الصحافة البريطانية

من الصحف البريطانية

ما زالت تداعيات أحداث غزة وسقوط أكثر من 50 قتيلاً الاثنين بنيران القوات الإسرائيلية تطغى على مواضيع الصحف البريطانية إذ أفردت لها العديد من المقالات والتحليلات والتقارير .

نشرت صحيفة الفايننشال تايمز مقالاً لإدوارد لوس بعنوان “ترامب يلعب بالنار في الشرق الأوسط، وقال كاتب المقال إن “نقل السفارة الأمريكية إلى القدس كان أمراً استفزازياً محسوباً“.

وأضاف أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أرسل ابنته إيفانكا وزوجها جاريد كوشنر لحضور مراسم افتتاح السفارة في القدس، إلا أنها لم تشر في كلمتها إلى الاحتجاجات الفلسطينية في غزة “لإحياء ذكرى نكبتهم السبعين وخسارتهم لموطنهم“.

وتابع بالقول إن “ترامب يعتقد أنه سينجح في الشرق الأوسط بعكس أسلافه، إلا أن موضوع القدس قطع آماله بالتوسط للتوصل إلى حل للصراع الإسرائيلي – الفلسطيني“.

وأشار كاتب المقال إلى أن ترامب بتحديد الوضع النهائي للقدس، يكون قد ضمن أن الفلسطينيين لن يأتوا إلى طاولة المفاوضات، الأمر الذي يجعل موقفه صعباً بالنسبة لأصدقائه العرب.

وأوضح أن على الطلاب الذين يدرسون مادة التاريخ التمعن في الحرب التي عصفت بأوروبا لمدة 30 عاماً بين الكاثوليك والبروتستانت، لأن الشرق الأوسط يواجه شبحاً مشابهاً، موضحاً أن الإدارة الأمريكية فقدت بوصلة توجيه الأحداث، إلا أن مصلحتها الوطنية تملي عليها منع قوة أخرى من القيام بذلك.

نشرت صحيفة التايمز تقريراً لبيل ترو بعنوان “نتظاهر كي يعرف أطفالنا أنه كان لدينا وطن، ويلقي كاتب التقرير الضوء على تجربة أحد المشاركين في الاحتجاجات على طول الحدود بين قطاع غزة وإسرائيل لإحياء الذكرى السبعين لـ”النكبة” التي تزامنت مع نقل الولايات المتحدة سفارتها إلى القدس.

ويقول “عبد المصلح كان على دراية بخطورة قنصه من قبل الجيش الإسرائيلي خلال مشاركته في هذه الاحتجاجات، إلا أنه شعر بدافع جيد ليأخذ معه ابنه البالغ من العمر 11 عاماً“.

ويضيف كاتب التقرير أن “عبد المصلح كغيره من الآباء في غزة المحاصرة، يخاف أن يكبر أولاده وهم لا يعلمون أنهم لاجئون أجبروا على الرحيل من أرض أجدادهم“.

وينقل التقرير عن عبد المصلح قوله إن هذا هو السبب الذي دفعه ليأخذ ابنه إلى الجدار ليعلمه عن الصراع، مضيفاً “أخشى أنه عندما يموت كبار السن، وعندما نموت نحن، ينسى أطفالنا أننا عالقون هنا في غزة“.

ويتابع كاتب التقرير بالقول إن عبد المصلح (42 عاما) – الذي تنحدر أسرته من منطقة بالقرب من عسقلان التي تبعد بعض الكيلومترات من الساحل الإسرائيلي – افترق عن ابنه راكان عندما أطلقت عليهم القوات الإسرائيلية 8 قنابل مسيلة للدموع.

ويضيف أن ابنه كان يحمل العلم الفلسطيني عندما أصيب بطلقة نارية.

وفي مقابلة أجراها كاتب التقرير مع راكان، قال الطفل “ذهبت للمشاركة في الاحتجاجات إلا أنه أُطلق علي النار وأنا أحمل العلم الفلسطيني”، مضيفاً “لم يكن هناك أي سيارات إسعاف، كنت وحيداً ومصاباً، إلا أن رجلاً مسناً وجدني ونقلني لإحدى المستشفيات“.

وختم كاتب التقرير بالقول إن “راكان هو واحد ن أصل 2700 مصاب و62 شخصاً قتلوا الاثنين على أيدي القوات الإسرائيلية في ما يزال صداه مستمرا دولياً“.

نشرت صحيفة الغارديان مقال رأي لمايا إيلاني بعنوان “كإسرائيلية، أريد السلام، وقتل الفلسطينيين لن يحقق ذلك“.

وقالت كاتبة المقال إن المعلقين على احتجاجات غزة وصفوا ما جرى الاثنين على السياج الحدودي مع إسرائيل بأنه “مأساة” بسبب سقوط أكبر عدد من القتلى في يوم واحد منذ الحرب الأخيرة على غزة في عام 2014.

وكلمة “مأساة” هي تعبير خاطئ لأن المآسي هي كوراث لا مفر منها كالكوارث الطبيعية لأنها لم تكن أمرا متعذر تجنبه وقتل فيه أكثر من 50 شخصاً، بحسب كاتبة المقال.

وأشارت إلى أن استخدام هذه الكلمة له مدلولات خطيرة، مفادها أنه لا يمكن فعل أي شيء لتغيير الأمور إلى الأفضل، وبذلك فإننا نسمح بجولة ثانية من العنف وإراقة الدماء.

وأضافت أن الفلسطينيين يدفعون بدمائهم ثمن غياب قيادة شجاعة.

وتتساءل الكاتبة أنه في حال سلمنا بأن جميع الذين قتلوا الاثنين هم من الإرهابيين وأن الجنود الإسرائيليين لم يكن أمامهم أي خيار.. فماذا بعد؟ ماذا ستفعل القيادة الإسرائيلية والفلسطينية لتجنب جولة ثانية من العنف وسقوط مزيد من القتلى؟

وتستطرد بالقول “لأنه في حال لم يكن لدى قادتنا أجوبة لهذه التساؤلات فإننا بحاجة لقادة جدد“.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى