بقلم غالب قنديل

أكاذيب لعرقلة الحسم

غالب قنديل

يمكن بالعودة إلى جميع عمليات الحسم العسكري التي قام بها الجيش العربي السوري ضد معاقل عصابات الإرهاب وبؤرها المركزية ملاحظة حجم الضغوط والتهديدات وزوابع الغبار الإعلامي التي اطلقتها دول حلف العدوان تباعا وبصورة خاصة الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وكل من تركيا والسعودية وقطر وقبل جميع هؤلاء إسرائيل المستثمر الرئيسي في خطة تدمير سورية منذ سبع سنوات.

خلال الأيام القليلة الماضية بدأ يظهر تحول التركيز الإعلامي لحلف العدوان من دوما إلى مخيم اليرموك بعدما تمكنت الجهود الروسية والسورية من إحباط فبركة كذبة الكيماوي في دوما وبعدما حسمت المعركة العسكرية وتم ترحيل بقية الإرهابيين من المدينة استعدادا لعودة اهلها بعدما باتت تحت سيطرة الجيش العربي السوري.

التوظيف الوحيد الممكن للفبركة والكذب المتبقي عن دوما هو المزيد من السعي لتشويه سمعة الدولة السورية والجيش السوري وتجميع الأوراق المزورة في ملف اتهام متواصل منذ انطلاق العدوان على سورية لابتزاز الدولة السورية وحلفائها.

بدأ مؤخرا يظهر الضجيج الغربي حول مخيم اليرموك لعرقلة تحرك الجيش العربي السوري ضد معاقل الإرهاب في اطراف دمشق بعد تحرير الغوطة وبالتوازي وبصورة متعمدة فرض الإعلام العالمي ستارا سميكا من التعتيم على حصيلة تحقيقات مفتشي منظمة حظر السلاح الكيماوي في دوما خلافا للحملات التي أثارتها الأخبار المتداولة عن الهجوم الكيماوي المزعوم فقد ازيح العنوان من الواجهة لطمس الحقائق.

قليلة هي وسائل الإعلام العالمية التي اهتمت بالمعلومات عن تحقيقات الخبراء والمفتشين الذين لم يجدوا أثرا لاستخدام السلاح الكيماوي بعد الفحوصات التي قاموا بها لعينات من دوما ورغم ظهور شهود عيان سوريين اكدوا عدم حصول هجوم بالغازات السامة والأسلحة الكيماوية وفقا لمزاعم الروايات المفبركة وقد أعلن مبعوث روسيا الدائم لدى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، ألكسندر شولغين، الخميس، أن خبراء منظمة حظر انتشار الأسلحة الكيميائية استجوبوا 6 أشخاص من دوما، وقد نفوا حدوث هجوم كيميائي.

ذكر شولغين خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده الجانبان الروسي والسوري في لاهاي، أنه “لم يكن لدينا أي شك بأن مزاعم استخدام الكيميائي في دوما مسرحية مفبركة واستفزاز جرى التخطيط له من قبل وسائل الاعلام الغربية.” وظهر في المؤتمر طبيب سوري كان في دوما يوم السابع من نيسان أفاد بأن حالات الاختناق التي عاينها خلال صبيحة ذلك اليوم كانت ناتجة عن الغبار ومن غير أي اعراض تشير لاستعمال غازات سامة واكد والد الطفل السوري حسن دياب الذي استخدمه المسلحون في فبركة اخبار استعمال الكيماوي “جئنا إلى لاهاي لنقول كلمة الحق” بينما تحدث سائر الشهود بالتفصيل عن حقيقة ما جرى.

بدا واضحا ان فاعلية التصدي السوري والروسي للفبركة فككت الإدعاءات وكذبتها بصورة فاضحة لكن التعتيم الإعلامي الدولي خنق المعلومات ومنع انتشارها بفعل قرار اميركي غربي متخذ مسبقا لحماية الأكاذيب والحفاظ عليها في خدمة الحرب على سورية ولتشويه سمعة الدولة الوطنية السورية.

هي ليست المرة الأولى التي تظهر فيها المفارقة أي طمس الحقائق وترويج الشائعات والأفلام المصنعة لتوليد انطباعات في الرأي العام وشيطنة الدولة السورية وحلفائها وتحويل المجرمين إلى ضحايا فقد شكلت الأكاذيب المنظمة سلاحا دائم الحضور منذ انطلاق العدوان على سورية وتخصصت مؤسسات إعلامية غربية وخليجية ولبنانية في تعميم اخبار مفبركة وتسويق معلومات كاذبة لبناء بيئة افتراضية تبرر الحرب على سورية وتظهر الاحداث على غير حقيقتها لتغطية خطط الحرب الأميركية بواسطة عصابات الإرهاب التكفيرية التي جرى تمويلها وتجهيزها لخدمة أهداف الحلف الذي تقوده الولايات المتحدة.

العويل والتباكي على قصف مواقع الإرهاب في مخيم فلسطيني بضاعة أخرى تلوح في الأفق ويظنها المسوقون سهلة التسويق وسبق لها ان جربت مرارا وحتى لو كانت المجموعات المتمركزة في هذا المخيم ومحيطه من داعش التي يزعمون محاربتها.

تصمم دول العدوان على اعتراض عمليات الجيش العربي السوري المصمم على تحرير الأرض السورية من بؤر الإرهاب بدون استثناء ومن غير تأخير وكل الصراخ لن يفيد لكنهم سيقومون بإطلاق المزيد من الصراخ والعويل وهؤلاء المولولون هم انفسهم داعمو الاحتلال الصهيوني وشركاؤه الدائمون الذين يصيبهم الخرس إزاء كل ما يدور في فلسطين المحتلة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى