من الصحافة اللبنانية
أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية
البناء: الخامنئي وروحاني لأوروبا: العقوبات على بيع النفط والمصرف المركزي يقرّران مصير التخصيب قصف بعشرات الصواريخ لمواقع إسرائيلية حساسة… ونتنياهو يفشل بتوسيط بوتين مع إيران بري: أرشح الحريري والمالية لخليل جعجع: تساوينا مع “التيار” ونريد ضعف الحصة الحكومية
كتبت “البناء”: مع تساقط الصواريخ على المواقع الإسرائيلية في الجولان المحتلّ، قالت البيانات الإسرائيلية إنّ إيران نفذت تهديداتها بالردّ المؤلم على الغارات الإسرائيلية التي استهدفت مواقع للحرس الثوري في سورية، مسقطة كلّ محاولات الاستخفاف بجدّيتها وقدرتها على تنفيذ هذه التهديدات، التي سبق وأكد جدّيتها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الذي دعا الإسرائيليين للاستعداد لردّ مؤلم، والتنبّه لكون حكومتهم قد ارتكبت حماقة كبرى وستندم على فعلتها، وبدون أن تعلن أيّ جهة مسؤوليتها عن هذه الصواريخ جاء إطلاق عشرات الصواريخ على مواقع إسرائيلية حساسة، نجحت بتخطّي شبكات الدفاع الجوي الإسرائيلية المكوّنة من بطاريات الباتريوت المستنفرة، والقبة الحديدية التي وضعت منذ أيام في حال جهوزية كاملة، بينما كان رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو يعود من زيارة إلى موسكو حاول خلالها إقناع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالتوسط مع إيران للامتناع عن الردّ على الغارة التي استهدفت موقعاً إيرانياً في مطار التيفور قرب حمص، مقابل وقف التصعيد الذي بدأته “إسرائيل” تحت شعار استباق الردّ الإيراني ومنعه عبر وصف الغارات التي استهدفت منطقة الكسوة جنوب دمشق بأنها استهداف لمنصات صواريخ إيرانية معدّة لاستهداف مواقع إسرائيلية.
المواقع الإسرائيلية نقلت فشل نتنياهو في إقناع الرئيس بوتين بالوساطة، وسمع منه غضباً روسياً شديداً من القرار الأميركي بالانسحاب من التفاهم النووي مع إيران والدور الإسرائيلي في التحضير لهذا القرار والتحريض عليه، ومثله الغضب الروسي من اللعب الإسرائيلي بنيران إشعال حرب في المنطقة عبر التصعيد في سورية.
محور المقاومة الذي لم يعلن أيّ من قواه بتوجيه الضربة، مستنفر لمواجهة كلّ الاحتمالات كما قالت مصادر مقرّبة من المقاومة، مضيفة أن لكلّ فعل إسرائيلي ردّ فعل، وأنّ السيادة السورية ليست مستباحة ولن تترك “إسرائيل” طليقة اليدين في الأجواء والأراضي السورية، والجيش السوري والحلفاء مستعدون لكلّ الفرضيات.
الردّ الإسرائيلي جاء موضعياً على المناطق القريبة من الحدود، والمصادر المتابعة تضع الردّ الإسرائيلي ضمن احتمالَيْ استيعاب الضربة، كما فعلت بعد عملية مزارع شبعا النوعية التي ردّت بها المقاومة على غارة القنيطرة قبل ثلاثة أعوام، وهذا يعني ولادة معادلة ردع جديدة، وسقوط نظرية أولوية إخراج المقاومة وإيران من سورية بالقوة، أو الذهاب للردّ في تصاعد قد يوصل المنطقة إلى مواجهة كبرى، لا تبدو “إسرائيل” جاهزة لها.
