من الصحافة الاسرائيلية
تحدثت الصحف الإسرائيلية الصادرة اليوم عن قيام وفد من أميركا برئاسة وزيرة الأمن الداخلي، كريستين نيلسن، بزيارة إلى الاراضي المحتلة، وقام الوفد برفقة ضباط إسرائيليين ومسؤولين أمنيين بجولة على طول الحدود المصرية ومحيط قطاع غزة، ومعاينة الجدران ووسائل التحصن التي شيدتها تل أبيب على المناطق الحدودية مع مصر وغزة، بغرض استنباط أفكار لجدار لحدود الولايات المتحدة مع المكسيك حيث تعهد الرئيس دونالد ترامب ببناء جدار أمني.
وتهدف الزيارة، حسبما أفادت وسائل الإعلام الإسرائيلية لرفع توصيات إلى الرئيس الأميركي بشأن كيفية بناء الجدار على طول الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك، كما اجتمع الوفد الأميركي بوزير الأمن الداخلي، غلعاد إردان، في سفارة واشنطن بالقدس المحتلة، ونقلت الإذاعة الرسمية الإسرائيلية عن الوزيرة الأميركية قولها: “أمن الحدود أمن قومي. شركاؤنا الإسرائيليون يعرفون ذلك أفضل من أي أحد وأنا كنت محظوظة اليوم لرؤية العمل المذهل الذي يقومون به للحفاظ على سلامة أراضيهم ومواطنيهم“.
كما لفتت الصحف الى ان سلطات الاحتلال الإسرائيلي فرضت تقييدات وإجراءات مشددة على أدخال غاز الهيليوم إلى قطاع غزة المحاصر، وذلك بزعم استخدامه في الطائرات الورقية والبالونات الحارقة التي تطلق من القطاع نحو جنوب البلاد وتتسبب بحرائق يومية، كما جدد وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان، دعواته المتكررة لسكان قطاع غزة بضرورة إسقاط حكم حركة حماس “سعياَ لضمان مستقبل زاهر لأبنائهم”، على حد ادعائه.
نقلت القناة الإسرائيلية العاشرة عن مسؤول رفيع المستوى في إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، أن كبير مستشاري الرئيس وصهره، جاريد كوشنر، سيزور البلاد خلال الأسبوع المقبل، برفقة مبعوث الرئيس الأميركي الخاص لعملية التسوية في الشرق الأوسط، جيسون غرينبلات، وذلك ضمن جولة إقليمية تتضمن كل من مصر والسعودية ودول أخرى في المنطقة (لم يحددها) لمناقشة التوقيت المحتمل لعرض الرؤية الأميركية لحل القضية الفلسطينية المعروفة إعلاميًا بـ”صفقة القرن”، وبحث الأزمة في قطاع غزة.
وقال المصدر في الإدارة الأميركية إنه “حتى الآن لا يوجد لدى أي طرف خطة واضحة حول كيفية حل الأزمة في غزة، نريد مناقشة ذلك مع الإسرائيليين ودول المنطقة“.
وحول “صفقة القرن”، ادعى المسؤول إن “كوشنر وغرينبلات كانا مهتمين بالحصول على أفكار من مختلف الجهات الإقليمية حول الأسئلة التي ظلت مفتوحة في خطة البيت الأبيض للسلام”. وأضاف أن “الإدارة تريد الإعلان عن خطة ترامب عندما تكون الظروف مواتية وعندما يحين الوقت المناسب. كوشنر وغرينبلات يريدان الاستماع إلى مختلف الأطراف التي لديها مواقف مختلفة بشأن هذه المسألة في المنطقة“.
وأكد المسؤول، بحسب القناة العاشرة، أن “الإدارة الأميركية لم تحدد بعد موعدا للإعلان عن خطة السلام“.
في الوقت الذي يترقب فيه المجتمع الدولي، كشف الإدارة الأميركية عن رؤية الرئيس دونالد ترامب، لتسوية القضية الفلسطينية، كشف “العربي الجديد”، اليوم، الجمعة، نقلا عن مصادر دبلوماسية عربية، عن أزمة نشبت بين أميركا والسعودية والإمارات من جهة، والأردن والسلطة الفلسطينية
ونفى المسؤول احتمالية اجتماع كوشنر وغرينبلات بمسؤولين فلسطينيون في رام الله خلال الزيارة، نظرا لقرار السلطة الفلسطينية بقطع العلاقات مع البيت الأبيض منذ إعلان ترامب اعتراف بلاده بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل في السادس من كانون الأول/ ديسمبر الماضي، ونقل سفارة بلاده إليها في 14 أيار/ مايو الماضي.
وأشار المسؤول الأميركي إلى أن “القيادة الفلسطينية أوضحت أنها لا تريد أن تجتمع بفريق السلام التابع للبيت الأبيض، لذلك لم نطلب الاجتماع بالفلسطينيين خلال الزيارة”. وتابع “القيادة الفلسطينية ستعلم أن كوشنر وغرينبلات في المنطقة، وإذا رغبوا في الاجتماع بهما فسوف نكون سعداء لذلك“.
ونفى المصدر أن يكون استدعاء الولايات المتحدة الأميركيّة، مؤخرًا، لسفيرها في إسرائيل، ديفيد فريدمان، مرتبطًا باقتراب موعد الإعلان عن “صفقة القرن”، وقال: “تم استدعاء فريدمان إلى واشنطن لإجراء محادثات روتينية وإحاطة كوشنر وغرينبلات بالمستجدات قبيل مغادرتهما إلى المنطقة“.
وبحث رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتانياهو، مع كوشنر، عقب مشاركة الأخيرة في احتفالات نقل السفارة الأميركية إلى القدس (أيار/ مايو الماضي) بنود “خطة السلام” الأميركية، بحضور السفير الإسرائيلي في واشنطن رون ديرمر، وعلى الجانب الأميركي، شارك في الاجتماع كل من فريدمان وغرينبلات. كان موضوع الاجتماع هو خطة السلام الأمريكية ، “صفقة القرن“.
تجدر الإشارة إلى أن القيادة الفلسطينية أبدت رفضها لـ”صفقة القرن” قبل إعلانها، ففي اجتماع المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية منتصف كانون الثاني/ يناير الماضي، قال الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، إن مشروع الرئيس الأميركي لحل القضية الفلسطينية مرفوض، وأكد أن إسرائيل أنهت مسار أوسلو، وأنه لا مجال للتنازل عن القدس عاصمة لدولة فلسطين.
فيما تشير التقارير الصحافية إلى أن “صفقة القرن” باتت في مراحلها الأخيرة، وأنها تشمل الإقليم، وأن الفلسطينيين أحد أطرافها، لكنهم ليسوا الطرف المقـرر فيها.