من الصحافة العربية
أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف العربية
تشرين: لافروف: العدوان الثلاثي عرقل جهود تطبيق قرارات مجلس الأمن حول سورية
كتبت تشرين: أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن العدوان الثلاثي الأميركي ـ البريطاني ـ الفرنسي على سورية انتهك القانون الدولي وعرقل الجهود الرامية لتطبيق قرارات مجلس الأمن الدولي حول سورية.
ونقلت وكالة «إنترفاكس» عن لافروف قوله في مؤتمر صحفي مع نظيره القبرصي نيكوس خريستودوليديس في موسكو أمس: الجهود الهادفة إلى تنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي حول سورية تعثرت بشكل جدي نتيجة الضربة اللاشرعية التي نفذتها الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا على سورية منتهكين بذلك القانون الدولي.
ولفت لافروف إلى تشابه مواقف روسيا وقبرص بخصوص تسوية الأزمة في سورية وشدّد على ضرورة تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي «2254»، وقال: لقد تحدثنا عن الجهود التي تبذلها روسيا بما في ذلك مع إيران وتركيا في إطار عملية «أستانا» وفي سياق المؤتمر الأخير للحوار الوطني السوري- السوري في سوتشي من أجل تهيئة أفضل الظروف لبدء تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي هذا.
في غضون ذلك بحث الممثل الخاص للرئيس الروسي لشؤون الشرق الأوسط وبلدان إفريقيا- نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف مع مبعوث الصين الخاص إلى سورية شيه شياو يان التطورات المتعلقة بالوضع في سورية.
وقال شيه في مؤتمر صحفي بعد اللقاء في موسكو أمس: كان اللقاء جيداً جداً مع بوغدانوف وكانت المباحثات معمقة حول الوضع القائم في سورية، مشيراً إلى أن روسيا شريك استراتيجي للصين ويجب عليهما التنسيق وإجراء مشاورات وبحث القضايا المرتبطة بالوضع في سورية.
وكان شيه أكد في مؤتمر صحفي أمس الأول في بروكسل ضرورة أن تستمر إجراءات مكافحة الإرهاب في سورية بالتوازي مع وقف الأعمال القتالية.
من جهة أخرى أكد بوغدانوف خلال أعمال المائدة المستديرة في الأكاديمية الدبلوماسية التابعة لوزارة الخارجية الروسية أمس أن التصرفات العدوانية للولايات المتحدة وحلفائها تتسبب بتدهور الأوضاع في سورية.
ونقلت وكالة «سبوتنيك» عن بوغدانوف قوله: نشعر بقلق شديد من إمكانية تدهور الوضع في سورية نتيجة النهج العدواني الذي تتبعه واشنطن وحلفاؤها.
وأضاف بوغدانوف: الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا أثبتت أنها في حقيقة الأمر تستخدم الخطاب الإنساني وتسوق التبريرات لوجودها العسكري في سورية بحجة «إلحاق الهزيمة بالإرهابيين» كغطاء لمخططاتها الرامية إلى تقسيم البلاد.
وأشار بوغدانوف إلى أنه بفضل تدابير الردع السياسية والعسكرية التي اتخذتها روسيا من خلال القنوات المختلفة والكفاءة المهنية التي أظهرتها وسائل الدفاع الجوي السوري تمت الحيلولة دون وقوع أضرار كبيرة نتيجة العدوان الثلاثي على سورية الذي جرى في الـ14 من الشهر الجاري ولم يحقق منفذو العدوان نتائج تذكر.
إلى ذلك قال بوغدانوف: إن وزراء خارجية روسيا وإيران والنظام التركي سيناقشون في اجتماعهم «اليوم» في موسكو التحضير للجولة التاسعة من محادثات أستانا حول سورية والتي من المخطط إجراؤها منتصف أيار المقبل.
وقال بوغدانوف: العمل مستمر.. غداً «اليوم» سيكون هناك اجتماع لوزراء خارجية الدول الضامنة الثلاث في عملية «أستانا» روسيا -تركيا -إيران وستجري مناقشة الخطط المستقبلية والاجتماع المخطط له في منتصف أيار على أعلى مستوى في أستانا.
