لافروف: فكرة واشنطن بشأن دونباس تدميرية
قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إن الأفكار الأمريكية بشأن مهمة حفظ السلام في دونباس تدمر بشكل كامل اتفاقات مينسك، مشيرا إلى إن الاجتماع الوزاري “لرباعية نورماندي” في برلين ناقش مشكلات مهام البعثة الدولية للأمم المتحدة في دونباس .
وأضاف لافروف للصحفيين أن: “الموقف الروسي واضح للغاية، لدينا اقتراح قدمناه في سبتمبر من العام الماضي إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة… أوضحنا فيه ان الأفكار التي يطرحها الزملاء الأوكرانيين وممثلي الولايات المتحدة، ستحول مهمة حفظ السلام إلى مكتب قيادة سياسية عسكرية من شأنها أن تأخذ كافة أراضي جمهوريتا دونيتسك ولوهانسك الشعبيتان المعلنتان من طرف واحد، فضلا عن كونها ستقرر فعليا من ينتخب وكيف سينتخب. هذه الاقتراحات الأوكرانية والأمريكية تدمر بشكل كامل اتفاقات مينسك، ويبدو لي أن الفرنسيين والألمان يفهمون منطقنا هذا“.
وفي سياق الموضوع أعلن وزير الخارجية الألماني هايكو ماس بعد المحادثات الرباعية إن روسيا وأوكرانيا اتفقتا من حيث المبدأ على مهمة حفظ السلام لكن وجهات نظرهما بشأن كيفية تنفيذها لا تزال “متباعدة للغاية“.
وأضاف ماس “فيما يتعلق بمعايير مهمة محتملة للأمم المتحدة في شرق أوكرانيا، اتفقنا على إصدار تعليمات لمديرينا السياسيين لمواصلة المفاوضات ليس حول إمكانية نشر مهمة ولكن حول كيفية تنفيذها، وبحث هذا في الأسابيع القادمة“.
هذا وأعلن الرئيس الأوكراني بيترو بوروشنكو، في وقت سابق، أنه طلب من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إرسال بعثة إلى دونباس، لتقييم شروط إدخال قوات حفظ السلام. ويتوقع أن تصل البعثة في العام الجاري 2018.
وتسعى كييف لإدخال قوات حفظ السلام الأممية إلى دونباس، في الوقت الذي أعلن فيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أنه يؤيد فكرة إرسال قوات حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة إلى أوكرانيا، لكن ذلك لا يمكن أن يكون إلا حول مهمة ضمان أمن موظفي منظمة الأمن والتعاون في أوروبا. مؤكدا أن روسيا لا تعارض المقترحات بوضع دونباس تحت الرقابة الدولية إلا أن حل هذه القضية يجب أن يتم فقط عن طريق إجراء مفاوضات مباشرة بين طرفي النزاع. مع التأكيد على نشر بعثة حفظ السلام عند منطقة خط التماس المباشر، أي دون تواجد هذه البعثة في مناطق دونباس الأخرى، فيما ترى كييف أن مهمة الأمم المتحدة يجب أن يكون لها تفويض أوسع وأن تكون موجودة في جميع أنحاء منطقة دونباس حتى الحدود الدولية مع روسيا.
وهذا أول اجتماع بين الوزراء الأربعة منذ فبراير شباط 2017.
والجدير بالذكر أن “رباعية نورماندي” الخاصة بتسوية الوضع في أوكرانيا، كانت قد شكلت في صيف عام 2014 في إقليم نورماندي، شمال غرب فرنسا، أثناء الاحتفالات بذكرى مرور 70 عاماً على إنزال قوات التحالف في الحرب العالمية الثانية إلى الشاطئ الفرنسي. وتقتضي “صيغة نورماندي” مشاركة كل من روسيا، وفرنسا، وألمانيا، وأوكرانيا في مباحثات حول تسوية الوضع في أوكرانيا.