تحليلات إسرائيلية: الجولة القتالية القادمة على الأبواب
يقول كبار المسؤلين الإسرائيليين في المستويين السياسي والأمني إنه لم يتم التوصل لاتفاق إطلاق نار رسمي بين إسرائيل وقطاع غزة، ولم يتم التوقيع على أي شيء مع حركة حماس. وبحسبهم فإن مصر نقلت رسالة من حماس مفادها أنها على استعداد لوقف إطلاق النار، وعندها سارعت إسرائيل إلى الرد بأن ذلك سيقابل بالمثل .
ورغم التوصل إلى اتفاق، وفي حين يجمع المحللون الإسرائيليون على أن الطرفين لم يكونا معنيين بالتصعيد، إلا أن عدم حل أزمات قطاع غزة يبقي الجولة القتالية القادمة على الأبواب.
وبحسب المحلل العسكري لصحيفة “هآرتس”، عاموس هرئيل، فإن هذا الاتفاق غير المباشر لا يزال قائما لأن إسرائيل كانت حذرة خشية أن تخرج الأحداث عن السيطرة.
وكتب أنه خلال ساعات الليل، في الجولة الهجومية الثالثة خلال 24 ساعة، لم يسجل وقوع إصابات في الجانب الفلسطيني، وإنما جرى استهداف البنى التحتية العسكرية في قطاع غزة، حيث أن الجيش الإسرائيلي استغل الفرصة لضرب القدرات العسكرية وقصف نفقا هجوميا ومخازن للطائرات الصغيرة وورشة لإنتاج طائرات بدون طيار.
وبحسب هرئيل، فإن الجيش انتقى الأهداف بدقة، وظل حذرا كي لا تتدهور الأمور.
واعتبر أن إسرائيل لا تزال غير معنية بالدخول البري إلى قطاع غزة، وذلك انطلاقا من أن الاعتبارات الإسرائيلية واضحة، وهي أن القضايا العاجلة التي تقف أمام رئيس الحكومة ووزير الدفاع ورئيس أركان الجيش هي الوضع في سورية والتواجد الإيراني هناك، كما أن الوزير أفيغدور ليبرمان توجه إلى موسكو في محاولة للتوصل إلى تفاهمات بشأن إبعاد القوات الإيرانية و”الميليشيات الشيعية” الموالية عن الحدود بين إسرائيل وسورية، وبالنتيجة فإنه ينظر إلى قطاع غزة كجبهة ثانوية بالمقارنة، ولا يوجد لإسرائيل أي هدف واضح هناك، حيث أن محاولة إسقاط سلطة حماس ترتبط بالحرب، وسيكون لذلك ثمن، كما أنه لا يوجد أي ضمان أن البديل سيكون أفضل.
ويضيف أن التقديرات الاستخبارية الإسرائيلية تشير إلى أن حركة حماس امتنعت عن إطلاق الصواريخ منذ الحرب العدوانية الأخيرة على قطاع غزة في صيف العام 2014، وفرضت ذلك على باقي الفصائل، والتزمت مؤخرا بمسيرات العودة الحاشدة على طول حدود قطاع غزة لكسب التضامن الدولي.
أما حركة الجهاد الإسلامي، بحسب هرئيل، فقد كانت مصممة على الرد على اغتيال ثلاثة من عناصر سرايا القدس بنيران جيش الاحتلال، إضافة إلى حساب قديم آخر منذ تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، حيث قتل عدد من عناصر الجهاد وحماس في تفجير نفق تابع لحركة الجهاد على حدود قطاع غزة.
كما لفت هرئيل إلى حقيقة انضمام حركة حماس إلى المعركة، بعد ظهر أمس، وانضمام فصائل فلسطينية أخرى خلال ساعات الليل، بينها لجان المقاومة الشعبية. وفي ساعات الصباح تم تنفيذ وقف إطلاق النار.
ولا يغفل المحقق العسكري أهمية دور الأوضاع في قطاع غزة في هذه المعادلة المعقدة، في ظل تدهور ظروف المعيشة من جهة، ومن جهة أخرى الثمن النفسي الذي يدفعه سكان المستوطنات المحيطة في قطاع غزة مع تجدد إطلاق النار. ويضيف أن الأمور قد تنقلب، خاصة وأن المشاكل الأساسية المدنية لقطاع غزة ظلت كما هي. كما أن إسرائيل لا تستطيع توقع قرارات قيادة الطرف الثاني خلال أزمة عسكرية خطيرة.