سياسيون روس خلال ندوة تضامنية مع سورية: الدعم الروسي سيستمر حتى دحر الإرهاب
إلى ذلك أقامت اللجنة الروسية للتضامن مع شعوب آسيا وإفريقيا وجمعية الصداقة الروسية- السورية بالتعاون مع الأكاديمية الدبلوماسية التابعة لوزارة الخارجية الروسية ندوة تضامنية في موسكو أمس بعنوان «الدعم الاجتماعي والسياسي الدولي للشعب السوري» حضرها عدد من الدبلوماسيين والبرلمانيين والباحثين في الشؤون الدولية والإعلاميين بحثوا فيها جذور الأزمة في سورية وتأثيرها على منظومة العلاقات الدولية وآفاق تطورها في ضوء المتغيرات الجارية على الساحة السورية والإقليمية والدولية.
وأكد نائب رئيس مجلس الاتحاد الروسي إلياس أوماخانوف في افتتاح الندوة أن الدعم المقدم من روسيا ودول أخرى لسورية سيستمر، مشيراً إلى أنه ساعدها في إحراز انتصارات كبيرة على الإرهاب الدولي وتحرير أغلبية الأراضي السورية من تنظيم «داعش» والمجموعات الإرهابية الدولية الأخرى.
وأعرب أوماخانوف عن أسفه للتصعيد والتهديد الذي تمارسه الولايات المتحدة ضد سورية بعدما بدأت أطر التسوية السياسية تلوح في الأفق، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية تصب الزيت على النار بهدف عدم السماح للحكومة السورية بتحقيق النصر النهائي على الإرهاب ووضع نهاية للمأساة التي يعاني منها الشعب السوري.
ودعا أوماخانوف إلى بذل المزيد من الجهود على مختلف المستويات عبر المنظمات الروسية الاجتماعية الرسمية وغير الرسمية لتعزيز دعم سورية والتضامن معها في مكافحة الإرهاب الدولي وآثاره.
بدوره أكد بوغدانوف خلال الندوة أن روسيا تشعر بقلق شديد من إمكانية تدهور الوضع في سورية نتيجة النهج العدواني الذي تتبعه الولايات المتحدة وحلفاؤها، مشيراً إلى أن الأحداث في سورية كان لها تأثير كبير على عمل منظمة الأمم المتحدة وعلى قواعد القانون الدولي والنظام العالمي.
وقال بوغدانوف: إن الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا أثبتت أنها في حقيقة الأمر تستغل الخطاب الإنساني وتسوق التبريرات لوجودها العسكري في سورية بحجة إلحاق الهزيمة بتنظيم «داعش» كغطاء لمخططاتها الرامية إلى تقسيم البلاد، لافتاً إلى أن الغرب يكرر أخطاءه في سورية التي تحارب الإرهاب والتطرف.
وأشاد بوغدانوف بالكفاءة المهنية التي أظهرتها وسائل الدفاع الجوي السوري ومنعت وقوع أضرار كبيرة نتيجة العدوان الثلاثي على سورية الذي جرى في الـ14 من الشهر الجاري، لافتاً إلى أن منفذي العدوان لم يحققوا نتائج تذكر.
الخليج: شبان يقتحمون السياج الأمني.. والاحتلال ينكل بغضب الضفة… ثلاثة شهداء ومئات الجرحى في جمعة «الشباب الثائر»
كتبت الخليج: استشهد ثلاثة فلسطينيين، وأصيب أكثر من 883 بالرصاص، بينهم إصابات وصفت بالخطيرة، في المواجهات التي أعقبت مسيرات العودة في جمعتها الخامسة التي أطلق عليها «جمعة الشباب الثائر».
وأكد الدكتور أشرف القدرة الناطق باسم وزارة الصحة في غزة استشهاد فلسطينيين برصاص الاحتلال شرق غزة، واستشهاد فلسطيني ثالث يدعى عبد السلام بكر ،29 عاماً، برصاص الاحتلال في مخيم العودة شرق خزاعة شرق خان يونس.
وأشار القدرة إلى أن هناك ثلاثة مصابين في حال الخطر الشديد، إضافة إلى سيدة في الخمسين من العمر أصيبت برصاصة في الرأس. وشهدت مدينة غزة أعنف المواجهات عندما تمكن مئات الشبان من اختراق السياج الأمني الأول، وتمكن بعضهم من اختراق السياج الأمني الأساسي شرق مدينة غزة.