تأتي هذه الجولة بالتلازم والترابط بين تصعيدين دولي وإقليمي تقف إيران شريكاً فيهما، حيث تسير “إسرائيل” من جهة، وتسير واشنطن وأوروبا من جهة أخرى، في تحمّل مسؤولية ما سيفعله محور المقاومة وفي رسم خريطة طريق مستقبل ما ستفعله إيران تجاه التصعيد مع “إسرائيل” من زاوية، ومن زاوية مقابلة تجاه الالتزام بالتفاهم النووي ومندرجاته أو الخروج منه، وخصوصاً قرارها بالعودة إلى تخصيب اليورانيوم، أو مواصلة التزامها بما نصّ التفاهم عليه من الامتناع عن تخصيب مرتفع النسبة لليورانيوم، وذلك متوقف كما قال مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران السيد علي الخامنئي والرئيس الإيراني الشيخ حسن روحاني، بأنّ القرار يتوقف على طبيعة الجواب الأوروبي عن سؤالين، يتصلان بالتعامل مع العقوبات التي أعلنها الرئيس الأميركي، فهل ستتمكّن إيران من مواصلة بيع نفطها؟ وهل سيتمكن المصرف المركزي الإيراني من مواصلة التعامل مع المصارف الأوروبية؟
لا تهتمّ إيران كثيراً إذا جاء الجواب الأوروبي إيجابياً، بأنّ شيئاً لن يتغيّر بعد القرار الأميركي، ما إذا كان هذا الجواب حصيلة توزيع أدوار ضمني بين أميركا وأوروبا، أو حصيلة قرار أوروبي بالصمود بوجه الضغوط الأميركية ومواجهتها، فما يهمّها بالحصيلة هو تثبيت معادلة التفاهم الأصلية على طرفيه الغربي والإيراني، وقف التخصيب مقابل المتاجرة الحرّة بالنفط والتعامل الطبيعي مع المصرف المركزي الإيراني، وهذه المعادلة وضعت قيد التنفيذ مع بدء التفاهم، وستوضع مع تعرّضه للاهتزاز للتنفيذ أيضاً.
على الضفة الموازية لجهة التصعيد على الجبهة الإيرانية الإسرائيلية، كانت زيارة رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو لموسكو، محاولة إسرائيلية لوساطة تتولاها موسكو عنوانها الحصول على تعهّد إيراني بعدم الردّ على الغارات الإسرائيلية على سورية، خصوصاً الغارة على مطار التيفور قرب حمص والتي استهدفت موقعاً إيرانياً، ونقلت الصحف الإسرائيلية خيبة أمل نتنياهو من استجابة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لطلباته، وتسجيل اعتراضه الغاضب على القرار الأميركي حول التفاهم النووي مع إيران من جهة، وعلى التصعيد الإسرائيلي من جهة ثانية، وعادت المواقف الإسرائيلية مع نهاية زيارة نتنياهو إلى موسكو للتحذير من خطورة الموقف، خصوصاً لجهة تأكيدات التقارير الإسرائيلية التي تتداولها القنوات التلفزيونية والمواقع الصحافية والإلكترونية، بأنّ إيران عازمة على توجيه ضربة قاسية لـ”إسرائيل”، وأنّ “إسرائيل” ترصد تحركات تبعث على القلق في الأراضي السورية، وبعد ساعات قليلة من نقل الإعلام الإسرائيلي لهذه التحليلات كانت الصواريخ قد بدأت بالتساقط في المواقع الإسرائيلية الشديدة الحساسية في الحرب الألكترونية والرصد والتنصّت وتلقي صور الأقمار الصناعية، كما وصفتها بعض المصادر.
لبنانياً، يتوزّع المشهد السياسي بين ثلاثة محاور، يشكل أوّلها القلق اللبناني من تداعيات التوتر المحيط بالمنطقة في ضوء التصعيد على جبهتي الملف النووي الإيراني، واحتمالات الذهاب لمواجهة بين أطراف محور المقاومة و”إسرائيل”، ومخاطر أن يطال لبنانَ بعضٌ من تداعيات هذا التصعيد المزدوج، والحاجة للتنبّه لمخاطر تعرّض الأمن اللبناني للاهتزاز. ويتلازم مع هذا القلق المشهد الناتج عن الأحداث المتفرعة عن الانتخابات النيابية ونتائجها، على مستوى الشارع واستمرار عناوين للتوتر، سواء عبر ما تشهده العاصمة بيروت أو تداعيات حادث الشويفات، لتلتقي دعوات القيادات السياسية للعودة إلى خطاب هادئ يبتعد عن لغة التشنّج والتراشق الكلامي التي رافقت الانتخابات. أما العنوان الثالث، فيرتبط باستحقاقات ما بعد الانتخابات النيابية، سواء لجهة التصويت في انتخابات رئاسة مجلس النواب، ونائب رئيس المجلس، وتسمية رئيس الحكومة، وتوزّع الحقائب، حيث سجل رئيس المجلس النيابي نبيه بري جملة مواقف كان أبرزها تأكيده إعادة تسمية الرئيس سعد الحريري لرئاسة الحكومة الجديدة، وتمسكه بإسناد حقيبة المالية للوزير علي حسن خليل في هذه الحكومة، بينما طالب رئيس حزب القوات اللبنانية بضعف عدد الحقائب التي تشغلها القوات في الحكومة الحالية انطلاقاً من كونها قد ضاعفت تمثيلها النيابي، متمهّلاً في تأكيد التصويت للرئيس بري في رئاسة مجلس النواب، وفي تسمية الرئيس الحريري لرئاسة الحكومة، بينما قدّم مقاربة لقراءة النتائج في الانتخابات، تقوم على اعتبار حاصل ما نالته القوات موازياً لما ناله التيار الوطني الحر في التصويت المسيحي، وتقارب عدد المقاعد التي نالها كلّ من الفريقين، للدعوة لتغيير قواعد التعامل مع الوضع المسيحي، حيث هناك ثنائية تتقاسم النسبة الرئيسية من هذا التمثيل هي القوات والتيار بالتساوي.
