستطلاع على ثمانية مقاعد فقط، حزب (يوجد مُستقبل) بقيادة وزير المالية السابق، يائير لبيد، ضعُف هو الآخر، مُقارنة بالاستطلاع الذي سبقه، حيث حصل على 18 مقعدًا فقط. أمّا حزب (المُعسكر الصهيونيّ)، الذي يحتّل المرتبة الثانية اليوم في الكنيست، فقد هبط إلى 14 مقعدًا فقط، وزير الأمن الإسرائيليّ، اليمينيّ والمُتشدّد، أفيغدور ليبرمان، وهو زعيم حزب (إسرائيل بيتنا)، الذي يُطالب بطرد سكان المثلث إلى مناطق السلطة الوطنيّة الفلسطينيّة، فقد حصل على ستّة مقاعد فقط، وبذلك حافظ على عدد المقاعد في الكنيست الحاليّة، في حين أظهر الاستطلاع حصول حزب (شاس) بقيادة وزير الداخليّة، آريه درعي، وهو يُمثّل اليهود الشرقيين الذين استُجلبوا إلى فلسطين من المغرب، حصل على أربعة مقاعد، فيما حصل حزب (ميريتس) المحسوب على ما يُسّمى باليسار الصهيونيّ الإسرائيليّ على خمسة مقاعد فقط، في حين أنّه يُمثّل اليوم في الكنيست الحالية بستة نوابٍ.
وأوضحت شركة الأخبار في تعقيبها على نتائج الاستطلاع بالقول إنّ الحديث يدور عن ارتفاعٍ مُذهلٍ في قوّة حزب الليكود بقيادة نتنياهو، إذْ أنّه سجلّ ارتفاعًا كبيرًا مقارنة بالاستطلاعات التي جرت مؤخرًا، ففي شهر شباط (فبراير) الماضي، حصل الليكود بقيادة نتنياهو على 26 مقعدًا، وفي شهر آذار (مارس) الفائت حصل الحزب على ثلاثين مقعدًا.
المُحلّل بارنيع رأى في مقاله أن نتنياهو يتمتع بعلاقات ممتازة مع كل من الرئيس الروسي فلاديمير بوتن، ومع الرئيس الأميركي، دونالد ترامب الذي يستخدم معه مبدأ التملّق والمُداهنة أما في المملكة السعودية، أضاف المُحلل فإن الحاكم الفعلي، ولي العهد محمد بن سلمان يرى بنتنياهو شريكًا في السياسة الإستراتيجية للبلدين، وتحديدًا في قضية إيران، حيث يعتبران “التهديد الإيرانيّ”، العدو الأول، لافتًا في الوقت عينه إلى أنّ شعبية نتنياهو وصلت في هذه الفترة بالذات إلى أعلى نقطة في حياته السياسيّة، على حدّ تعبير بارنيع.