وأصيب العشرات شرق غزة برصاص الاحتلال الذي أطلق النار على كل من تخطى السياج الأمني، كما أطلق جيش الاحتلال قنابل الغاز صوب خيام العودة شرق غزة، وعلى المصلين وقت صلاة العصر، وأوضح القدرة أن عشرة من المصابين هم من بين الطواقم الطبية والصحفية.
ووصل عشرات الآلاف من الشباب إلى الحدود الشرقية لقطاع غزة في إطار التظاهر في مسيرات العودة تحت عنوان «جمعة الشباب الثائر».
وأكد مشاركون في مسيرات العودة الكبرى أن قوات الاحتلال المنتشرة على امتداد السياج الأمني واجهت فعالياتهم السلمية، بإطلاق كثيف للرصاص الحي، والرصاص المعدني المغلف بالمطاط، وقنابل الغاز المسيل للدموع.
ونجح شبان فلسطينيون في اقتلاع أجزاء من السياج الأمني بواسطة ربطها بالحبال وشدها، فيما نجح آخرون في إطلاق طائرات ورقية تحمل زجاجات حارقة، نحو الأراضي المحتلة خلف السياج الأمني، بهدف إحراق الأراضي الزراعية «الإسرائيلية».
وأقام آخرون سواتر ترابية متقدمة بغرض توفير المزيد من الحماية للمتظاهرين شرق مخيم البريج للاجئين، وسط القطاع.
وقال فوزي برهوم الناطق باسم حركة «حماس»، إن المشاركة الجماهيرية الحاشدة في مسيرات العودة، وكسر الحصار، والالتحام المباشر مع الاحتلال، تأكيد على أن الشعب الفلسطيني يمتلك القوة والقدرة والاستعداد الدائم للقيام بالواجب، وكسر معادلات الاحتلال.
في الأثناء، أصيب 9 فلسطينيين بالرصاص الحي والرصاص المعدني المغلف بالمطاط، في المواجهات التي اندلعت عند المدخل الشمالي لمدينة البيرة، في جمعة الشباب الثائر. ووفقاً للمصادر الطبية، فقد أصيب 3 مواطنين بالرصاص الحي، فيما أصيب 6 مواطنين بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، إلى جانب عشرات بحالات اختناق جراء الإطلاق الكثيف لقنابل الغاز.
واندلعت مواجهات بعد مسيرة شارك فيها العشرات، حيث أشعل الشبان النيران في الإطارات المطاطية، لتوفير الحماية لهم من قناصة جيش الاحتلال، وألقى الشبان الحجارة على جنود الاحتلال، وأطلق الجنود الرصاص الحي والمعدني المغلف بالمطاط بكثافة نحو الشبان.
واقتحمت قوات الاحتلال ضاحية البالوع شمالي البيرة، وسط إطلاق كثيف لقنابل الغاز السام، والرصاص المعدني المغلف بالمطاط نحو الشبان، وتوزع الجنود في أكثر من منطقة، لمواجهة الشبان المنتشرين في أكثر من مكان لإمطار جنود الاحتلال بالحجارة.
وأصيب شاب بجروح في الكتف جراء إصابته بعيار معدني مغلف بالمطاط خلال مواجهات مع جيش الاحتلال عقب قمعه لمسيرة كفر قدوم السلمية الأسبوعية المناهضة للاستيطان والمنددة بقرارات الإدارة الأمريكية المتعلقة بالقدس.
وأفاد منسق المقاومة الشعبية في كفر قدوم مراد شتيوي، بأن جيش الاحتلال هاجم المشاركين في المسيرة بالأعيرة المعدنية المغلفة بالمطاط، ما أدى إلى إصابة الشاب في كتفه، وتمت معالجته ميدانياً من قبل طاقم الهلال الأحمر الفلسطيني.
وأكد شتيوي أن جنود الاحتلال استهدفوا الصحفيين بقنابل الصوت، وقاموا بتهديدهم بإطلاق الرصاص عليهم إذا لم يتركوا منطقة المواجهات. وأجبرت بلدية الاحتلال في القدس المواطن إياد رمضان بهدم «موقف سيارات» يملكه بيده في بلدة سلوان، جنوب المسجد الأقصى، بحجة البناء من دون ترخيص.