الاخبار: برّي: لن أتخلّى عن الماليّة
كتبت “الاخبار”: قدّم الرئيس نبيه برّي أمس، رواية شبه كاملة عن مسألة وزارة المالية في اتفاق الطائف وتجربته مع الرئيس الراحل رفيق الحريري في عام 1992. رئيس المجلس لن يتنازل عن وزارة المالية، وهو يضع نصب عينيه “تكتلاً نيابياً وطنياً عريضاً يحمي التوازن في البلاد”
“أوعا الصّبي”، “أوعا الصّبي”، يصرخ الرئيس نبيه برّي من على شرفة بيته في مصيلح، وهو يستعد لإلقاء كلمته أمام جموع المهنّئين بالفوز، الذين ضاقت بهم باحة البيت الفسيحة. كيف وصل الصبي إلى المنبر وعلى رأسه طاقيّة حركة أمل الخضراء، لا يهمّ، المهمّ أن رئيس المجلس النيابي “السابق”… والمقبل، عينه على الصغير، خشية تدافع عشرات الرجال حوله.
هو استفتاء يوازي الاستفتاء الذي نالته لوائح حركة أمل وحزب الله في الجنوب. هذا الجنوب قال كلمته وانتقى المقاومة خياراً بكل ألوانها، وأهله يجدّدون العهد ويأتون أفواجاً إلى مصيلح حاملين صور شهدائهم منذ صباح يوم الاثنين.
الوصول إلى مضافة الرئيس يكاد يكون مهمةً مستحيلة، الناس المتجمهرون من المدخل يجتاحون البوابات، ورجال الأمن حائرون. وهناك في الداخل، السعادة تمسح التعب المتراكم عن وجه الرئيس، الواقف منذ ثلاثة أيّام يسلّم على زوّاره باليد، وينحني لكي تقبّل الجنوبيات كتفه، وهو يطبع القبل على جبين صغارهم.
وكما في السيّاسة، كذلك على المائدة، يتابع نبيه برّي أدقّ التفاصيل، وببساطة جنوبية، يسأل عمّن لم يذق بعد كمّونة البندورة والبرغل وكبّة البطاطا، ويضيف أصابع “المسخّن” الصغيرة إلى صحون ضيوفه. على المقلب الآخر من الطاولة، تجلس زوجته رندة برّي. ومثل لاعِبَي “بينغ بونغ” يتبادلان المواقف والتعليقات والنّكات. حتى إن النّقاش في القانون الانتخابي الجديد وسيئاته، كاد أن يسبّب انقساماً داخل العائلة. انقسامٌ انتهى بنكتة، بعد أن أضاف برّي سيئة جديدة إلى القانون بأنه “بيعملّي مشكل مع رندة”.
رئيس المجلس النيابي استبشر خيراً بخطاب رئيس الجمهورية ميشال عون. كلام عون مطمئن بالنسبة إليه، لكنّه يترك أيضاً خيارات أخرى، إن لم ينعكس الخطاب على سلوك التيار الوطني الحرّ والرئيس سعد الحريري في المرحلة المقبلة. عدّته بين يديه: كتلة كبيرة متنوّعة، وحلفاء موثوقون في كلّ المناطق ومن كل الطوائف، ومشروع لتشكيل “تكتل وطني” كبير يفوق الخمسين نائباً، “يشكّل ضمانة لكي يبقى البلد متوازناً”. والتكتّل جاهز وأسماء أعضائه مدوّنة على ورقة بيضاء مطويّة، يلوّح بها رئيس المجلس ثمّ يضعها في جيبه رافضاً كشف تفاصيلها.
