من الصحف الاميركية
بعد الغارة الإسرائيلية على مطار “تيفور” العسكري السوري ظهر في وسائل الإعلام الاميركية العديد من التفسيرات والتحليلات لما حدث، ومن أهم النقاط البعد الإقليمي المحتمل للحادث، واعتبر مراقب صحيفة “نيويورك تايمز” توماس فريدمان أن التطورات الأخيرة تدل على بدء مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران، وحسب رأي الكاتب فإن الجولة الأولى من هذه المواجهة كانت في فبراير الماضي، حين أعلنت إسرائيل إسقاط طائرة مسيرة إيرانية دخلت أجواءها، وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي رونين مانليس بهذا الصدد إن الطائرة انطلقت من مطار “تيفور” السوري في محافظة حمص، وكانت موجهة لتنفيذ هجوم على إسرائيل، وليست في مهمة استطلاعية .
وأفادت بعض الصحف أن الرئيس الاميركي دونالد ترامب أبدى غضبه أمام مجلس الأمن القومي من الإعلان عن عقوبات محتملة على روسيا دون موافقته”، مشيرةً إلى أنه “من غير المرجح أن يوافق ترامب على عقوبات إضافية على روسيا دون مبرر جديد“.
وكانت وكالة “رويترز” للأنباء قد أفادت أن “البيت الأبيض أعلن بحث فرض عقوبات إضافية على روسيا واتخاذ قرار قريبا بهذا الشأن”.
هل ما زالت الولايات المتحدة تتمتع بموقع ريادي على المستوى العالمي، أم أن دورها آخذ بالتراجع، ولماذا لا يزال العديد من الأزمات الدولية تتفاقم دون تدخل أميركي، أم أن انهيار النظام العالمي بقيادة واشنطن يتسبب في الكثير من الأضرار؟
في هذا الإطار نشرت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية مقالا للكاتب جاكسون ديل يقول فيه إن الفوضى الدموية التي يشهدها الشرق الاوسط تعتبر عرضا واضحا لما يجري للنظام العالمي في ظل تراجع الدور الدولي الأميركي فيه.
ويشير إلى أن الضربة الصاروخية الأميركية البريطانية الفرنسية المشتركة المحدودة التي أمر بها الرئيس الأميركي دونالد ترمب لقصف مواقع تابعة للدولة السورية الأسبوع الماضي لن تفعل شيئا لتغير الواقع في الشرق الأوسط.
ويضيف أن هذا الواقع يتمثل في ترك الرئيس ترمب فراغا للسلطة في قلب المنطقة برمتها، تماما كما فعل سلفه باراك أوباما.
ويرى أن المستفيدين من هذا الفراغ هم روسيا وإيران وتركيا وحزب الله اللبناني ومجموعة من الجهاديين الذين سيطاردون المنطقة والغرب بعد فترة من نهاية تنظيم داعش.
ويقول الكاتب إن هذه هي القصة الواضحة، وإن الأدهى أن هناك فراغا في العديد من المناطق البائسة في العالم حيث ينبغي وجود المبعوثين الأميركيين، وتقديم المساعدات للضحايا، وردع اللاعبين الحاقدين، والسعي لحلول سياسية.
ويشير إلى غياب الرئيس ترمب عن حضور قمة الأميركيتين التي انعقدت في العاصمة البيروفية ليما الأسبوع الماضي، حيث تشهد فنزويلا أزمة متفاقمة تسببت في العنف والجوع للملايين من الناس وبفرار أكثر من مليون شخص من البلاد، في أكبر نزوح بشري في تاريخ أميركا اللاتينية.
ويضيف أن جنوب السودان أيضا يعاني حربا أهلية بين الفصائل المتناحرة أسفرت عن عشرات الآلاف من القتلى ونزوح أكثر من مليون شخص خارج البلاد، وسط تحذير أممي من أن البلاد على حافة المجاعة.
ويقول إن الخارجية الأميركية اعتادت أن يكون لها مبعوث خاص في جنوب السودان، لكن الوظيفة شاغرة.
ويضيف الكاتب أن ميانمار تعاني أيضا أزمة هي الأخرى حيث شرع الجنرالات في حملة وحشية ضد أقلية الروهينغا، مما اضطر أكثر من 700 ألف منهم للنزوح إلى بنغلاديش.
ورغم وصف وزير الخارجية الأميركي المُقال ريكس تيلرسون لما يجري في ميانمار بأنه تطهير عرقي، فإن استجابة الولايات المتحدة لهذه الفظاعة كانت ضعيفة.
وأما المحطة الأخرى الجديرة بالاهتمام فتتمثل في إقليم التبت الذي يتمتع بحكم ذاتي تحت الحكم الصيني، والذي أصبح مختبرا للقمع في زمن التقنية العالية للقرن الحادي والعشرين.
لكن منصب المنسق الخاص لقضايا التبت في الخارجية الأميركية لا يزال شاغرا هو الآخر، وذلك ضمن العديد من المواقع الخالية من القيادة الأميركية في العالم.