البيان: 3 شهداء و600 جريح فلسطيني في «جمعة الشباب الثائر»
كتبت البيان: أسفر قمع الاحتلال لجمعة الشباب الثائر عن سقوط 3 شهداء و600 جريح فلسطيني خلال مواجهات على حدود قطاع غزّة، وفيما اقتحم متظاهرون السياج الفاصل بعد قصّهم أجزاء منه، شدّدت الأمم المتحدة على أنّ حالات القتل العمد التي ترتكبها إسرائيل انتهاك خطير لاتفاقية جنيف الرابعة.
واستشهد 3 فلسطينيين وأصيب 600 آخرون في قمع قوات الاحتلال للمسيرات السلمية على طول الحدود الشرقية لقطاع غزة. وأفاد الناطق باسم وزارة الصحة الفلسطينية، أشرف القدرة بأنّ 3 شهداء سقطوا وأصيب نحو 600 فلسطيني بجروح متفاوتة واختناق بالغاز شرق قطاع غزة، حيث أطلقت قوات الاحتلال الرصاص وقنابل الغاز بكثافة تجاه المتظاهرين.
وأوضحت الوزارة أنّ من بين المصابين أربعة مسعفين وصحفي في شرق مخيم البريج وسط القطاع. وقال شهود عيان في منطقة البريج، إنّ عشرات المتظاهرين تمكنوا من تسيير طائرات ورقية باتجاه الأراضي المحتلة، دون أن يبلغ عن وقوع اصابات في صفوف المتظاهرين.
وأشعل شبان عشرات إطارات السيارات، بينما وضع آخرون سواتر رملية لحمايتهم من رصاص الحقد الإسرائيلي، ورشقوا الحجارة تجاه جنود الاحتلال الذين يحتمون خصوصا خلف سواتر رملية أو في أبراج مراقبة عسكرية.
واقتحم متظاهرون السياج الفاصل، وقصوا أجزاء منه، وفق ما أفاد صحافيون من المكان. وأطلق جنود الاحتلال الرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع على المتظاهرين لدى عبورهم السياج الحدودي. وتزايدت أعداد المتظاهرين بشكل غير مسبوق عند السياج الحدودي قبل اقتحامه. وبدأت سيارات الإسعاف في نقل المصابين، كما أضيفت تعزيزات إسرائيلية إلى ثغرة في السياج لمنع عبور المتظاهرين.
وأطلقت الهيئة الوطنية العليا المنظمة للاحتجاجات على تحركات الجمعة اسم «جمعة الشباب الثائر»، بينما قام المنظمون بإقامة خيام كبيرة على مسافة نحو 300 متر من السياج الفاصل، بعدما كانت هذه الخيام على بعد نحو 700 متر من الحدود.
في السياق، قال مفوّض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان الأمير زيد بن رعد الحسين، أمس، إن على إسرائيل وضع حد لاستخدام قواتها للقوة المفرطة على الحدود مع قطاع غزة، وأن تحاسب المسؤولين عن سقوط العدد الكبير من الضحايا والمصابين الفلسطينيين.
وقال الأمير زيد في بيان، إنه خلال الأسابيع الأربعة الأخيرة قضى 42 فلسطينياً وأصيب أكثر من 5500 على طول السياج الحدودي في غزة، في الوقت الذي لم ترد فيه تقارير عن سقوط قتلى أو مصابين من الجانب الإسرائيلي.
وأضاف زيد: «فقد الأرواح أمر يستحق الشجب وعدد الإصابات الصادم جراء الذخيرة الحية، يؤكد فقط الانطباع باستخدام القوة المفرطة مع هؤلاء المتظاهرين، ليس مرة أو اثنتين بل مراراً وتكراراً، القانون الدولي يسمح باستخدام القوة المميتة في حالات «الضرورة القصوى»، لكن يصعب فهم التهديد الذي تمثله حجارة أو قنابل حارقة تلقى من مسافة بعيدة على قوات أمن تحظى بوسائل حماية قوية».
وأفاد البيان أنّ عدد الضحايا يشمل 35 شخصا قتلوا خلال مظاهرات «مسيرة العودة الكبرى» وهم غير مسلحين ولا يشكلون تهديداً محدقاً بالقوات الإسرائيلية.
مشيراً إلى أنّ حالات القتل قد تشكّل قتلاً عمداً في ظل احتلال وهو انتهاك خطير لاتفاقية جنيف الرابعة. وقال الأمير زيد «يصعب فهم كيف يمكن أن يشكل الأطفال، حتى لو كانوا يلقون الحجارة، تهديداً وشيكاً بالموت أو إلحاق إصابات خطيرة بقوات أمن لديها وسائل حماية قوية».