الأسئلة كثيرة، والضيوف تتفوّق عليهم حشرية الصحافيين، بينما ينتقي الرئيس كلماته وأجوبته بعناية.
الحديث عن نتائج الانتخابات، يفتح الباب على مصير عددٍ من النّواب، من النائب مصطفى الحسيني الذي فاز في جبيل، إلى نائب رئيس مجلس النواب السابق إيلي الفرزلي، إلى النائب مصطفى حسين في عكّار. الحسيني صديق قديم لبرّي، أقله منذ عام 1992، وسرعان ما زاره بعد صدور نتائج الانتخابات، زيارة نائب صديق هذه المرّة. لم يحسم الحسيني خياراته بعد، وعندما سأل برّي عن رأيه، توافقا على أن ينسّق الحسيني مع حليفه النائب فريد هيكل الخازن، وإذا أرادا الانضمام إليه، ينضمّان إلى “التكتل”، لا إلى “كتلة التنمية والتحرير”. يقول رئيس المجلس: أصعب أمرٍ عليّ أن يخون إنسان حليفه، أنا لا أقبل ولا مصطفى، شاركا معاً ويقرّران معاً خياراتهما وقدرتهما على الالتزام (مع التكتل)”. أمّا الفرزلي، ومع أنه ترشّح عن التيار الوطني الحرّ في البقاع الغربي، فهو صديق “لدود” لبري، ورافقه في نيابة رئاسة المجلس، وهم يتقنان باحتراف صياغة “المؤامرات”. لا يعرف برّي بعد من سيكون نائباً لرئيس مجلس النواب، لكنّه سمع أن “التيار” يريد النائب إلياس بو صعب، وهو يفضّل أن ينتظر ليعرف من أصحاب الشأن.
هل يشبه هذا التكتل تكتّل “لقاء عين التينة” الذي تشكّل قبيل صدور القرار 1559 والتحوّلات التي حصلت في تلك المرحلة؟ لا، يجيب برّي “الأخبار” بثقة، ويقول إن الظروف مختلفة والأمور أكثر تعقيداً، ومهمتنا في لبنان أن “ندير بالنا على البلد ونحفظ وحدتنا وتماسكنا الوطني، لا أن نفرق بين بعضنا وبعض”.
أكثر الذين فرح برّي بفوزهم، كان النائب إبراهيم سمير عازار في جزّين لأن “المعركة كانت حامية”. كان سعيداً طبعاً بفوز النائب ميشال المرّ في المتن، لكنه لم يُفاجأ.
ومن قانون الانتخابات، إلى أسئلة الحكومة. لم يحدّد رئيس المجلس إطاراً زمنيّاً لمهلة تشكيل الحكومة، لكنّها مهمّة لن تكون سهلة في اعتقاده و”ستأخذ وقتاً، للأسف”، لكنّه يفضّل لو أنّها تتشكّل سريعاً، لأن الأمور في المنطقة تتطوّر.
الحكومة تعني الأحجام، والخلافات حول الوزارات السيادية والخدماتية وسائر التعقيدات. لكنّ المعضلة الأبرز، هي وزارة الماليّة. الرئيس سعد الحريري لم يوافق برّي حول بقاء وزارة الماليّة مع “الشيعة”، ولمّح إلى المداورة، ولو أنه لم يقلها صراحةً.
النهار: التسوية بأركانها و بـ”هيكلية جديدة” بعد 20 أيار
كتبت “النهار”: قبل أن تنحسر نسبياً عاصفة الحسابات السياسية وإعادة التدقيق في موازين الربح والخسارة الناشئة عن الانتخابات النيابية، بدت عاصفة انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع ايران كأنها مسّت بلبنان بتداعياتها التقديرية الاستباقية ضمن البلدان الأكثر “أهلية” لتلقي انعكاسات هذا التطور. حتى أن التداعيات “السبّاقة” للإجراء الأميركي برزت من خلال تطور مالي يعني لبنان تمثل في تراجع السندات اللبنانية المقوّمة بالدولار بما يصل إلى 2,745 سنت لتسجل أدنى مستوياتها في أشهر عدّة أمس، بعدما قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن الولايات المتحدة ستنسحب من الاتفاق النووي الإيراني وتعيد فرض العقوبات على ايران.
وأفادت وكالة “رويترز” أن سندات بقيمة مليار دولار تستحق في 2022 تكبّدت أشد الخسائر إذ هوت إلى 90,66 سنت وهو أدنى مستوى لها منذ تشرين الثاني 2017 وفقا لبيانات “طومسون رويترز”، علماً أن الأسواق اللبنانية تحت ضغط بالفعل بعدما أبرزت نتيجة الانتخابات التي أجريت الأحد تنامي نفوذ طهران في المنطقة.
