ماذا قصد لافرينتيف بعبارة «تحّول مخطط له في سياق التسوية السلمية»؟: حميدي العبدالله
في المؤتمر الصحافي الذي عقده مبعوث الرئيس الروسي، ورئيس الوفد الروسي إلى جولة أستانة 9 ، ذكر ألكسندر لافرينتيف «أنّ مناطق خفض التصعيد سوف تبقى على حالها مع مراعاة تحوّل مخطّط له في سياق عملية التسوية السلمية». هذه العبارة العامة والغامضة يبدو أنها تلخص مواقف دبلوماسية محسوبة تعكس ما تمّ التوصل إليه في الجولة التاسعة من جولات أستانة، وما سيتمّ حدوثه في غضون الأسابيع والأشهر المقبلة .
إذا وُضعت هذه العبارة في سياق البيان الختامي للجولة التاسعة الذي شدّد على ضرورة احترام وحدة وسيادة سورية، والاستمرار في مكافحة الإرهاب متمثلاً بداعش وجبهة النصرة وتنظيمات أخرى، والعمل على الحلّ السياسي استناداً إلى قرار مجلس الأمن 2254 وما تمّ التوصل إليه في مؤتمر سوتشي، وإذا ما أخذنا بعين الاعتبار السياق الميداني الذي عُقدت الجولة التاسعة في ظله، ولا سيما التوصل إلى مصالحات أنهت الوجود الإرهابي في محيط العاصمة وفي أرياف حمص وحماة، يمكن استنتاج أنّ المقصود بهذه العبارة العامة الآتي:
أولاً، الجيش السوري سيُكمل مهامه بدعم من حلفاء سورية في محور مكافحة الإرهاب لتحرير ما تبقى من مناطق لا تزال تحت سيطرة الجماعات الإرهابية، وتحديداً جبهة النصرة، والمقصود هنا بعض المناطق الواقعة في الريف الشمالي لمحافظة حماة، وبعض مناطق محافظة إدلب الخاضعة للسيطرة الحصرية لجبهة النصرة، ومناطق واقعة في المنطقة الجنوبية وتحديداً في محافظات القنيطرة ودرعا، وهي أيضاً تحت سيطرة جبهة النصرة المستثناة من وقف العمليات ضدّها في اتفاقات خفض التصعيد. وقد ألمح رئيس وفد المعارضة، أحمد طعمة، الذي أشار إلى أنّ فرز المواقع مع جبهة النصرة واضح وقد نأت التشكيلات المسلحة عن مناطق سيطرة النصرة، وقد أوحت هذه التصريحات بأنّ تشكيلات مسلحة لا تريد توفير الغطاء للنصرة خوفاً من أن تدفع ثمن ذلك على غرار ما حصل في الغوطة ومناطق أخرى.
ثانياً، الأرجح أنّ المقصود بعبارة لافرينتيف أنه بعد ما جرى وما يُتوقع أن يجري ميدانياً ستكون تشكيلات في المعارضة جاهزة لعقد تسوية سياسية على عكس مواقفها السابقة التي كانت لا تقبل بأقلّ من نقل السلطة، ولعلّ ما جاء في تصريحات رئيس وفد المعارضة، طعمة، عن أنّ «الكثير من القيادات العسكرية المعارضة تجنح حالياً إلى الحلّ السياسي» وأنّ المعارضة المسلحة أخطأت بحمل السلاح، وهي مؤشرات تشجّع روسيا على تعميم ما جرى في ريف حمص وحماة إلى مناطق أخرى لا تقع تحت سيطرة النصرة وتنظيمات مسلحة أخرى ترفض مبدأ المصالحة والحلّ السياسي.