وأبان أنّ تحذيرات الأمم المتحدة من الاستخدام المفرط للقوة ذهبت أدراج الرياح على ما يبدو، إذ لم يطرأ أي تغيير في الأساليب الإسرائيلية، كما يبدو أن إسرائيل لا تجري تحقيقات جادة إلا عند وجود دليل ضد قواتها في شكل تسجيل فيديو من مصدر محايد، أما فيما عدا ذلك فإنها لا تبذل جهداً يذكر لتطبيق حكم القانون.
الحياة: «خيام العودة» تقترب من الحدود مع إسرائيل
كتبت الحياة: في الجمعة الخامسة من «مسيرة العودة» التي حملت تسمية «جمعة الشباب الثائر»، توافد آلاف الفلسطينيين إلى نقاط التجمع على امتداد الشريط الحدودي الفاصل بين قطاع غزة وإسرائيل. غير أن هذه الجمعة لم تكن كسابقاتها، إذ إضافة إلى الاقتراب بخيام العودة المنصوبة إلى مسافة نحو 300 متر من الحدود، بعدما كانت على بعد نحو 700 متر، حاول عدد من الشبان منذ الصباح الباكر قطع السياج، قبل أن يتمكن عدد آخر من اجتيازه بعد الظهر. وكانت حصيلة المواجهات الحدودية مع قوات الاحتلال الإسرائيلية 3 شهداء و900 جريح.
وفي نقطة التجمع في مدينة رفح، على بعد 100 مترٍ من الحدود الشرقية للقطاع مع إسرائيل، ونحو 300 متر من الحدود الجنوبية مع مصر، أقام ناشطون عشرات «خيام العودة» وسواتر ترابية متعاكسة بغية حماية المحتجين والزائرين، وبعضهم لم يتجاوز الخمسين، ولم يصل المنطقة في حياته قط.
أراد الناشطون في رفح أن يقدموا شيئاً غير روتيني في إطار مسيرة العودة»: «وحدة الكاوتشوك» لا تفوت فرصة لنقل مئات الإطارات التالفة لإشعال النار فيها، من دون احتفاء «يليق» بها. أما «وحدة الأطباق الطائرة»، فلا تكتفي بوضع شعلة صغيرة في ذيل «الطبق»، بل إطار دراجة نارية صغير لإشعال نار كبيرة في الأحراج الإسرائيلية خلف السياج.
تبدو الأجواء الوطنية مختلفة في رفح، فالوحدة بين الفصائل والتيارات السياسية هي السمة الأبرز في المدينة الحدودية، التي تُعتبر آخر بقعة في الدول العربية في قارة آسيا، ومن توأمها رفح المصرية حيث تبدأ القارة السوداء أفريقيا.
يشعر سكان مدينة رفح «بوابة فلسطين الجنوبية»، البالغ عددهم أكثر من 250 ألف فلسطيني، بالشجاعة والفخر. قال أحدهم: «هنا قتلنا جنودهم وخطفنا (الجندي الإسرائيلي غلعاد) شاليت (عام 2006)، وهنا أيضاً قتلناهم مجدداً، وخطفنا جثة (الضابط هدار) غولدن» في الأول من آب (أغسطس) 2014 خلال الحرب الإسرائيلية الثالثة على القطاع.
«لا صحافيين كُثراً في رفح»، قال ماجد أبو ضاحي (40 عاماً) لـ «الحياة». وبينما تصدح عبر مكبرات الصوت أغنية «يا قلعة الجنوب يا رفح»، أشار أبو ضاحي بيده إلى برج عسكري إسرائيلي خلف السياج الفاصل مطلي باللون الأحمر ويرتفع نحو 30 متراً في السماء، وقال: «إلى هذا البرج صعد أحد مقاتلي لجان المقاومة الشعبية قبل أن يستشهد برصاص أحد الجنود». وتابع: «قرب البرج، خرج المقاتلون لليهود وقتلوا عدداً منهم وخطفوا شاليت، ومن المنطقة نفسها خرجوا لهم من تحت الأرض مجدداً، وقتلوا عدداً آخر وخطفوا غولدن».