لكن حاكم مصرف لبنان رياض سلامة سارع مساءً الى تبديد القلق الذي أثاره هذا التطور المالي، اذ أكد أن تراجع السندات اللبنانية هو تراجع موقّت ومحدود ولا يؤثر على الوضع الائتماني اللبناني.
وقد استرعى الانتباه أن تداعيات الخطوة الاميركية ظلّت بعيدة من أولويات الخطاب السياسي الداخلي الذي لا يزال تحت وطأة نتائج الانتخابات، فيما برزت ملامح قلق فرنسي على لبنان. ونقل مراسل “النهار” في باريس سمير تويني عن مصادر رئاسية فرنسية قلقها من الوضع الاقليمي بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الايراني. واعتبرت أن الوضع داخل لبنان كان قبل ذلك يدعو الى القلق، وأن إعلان الرئيس الاميركي دونالد ترامب زاد قلق باريس التي تدعو الى تعزيز المؤسسات والدولة اللبنانية، والتقيد بسياسة النأي بالنفس لحماية الاستقرار الداخلي الهشّ من الأزمات الاقليمية. كما أن الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الذي سعى الى تعزيز الاستقرار في لبنان منذ استقالة الرئيس سعد الحريري وعودته عنها، يجري اتصالات مع اللاعبين الدوليين والاقليميين، ومنهم نظيره الايراني الرئيس حسن روحاني، للدعوة الى صون الاستقرار الداخلي في لبنان.
المستقبل: ماكرون يرى ضرورة بحث برنامج إيران الباليستي وأنشطتها في العراق وسوريا واليمن ولبنان “الديبلوماسية الغليظة” تتوعّد طهران: التفاوض.. وإلاّ
كتبت “المستقبل”: “إيران ستتفاوض وإلا سيحدث شيء”.. بهذا الكلام الخشن توجه الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس، غداة إعلانه الانسحاب من “اتفاق فيينا”، ليس إلى طهران فحسب بل إلى حلفائه الأوروبيين وغيرهم من المتمسكين بالاتفاق النووي، ملوحاً بعصا “الديبلوماسية الغليظة” التي بدأت تؤتي ثمارها في التعاطي مع بيونغ يانغ التي باتت تكثر من بادرات “حُسن النية” تجاه واشنطن قبيل القمة الأميركية ــ الكورية الشمالية المُنتظرة.
وحدود التفاوض رسمتها واشنطن مجدداً أمس في اتجاهين: “عدم امتلاك طهران لسلاح نووي أبداً” والتصدي “لنفوذ طهران الخبيث” في الشرق الأوسط. فيما برز الموقف الفرنسي كمنصة انطلاق للعمل على بديل يرضي إدارة ترامب ويضبط ايقاع ردود الفعل في مسعى احتوائي للتداعيات الخطيرة المحتملة في المنطقة الحامية أصلاً، والتي برزت مؤشراتها بالتصعيد الإيراني ضد السعودية عبر الصواريخ الحوثية وبالتصعيد الإسرائيلي ضد إيران في سوريا.
وحذر ترامب من أنه إذا استأنفت إيران برنامجها النووي فستكون هناك “عواقب خطيرة للغاية”. وأشار إلى أن عقوبات إيران سيبدأ تنفيذها “قريباً جداً”
اللواء: إحتفالات “النصر الإنتخابي”: تداعيات مالية واشتباكات وتطيير مجلس الوزراء! “لوائح بيروت” ترفض الإنتخابات “المسخرة” وتُطالِب باستقالة المشنوق.. وإلاّ التحرُّك في الشارع
كتبت”اللواء”: يبقى من عمر المجلس الحالي عشرة أيام فقط، وتطوى صفحة، لتفتح صفحة في العلاقات السياسية والتفاهمات أو الاختلافات مع استكمال الكتل الفائزة، أياً كان حجمها، المضي في إقامة “احتفالات النصر” (وليس الفوز مثلاً)، غير آبهة بتداعيات الحوادث التي ضربت البلاد من الشويفات إلى الشمال مروراً بالعاصمة، أو تلك التي تتهدد الاقتصاد اللبناني في ضوء تراجع الإقبال على شراء سندات خزينة لبنانية بالعملة الأجنبية في إطار مبادلة ديون لتعزز الحكومة احتياطات البنك المركزي وتقلص تكاليف خدمة الذين، على حدّ ما أعلن حاكم المركزي رياض سلامة.