لا يأبه الناشطون كثيراً لمصير غولدن، ولا أحد يعلم، يقيناً، إن كان قُتل أم لا يزال على قيد الحياة، فيما تلتزم حركة «حماس» الصمت المطبق، وترفض الإفصاح عن أي معلومات عنه، أو عن الجندي شاؤول أورون، أو الإسرائيليين الآخرين المحتجزين لدى الحركة، من دون مقابل.
لكن مسؤولين إسرائيليين قالوا قبل أيام قليلة إن هناك مفاوضات سرية غير مباشرة مع «حماس» لاستعادة الأربعة، فيما لدى الفلسطينيين جميعاً يقين بأن إسرائيل ستدفع ثمناً باهظاً في مقابل إطلاقهم في أي صفقة تبادل أسرى مستقبلية.
ويصل رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية، ويُلقي أمام الحشود كلمة «عاطفية حماسية». يوجه التحية لأهالي رفح «قلعة الجنود»، ويستذكر خطف شاليت، لكنه يتعمد عدم ذكر غولدن ورفاقه الثلاثة المحتجزين لدى الحركة.
القدس العربي: جمعة «الشباب الثائر» تجتاح السياج الأمني الإسرائيلي وتقتحم الحدود
ثلاثة شهداء ومئات الجرحى بينهم صحافيون ومسعفون وأطفال ونساء
كتبت القدس العربي: في جمعة «الشباب الثائر»، وهي الجمعة الخامسة في مسيرات العودة، قدم قطاع غزة ثلاثة شهداء يضافون إلى 42 شهيدا منذ 30 مارس/ آذار الماضي، وأكثر من 611 بالرصاص، بينهم ثلاثة جروحهم خطرة.
وأكد الدكتور أشرف القدرة الناطق باسم وزارة الصحة في غزة، استشهاد محمد أمين المقيد (21 عاما) وآخر مجهول الهوية برصاص الاحتلال شرق غزة، وإصابة 611 في إحصائية الساعة السابعة، فيما استشهد عبد السلام بكر (29 عاما) برصاص الاحتلال في مخيم العودة شرق خزاعة شرق خانيونس.
وأوضح أنّ من بين الجرحى 75 إصابة بالرصاص الحي، و96 بالغاز المسيل للدموع، و12 بشظايا متفرقة، و9 بالرصاص المطاطي، و6 لم يوضح طبيعة إصابتهم. ولفت إلى أن من بين الإصابات 12 طفلا، و9 سيدات و11 صحافيا وعشرات المسعفين.
وتميزت جمعة «الشباب الثائر» بنجاح مئات الشبان الفلسطينيين في اجتياح السياج الأمني الأول مع إسرائيل وتمكن بعضهم من اجتياح السياج الأمني الأساسي، شرق مدينة غزة. وقال مراسل وكالة الأناضول، الذي كان في المكان، إن المئات من الشبان الذين تجمهروا منذ صباح أمس، اقتحموا السياج الفاصل، وعبروا إلى الشق الثاني من الحدود. وأضاف أن جنود الجيش الإسرائيلي أطلقوا النار بكثافة. وأصيب العشرات شرق غزة برصاص جيش الاحتلال الذي أطلق النار على كل من تخطى السياج الأمني.
وزار إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، مخيم مسيرة العودة شرق رفح، وقال إن هذه «المسيرات أربكت المحتل، وستعيد حساباته وتضع على طريق التحرير الخطوات الواثقة من رفح وحتى آخر نقطة من حدود فلسطين». وأضاف: «أن الشباب الثائر ووحدة الكوشوك ووحدة الأطباق الطائرة أرعبوا المحتل، فما بالكم بصواريخنا؟». وأكد أن الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج سيقف وقفة رجل واحد في يوم 15 مايو/ أيار المقبل وهو ذكرى يوم النكبة، الذي حدد يوما للاجتياح الكبير للسياج الأمني والعبور إلى فلسطين التاريخية.
وقال رئيس حماس في القطاع، يحيى السنوار، خلال مشاركته في جمعة الشباب الثائر في مخيم العودة شرق مخيم البريج وسط غزة، إن خروج الجماهير الفلسطينية في مسيرة العودة يأتي تأكيدًا على حق العودة وتمسكنا به، مردفًا: سنسعى لتحقيقه بكل الإمكانات. وأضاف السنوار «إننا ماضون حتى تحقيق أهداف شعبنا وكسر الحصار».