وتخوفت الأوساط الاقتصادية من ان يؤدي التوتر الإقليمي – الدولي على خلفية قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب انسحاب بلاده من الاتفاق النووي مع ايران إلى عدول المستثمرين عن القيام بأي مشروع استثماري تخوفاً من أي تصعيد عسكري محتمل، متعدد المصادر والاتجاهات، مع الانهيارات المتلاحقة في البورصة الدولية وارتفاع سعر النفط وسط تكهنات مع ارتفاع المشتقات النفطية في المدى القريب..
وكشفت وكالة “رويترز” عن تراجع السندات اللبنانية المقومة بالدولار، بما يصل إلى 2.745 سنت مسجلة أدنى مستوياتها في عدّة أشهر، لكن حاكم مصرف لبنان رياض سلامة رأى ان تراجع السندات اللبنانية هو مؤقت ومحدود.
الجمهورية: لبنان على عتبة تصريف أعمال طويـــل… وجُرح الشويفات قيد المعالجة
كتبت “الجمهورية”: لبنان يواكب بحذَر تداعياتِ الانسحابِ الأميركي من الاتّفاق النووي مع إيران، ويحاول رصدَ الاحتمالات التي قد تترتّب على هذه الخطوة التي أربكت العالم، وأما على الضفة الداخلية، فما زال البلدُ تحت تأثير النتائج التي تمخّضت عنها الانتخاباتُ النيابية، وأحدثت تغييراً نوعيّاً في الخريطة النيابية وأحجام القوى والكتل، وبالتالي في الصورة السياسية بشكل عام. وإذا كان من المبكر الحديثُ عن كيفية تسييل هذه الخريطة سواءٌ على الصورة المجلسيّة التي تقترب من الحسم بعد انتهاء ولاية المجلس النيابي الحالي في العشرين من الشهر الجاري، وانتخاب رئيس المجلس وهيئة مكتبه خلال الأسبوع الذي يلي 20 أيار، فإنّ الاهتمامَ الداخلي ظلّ منصبّاً على العامل الأمني، في ضوء الاشتباك الدرزي بين الحزب التقدمي الاشتراكي والحزب الديموقراطي اللبناني، والذي أخذ أبعاداً خطيرة ونحا الى تصعيدٍ غيرِ مسبوق بين الطرفين أدّى الى سقوط ضحايا ورَبط العلاقة بينهما بحبالٍ من جمرٍ قابل للاشتعال.
ظلّ العالم ومعه لبنان منشغِلاً بقرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بعد إعلان الانسحاب من الاتّفاق النووي مع إيران، وإعادة فرض العقوبات الأميركية عليها، والتي ستدخل حيّزَ التنفيذ “قريباً جداً”، على حدّ ما أعلن ترامب أمس متوعّداً طهران بـ”تداعياتٍ في غاية الخطورة” إذا ما شرعت في تطوير برنامجها النووي العسكري. قائلاً: “إذا لم تتفاوض إيران فإنّ شيئاً ما سيحدث لها”.
وفي وقتٍ تواصلت فيه ردّات الفعل على القرار الأميركي، بين التأييد والرفض والأسف والانزعاج، وتأكيد الالتزام الأوروبي بالتنفيذ الكامل والفعّال للاتّفاق النووي، بدأت القراءاتُ السياسية في تداعياتِ خطوةِ الانسحاب السياسية والاقتصادية.
وتابع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون التطوّرات التي استجدّت في المنطقة عقب انسحاب ترامب من الاتّفاق النووي وردّات الفعل التي تركها وتحديداً العمليات التي استهدفت دمشق. واطّلع عون على التقارير التي تناولت التطورات قبل الحديث عن قرارِ لبنان بما يضمن مصالحَه ويحميه ممّا يجري من حوله.
ونُقل عن رئيس الجمهورية اعتبارُه أنّ الوضع دقيق وصعب للغاية. فالقرارُ الأميركي لم تتّضح نتائجُه المباشرة وغير المباشرة بعد، ولم يحظَ بالتأييد الدولي الجامع، فالعديد من الدول عارضته وكذلك الإتّحاد الأوروبي لم يوافقه الرأي، وهم أطراف أساسيون في هذا التفاهم. ولا سيما أنه تبيّن أنّ بعضاً من اركان الإدارة الأميركية يعارضه أيضاً.